د محمد حيدره مسدوس التوضيح الحادي عشر للحراك طباعة
سياسة - سياسة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 30 أغسطس 2012 07:17

حسب علمي انه لم يحصل بان دوله قد طلبت الوصاية الدولية عليها مثلما فعلت دولة اليمن و نحن نفهم بانهم قد فعلوا ذلك استباقا لتدويل قضية شعب الجنوب .
و لكنهم لم يدركوا بان هذه القضية قد تم تدويلها أصلا منذ التوقيع على وثيقة العهد و الاتفاق في الاردن ، لأنه مجرد التوقيع عليها قد تم تدويلها و الغت شرعية ما قبلها ، و تم تدويلها ايضا بقراري مجلس الامن الدولي عام 1994م ، و بالتالي

 

فان ما فعلوه الان ليس سوى تسليم البلاد للصراعات الدولية التي لا ترحم ، خاصةً و ان المصالح الدولية في جميع انحاء العالم متناقضة و لا يمكن ان تلتقي الا بوحدة العالم غير المنظورة . فبصيرة السياسة تقول بان هناك علاقه ديالكتيكية

بين العوامل الداخلية و العوامل الخارجية ، و ان الثانية هي التي يجب ان تتكيف مع الاولى و ليس العكس كما فعلت اليمن ، لان العكس يساوي الكارثة . و هذا ما وقعت فيه دولة اليمن . و اعتقد بان هناك مشروعين دوليين يتصارعان حول

الجنوب ، و يبحث كل منهما عن ادوات محليه لتنفيذه ، و هو صراع قديم جديد حول عدن و حضرموت بالذات .

ان القوى الدولية تتعامل مع قضايا الشعوب وفقا لمصالحها و تعتمد في ذلك على موازين القوى المحلية و ليس على ميزان الحق و الباطل . و من البديهي بان اية معالجات او حلول خارج ميزان الحق و الباطل تظل مؤقته و لا يمكن ان تصمد

امام الزمن ، لان ميزان القوى هو ميزان بشري يتغير، بينما ميزان الحق و الباطل ميزان رباني لا يتغير . و اذا ما انطلقنا من ميزان الحق و الباطل ، فأننا سنجد بان حرب 1994م قد كانت من الناحية الموضوعية اسقاطا ليس فقط لمشروع

الوحدة و حسب ، و انما ايضا اسقاطا ليمنية الجنوب ، لأنها جعلت من اليمننة سببا في قهر الجنوب . حيث اصبح الشماليون بعد الحرب يصرون و مازالوا يصرون على واحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و على واحدية ثورتيهما خلافا

لوقائع التاريخ . فبالاستناد الى هذه الواحدية اصبح صناع القرار في صنعاء يقولون ان الوحدة معمده بالدم ، و منهم من يقول ابتلعنا الجنوب بالحرب و لم يبق الا هضمه ، و منهم من يقول ليس هناك جنوب فقد اخذناه بالسيف ، و منهم من يقول

سنهجن ابناء عدن و سنغير التركيبة السكانية للجنوب ، و منهم من يقول رزقنا الله بالجنوب ، و منهم من برر حرب 1994م بفتوى دينيه و مازال يجددها حتى الان…الخ ، و كل ذلك باسم الوحدة و اليمننة . فلو كانوا مؤمنين بالوحدة لما قالوا

ذلك ، و لما قاموا بالحرب بعد اعلان الوحدة ، و لما رفضوا بعد الحرب فكرة ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحدة ، و لما قالوا بان مطالب الجنوبيين مناطقية و كأن الجنوب منطقه تابعه للشمال .

اننا نقول لمندوب الامم المتحدة السيد جمال بن عمر ، و سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية ، و مندوب الاتحاد الاوربي ، و نائب السفير الالماني ، و بقية سفراء الدول الراعية للحوار في اليمن ، بان قضية شعب الجنوب تختلف من

حيث المبدأ عن قضايا الشمال ، لان قضايا الشمال بين اطراف من دوله واحده حول السلطة ، بينما قضية شعب الجنوب هي قضية وحده سياسيه بين دولتين اسقطتها الحرب و حولتها الى احتلال باعتراف الرجل الثاني في نظام الشمال ،

السيد علي محسن الاحمر . و بالتالي فانه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا بأن تحشر قضية شعب الجنوب في قضايا الشمال .

ن فصل قضية شعب الجنوب عن قضايا الشمال يساوي نصف الحل ، لأنه من الناحية الموضوعية يشترط ذلك . كما انه يشترط ايضا بان يكون الشمال واحد ، و ان يكون الجنوب واحد . ثم ان هذا الفصل يزيل الضبابية عن قضايا الشمال و

عن قضية شعب الجنوب و يجعلها اكثر وضوحا . و من البديهي بان وضوح القضايا يسهل حلها . و من حظ الشمال ان رئيس الدولة و رئيس الحكومة و وزير الدفاع منحدرين من الجنوب و لم تكن لهم مصلحه في ان ينحازوا مع طرف على

حساب الطرف الاخر في قضايا الشمال .

