القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


عبد الناصر والأيام الحرجة‏..‏ حادث المنشية - بقلم: د. هدى عبد الناصر صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - منبر حر
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 11 يونيو 2012 09:11
يمر كل قائد تاريخي بلحظات حرجة تؤثر في مسيرته وتنعكس علي حياته‏,‏ وجمال عبد الناصر من هؤلاء الزعماء الذين يدفعهم التحدي والضربات العدائية إلي مزيد من القوة في طريق المبادئ‏.‏ ولقد سأله مرة أحد الصحفيين الأجانب‏..‏ ما سر تمتعك بموهبة غير عادية في تحويل الهزائم إلي انتصارات‏,‏ وفي تخطي المآزق؟‏!‏
وفي هذه السلسلة من المقالات أتناول اللحظات الحرجة في حياة جمال عبد الناصر وأبدأها بحادث المنشية.. فبعد المفاوضات الشاقة من أجل الجلاء التي قطعت لعدة أشهر, جرت في أثنائها عمليات فدائية; لتقض مضاجع العسكريين الانجليز في منطقة القناة, وتثبت لهم أن القاعدة البريطانية لا يمكن أن تعمل في وسط معاد; تم توقيع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر 1954, وخرج جمال عبد الناصر مخاطبا الشعب: لقد قامت العزة الآن بين ربوع الوطن وجماعاته, وامتزجت بدماء أبنائه وقلوبهم ونفوسهم, وعلينا أن ندافع عنها الي آخر قطرة من دمائنا... إن مرحلة من كفاحنا قد انتهت, ومرحلة جديدة علي وشك أن تبدأ; هاتوا أيديكم وخذوا أيدينا, وتعالوا نبن وطننا من جديد بالحب والتسامح والفهم المتبادل.
وفي 26 أكتوبر 1954 في مؤتمر شعبي بالإسكندرية احتشد فيه ربع مليون مواطن, مضي جمال عبد الناصر يشرح الاتفاقية للشعب, وانطلق من ميدان المنشية قائلا: أحتفل معكم اليوم بعيد الجلاء وبعيد الحرية, بعيد العزة وبعيد الكرامة.. وفجأة دوت ثماني رصاصات متتالية تجاه جمال. وبعد فترة من الفوضي سمع صوته يخاطب الجماهير.. فليبق كل في مكانه.. أيها الرجال فليبق كل في مكانه.. دمي فداء لكم.. حياتي فداء لكم.. دمي فداء مصر.. حياتي فداء مصر... ها هو جمال عبد الناصر بينكم, أنا لست جبانا.. أنا قمت من أجلكم ومن أجل حريتكم ومن أجل عزتكم ومن أجل كرامتكم, ثم يقول لزملائه أتركوني, ويستكمل كلامه.. أنا فداء لكم, وسأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم.. إذا مات جمال عبد الناصر, فأنا الآن أموت وأنا مطمئن; فكلكم جمال عبد الناصر, تدافعون عن العزة, وتدافعون عن الكرامة. وقد أصيب الوزير السوداني ميرغني حمزة, وأحمد بدر الذي تلقي رصاصتين.
وقد كان رد فعل هذه المؤامرة الدنيئة علي عكس ما أراد مدبروها; فقد التف الشعب حول جمال عبد الناصر أكثر فأكثر, وفي اليوم التالي أشعلت الجماهير النيران في المركز العام للإخوان المسلمين, وانهالت التهاني بالنجاة, وكتبت المقالات تستنكر حادث الاغتيال, والتف الجيش حول قائده, وتجمعوا لاستقباله في بيعة جديدة له ولقيادة الثورة.
