القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


اليمن أمام مفترق طرق صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 14 فبراير 2007 01:47
صوت الجنوب 2007-02-14 / المهندس/علي نعمان المصفري )
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على هذه الأرض لمهمتين أساسيتين لا ثالث لهنا وهما:عباده الخالق عز وجل وتعمير الأرض.ولهذا وهب الله الإنسان الحياة مره واحده باعتبارها رحله
 
قصيرة  للإنسان على هذا الكوكب يديرها ويبرمجها بما يؤدي إلى تحقيق هاتين المهمتين لكن ليس كل البشر متساوون منهم من يتسابق في التضحية لأجل الوطن وقضاياه ومنهم لا هم له غير قراءه الفاتحة لمزيد من الضحايا .

هم قله  أولئك الذين نذروا حياتهم من اجل إسعادنا, احرقوا حياتهم ليكونوا قناديل تضئ لنا طريق العتمة التي أحاطت بآلامه منذ بداية انحدار العقل العربي في نهاية العصر العباسي.
منذ ذلك المنحنى جمدت حركه التاريخ في عالمنا العربي وتقهقرت جهود المجتمعات العربية وطحنت تحت قضبان التخلف وتمزقت الأمة وبقت أشلاء تتناثر بين ضفائر الجهل وخلف قضبان جلادي الأمة الذين لم يتركوا لها حال ولا مجال حتى طوقوه بأسلاكهم الشائكة وزرعوا الفتن ونشروا الفقر وبقى التخلف ظاهره كل عصورنا,  وجلادي شعوبنا يرفعون الشعارات وينشرون الشماعات ويتهمون المستعمر تارة والغرب تارة
أخرى ، ولم يدركوا أنهم هم سبب البلاء في هذه الأمة. تجمد الجسد العربي وتجمد عقله معه طيلة هذه القرون ولم
نرى شعاعا ينبلج نحو فجر الخلاص غير الوعود النرجسية وكيل الاتهامات لما هو خارجي وتعليق كل شيء على مشجب المؤامرات وأصبحت شعوبنا ترزح تحت وطأه وغول الرزء من حكامها.
لم تحدث تنميه ولم تخلق الدولة الحديثة لعدم امتلاك الحكام على أراده سياسيه تكون الشرط الرئيسي لإقامة دوله
المؤسسات الضمانة  الحقيقية لإحداث  التنمية في كل مناحي الحياة ولكن يبدو ان الطبع غلب التطبع وظلت أحداث التاريخ تجر نفسها في منحدرات لا تعرف منتهى إلا الكوابيس الوخيمة التي تجثم على كاهل الأمة وتقيد حركه التاريخ فيها وتلجم كل صوت يرتفع لينادي بالعدل والمساواة.
تتزحلق الحضارة  الحديثة على جسدنا المتجمد ولم تستقر عليه , ولهذا تطورت كل الأمم شرقنا وغربنا ,شمالنا وجنوبنا ونحن تحولنا إلى بحيرة جامدة .
فالخطأ ليس في عقيدتنا ولكن في القائمون على رقابنا بحد سيفهم هم سبب الهيانة والانحدار الذي وصل إليه  العالم العربي.
هذا هو قدرنا ومأساتنا بل وان عناصر التخلف بقت معششة في عقول مجتمعاتنا تحت مسميات دينيه ودنيويه غسلت عقول العامة وحولتها إلى وقود لتزييت طاحونة الفساد والمفسدين القائمون على مؤسسات الحكم.
بلادنا واحده من تلك لكن مأساتها من استنساخ غريب وعجيب  فيها تتحول عواطفنا إلى دموع تتجمع لتضحي سيول عارمة من يعترض طريقها تجرفه إلى غير رجعه ولكن عندما تهدى تتحول
وللأسف إلى بحيرة من الماسي نغرق فيها لا نستحمم و لا نسقي زرعنا منها غير اجترار النقمة والثأر لدوره عنف أخرى.
لقد بقى حالنا نحن في جنوب شبه الجزيرة العربية نتأرجح بين شرق وغرب ولم ندرك حجه أوطاننا ومن هنا كانت المأساة  الحقيقية التي بقت أزمة حقيقية لم تقدر النخب على إحداث نهوض حقيقي لتجاوزها بخلق الشروط والظروف لولادة المشروع  الوطني على الرغم من المحاولة الغير منظمه في الهروب من استحقاقات وطنيه وشعبيه إلى يوم 22 مايو 1990 الذي مثل مرحله جديدة لدوره عنف أخرى لعدم وجود ضمانه بقيام دوله
المؤسسات وبالتالي لم تصحا الجماهير الا على عويل من نوع أخر هذه المرة بصناعه شماليه واحتدم الصراع وكان المنتصر الشمالي يعيش أحلام ولذة النصر والجنوبي المهزوم يتذوق الهزيمة أرضا وإنسانا وثروة وبداء مسلسل من نوع غريب هذه المرة لكن بذات الطقوس للنقش رقم عشره.
وقع الجنوبي تحت طائلة الرنين للوقع الخفي النفسي للهزيمة الناجمة من جراء أخطاء النخب والمبدأ الرئيسي
الذي تولدت من رحمه حركه التحرر في الجنوب وخلطها بين محلي وخارجي لمشاركه حركات التحرر في حكم البلدان التي احتضنتهم وهي لم تحدث إطلاقا في أي بلد شيوعي او رأسمالي إلا في جنوب اليمن  .
