علاقة النظام اليمني بالارهاب الدولي طباعة
مقالات - صفحة /أحمد الحسني
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 06 فبراير 2007 01:16
صوت الجنوب 2007-02-06 /الاستاذ أحمد عبدالله الحسني
 نشر هذا المقال في شبكة العراق الجديد واضغط هنا لقراته  
كمانعيد نشرة هنا للاهمية
منذ مطلع العام الحالي 2006 والانباء تتوالى تباعا عن نشاط محموم للمجموعات الارهابية في اليمن, والمتتبع لهذا النشاط سيجد انه يختلط بشكل مباشر بنشاط الدولة ورئيس النظام مباشرة.

في أواخر فبراير من هذا العام حملت الاخبار هروب 23 قياديا وناشطا من تنظيم القاعدة من سجن الامن السياسي في صنعاء في مسرحية سخيفة و عبثية بعد ان حفروا نفقا تحت الارض من السجن الى باحة احد المساجد القريبة منهم مستخدمين في ذلك ادوات الاكل مثل الملاعق والصحون وما شابه وفقا لما نشرته سبا نيوز و موقع المؤتمر نت الناطقة باسم الحزب الحاكم, و موقع سبتمبر نت المقرب من الرئاسة, وفي تصريح للرئيس المشير علي عبدالله صالح لصحيفة الحياة الصادرة في نهاية فبراير 2006 أوضح الرئيس انه ( ربما ) يكون هناك تواطئ, مؤكدا ان هناك حوارا واتصالا مع الهاربين لعودتهم الى السجن. ( لاحظ عزيزي القارئ ان الرئيس اليمني يرفض اجراء حوار مع تيار اصلاح مسار الوحدة من المناضلين الجنوبيين) وهذا الحدث وما سبقه من احداث كبيرة تتعلق بنشاط المجموعات الارهابية يدعونا الى محاولة معرفة العلاقة التي تربط النظام السياسي برئاسة المشير علي عبدالله صالح وهذه المجموعات, ودون أن ندعي أننا خبراء في شان الجماعات الدينية او الارهابية الا اننا يمكن ان نسجل جملة من الملاحظات المهمة في هذا السياق:-
هناك ترابط مصيري بين النظام السياسي اليمني وعلى قمته المشير علي عبدالله صالح, الذي وصل الى الحكم في 1978 وبين المجموعات الدينية التي اتسم نشاطها بتكفير المجتمع وبالعنف والارهاب تجاه الخصوم المحليين والاجانب و التي لم تكن معروفة على مستوى الساحة اليمنية ولم يصبح لها هذا النشاط والدور الذي سناتي على ذكر بعضه لاحقا قبل ان يستولي صالح على الحكم في الجمهورية العربية اليمنية كما لم يكن لها وجود في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا.

لكن وجود المشير علي عبدالله صالح في الحكم مكن هذه المجموعات من انشاء قاعدتها المادية الصلبة وتامين بيئة معرفية مكنت من نشر افكار هذه الجماعات الدينية في طول وعرض البلاد ( الجمهورية العربية اليمنية ) قبل الوحدة عبر نشر الآف المدارس الدينية والمعاهد الدينية التي بلغت حسب ما ذكره رئيس الوزراء الحالي الاستاذ عبدالقادر باجمال اكثر من اربعة الاف مدرسة دينية لها مناهجها الخاصة وبرامجها التدريبية ولا تخضع لوزارة التربية والتعليم, كما انتشر اتباعها في الجنوب بعد الوحدة بفضل الدعم والرعاية الخاصة التي يوليها النظام.
وكما كان الفضل للرئيس المشير علي عبدالله صالح في وجود هذه المجموعات ورعايتها و حمايتها هي ايضا اي المجموعات الدينية المتطرفة لم تبخل على نظامها بالفكر والدم والرجال وقدمت ارواح شبابها فداءا لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في المنطقة الوسطى مطلع الثمانينات وشنت ما اعتبرته حربا مقدسة ضد الشيوعية .

كما لم تبخل على نظامها في حربه ضد رجل الدين المجتهد العلامة حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة وقدمت الفتاوي المكفرة للخصم وقدمت الرجال المقاتلين دفاعا عن نظام صالح.
هذا الترابط المصيري بين الجماعات الدينية المتطرفة وبين نظام المشير علي عبدالله صالح لقي ترجمته القوية في الحرب التي شنها النظام ضد الجنوب عام 1994 وعرف العالم اجمع بحجم الدور الذي اسهمت به هذه المجموعات المقاتلة التي جرى تجنيدها لتلك الحرب واستدعي رجالها من افغانستان على عجل كما تبين لاحقا من خلال المقابلات التي نشرت لبعض قادتها مؤخرا في الصحف المحلية كما في الصحف العربية واسعة الانتشار كصحيفة الشرق الاوسط. , وصحيفة الحياة ليساهموا في حرب النظام على الجنوب صيف 1994.

