الشرق الأوسخ، وسيادة الرئيس-بقلم عايدة الربيعي طباعة
مقالات - صفحة : عايدة الربيعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 16 مارس 2016 06:58

 2

(مسرحية، ولكن)


بأنامل امرأة مازالت تمسك القلم وتشتري الحبر..
الفصل الأول:

البقعة الجغرافية:  فوق الهموم وتحت الأحلام، وسط ضحايا الشرق الأوسخ.
الموضوع :  اصداءات لأصوات مسموعة بين جدران صامتة حسب قوانين الخنوع، تقرع على الغلاف الجوي تلك الأصداء، في خرس الظلمة، حيث يغفوا الجميع هنا في الشرق وهناك في الشرق، استراحة للضمير.

المكان : وسط ضجة تعلو: لا تقلق نومك سيدي الرئيس ( ليس سوى انفجار). المكان: بقعة خاصة للذين يلهمون الصبر لهماً، أصابهم نسف من (لغمائيل) مزروع، و(حزامائيل)، هبة لهم ، نفخة ونفحة رحمة ( لا شيء.. لا تقلق نوم سعادتك، أغفو).


 
الشخوص: شبح يتلاشى مع قدوم الفجر(هاجس في جسم سليم) لرأس كثيرا ما عرف لذة النصر. وعفاريت لا تشبه الجن، ولكن تشبه بني آدم.
السيناريو:  أحكام غاضبة لا تجرؤ ان تتوانى في الاضطلاع لكشف ولجة الأحزان وبكل إصرار. الذات مغيبة، وأنا الضمير مغيبة أيضا، النفس في حيرة وتشوش، الجثث في حيص بيص وفوضى، التبس الأمر على الملائكة، ارتبكتا الجنة والنار، اختلطت الأوامر، والأمور الشرق أوسطية!
الجمهور :  شموس آفلة في بؤبؤ عين الزمن.

سعر بطاقة الدخول :  العمر كله أو أكثر. أحيانا يرتفع سعرها – بطاقة الدخول- حسب سعر الصرف للبرميل الواحد (إنها بقعة الزيت) اللعنة الأثيرة - النفط –.
الثيمة : الإثم والخطيئة، تسليط الضوء على بقع حالكة السواد وسط الدمار، في ليل يفتقر لوجود الحكمة في أرض تدعى : جنة البترول!
الإنارة : جثة جاثمة متوهجة، بلون قرمزي قرب بقايا لجثث أخرى هامدة، تجمرت بفعل سوء فهم هنا في الشرق الأوسط، وهناك في الشرق الأوسط!  بين الحين والآخر تتوهج تلك الجثث قبل الترمد، ومن حولها الأحلام تنطفئ، وفي عجالة تشتعل أخرة وأخرى، وآخرة أخرى؛ كي لا يعم الظلام، ويبقى النور هالة تحتضن عرش الملك، وبيادقه المقربة! إي سخرية للقدر؟
المؤثرات الصوتية : ثرثرة وتوبيخ ثم دمدمة في مقت التذكر.
ستارة المسرح: ريح تحرك الأجساد المثقبة من فعل الرصاص والشظايا العمياء،لا تنزف دماً هذه الأجساد، انها مصابة بلوكيميا الحياة، خاوية تماما من كل شئ، من كريات الدم الحمراء والبيضاء والزرقاء وال...!
الغرض من المسرحية... :  ابتسامة!! لمساكين بلدي، إذ يعد انجازها حالة من التمرد، وصياغة لعمر يتوالد من العدم لآمال في بيوت التنك. حالة من الخلاص لهم.. أليس كذلك؟
الطريق إلى المسرحية: حسب خارطة الشرق الأوسخ: وسط الصعاب وخلف أحلام الموتى الأحياء.. أليس كذلك.
الدخول : عبر ممرات سرية للغاية لأبواب تحت أنفاق الذاكرة القذرة.
الخروج : علنا أمام الماضي، و خلف الحاضر، يعني: ميتافيزقيا دون استحياء من التقاط صورا للموتى في مستقبل مشرق للخارطة الجديدة، بشارة الشرق الجديد.   
ملاحظة خجولة:
* كل فصل يستمر زمنا بقدر(...) عمر جيل. وقد ينتهي العرض قبل او بعد الحرب لا ضير.
* يسمح للجمهور بالمشاركة والصعود إلى خشبة المسرح عندما تلوح النهاية بـــ(كش ملك).
وإذا ما استشهد أحدكم يمنع دفنه، بل يحال إلى موضوع رئيسي في الصحف العالمية، ليحقق أصداء هذا الاضطراب الذي تشهده أسواق الأسهم العالمية في الموت المجاني للعرب والتي تهيمن هذه الأيام على عناوين الصفحات الأولى للجرائد، عادة ما تنشر هذه الجرائد تقارير أيضا عن أزمة اللاجئين في الشرق الأوسخ.. مثل جثة ( إيلان) هل تتذكرونها؟ فتحال جثته إلى خبر رئيسي وكــ(مانشيت) يثبت في الصفحة الرئيسية من الصحف (الوطنية جدا)، تحت أي خبر للسيد الرئيس، وبكامل عريها – الجثة- كما ويستعان بها أحيانا إذا اقتضى الأمر إلى لافتة تعلق في الصف الأول من المسرح، يكتب عليها عبارات مطلوبة من قبل الإعلام الوطني الشريف وعلى عجالة قبل أن تتفسخ !
اسم المسرحية : إنهم يحرقون الشرق؛ لأصابته بفيروس : موت الضمير.
أول جملة في المسرحية : (صارت أشعة الشمس قضبانا للسجن، وهيئة السجان ظل لموتى غير معروفين الجنسية ولا الحرية !
انهم يسجنون الشمس ليجدوا لها مكانا آخر في هذا العالم، أكثر أمنا من مدارها! باتت شمسنا أكثر خطورة على الغلاف الجوي، بسبب تصاعد الأبخرة ودخان الحرائق من الشرق، والشرق فقط، بفعل التفجيرات..!
الآن وبعد سجن الشمس صار الوضع أكثر أمنا مع تعطيل قدرة الإنسان على الحياة (لا بأس، لاتقلق نومــــــ...ك سيدي الرئيس)

