التعليق السياسي: قضية الجنوب والصمت الإقليمي المخجل طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 27 يوليو 2009 09:05
صبر/2009-07-27
يكتبه: الدكتور/ عبدالله أحمد بن أحمد الحالمي

صمت الجوار والإقليم المخزي والمخجل من ما يجري في الجنوب العربي من أحداث دموية ومذابح يومية مستمرة وعسكرت الحياة الجنوبية بشكل ممنهج و منظم يرتكبها نظام الاحتلال الغجري اليمني بقيادة علي عبدالله صالح ضد شعب الجنوب العربي التواق لاستعادة هويته
 ووطنه ودولته المستقلة كاملة السيادة كما كان عليه الحال عبر التاريخ:

هل هو الخوف بعينه من نظام الاحتلال الغجري اليمني ؟ أو من قواته التي يستعرضها هذا النظام من وقت إلى أخر؟ و التي عجزت هذه القوات وعجز هذا النظام أن يستعيد بها جزيرة حنيش  وظهر أنها ليس للدفاع بل لاستخدامها ضد الشعب العربي المحتل في الجنوب والدليل حرب احتلال الجنوب صيف 1994م و ما يجري في الجنوب و ضد شعبه اليمني والدليل ما حدث في المناطق الوسطي  وأيام ثورة الجياع وخمسة حروب ضد الحوثيين والسادسة على الأبواب.

أومن تصديره للأسلحة إلى دول الجوار والعالم ومنها السعودية والصومال؟ أو لتنظيمه القرصنة على سواحل خليج عدن الذي يحتلها والذي لم تشهد هذه الظاهرة إلا بوجود الاحتلال الغجري اليمني للجنوب؟

أو بتصديره المخدرات والممنوعات لدول الجوار والعالم أو لسماحه بالاتجار بآلاف الأطفال  وتجنيده لآلاف الشحاتين الذين يكتسحون أغلب أسواق الإقليم.

أو من إيواء هذا النظام للإرهابيين و تنظيمهم وتدريبهم في معسكراته وإعادة تصديرهم لدول الجوار والعالم؟

أو من تنظيمه لاختطاف الأجانب وخاصة السواح لابتزازهم وابتزاز دولهم و حتى قتل البعض منهم كما حدث للسواح الألمان مؤاخراً.

ما الذي يحدث؟ لما الصمت المطبق على ما يجري في الجنوب؟ صمت سياسي و إعلامي  وفي مختلف المجالات.

فما الذي يجعل الآخرين و خاصة الأشقاء وبالذات في الجوار يصمتون أمام جبروت الاحتلال الغجري اليمني الهمجي ضد شعب الجنوب العربي الأعزل من السلاح والذي جعل النضال السلمي طريقة لاستعادة هويته و وطنه و دولته الحرة المستقلة و يواجهه المحتلون اليمنيون بمختلف أنواع الأسلحة ليواجه القتل والبطش والقمع الهمجي المشين و يسقط الشهداء و الجرحى ويزج بالمئات في غياهب السجون و أمام مرأى و مسمع و على مقربه من الأشقاء والأصدقاء و أمام أعين سفاراتهم و منظماتهم العاملة والموجودة على الأرض؟

أين هو مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي؟ ألم تكن دماء أبناء الجنوب دماء أو "ميه" حسب نطق المصرين للماء؟

 ألم تكن الأرواح البشرية الجنوبية التي تزهق و بدم بارد برصاص قوات الاحتلال الغجري اليمني هي أرواح بشرية كسائر أرواح بني البشر حرم الله قتلها أم ينضر لها بأنها أرواح أشباح؟

 أو ما هو سر هذا الصمت و ثمنه؟ هل تنظرون إلى أن يصبح شعب الجنوب مباد لتبقى الأرض والثروة دون الإنسان كما يريد المحتلون الجدد اليمنيين؟

لما السكوت على الإبادة الجماعية و المذابح المنظمة للشعب الجنوبي أخراها مذبحة مدينة زنجبار في محافظة أبين 23-7-2009م والضالع 24و25.