معروف ان اليمن قد قدمت تسهيلات كثيرة ورعت مجموعات ارهابية اخرى ظهرت في اعوام سابقة في بلاد الشيشان وقد عرض الرئيس الروسي بوتين بعض من وثائق اثبات الشخصية وغيرها على الرئيس اليمني اثناء احدى زياراته الى موسكو عام 2003 بعد ان شكى من الارهاب اليمني في الشيشان وبعد ان حاول الرئيس اليمني ان ينكر ان لليمن علاقة بما يجري على اراضي الاتحاد الروسي.

كما نشرت وسائل الإعلام العالمية ومنها الامريكية ان سلاحا حكوميا يمنيا قد وجد ضمن الاسلحة التي هوجمت بها القنصلية الامريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية وتناولت الصحف ووسائل الاعلام الاخرى اخبار واسعه عن تدفق شحنات من الاسلحة على الفصائل الصومالية المتقاتلة في تلك البلاد التي مزقتها الحروب الاهلية ونقلت الانباء عن تواجد عدد من الدارسين في المعاهد اليمنية الدينية من الصوماليين المنتمين الى جماعات دينية متطرفة.

واذا كان نشاط النظام اليمني لدعم مجموعات الارهاب العالمي قد وصل الى بلاد الشيشان والصومال فان دول الجزيرة العربية قد نالها قسطا وافرا من ذلك النشاط حيث تذكر المعلومات المنشورة في صحيفة الشرق الاوسط اواخر فبراير الماضي اخبارا عن اعتقال مجموعات ارهابية على علاقة باليمن واعتقد ان القارئ يتذكر الهجوم الارهابي الفاشل على مصفاة النفط السعودية في ابقيق, و ما نشرته الصحف السعودية عن علاقة ذلك مع مجموعات الارهاب المصدر من اليمن, في اشارة صريحة إلى أن احد قيادات الارهاب كان يدير اعماله الاجرامية من داخل
( السجن ) اليمني.

والى وقت قريب كان الرئيس علي عبدالله صالح يكثر من الحديث عن شراكته مع الولايات المتحدة الامريكية في حربها ضد الارهاب العالمي محاولا ان يبعد الجميع عن معرفة صلة النظام بالارهاب وقد حقق الرئيس صالح الكثير من النجاح في مسعاه هذا واستطاع الى حين ان يضلل العالم كله بما فيه الامريكيين بانه شريك في محاربة الارهاب وبالتالي لا علاقة له بالتنظيمات الارهابية سواء على المستوى المحلي اوالعربي او العالمي.

مع تزايد أعداد اليمنيين المشاركين في الأعمال الإرهابية في العراق بدا الامر اكثر تعقيدا من أن يصدق فكيف لمن يعلن انه شريك في محاربة الإرهاب أي حليف للولايات المتحدة الامريكية ان يسمح بتدفق تلك الأعداد إلى العراق, وبدا التحقيق وبدا التقصي ليفاجأ المتتبع أن نظاما متكاملا يقف وراء هذا العمل الواسع ألذي يشمل عمليات الإقناع والتجنيد والتدريب وتامين الوثائق وتوفير المال الخ واذا بهم أمام حقائق مدهشة و مرعبة في نفس الوقت, فلأول مرة تثبت الوقائع والحوادث والوثائق أن نظام المشير علي عبدالله صالح له صلة وثيقة بالإرهاب المحلي والعربي... ... لتختم الفاجعة بصلة للنظام بالعمليات الإرهابية التدميرية التي نفذها انتحار يون في منتجع ذهب السياحي بسيناء المصرية, وهو ما دعا الحكومة المصرية أن تبعث على وجه السرعة رئيس مخابراتها اللواء عمر سليمان إلى اليمن والذي استقبله فيها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومعه رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش ورئيس الأمن الوطني عمار محمد عبدالله صالح ومدير مكتب الرئيس علي الانسي وهو خبر بثته الفضائية اليمنية يوم أمس الأول 27 ابريل 2006.

وفي وقاحة بالغة يعلن النظام عن استدعاءه لعدد من نشطاء الإرهاب المحلي ممن نفذوا حملة الإرهاب المنظم مطلع التسعينات ضد كوادر الحزب الاشتراكي اليمني في صنعاء وتعلن الصحف ووسائل الإعلام اليمنية اليوم 29 ابريل 2006 انه بتوجيهات رئاسية تم إطلاق سراح عددا من قيادات جيش عدن أبين الإسلامي وهو تنظيم عرفت علاقاته بقيادات كبيرة نافذة في الحكم تم تأسيسه بعد الحرب في 1994. ونفذ أتباعه مجزرة السياح الاستراليين في أبين في أواخر 1998.

