القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
من هم..؟هؤلاء؟: صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 28 أغسطس 2007 02:45
صوت الجنوب /بدر سالمين  باسنيد/2007-08-28
من هم.. هؤلاء؟
من هم..؟ هؤلاء الذين ارتكبوا جريمة الاعتداء على المحامي محمد محمود ناصر وأبنائه.. لا أكاد أن أصدق.. لا أنا.. ولا من كان حولي حينها، عندما سمعنا الخبر في القاهرة، فعلاً لقد كنا في حالة ذهول، لقد كان فعلاً من الصعب أن نصدق ما سمعناه عن تلك الجريمة البشعة، ومن رجال أمن..! معقول..؟ ولماذا؟ وهل فعلاً أن الذي سمعناه حول
البلاغ الكيدي بشأن (الطماش)، في عرس ابن الزميل محمد محمود ناصر في اليوم السابق، كان مبرراً لما ارتكبه هؤلاء العسكر؟.. فعلاً كانت أخبار نزلت علي وعلى الحاضرين كالصاعقة.. وكان عدم قدرتنا على التصديق.. مباشرة.. سببه أن ما حدث أمر استثنائي، ولم يكن متوقعاً تصديقه كخبر عادي آخر.. ولكن سرعان ما استعدنا قدرتنا على التفكير والتركيز.. بعد ثوان من صدمتنا.. نعم.. قلنا نعم.. ما حدث هو أمر ممكن.. لقد أصبح الحال في هذه المحافظات.. يحتمل فيه أن يتلقى الناس مثل هذا السلوك الهمجي.. من عنف عسكر السلطة.. ويجب على الناس أن تدرك جيداً أن مثل هذه الاحتمالات أصبحت ممكنة في عدن أو أبين أو لحج أو شبوة أو حضرموت.. السلوك الهمجي في مواجهات الناس يتكرر.. وسوف يتكرر.. والهدف إهانة الناس وإخضاعهم وإسكات أصواتهم.. وبالتحديد أصوات المطالبة بالحقوق التي أصبحت موضوع صوت الجنوبيين.. هذه الحقوق التي تنهب نهاراً جهاراً تحت كلمات (الوحدة) وهي براء، و(الوحدة الوطنية) ولا علاقة لها بالأمر، و(السلام الاجتماعي) وهذا الآخر هو الذي يعيق تحققه فساد ونهب وطغيان ومواطنة غير متساوية.

جريمة ضرب أبناء المحامي محمد محمود ناصر الآن هي صورة من صورة طبيعة سلوك همجي، يعتبره السادة تطبيقاً للقانون، ودفاعاً عن (الوحدة).

أصبح واضحاً أن الفاعل الحقيقي هم من يقفون في الصفوف الأولى، هم (فلاسفة نظام الحكم).. هم الذين يصفون الجنوبيين بالانفصاليين و... دعوني أقولها أكثر شدة.. هم الذين يعتبرون الجنوبيين (فئة ناقصة).. فئة يتوجب (دمجها) كما أصبح يتردد.. وحتى هذا (الدمج) يضعون له النظريات والاحتمالات كما قرأنا.. العسكر.. المعتدون.. هم أياد همجية.. وجهها الحقد.. وبرر تصرفها مجرد بلاغ عن (طماش) وهو أمر غريب بذاته.. بلاغ عن (طماش) لا يؤدي إلى مثل هذا السلوك البربري.. الذي لم يشاهد إلا في سلوك التتار.

محمد محمود ناصر وأبناؤه.. ضحايا هذه الهمجية.. وسياسة الحقد والاحتقار.. ولم يكن أي منهم مسلحاً أو حتى قد رفع حجراً.. فلماذا قام هؤلاء الجنود وعددهم أربعة عشر جندياً.. وفعلوا ما فعلوه؟!.. هؤلاء لا بد أن لديهم أمراً واضحاً ومحدداً للقيام بما فعلوه.. هذه الجريمة لم تحدث (بطريقة فورية)، ولكنها جريمة معدة مسبقاً.. وجرى التحضير لها مسبقاً.. فلم يكن هناك خطر قائم حتى يتوجه هؤلاء ببنادقهم وعلى أطقمهم إلى الضحايا في منزلهم وحيهم، ولو كان الأمر حقاً أساسه بلاغ عن (طماش).. لجرى استدعاء المبلغ عنه إلى الشرطة.. ولذلك فإن الجريمة كانت معدة مسبقاً.. وجرى التحضير لها في وقت سابق.. وكان لديهم من الأوامر ما يكفي ليفعلوا ما فعلوه وربما كان معهم تصريح بالتصرف أكثر من ذلك.

والله إن بصمات سيناريو قمع الجنوب واضحة في جريمة هؤلاء الهمج.. ولذلك فإن مواجهة الهمجية تحتاج إلى قوة السلوك المتحضر والسلمي.. فهذا التحضر.. والتحرك السلمي.. هو الذي يزعج مثل هؤلاء وأسيادهم.. هؤلاء لا يعترفون بالاتفاقيات والعهود الدولية.. هؤلاء لا يعترفون بقوانين.. ولا بحقوق إنسان.. ولا يعترفون بشيء سوى الطغيان والهيمنة، اللذين يسخران لهم إسكات الناس هنا ونهب حقوقهم وثروتهم.. وإهانة شخصياتهم المهمة وإذلال الناس.. فهذا يجعل الأمر بعد ذلك سهلاً لهم في استخدام الأمن والعسكر لصالحهم تحت شعارات كاذبة حول (الوحدة) و(السلام الاجتماعي).. والله وحدتهم ليست وحدة.. وسلامهم الاجتماعي هو الظلم والفساد والنهب والهيمنة.. إن فرعون وهامان وقارون يعيشون في دمائهم. أخي محمد محمود ناصر.. رغم كل شيء.. الجأ للقضاء.. وعلى نقابة المحامين أن تقود عملية تضامن علنية وعلى نطاق واسع، وفي الشارع.. وتدعو إليها كل الناس اليوم.. سنرى ماذا ستتخذ النقابة من موقف.. إن الاعتداء الهمجي على أبناء محمد محمود ناصر، هي قضية عامة للناس جميعهم.. لأن أي مواطن أياً كان هنا في الجنوب هو مشروع ضحية لهذه الجرائم.

وهذه دعوة أيضاً للمحامين العرب والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان.. دعوة لهم جميعاً للوقوف ضد همجية العداء لحقوق الإنسان، وهمجية الاعتداء على حقوق الجنوب وأبنائه.وكلمة أخيرة للسادة.. اضربوا واعتدوا واطردوا من العمل وافعلوا ما أنتم قادرون عليه.. أمر واحد صعب ومحال عليكم.. لن تأكلوا الجنوب.. ولن تقتلوا كل الجنوبيين.. فعلاً لن تستطيعوا أياًً من ذلك.

عن صحيفة الايام العدنية2007-08-28
آخر تحديث الثلاثاء, 28 أغسطس 2007 02:45