لما السكوت لا بل و ليس السكوت عند البعض فحسب بل و القيام بالاعتقالات للجنوبيين في بعض دول اغترابهم وتسليم البعض منهم لقوى أمن الاحتلال الغجري اليمني و كان أمن بعض الدول قد أصبح أحد فروع الأمن القومي اليمني كما يتحدث البعض؟

لما اعتقال العديد من الجنوبيين في دول الإقليم والذين لازالوا يقبعون مع الأسف الشديد في زنازين الأشقاء دعماً للاحتلال الغجري اليمني وأصبحت هذه الزنازين وكأنها تابعة للأمن القومي اليمني؟ فهل هي كذلك يتساءل البعض طالما وفيها معتقلين جنوبيين كما هو حال الأسرى الجنوبيين في زنازين صنعاء؟

أي ذنب ارتكبوه؟ و ذنبهم الوحيد  أنهم أحبوا هذه البلدان كما أحبوا وطنهم الجنوب العربي وجعلوها وطنهم بعد فقدان وطنهم الأصلي؟ ذنبهم بأنهم مواطني الجنوب العربي و أن الله خلقهم في أرض عاد و ثمود و أجبرهم الاحتلال و ظروف الحياة على الاغتراب في دول الإقليم   الشقيقة ؟

طعاتفهم مع أهلهم الذين يذبحون وتسفك دمائهم وبدم بارد برصاص المحتلين اليمنيين يوماً بعد يوم وكل يوم أن كأنه هذه تهمتهم شيء طبيعي أن يحزن ويبكي أي كان حي لديه دم على أهله وأحبائه و أن يتعاطف معهم ويقف إلى جانبهم و خاصة عندما يكون نضالهم سلمي و لهم حقوق سياسية مشروعة والمتتبع للأحداث ممكن أن يتوقع ذلك من المحتلين لا من الأشقاء وبعيد عن مسرح الأحداث أن ذلك لموقف مخجل ومحزن في وقت واحد؟

لما كوكبة من خيرت وأنبل أبناء الجنوب يقبعون في زنازين سجون الأشقاء في دول الإقليم ؟

هل صحيح أن هذه الزنازين تابعة للأمن القومي اليمني كما يطرح البعض و أنها فروع له موجودة على أراضيهم كما للأمريكان في بعض دول العالم و منها جونتنامو في كوبا؟

 و هل نظام الاحتلال الغجري اليمني أصبح الولايات المتحدة في الإقليم يهابه الجميع و رئيسه هو الريس بوش من هو ليس معنا فهو ضدنا يتحدث الكثيرون؟

و إذا كان البعض يتخيلون ذلك ألا يعلموا بأن العالم قد تغير و أن التغيير قد شمل الولايات المتحدة المتحكمة بالقرار الدولي و أن هناك رئيس جديد اسمه باراك أوباما وقد أمر بإغلاق معتقلات أمريكا في العالم ومنها جونتنامو و هل لهذه الدول التي فتحت معتقلات جنتناموا اليمنية على أراضيها خدمة لنظام الاحتلال الغجري اليمني لاعتقال الجنوبيين المسالمين على أراضيها هل حان الوقت إلى فك أسرهم و إغلاق هذه المعتقلات تيمنن بالرئيس أوباما الذي أغلق جنتنامو كوبا؟

 إلكم بأن تتعظوا يا أولي الألباب من العمل المخالف للدين والأخوة و لكل القيم بأن تحولوا أراضيكم وأجهزتكم تخدم المحتلين اليمنيين ضد الجنوبيين المسالمين.