كل تلك النشاطات والأعمال التي يقوم بها الرئيس المشير علي عبدالله صالح ونظامه تعلن للعالم جهرا ودون مواربة ولا تمويه بان النظام اليمني يرعى الإرهاب ويحتضنه ويقدم له الحماية ويؤمن له الانتشار وتكشف في نفس الوقت عن طبيعة النظام وخطورته على امن واستقرار شعوب المنطقة والعالم قاطبة.

إن من احتضن ونظم وقدم الحماية وامن الانتشار لقوى الإرهاب لتصل إلى الشيشان وصحراء سيناء ولتلحق الخراب والدمار بالعراق ومصر بعد أن جعل كل أقطار الجزيرة العربية والخليج تحت الارهاب لا يتورع ولن يتورع عن نشر هذه المجموعات في أقطار العالم المتحضر في أوروبا وأمريكا لتقوم بعمليات القتل والتدمير ولتنشر الرعب بين السكان وسيجد لها الغطاء الديني ولن تبخل عليه عمامة (الديلمي) بالفتاوى عند الضرورة كما وفرتها عند إعلان الحرب على الجنوب والجنوبيين وعند ما أطلقت يد الغدر لاغتيال الشهيد جارالله عمر وقتل الأطباء في جبلة باليمن وهي الخبيرة بإطلاق الفتاوى المغذية لقوى الإرهاب ألظلامي التكفيري بالعراق. كما لم تبخل عليه بفتاويها المكفرة للعلامة الحوثي ولأتباع المذهب الشيعي.

لابد من الإشارة هنا إلى أن انتقال الإرهاب اليمني إلى اوروبا وامريكا ليس سوى مسالة وقت في اعتقادي الشخصي فالنظام كان قد اعلن سابقا ونشر إعلانه في الصحافة المحلية وعلى مواقع اليكترونية عديدة منها موقع نيوزيمن انه قد شكل منظمة تحت مسؤولية أجهزة الأمن الحكومية الرسمية تتعامل مع ما اسماه بالتهديد الخارجي وتنشط وسط الجاليات اليمنية في الخارج وهو في نفس الوقت الذي يعتبر إرهابا حكوميا ( إرهاب دولة ) ضد معارضة الخارج فانه سيشكل الغطاء الشرعي الرسمي لنشاط إرهابي تتقدمه وتكون فاعلة فيه رموز قيادية من القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي سيتفنن النظام في إخراجها كلما دعت الحاجة إلى ذلك و تحت تسميات عديدة مختلفة.

ما نصل إليه من خلاصة بعد هذا السرد المقتضب هو أن الرئيس المشير علي عبدالله صالح قد عاد إلى المربع الأول من تحالفا ته السياسية فهو قد بنى نظاما عسكريا مخلصا للقبيلة متحالفا مع القوى الظلامية وهي القوى الرئيسية التي تسير نظام الجمهورية العربية اليمنية وتبرر وجوده فمن فصائل الإرهاب الديني التي دعمت حرب النظام في المنطقة الوسطي إلى تكوين المجموعات المقاتلة وتجنيد أفواج المتطوعين لمقاتلة السوفيت في أفغانستان إلى تأسيس ونشر أكثر من أربعه آلاف مدرسة دينية حسب تصريح رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال إلى مليارات الريالات من الإعتمادات المالية التي ينفقها النظام على هذه المنظومة المتشعبة, إلى جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني المتهم رسميا من قبل الولايات الأمريكية بالإرهاب وبدعم الإرهاب وهي الجامعة التي تبرع لها الرئيس المشير بمبلغ مليار ريال, يثبت فعلا لا قولا أن الرئيس قد عاد إلى مربعه الأول والى أصوله ومعتقداته الأساسية ليثبت بالفعل إن كل ما ادعاه من الديمقراطية أو من حقوق الإنسان أو حقوق المرآة أو الانتخابات أو ما شابه ذلك من مصطلحات فرضتها ضرورات العصر الراهن وسماته الرئيسية باعتباره عصر العلوم والتكنولوجيا, عصر الثورة التقنية, عصر الفضائيات ما هو إلا أسلوب لمجاراة المتغيرات الجديدة ليتجنب الاصطدام بها ويحافظ على القاعدة المادية والتقنية الكبرى ( أي النظام السياسي ) المملوك بالكامل لهذا التحالف العسكري القبلي المتحالف مع الإرهاب الديني وقواه التكفيرية الظلاميه بل أنها الحاضن له وعلينا أن نتوقع منه أن يكون حاضنا لها وان يؤمن لها الانتشار في كل أصقاع الأرض وحيثما كان ذلك ممكنا باعتبار ذلك القاعدة وما عداه هو الاستثناء.


الاستاذ أحمد عبدالله الحسني

عن التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)


نقلا عن شبكة العراق الجديد

آخر تحديث الثلاثاء, 06 فبراير 2007 01:16