القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


استراحة في يافع صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/أحمد بن فريد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 13 يونيو 2007 03:44
صوت الجنوب/ أحمد عمر بن فريد  /2007-06-13
إذا تجاوزت (نقيل الخلا) الشاهق الارتفاع في يافع ، ونظرت إلى الأسفل، ستشاهد منازل وادي (يهر) تمتد كعقد لؤلؤ جميل على طول
ضفتي الوادي السحيق، غير أن مثل هذا المنظر البديع يزداد سحرا وجمالا حينما يحل المساء ويسحب الليل ثوبه الأسود على الوادي فتتألق الأنوار الصاعدة من بين المنازل (المتقاربة - المتباعدة) لتمنح عينيك منظرا قلما تهديك الطبيعة والمكان منافسا له .

إنها المرة الأولى التي كان لي فيها شرف الصعود إلى (يافع)..يوم الأحد الماضي تلبية لدعوة كريمة وجهت لنا من هناك، أنا ورئيس تحرير جريدة «الأيام» الغراء الأستاذ هشام باشراحيل والكثير من الزملاء والأصدقاء، وفي تلك الرحلة القصيرة الرائعة تعرفنا على مناطق ردفان ويافع عن قرب بمعية ومرافقة أهلها وناسها ، وربما أن الحظ كان إلى جانبي وزملائي الراكبين في العربة، لأنها جمعتنا على طول الطريق مع شاعرين عملاقين هما محمد بن شجاع وطاهر بن طماح .. وبقدر ما كانت الطبيعة تفاجئنا بمناظرها الساحرة في كل منعطف ومنحدر، كان الشاعران يتحفانا في كل مناسبة بقصائد (مجنحة) عن الظبا .. والوطن ... واليأس ... والأمل .

وإذا كان كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال قد فاقا حدود الواجب ، فإن المدهش لنا حقاً كان ذلك الجمال الأخاذ الذي سكن جبال يافع واستوطن منازلها المتناثرة في صورة فريدة متفردة على قمم الهضاب المنتشرة هنا وهناك في لبعوس .. تلك المدينة الساحرة.

في طريق الصعود إلى (نقيل الخلا) ، كنا نصعد في حقيقة الأمر رويدا رويدا إلى كل معاني الجمال .. والسحر .. والخضرة .. ولا أدري لماذا كان صوت بلفقيه الخلاب يصدح في أذني بلحنه الجميل وهو يقول : ياليافعي غروك بالزعتر ...!! ومع ذلك الصوت الكرواني واللحن المنتمي لوطن الخيال، أبت الطبيعة إلا أن تشارك هي الأخرى بكرمها الرقيق ، حينما رشت علينا بأمطارها الهادئة الباردة زخات شفافة من عطايا الرحمن .. فكانت أجمل تحية وأرق سلام يمكن أن يحظى به الصاعد إلى يافع .

إذا استقبلت بوجهك مدينة لبعوس بعد تجاوزك (النقيل) ستستقبلك هي الأخرى بأحضانها، وستمنح عينيك منظرا لا يوجد له مثيل في مختلف أصقاع الدنيا .. ستجد أمامك مدينة واسعة، مترامية الأطراف.. موزعة منازلها بكثافة وروعة وفقاً لقوانين الطبيعة، وليس وفقاً لقوانين البلديات وتخطيطات المهندسين، وسوف تكتحل عيناك بمنازل لبعوس المتميزة في الطراز المعماري الخاص بها، وسيبدو لك أن هذه المدينة تبدأ ولا تنتهي .. فكلما تجاوزت هضبة سكانية، خرجت عليك أخرى من بعيد ومن قريب .. من اليمين ومن الشمال .. متناسقة .. متماسكة .. ومتناغمة ، تماما كما هو تماسك وانسجام قبائل يافع .

يخيل إلي أن منازل لبعوس أكثر عددا من سكان المدينة .. هكذا سألت ، فقيل لي : إن أغلب السكان مهاجرون إما في مدن اليمن وإما في مدن الاغتراب ، وأن هذه المدينة سوف تفرح بأهلها وسيفرحون بها مع قدوم هذه العطلة الصيفية .. إنها أجمل محطة يمكن لليافعي أن يرتاح فيها .

في ظني أن على أهل يافع أن يكونوا ممتنين للطبيعة .. لأنها أهدت لهم ذلك الوطن الساكن وسط الجبال الشاهقة .. لتكون يافع .. لليافعيين بمثابة (الحصن الحصين) الذي يجعل من موقعه وتكوينه الجغرافي العسير، وطناً محروساً بجيش غير نظامي قوامه الجبال والقمم والمنزلقات الخطيرة .. إن وطناً كهذا من شأنه أن يجعل من مهام الطامعين .. والعابثين بالقوانين .. وممثلي قوانين الفيد والنهب .. والمتلبسين برداء الزيف الوطني شيئاً أقرب ما يكون إلى أعمال العبث والطيش والمغامرة المهلكة .

إذن.. إلى يافع (مأوى الصقر والسافع) نوجه الشكر الجزيل.. على كرم الضيافة وحسن الوفادة ، ونرد التحية الطيبة بمثلها إلى الشيخ العزيز صالح العيسائي، والشيخ العزيز عبدالرب وعبدالقوي وعيدروس النقيب ، كما نوجه الشكر والامتنان إلى الصديق عوض الصلاحي الذي بدا لي أن حجارة يافع كانت على وشك أن تلقي بالتحية عليه كلما عبرنا إلى جانب أي منها .. لقد بلغ الكرم في الأخلاق والضيافة حداً يليق بيافع وأهلها .. فهنيئاً لنا بيافع وهنيئاً ليافع بأهلها .

هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته






عن صحيفة الايام العدنية  2007-06-13






آخر تحديث الأربعاء, 13 يونيو 2007 03:44