ان الحل الموضوعي لقضايا الشمال لابد و ان ينطلق من طبيعة التناقضات الاجتماعية الموجودة في الواقع الاجتماعي و ليس من طبيعة التناقضات السياسية الموجودة بين النخب السياسية .
حيث ان التناقضات الاجتماعية الموجودة في الواقع الاجتماعي تختلف تماما عن التناقضات السياسية الموجودة بين النخب السياسية في الشمال. فالتناقضات الاجتماعية الموجودة في الواقع الاجتماعي للشمال هي تناقضات قبليه و مذهبيه و

مناطقيه ، و اهم التناقضات المناطقية هي في الطابع المدني لليمن الاسفل و الطابع القبلي لليمن الاعلى ، بينما التناقضات السياسية هي تناقضات حزبيه و سياسيه بين النخب السياسية خارج التناقضات الاجتماعية الموجودة في الواقع

الاجتماعي ولا تعبر عنها . ولذلك فان الحل الموضوعي لقضايا الشمال يتطلب تغييرا في آليَّة الحكم و تحويله من الحكم المركزي الى الحكم اللامركزي ، و جعل امن المحافظات بالكامل من مسئولية حكامها ، و تقليص الأجهزة الأمنية و

العسكرية المركزية لصالح الأجهزة الأمنية المحلية ، و خلق حالة مباراة بين المحافظات في الجوانب الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . هذا هو ما يتطلبه الواقع في الشمال و ما يجب انجازه خلال المرحلة الانتقالية . اما ما

يتطلبه الواقع تجاه قضية شعب الجنوب خلال المرحلة الانتقالية، فهو التمهيد للمفاوضات الندية بين طرفيها ، و ذلك من خلال :

1- اطلاق سراح المعتقلين و معرفة مصير المفقودين و حل قضية الايام و حارسها المرقشي .

2- الغاء الفتوى الدينية التي بررت حرب 1994م و اباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه ، و تقديم الاعتذار لشعب الجنوب على هذه الفتوى و على الحرب و نتائجها .

3- اعادة ما نهب تحت الفتوى او تحت غيرها من اراضي عقاريه و زراعية و بور، و من ممتلكات خاصه وعامه ، و اعادة ما قد تم تمليكه لأبناء الشمال باعتباره من آثار الحرب و باعتباره ثروة ابناء الجنوب لا يجوز تمليكها لغيرهم

.

4- اعادة المؤسسات العسكرية و الأمنية و كافة المؤسسات المدنية الجنوبية الى ما كانت عليه قبل الحرب باعتبار ان حلها من اثار الحرب .

ان هذه النقاط الاربع هي التي يمكن ان تكون تمهيدا للمفاوضات الندية بين الشمال و الجنوب ، لأنه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا الذهاب الى المفاوضات بدونها . وهذا ما يجب ان يفهمه رعاة الحوار في اليمن و ما

يجب ان تفهمه مكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي تجاه ذلك . امّا ما يجب ان تفهمه مكونات الحراك تجاه نفسها ، فهو ان تدرك بان الناس يقعون في الخطأ ليس انهم يريدون ان يكونوا خاطئين ، و انما يقعون في الخطأ لانهم لم يدركوا

مسبقا نتائج افعالهم . و هذا الادراك لا يمكن ان يكون عند كل الناس ، و انما عند الموهوبين منهم . و لهذا و انطلاقا من كل ذلك فان المبادئ الموضوعية للسياسة الجنوبية في الوقت الحاضر هي على النحو التالي :

اولا: ان تدرك كل مكونات الحراك بانه لا يجوز من حيث المبدأ ان نختلف حول قضية الوطن ، و لا يجوز من حيث المبدأ ايضا بان ننظر اليها من منظار سلطوي ، لأنها ما فوق السلطة و تسمو عليها . كما انه لا يجوز من حيث المبدأ كذلك

بان ننتظر مكافئه في نضالنا السياسي او الميداني . فهل نعلم بان الاسلام يقول لا تولوا من يطلب الولاية ؟؟؟ . و هل نعلم بأن ((جورج واشنطن)) الذي حرر امريكا ، قال للشعب الامريكي انتهت مهمتي بتحرير الوطن و ذهب الى منزله

؟؟؟ . و هل نعلم بان زعيم جنوب افريقيا (( مانديلا)) فعل نفس الشيء ؟؟؟ . فلابد للقيادات الشابة ان تعترف بانها عديمة الخبرة و انها بحاجه لها من القيادات القديمة ، ولابد للقيادات القديمة ان تعترف بانها عديمة الطاقة و انها بحاجه

لها من القيادات الشابة. فلابد من التسليم بان طاقة الشباب عمياء بدون خبرة القدامى ، و ان خبرة القدامى ميته بدون طاقه الشباب . و هذه هي العلاقة الديالكتيكية بين الاجيال ، و من يخالفها يقع في الخطأ و يدفع الثمن بالضرورة .

