القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
عدن يا من سكنت شغاف قلوب العدنيين صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 16 يونيو 2007 01:03
صوت الجنوب /حسن بن حسينون/2007-06-16
«حين يقتحم الجنود الغرباء المدينة لا يبقى لامرأة عجوز مشلولة مكان» .. سليمان الشطي- مفكر وكاتب من الكويت
عدن التاريخ والثقافة، عدن صيرة وشمسان وساحل أبين، عدن الحضارة والإنسان العدني المتحضر، لم تكن في يوم من الأيام عبر تاريخها الطويل عدوة لأحد، لم تعتدِ على أحد بل هي دائماً وأبداً المعتدى عليها، وحاضنة للجميع في السراء والضراء. ومثلما ظلت هي من نعتدي عليه فقد بقي (العدانية) هم ضحايا كل عدوان وكل الحروب والصراعات في جميع المراحل التاريخية، بما في ذلك الحروب الأهلية الداخلية التي حدثت أكثر من مرة، والمؤسف له أن من أقدم على تلك الحروب والنزعات، هم من احتضنتهم عدن وأهلها الطيبون بعد أن لجأوا اليها هاربين سواء من بطش حكوماتهم أو بحثاً عن فرصة عمل أو عن الحرية والأمن والاستقرار، قدموا إلى عدن أفراداً وجماعات واستقبلتهم واحتضنتهم بحنانها، حنان الأم لصغيرها، وقد نالوا ما لم يكونوا يحلمون به في حياتهم .. عدن التي جعلت منهم بشراً يتمتعون بجميع متطلبات الحياة في التعليم والعمل والصحة وحتى النفوذ السياسي والاقتصادي. ورغم كل ما قدمته عدن ومواطنوها لهؤلاء الوافدين جميعاً غير أن الأغلبية منهم قد تنكروا لذلك الجميل بل تجاوز ذلك إلى طعن أهلها من الخلف بالتشكيك حتى في انتمائهم ووطنيتهم وجعلوا من أنفسهم هم مواطنو عدن الأصليون بعد أن تمسكنوا حتى تمسكوا بالسلطة والنفوذ وحتى أصبح العدني في يوم من الأيام غريباً في أرضه غريباً في مدينته التي تسكن شغاف القلوب، وبال في آبارها وردمها بعدما شرب منها الجاحدون وبعدما أصبحوا يتنمرون، يتنافسون ويتصارعون على السلطة والنفوذ، وبعد أن تحولت عدن إلى مدينة مفتوحة لهم ولمناطقهم، للعشائر والقبائل، وكل منهم يدعي ملكيته لعدن وللثورة وللسلطة، حتى أولئك الغرباء القادمون الباحثون عن الفيد والغنائم والنفوذ والجاه داخل عدن باعتبار ذلك فرصاً ثمينة لا تعوض في عرف القبيلي ومن بينهم من كان يبحث عن مقرات الحزب.

وكانت آخر هجمة قبلية على عدن أعادت الذاكرة إلى الخلف، ذاكرة الحروب والغزوات القبلية والتي تكمن أهدافها الأساسية في الحصول على أكبر كمية من الفيد والغنائم في المواشي والممتلكات الأخرى، هي ما حدث في السابع من يوليو 1994م.. ذاكرة بحق وحقيقة تعود بنا إلى ماض من التاريخ اليمني المظلم.

ومع ذلك نقول لمن لم يطلع على الدروس والعبر والتجارب التاريخية ولهؤلاء الذين اعتقدوا خطأ بأن عدن ستظل إقطاعية خاصة دائمة لهم ولقبائلهم ولأنظمتهم الاستبدادية الفاسدة، إنهم واهمون وسوف يزالون ويكون مصيرهم مزبلة التاريخ مع كل الشعارات والادعاءات المزيفة كما زال كم هائل من الزعامات والحكومات التي تعاقبت على عدن عبر التاريخ، زالوا جميعاً وبقيت عدن وبقي (العدانية) الأصيلون وسوف يبقون طالما بقي جبل شمسان وجبل قلعة صيرة حتى ولو اقتلعوها من مكانها لإخفاء معالمها الأثرية والتاريخية، نقول لهم أخيراً: التاريخ لا يرحم الطغاة وكل من يتنكر للحقائق التاريخية.

والله يمهل ولا يهمل والعبرة في من اعتبر.

قال الشاعر:

إنما هذه الحياة متاع

فالجهول الجهول من يصطفيها

ما مضى فات، والمؤمل غيب

ولك السـاعة الـتـي أنـت فـيـهـا

عن صحيفة الايام العدنية2007-06-16

آخر تحديث السبت, 16 يونيو 2007 01:03