اي نهاية تنتظر الرئيس صالح طباعة
مقالات - صفحة /أحمد الحسني
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 20 أبريل 2007 09:20
صوت الجنوب /اللواء الركن أحمد عبدالله الحسني .2007-04-20
لفت انتباهي قرار الرئيس علي عبدالله صالح عزل اللواء يحي الشامي وتعيين محله اللواء مطهر المصري  محافظا لصعدة ... وكثيرة هي القرارات المثيرة للانتباه التي يصدرها الرئيس صالح في هده الايام ...لكن هدا القرار بالدات له معاني ودلالات ... فالشامي ليس اي محافظ اخر ... وصعدة ليست اية محافظة اخرى .
اللواء يحي الشامي من القادة المخضرمين ويمكن ان يوصف بالرجل الموسوعة ... رجل على اطلاع واسع على علوم اللغة والادب وله دراية واسعة بعلوم الفقه والدين وله معرفة جيدة بالتاريخ العربي القديم والحديث ويكاد يلم بتفاصيل التاريخ الاسلامي كله على تشعبه , كما ان له خبرة وتجربة في ادارة وحكم المناطق المستعصية من اليمن حيث سبق له ان كان محافظا لمارب في السنوات الصعبة والمرة ثم محافظا للبيضاء وترك فيهما اثرا طيبا .
اما على المستوى العسكري فيعتبر اللواء يحي الشامي من القاده العسكريين اليمنيين القلائل الدين يشار لهم بالبنان , وصفات القائد العسكري الحازم والموهوب هي ما يمكن ان نطلقها عليه دون ان نكون مخطئين
.
ومحافظة صعدة هي من اقل مناطق اليمن تنمية وبقيت لعقود من حكم الرئيس صالح خارج اهتماماته وحتى الان

ولاسباب نجهلها وغير واضحة اطلاقا يشن نظام الرئيس صالح حربا عدوانية مجرمة ضد اهالي محافظة صعدة بدات في صيف 2004 وتجلت في ايامنا هده بشكل اكثر ضراوة واكثر فتكا واكثر تدميرا وقتلا دون ان يتمكن الرئيس صالح من فرض ارادته على خصومة من المقاومين من ابناء صعدة الاشاوس الدين ازدادوا خبرة وتمرسا على القتال دفاعا عن ارضهم ومعتقداتهم الدينية وعن اعراضهم وممتلكاتهم وخضعت هده المحافظة بقرار من الحاكم في صنعاء لحصار شديد منع بموجبه امدادات الغداء والمياه عن معظم مدن وقرى المحافظة كما منع الدخول والخروج منها وفرض تعتيما اعلاميا صارما عن اخبار الحرب هناك بل ودعى الى محاكمة اي وسيلة اعلام تنقل اخبار عن المدافعين عن شرفهم وعرضهم وارضهم ... باختصار اعلن  الرئيس صالح حربا عدوانية ظالمة على محافظة صعدة واعتبرها واهلها اعداء لا بد من ابادتهم .

وادا كنا  قد تفهمنا  دوافع الرئيس صالح بتعيين اللواء يحي الشامي محافظا لصعدة في هكدا ظروف واوضاع على الرغم من اننا نعرف انه لا ياتمنه ولا يثق به , فهو الى جانب الصفات التي سبق دكرها , ينتمي الى فئة السادة ولعل الرئيس صالح قد راهن على هده الصفة بالدات مؤملا ان يحدث شرخا وتصدعا في صفوف المقاومين الدين ينتمون في معظمهم الى المدهب الزيدي ويدينون بالولاء والريادة للسيد العلامة بدر الدين الحوثي , فان قرار عزل السيد اللواء يحي الشامي  في احلك الظروف واثناء اشتداد المعارك واتساع رقعتها في محافظة صعدة وهو من هو وتعيين بدلا عنه اللواء مطهر المصري , ( نائب وزير الداخلية ) صاحب القدرات المتواضعه عسكريا , قليل الخبرة اداريا لم يسبق له ان مارس الحكم حتى بمستوى مركز ولا مديرية ناهيك عن محافظة وصعدة ليست اي محافظة ... فان القرار لا يسترعي الانتباه فقط بل والدهشة ايضا ...
انه اعلان صريح عن فشل سياسة الرئيس صالح لمعالجة الازمة المستعصية في محافظة صعدة عن طريق الحرب والعدوان ... وهو في نفس الوقت سقوط مريع لكل دعاوي النظام وادعاءاته الباطلة عن حيثيات هده الحرب الظالمة وخسارة واضحة لتحالف سعى اليه الرئيس صالح مع بعض رموز التيار الزيدي في صنعاء سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة
  . 
وهو في نفس الوقت دلالة على اشتداد الصراع بين اقطاب النظام في ظل اصرار الرئيس صالح ابقاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها نجله العقيد احمد علي عبدالله صالح في صنعاء ومعسكرات تمركزها الدائم قرب القصر الجمهوري ومباني الاداعة والتلفزيون , اضافة الى ابقاءه على قوات الامن المركزي التي يقودها ابن شقيقه العقيد يحي محمد عبدالله صالح في حراسة المنشئات الحكومية الرسمية والسفارات الاجنبية والتحكم بمداخل ومخارج العاصمة صنعاء بعيدا عن محرقة صعدة . , وبعيدا عن مسؤليات جرائم الحرب ضد الانسانية التي يمكن تحميل وزرها على عاتق القادة الميدانيين المخالفين لتوريث الحكم والمعترضين على الصلاحيات الواسعه التي يتمتع بها ابناء الرئيس في شؤون الحكم واستئثارهم بالسلطة والثروة
.
اعتقد اننا  امام مؤشر واضح على عمق الازمة التي تعصف بالنظام ... فهل هي النهاية ...؟؟؟

هل ستكون نهاية الرئيس صالح على الطريقة الصدامية ؟ ... ام على طريقة محمد سياد بري ؟
المرجح لدي ان تكون النهاية على الطريقة الصومالية .
         


لندن" عدن برس " خاص :  19/4/2007


آخر تحديث الجمعة, 20 أبريل 2007 09:20