ثانيا : ان تدرك كل مكونات الحراك بان قضيتنا هي قضية شعب ، و انها باقيه ببقاء الشعب و ليست باقيه ببقائنا ، و اننا اذا لم نحلها ستحلها الاجيال القادمة . و هذا ما يجب ان يدركه المبالغون في التكتيك على حساب الاستراتيجية. كما ان

حل القضية مرهون بوحدة الجنوبيين حاضرا و مستقبلا ، و مرهون بموافقة المجتمع الدولي حاضرا ومستقبلا ايضا .
و هذا ما يجب ان يدركه المبالغون في الاستراتيجية على حساب التكتيك .
ثالثا : ان تدرك كل مكونات الحراك بان الحياه محكومة بقوانين موضوعيه خارجه عن ارادة البشر ، و ان هذه القوانين لا تدرك الا بالتفكير المجرد . فهل لنا ان نقتدي بالبلدان المتطورة و نجعل الفكر سيدا للسياسة ، و نجعل السياسة سيده

للنشاط العملي ، و بالتالي نخضع السياسة للفكر و نخضع النشاط العملي للسياسة و يكون كل منهم سيدا لوظيفته ، لان الخروج عن هذه القاعدة الربانية يساوي الخطأ بكل تأكيد . فلو اخذنا اي عمل مدني او عسكري او غيره سنجد بان العمل

الذهني هو الذي يقود العمل العضلي و ان العكس امرا مستحيلا . فما لم يكن الفكر مرجعيه للسياسة و ما لم تكن السياسة مرجعيه للنشاط العملي ، فان الامور ستسير بشكل حتمي نحو الكارثة .

رابعا : ان تدرك كل مكونات الحراك بانه لا يوجد في العمل السياسي قائد واحد و انما قياده واحده ، و انه لا يوجد في العمل التنفيذي قياده واحده و انما قائد واحد ، و ان من يخالف هذه القاعدة يقع في الخطأ و يدفع الثمن بالضرورة .

خامسا : ان تلتزم كل مكونات الحراك بما جاء اعلاه ، و ان تلتزم بالأسس التي اتفقنا عليها مع كل من الأخوة : محمد علي احمد ، حسن احمد باعوم ، ناصر علي النوبة ، المجلس الاعلى للحراك ، التكتل الوطني الديمقراطي الجنوبي الجديد

، مؤتمر القاهرة ، حركة النهضة الإسلامية ، ملتقى ابناء الجنوب في صنعاء ، الكتلة البرلمانية ، جبهة التحرير التي انضمت الى الحراك ، حركة المثقفين من اجل جنوب جديد ، الحركات الشبابية … الخ ، و هذه الاسس التي تم الاتفاق

عليها ، هي :

1- اتفقنا على ان وحدة الهدف هي الشرط الموضوعي لوحدة القيادة ، و ان وحدة القيادة هي الشرط الذاتي لتحقيق الهدف .

2- اتفقنا على ان الهدف هو استعادة الدولة و استقلالها كحق مشروع طالما و الشمال استعاد دولته بحرب 1994م ، و ان كل الحلول المطروحة من قبل الجنوبيين هي عباره عن طرق و اساليب للوصول الى الهدف .

3- اتفقنا على ان طرق و اساليب الوصول الى الهدف هي وظيفة القيادة السياسية اليومية الموحدة بما في ذلك الموقف من الحوار الذي تدعي اليه الامم المتحدة .

4- اتفقنا على ان القيادة السياسية الموحدة التي نسعى الى ايجادها هي قياده توافقيه مؤقته يتمثل فيها الجميع ، و ان تحمل اسم مجلس التنسيق الوطني الاعلى لمكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، و على ان ينبثق عن هذا المجلس

لجنه تنفيذيه تضم رؤساء هذه المكونات ، و لجان عامله يتمثل فيها الجميع و تكون رئاستها دوريه ، و بحيث ينعكس ذلك على المحافظات و المديريات . و لابد ان يكون هذا المجلس مفتوحا لمن اراد الانضمام اليه وفقا لادبياته .

سادسا : ان هذه النقاط الاربع هي الاسس التي اتفقنا عليها ، و هي التي سيقام عليها العمل باعتبارها خارطة الطريق لوحدة الجميع ، و لا اعتقد بان من يتراجع عنها او يخرج عنها لديه حجه غير الاضرار بالقضية مهما كانت المبررات .

كما انه من البديهي بان يتكوَّن الميثاق الوطني المشار اليه اعلاه من العناصر الأربعة التالية :-

1- ان يتناول الفصل الاول الاسباب الموضوعية و الذاتية للقضية ، لان ذلك هو الذي يظهر شرعيتها امام العالم .

2- ان يتناول الفصل الثاني الواقع القائم في الجنوب ، لان ذلك هو من يقنع العالم بضرورة حلها .

3- ان يتناول الفصل الثالث تسلسل الرفض الجنوبي لهذا الواقع منذ البداية ، لان ذلك هو الذي يبين للعالم الرفض الشعبي لهذا الواقع .

4- ان يتناول الفصل الرابع و الاخير الحل الشرعي و الوحيد للقضية و ان يحدد طبيعة النظام السياسي القادم ، لان ذلك هو الذي يطمَّن الاطراف الجنوبية على مستقبلها ، و بالتالي هو الذي سيوحدها .