القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


ماذا بعد الانتصار؟ -بقلم الكاتب: د. زهير عابد صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - منبر حر
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 02 سبتمبر 2014 18:42
ها هي الحرب قد وضعت أوزارها، وبدأت استراحت المقاتل في الإعداد للمعركة الكبرى والفاصلة لتحرير المسجد الأقصى وكامل فلسطين من البحر إلى النهر من دنس المحتلين الصهاينة، بعد أن أذاقت المقاومة الجيش الاسرائيلي درسا في معركة الشرف والتحدي والشجاعة التي زرعت في قلبه الوهن والضعف، لترسم في طريق البداية نهاية هذا الكيان الهش.


وسطر شعبنا في غزة والضفة وكامل فلسطين ملحمة الصمود والالتفاف حول مقاومته التي رفعت رأسه عالية، والذي كان يراهن العدو الصهيوني على انهيار الجبهة الداخلية الفلسطينية وعلى الانقسام، فقد أثبت شعبنا أنه شعب مرابط وقادر على التحدي بالرغم من الجراح العميقة والخسائر الكبيرة التي لحقت بممتلكاته ونفسه، إلا أنه خيب أمال العدو عندما خرج من بين الركام الجيل القادم يرفع علم فلسطين عاليا، ليوجه رسالة لهذا العدو المتغطرس والجبان ويقول له إننا باقون، وسنريكم من ما لم تكونوا تحلموا به، وسنعيدكم تارتكم الأولى، وستخرجون من بلادنا مدحورين مهزومين يجركم ذيل الخيبة والانكسار والهزيمة.
ولكن ماذا بعد الانتصار الذي حققه شعبنا من هذا كله؟ هل بالإمكان استثماره محليا ودوليا وعلى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والقانونية؟ هل نستطيع محاكمة بني صهيون على ما ارتكبوه من مجازر بحق أطفالنا وحجارتنا؟ أسئلة توجه للسياسيين والقائمين على هذا الشعب، شعبكم يريد منكم أن لا تخذلوه وتكونوا عند المسؤولية، وأن لا تضيعوا النصر وتحولوه إلى مجاملات ومهادنات ومصافحات مع العدو، وأن تضعوا الضامن المصري تحت المسؤولية في تطبيق اتفاق التهدئة، وأن تحاصروا العدو حتى لا يتلاعب بالألفاظ والزمن في استكمال ما تم الاتفاق عليه من إعادة أعمار المطار وبناء الميناء.
أما بخصوص ما حصل من تدمير وقلع للشجر والبشر من أمكانها، فنقول لحكومتنا الموقرة حكومة الوفاق والاتفاق: نريد أن تضعوا غزة في أولويات قراراتكم واهتمامكم في وأن يكون الاهتمام بحجم التضحيات التي قدمها أهل غزة، ولا نستمع إلى أقوال المشككين والمتصيدين في الماء العكر بأنه يوجد في غزة حكومة ظل، وأن غزة خارجه عن السيطرة، فهذه هي أقوال العدو من قبل المعركة ومن بعدها؛ فغزة تنتظركم، وتنتظر عملكم الجاد والحقيقي، لأن غزة بحاجة إلى الكثير والكثير لكي تستمر في النهوض من بين الركام، وتحافظ على عزيمة أطفالها وكبارها وتبقى عزيمتهم عالية بالرغم عن الدمار والخراب، وتقول بأن زمن اللقاء القادم ليس ببعيد والحسم قادم لتحرير كامل فلسطين.
لذا نأمل من حكومة الوفاق التحرك بسرعة نحو غزة، فأهل غزة يحتاجون ويصرخون إلى الجميع بأن لا تكافئونا بالنسيان، فنحن بحاجة إلى كثير من الجهد لأعمار ما تم تدميره وإنقاذ ما تبقى، لكي ندعم صمود غزة لتصبر على ما أصابها وعلى جراحها وتضحياتها، وتبقى دائما الشوكة التي لا تنكسر في حلق العدو، وأن لا يشعر أهلها يوما بأن ما قدموه ذهب أدراج الرياح، وديس عليه بالنعال وردم بين الركام.
فغزة ظروفها صعبة فوق ما يتصوره الإنسان وللإنسان، فهي تعيش فوق الركام، والجراح كبيرة والألم شديد والمصاب جلل، وهذا طبعا ليس للرعب، ولكن لكي نأخذ الأمر على محمل الجد، ونفكر في كيفية إنقاذ غزة من حافة الانهيار، فهي بحاجة إلى إعادة تكوين من جديد، والزمن بالذات في غزة يسير بسرعة، فها هو العام الدراسي قد بدأ، والشتاء على الأبواب، والوضع الاقتصادي في تردي، وتراكمات الحصار لسنوات ثمان كبير وكبير فوق ما تتخيلون في غزة، والبطالة والفقر أمورا حدث عنها ولا حرج، تجعل من الجميع أن يكون تحت المسؤولية لرفع المعاناة عن أهل غزة.
فبيوت غزة تحتاج إلى إعادة تأهيل، والمصانع والكهرباء، والمياه، والتجارة، والصناعة فكل ما في غزة من جميل قد هدم، وهو بحاجة إلى إعادة تكوين من جديد.
لذا ندعو كل مسؤول أن يتحمل المسؤولية من موقعه وأن يعمل التجار وبسرعة فائقة على استغلال الوقت والبدء في استيراد مواد البناء، وعدم الاتجار بدماء شعبنا ورفع الأسعار؛ وأن لا نستغل الظروف الجديدة والمحيطة، أي يجب أن يكون الجميع في موقع التحدي والمسؤولية.
فغزة تنتظر الجميع من الداخل والخارج، من أهلنا في الضفة والشتات، ومن جميع الدول الصديقة، ومن أشقائنا العرب وأحرار العالم سرعة تقديم المساعدات العاجلة لدعم صبر وصمود أهل غزة، فغزة لم تبخل عليكم في قهر العدو الذي لا يقهر، وهي التي وقفت في الخندق الأول بحجمها الصغير وبفعلها الكبير في وجه هذا الكيان الهمجي والنازي الجديد.
فكل ما يقدم لغزة ليس خسارة بل هو مقدمة لتحرير كامل فلسطين، والنصر للأمة وأحرار العالم في كل مكان، وليلتفت المتصارعون في كل الوطن، ويروى الصورة الحقيقية لمكان النزال المطلوب، وأن يتذكروا بأن فلسطين توحد الجميع وتنظر منهم الكثير.
أستاذ جامعي
30/8/2014م