حصان طروادة ظل الجنوب وبدأ مسلسل العنف وتوالت دورات العنف لكن الشعارات رغم نتائج هذه الدورات خلقت حساسية من نوع خاص تمثل في فرز من نوع أخر فبعد الوحدة بقى كل ما هو شمالي سلطه وموالين متحصنون في خندق واحد ضد كل من يجرؤ على ذكر الجنوب ومعاناة أبناءه وخصوصا بعد الحرب
الظالمة التي ندى ويندى لهل الجبين لما أحدثته من شروخ وجروح غائرة وتأسيسا عليه عثرت خلق الانبعاث الحقيقي للمشروع الوطني لهذ فمن تحدث عن ذلك اعتبر عار ويتهم بالانفصالية والردة والخيانة.
 لم يدرك الأخوة في قصر الستين في صنعاء ان الجنوبيين ذهبوا الى صنعاء يحملون نماذج بناء المشروع الوطني بآفاق حضاريه تقدم الوطن إلى العالم كدلاله على الخروج من شرنقة الماضي وعلاته سواء وجدت في الجنوب او الشمال وعلى ان العقل اليماني قد امتلك من الجرأة والحكمة مالا يستطع آخرون في المنطقة من إحداث الحراك الوطني والفكري والثقافي الإبداعي نحوه  الا في جنوب الجزيرة وكانت ستكون سابقه يحمد لها ليس الدين الحنيف بل الفكر الإنساني عامه لكن قوى التخلف ظلت تجول ببلدوزرات الهدم في كل أرجاء
الوطن ومنذ الوهلة الأولى بدأت بتدمير يبادر الخير وأشعلت الضغينة والفرقة في كل وادي وحارة وبدل ان كنا
شعب واحد تحت علمين ودولتين صرنا شعبين تحت علم واحد ولا وجود لدوله الا تلك ما قبل تاريخ نشؤها .
 لم يدرك الجنوبيون من مقدمات الطعم في العلاقة بين المفترس والضحية وبقوا يربطوا حول أحزمتهم كل أنماط
الصبر والجنوح للتجنب ولو لحين عن الحديث حول عمق المشكلة حتى استفحلت فيهم وصارت بالفعل برميل باروت مؤقت ينفجر في كل  حين خصوصا بعد استشهاد ما يقارب 150 كادر جنوبي ونتيجة لذلك بلغت ألازمه ذروتها بفعل صب قوى الظلم والفساد الزيت عليها وجرت البلاد الى أتون حرب لا ناقة فيها ولا بعير على الرغم من النداءات المتتالية للعقل, لكن القوى الحاقدة على الوحدة وضعت عجين من نوع خاص في أذانها ولم تستجب إطلاقا لهذه النداءات وذهبت الى ما أردت له وأعلنت الحرب في 27 ابريل المشئوم وهنا قتل
الحلم وتبدد.
أصبح أبناء الجنوب إما مبعدين من أعمالهم  او مشردين في أصقاع العالم لا لذنب اقترفوه الا لأنهم قدموا ارض وثروة  ودوله  لانجاز المشروع الوطني .
فبعد حرب الإخوة  الأعداء في عام 1994 أختل التوازن في الميزان السياسي ونشاء فرز حقيقي بين ما هو شمالي وجنوبي ونشأت مؤسسه جنوبيه عريضة  وواسعة مثلت ما يقارب نصف مليون كادر وموظف وهم من كانوا الجهاز الإداري لليمن الديمقراطي  تضاف اليها قائمه المبعدين قسرا من أساتذة
جامعه عدن مؤخرا علاوة على ذلك تهميش شعب بكامله من ممارسه حقه المشروع في الحياة وبما تكفله كل شرائع السماء على هذه الأرض المباركة.
 انتشر الشماليون التابعون لأجهزه السلطة في صنعاء في كل بقاع الجنوب لإحداث تغيير ديموغرافي  وصبغ البئه  الجنوبية بمطابع تكاثر يه لتفقيس المزيد منهم على حساب النمو السكاني للجنوبيين وفي سبيل خلق أمر واقع
وهو ما يسمونه الجنوبيون بالاحتلال.
تغيرت المعادلة وتغيرت قوانين اللعبة السياسية هنا وبقى الجنوبيون في منازلهم يتباكون على إطلال الماضي وخصوصا الاستحقاقات التي تم انجازها في جنوب اليمن والمستوى الرفيع المتميز الذي عكسته الدولة الوطنية في إرساء مفاهيم اجتماعيه وثقافيه وحقوقيه صارت ليس فقط عنوانهم أمام العالم بل وحديث لدلالات سامية أشادت بها على سبيل المثال ممثله حقوق المرأة في الأمم المتحدة في إحدى الندوات العالمية مؤخرا عندما استرشدت بالمستوى الفريد الذي حققته المرأة في جنوب اليمن بحيث تجاوز مستوى بعض
البلدان الاشتراكية في حينه .
وعندما حطت الحرب في صيف 1994 أوزارها فاق الجنوبيون و بدءوا يدركون أن ما وقع عليهم لم يكن الخدعة من الطرف الشريك وبات في حكم المؤكد إن ما أقدم عليه نظام صنعاء ليس الا احتلال وبالذات بعدما دخلت القوات الشمالية أراضي الجنوب بمؤازره العناصر الجهادية من الأفغان العرب
وقوات ما كان يسمى بعناصر الزمرة ومن ذلك الوقت وحتى اللحظة بدأ المنتصر الشمالي يستبيح الجنوب أرضا وإنسانا وثروة لا لشيء  بل لأنه المنتصر ومن هذه الزاوية ذابت كل مؤسسات اليمن الديمقراطي وبذات الطريقة التي حملها النقش رقم عشره .