لما تسريب الإشاعات للجنوبيين بأن أجهزتكم تتابعهم و ممكن لها اعتقالهم و قد تسلم البعض منهم للأمن القومي اليمني لزرع الرعب في اوساطهم؟

لمصلحة من كل هذا؟ ومن المستفيد؟ وماذا تستفيد الدول الشقيقة من هذا العمل ضد شعب الجنوب العربي المسالم و مواطنيه المسالمين  عل أراضيها؟

هل هذه هي الأخوة ؟ أو هل هذه هي المصلحة؟

نحن نحترم موقفكم الذي اتخذتموه لأنفسكم و متى؟ في القرن الواحد والعشرين! فهذا شأنكم لكن نحن مستغربين من هذا التحول في المواقف في الوقت الراهن والذي لا يواكب القرن الواحد والعشرين وتحولاته على المسرح العالمي لأن مواقفكم و على مدى التاريخ كانت دوماً مع الحق و مع أصحاب الأرض لا مع الغزاة و المحتلين فلما كانت مواقفكم متقدمة في القرون الماضية المتخلفة و متخلفة في القرن الواحد والعشرين ؟

إذا سلمنا بالأمر وطرحنا الأخوة على جنب ونظرنا فقط إلى المصلحة فإن المصلحة تقتضي بالضرورة بالوقوف مع أصحاب الأرض لأنهم أصحاب الحق لا مع من يحتلها و مخطأ من اعتقد بأن مصالحه مع محتل أو رهن مصلحته بمحتل لأن المحتل حتماً سوف يأتي يوم ليأخذ عصاه و يرحل و هذا كان مصير المحتلين على مدى التاريخ و هكذا كان مصير الاحتلال البريطاني للجنوب العربي الذي دام 129 عام لا أن الشعب العربي في الجنوب العربي توارثوا النضال جيل بعد جيل إلى أن طردوه و هذا مأسوف يكون عليه حال الغجر المحتلين الجدد اليمنيين الذي سوف نجبرهم صاغرين على مغادرة بلادنا عنوة.

نحن لسنا ضد الحفاظ على مصالحكم مع نظام الجمهورية العربية اليمنية و اليمن الشقيق هذا شيء طبيعي لكن ليس على حساب شعب الجنوب العربي و زج أبنائه في غياهب السجون و السكوت عن ما يجري في الجنوب من مذابح وابادة جماعية .

شعب الجنوب العربي هو الشعب الجار لدول الإقليم  واحد شعوبها حيث له امتداد جغرافي مع البعض منها  وهو أحد شعوب الوطن العربي و هذا الشعب سوف يضل كذلك إلى يوم النشور و إلى يوم تدك الأرض دكاً لأنها هذه مشيئة الله تعالى أن جعلنا معكم جيران و نتقاسم رقعة جغرافية لها امتداد طبيعي واحد و حاضنتها الوطن العربي الكبير كله.

على مدى التاريخ كل الغزاة الذين غزوا و احتلوا منطقة الجنوب العربي والذي سموه المحتلين اليمنيين اليوم بجنوب اليمن رحلوا منه إلى غير رجعة بفضل نضال شعب الجنوب العربي, هذا الشعب الحي الذي لن يقبل بالاحتلال و الذل و الهوان استطاع أن يطرد كل من تجرأ على التطاول على أراضيه و منها الاحتلال البريطاني الذي دام 129 عاماً.

وها هي ثورة الجنوب السلمية العارمة الثانية سوف يطرد بها شعب الجنوب العربي هذه المرة الاحتلال اليمني الغجري المتخلف المشين من أرض الجنوب العربي الطاهرة و كما طرد المحتلين السابقين بعظمتهم من قبلهم و انتهى المحتلين السابقين وبقي شعب الجنوب العربي على ترابه الوطني و سوف ينتهي قريباً الاحتلال الغجري اليمني و يطرد من الجنوب و يذهب إلى مزبلة التاريخ و سوف يبقى شعب الجنوب العربي فوق تراب أرضه.

 ودكتاتور اليمن الذي بلغ من العمر عتياً و أصبح في الحكم بغياً لن يضل فيه سرمديا.