المشهد الأول :
 الديكور: لا قانون  يحكم المشهد، كل شيء عكس الآخر.
الممثل الأول : أمه تبحث عنه بين الغرقى. تحاول أن تستعيده، بعد أحداث الوطن الشقيق المجاور!
هيأته: اقرب شبهاً بالإنسان، شكل آدمي تشكل من طين مفخور، وجهه (شــــــر...ق أوسطي).
الآخر: لازال تراب لم يتشكل .
وظيفته : التفكير بحكمة وسط مزامير البشاعة.
الأكلة المفضلة : خبز تنور طيني، معجون بماء (الفراتدجلنيلي) مع حبات من تمر تساقطت بفعل حركة النوارس بعد مغادرتها الشواطئ القريبة من آفاق النخيل.
جملة ملاحظات خجولة أخرى:
* تتخلل زمن الموت استراحة بين الفصول، يوزع فيها مطهراً يمسح آثار الذنوب للسادة زعماء البلدان!
* يمنع التصفيق والتلويح بالإعادة رفقا بالموتى (لأن الخسائر كبيرة ).
* يمنع الخروج قبل انتهاء المسرحية، ويمنع أيضا أن تخرج الأفكار.. بل يتوجب أن تنتزع الرؤوس قبل المغادرة؛ خوفاً من تسربها إلى الغلاف الجوي، مما يسبب انحباس في الأفكار: الإصابة بـــــ(انحباس فكري) !
*هناك مفاجآت أخرى في نهاية المسرحية، حيث ستقدم اللجنة المشرفة على المسرحية ميداليات ودروع موثقة من المـــفوضية (السامية جمال) لحقوق الإنسان.
وسوف يمنح وسام شرف المشاركة لكل من تخاذل وجبن ولم يعترض على اللعبة اللعينة، مع شهادة تقديرية لكاتب القصة ومؤلفها ولمن ساهم في رسم خارطتها الجديدة.
و يمول ( كاش) المسؤول عن الأجندة  الفاعلة بحرق الشمس والشرق، أجور وتكاليف الإنتاج، بعد أن تحصي اللجان المختصة أثار أقدام الهزيمة في الشرق الأسوء.

(الإهداء): إلى الأرواح التي سكنت بطرف الحياة.

بيروت الغالية 2016.

 

آخر تحديث الأربعاء, 16 مارس 2016 08:35