ممحاة.. - بقلم - عايدة الربيعي طباعة
مقالات - صفحة : عايدة الربيعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 20 سبتمبر 2016 20:26

 كم ثقيل هذا القلب، وكم هو هش؟ يخفق بكبرياء رغم طفولته ولا يبكي، اقلب أوراقه فأضيع، أجد في ممتلكات خفقه مرآة متعددة، تداول صورها، فأضيع.. استعين بمرايا اكبر، أطالعني،

أتهجى مدينة مخبوءة بدت ألف ياءها مضببة، تخبئ رغبات منقوطة، تتكاثر أعمدة كل يوم.
 
امسح القصائد التي لا أتكهن بهويتها، فقد بات كل شئ ينتمي لغيره حتى القوافي، الأشياء تحولت إلى مسافات محيرة، والأسماء التي اعرفها تختلط في ضجيج الصور المتشابهة، استيقظ كمن

ترسم مدينتها على عجلٍ بطبشور يتناثر على رأس شوارع محفوفة بالعسس، تضايقها قيود الحروب، يخنق الوانها الضجيج.

 

 امسح القصائد التي لا أتكهن بكتابها، اشعر برغبة كبيرة في البكاء، وبقدر رغبتي في البكاء لم ابكْ، اشعر بالنعاس، وبقدر نعاسي تكون يقظتي، أحاول..أحاول..  أن أتخلص من المرآة، ومن

قلبي، ومن كل الأسماء التي لا أتكهن بقصائدها، ومن المدينة كلها..أبقى في عتمة تستفردني رغم احتشادي، فأتخلص، وأتخلص، تتملكني الأزقة، آه من المتاهات .. من يتخلص ممن؟

امسح القصائد التي لا أتكهن بقوافيها، استيقظ على ضجيج وجع القلب الذي يخفق دوماً رغم طفولته ، ابتعد كثيرا بين الأضلع، أعمق ..أقتم، كأني سجان لنفسي، أنأى، اشخص باحتراز

أجنحة الفرار، أضيع في أحزان وانتصارات، وهزائم، ابدأ بالنزول،  فقد أتعبني الصعود دائما، وسط منحدر، أسيِّر الوقت كله إلى ساعة واحدة اكتب عن كل شئ إلا نفسي ناسية أن كل شئ

هو أنا، في نصف الوقت اعبث ببورتريهات تنتمي لزمن واحد لي، تحتشد فيه أشواق لا تحصى، وملفات تتصدر شاشة حاسوبي وزمني الرقمي، اتركها لأبحث في أخرى نائية، تقيم دائما في

قلب هش ثقيل.. تلك القصائد التي لا أتكهن بقوافيها..!