هذا الطاغوت سوف يزول كما زال الطغاة من قبله من هتلر إلى  رئيس يوغسلافيا و الذي سوف ينتهي به إلى جواره في سجون محكمة لاهاي الدولية مكانه الطبيعي ليقضي بقية حياته أن بقية له حياة  و سوف يبقى الشعب العربي في الجنوب العربي على أرضه  لماذا؟ لأنه صاحب الأرض الممزوج في ذراة ترابه و سيضل الجار الطبيعي لجيرانه في الإقليم - لليمن والخليج والقرن الأفريقي ويتحكم بأهم منطقة حيوية في العالم وسوف يتعامل الآخرين مع شعب الجنوب العربي مجبرين للحفاظ على مصالحهم في هذه المنطقة الحيوية والهامة.

على الجميع أن يعوا مصالحهم أين تكون؟ و مع من؟ و أن يعرفوا و يثقوا مما نقوم به بأننا شعب الجنوب العربي قد عقدنا العزم و مصممين على تحرير أرضنا و استعادة هويتنا العربية و وطننا الجنوب العربي  و دولتنا – دولة الجنوب العربي  و لن تستطيع أي قوة في العالم  بأن تثنينا عن خيار إعادة حقنا في الحياة الحرة الكريمة و في كنف دولة الجنوب العربي و إن زيف الوحدة قد انتهى و موجود احتلال غجري يمني للجنوب و إن لا مكان في قاموس شعب الجنوب العربي للنظام الفدرالي او الكنفدرالي فالشعب الجنوبي يقول برع برع  يا استعمار و لا يقبل إلا بعودة هويته العربية و وطنه حر مستقل .

 إن الاحتلال الغجري اليمني سوف نطرده شر طرده من بلادنا كما طردنا من سبقه كوننا نعني ما نقول و ها هو الاحتلال الغجري اليمني هذه الأيام يترنح و يتخبط لا شك وإنكم تتتابعون تصرفاته الهمجية ما قبل الرحيل و السقوط في مزبلة التاريخ.

المارد الجنوبي تحرك لن يعود ولن يعود إلا باستعادة هويته و وطنه و دولته الحرة المستقلة وعندها سوف يجبر من ساعد المحتلين أو تخاذل أو تفرج على شعبنا وهو يذبح أمام أعينه ومقربة منه و لن يقف معه في محنته لا من دواعي الدين أو الأخوة أو الجيرة أو حتى المصلحة سوف يتعامل هؤلاء في الأخير مجبرين مع الأمر الواقع الذي سوف نفرضه نحن شعب الجنوب العربي على الأرض و نقول نحن هنا في عدن و باب المندب و في المكلا في كنف دولة الجنوب العربي وعلى أرض الجنوب العربي و التاريخ لن يرحم من لم يساند الحق أو النطق به.

ولكم بان تقارنوا بين الوقوف مع شعب محتل و يقبع تحت الاحتلال الغجري اليمني هو شعب الجنوب العربي الذي هب عن بكرة أبيه في نضاله لاستعادة هويته ووطنه ودولته المستقلة والتي سوف تكون واقعاً قريباً وبين مساندة محتل سوف يأخذ جحافله الغجر ويرحل قريباً.

لكم بأن تثقوا بأنه مهما كان موقفكم من قضية الجنوب العربي العادلة موقفاً متفرجاً و أحيانا مساعداً لنظام الاحتلال الغجري اليمني فأننا منتصرون بعزيمة و تصميم و إرادة شعب الجنوب العربي و بتوفيق من الله العالي القدير و لن نخذلكم مطلقاً لم تكن لنا ردت فعل حول موقفكم المتفرج حتى الآن و سوف نمد يدنا و هي ممدودة من الآن لكم لعلاقة أخوية صادقة تحترم مصالح و حقوق الطرفين و لن تخرج بلادنا الجنوب العربي عن محيطها الإقليمي و لن تكن إلا سند وموقع أمن و مستقر للجوار والعالم.
آخر تحديث الاثنين, 27 يوليو 2009 09:05