ونتساءل.. من الذي قام بهذا الفعل الآثم؟ وما الأسباب المباشرة لهذه المؤامرة؟ وكيف يعارض مصري أيا كانت عقيدته في جلاء الانجليز؟! وهل كان أي مصري يتصور أن يترك الانجليز قاعدة قناة السويس الاستراتيجية بدون أي فقرات في الاتفاقية لمصلحتهم؟! وهل كان السبب الحقيقي هو توقيع اتفاقية الجلاء, أم أنه صراع علي السلطة بين الإخوان المسلمين ومجلس قيادة الثورة؟! وماذا كان دور مرشد الإخوان المسلمين والجهاز السري لها في حادث إطلاق الرصاص؟ ألم يكن ما حدث يخدم الاستعمار؟! فالانجليز كانوا موجودين في مصر, وكان قادة الثورة قد اتفقوا علي الجلاء, وكان مفروضا أن يتم في خلال20 شهرا.
وعلي الفور شكلت محكمة الشعب برئاسة قائد الجناح جمال سالم وعضوية القائمقام أنور السادات والبكباشي حسين الشافعي. واتضح من اعترافات الجاني- ويعمل حدادا- بأنه كان عضوا في الجهاز السري لجماعة الإخوان المسلمين, وكان يتدرب علي الرماية بالمسدسات في إحدي الكتائب التي أنشأتها شعبة الإخوان قبل الحادث بستة أشهر. وبعد أن أتم تدريبه بدأ الجهاز السري يتحدث اليه في موضوع اتفاقية الجلاء, وكانت الاتفاقية في طور المفاوضات, وأخذ يهيئ ذهنه ويوحي اليه بانعدام مصلحة مصر في عقد هذه الاتفاقية مع الانجليز.
ولما وقعت الاتفاقية, قال أحد أعضاء الجهاز السري: إن الأمر بات لا يحتمل الصبر, وأصبح لا مناص من قتل جمال عبد الناصر!
وقد اعترف محمود عبد اللطيف بأن الذي حرضه علي ارتكاب الجريمة محام يدعي هنداوي دوير, ويعمل في مكتب عبد القادر عودة المحامي وعضو مكتب الإرشاد بالإخوان. وقد قبض عليه, واعترف بأنه قام بذلك بناء علي أوامر تلقاها من الجهاز السري الرئيسي للإخوان قبل توقيع اتفاقية الجلاء.
وقد صدرت أحكام بالإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة والسجن في هذه القضية, كما أوصت المحكمة في حكمها بحل جماعة الإخوان المسلمين, التي كان قد صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بحلها في 14 يناير 1954!
وبعد ذلك.. فقد استمرت جماعة الإخوان المسلمين تعمل في الخفاء وينشط جهازها السري, حتي تم اكتشاف مؤامرة جديدة لاغتيال جمال عبد الناصر في صيف 1965, وذلك خلال احتفالات 23 يوليو. وهنا كان التخطيط الإرهابي يمتد الي عملية اغتيالات واسعة النطاق لكبار المسئولين في الدولة, ونسف القناطر الخيرية ومحطات الكهرباء ومراكز الشرطة.. الخ; لإحداث أكبر قدر من الفوضي والاضطراب داخل البلاد.
والآن أتساءل.. أين الجهاز السري لجماعة الإخوان المسلمين؟ وإذا كان هذا الجهاز السري قد أمكن نموه وتزايدت قوته في أثناء حكم جمال عبد الناصر القوي, بحيث يخطط لهذه المؤامرة الكبري, أليس من المؤكد أنه الآن في إطار حكم مبارك الضعيف- أكثر قدرة من الستينيات؟! وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تتلقي التمويل من الخارج, ألا يستخدم من جانب الجهاز السري في تكديس الأسلحة لتنفيذ مخططاتهم في الاستيلاء علي السلطة؟! وإذا كانت هذه الأموال- كما هو ظاهر للجميع- تستخدم ببذخ في الدعاية لمرشحي التيار الديني, أليس من المنطقي أن يوجه جزء منها الي التسليح, الذي هو جزء أساسي من عقيدتها ووسائل تحقيق أهدافها؟!