ثلاثة عشر عاما تفصلنا عن تلك الأحداث  وكنا نتوقع إن الظروف ستتغير وان البلاد سترسو على خير الا أن الأوضاع تفاقمت وزادت الاحتقانات في جنوب اليمن وفي الوسط  والشرق  وفتحت جروح في صعده ,الوطن في غنى عنها لأن القوى المتنفذه تدرك تماما من ان توليد نظامها لا يتم الا عبر خلق أزمات جديدة  ويألون  مختلفة تارة تحت مسمى الانفصالية في الجنوب ولجم كل صوت ينادي بالعدل والحقوق وخصوصا إذا أدركنا ما تعرضت وتتعرض له قوى الخير في حركه التصالح والتسامح في الجنوب وتارة أخرى باتهام المناطق
الوسطى بالطائفية والقبلية والحزبية وفي شرق البلاد في مأرب بالقاعدة وأخيرا في صعده بالاثنى عشريه.
مع العلم ان صراعا تحت الطاولة  يدور رحاه يتعلق بمفهوم توريث الحكم والظلم والفساد و وعدم توازن حقيقي وعادل بين مناطق البلاد.
إنها دعوه من القلب أطلقها هنا كواحد من مثقفي هذا الوطن بان الوقت قد حان ان نقول للعقل تقدم وان نطور لغة
وثقافة الحوار والاعتراف بالأخر وحقوقه وان ننهي والى الأبد نظريه المهزوم والمنتصر وإقرار الحق لأصحابه
وجعلهم يشاركون في صناعه خيارهم الوطني والشعبي وبما يعزز من كرامتهم ويصون عرضهم ويحفظ حقوقهم ونخلق ضمانات حقيقية عبر خلق أراده سياسيه وشعبيه لبناء دوله المؤسسات خصوصا عندما نرى البلاد ألان وحسبما تشير إليه التقارير الدولية والمحلية والإقليمية إلى ان الوطن أمام مفترق طرق أما ان يصحى العقل والضمير وان تستجيب القوى الحية لدعوتنا هذه كما أسلفتها وإلا فأن ما خفي  فأن الله سبحانه وتعالى هو الادرى
 
والله من وراء القصد.

باحث أكاديمي وشاعر بريطاني-يمني مقيم في لندن
باحث أكاديمي وشاعر بريطاني-يمني مقيم في لندن
آخر تحديث الأربعاء, 14 فبراير 2007 01:47