تصريح هام : للامين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي

صدر عن التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج في 3/8/2008م قد حدد بوضوح موقف تاج من عدد من القضايا الوطنية والمصيرية وبالذات ما يتعلق بمصير مسيرة شعبنا التحريري
وأشار البيان بشكل لا لبس فيه إلى أن هدف نضال شعبنا السلمي المتصاعد هو الوصول إلى الغاية النبيلة والإنعتاق الأبدي من رقبة الاحتلال العسكري القبلي المتخلف لنظام الجمهورية العربية اليمنية

وعلى هذا الطريق يتم انجاز عددا من المهام النضالية الكبيرة ويأتي في المقدمة منها استعادة السيادة على كامل ترابنا الوطني وبناء الدولة الحرة المستقلة كما أن مهمة استعادة الهوية الجنوبية للجنوب المحتل هي من صلب المهام الوطنية التحررية وفي هذا السبيل تأتي مهمة تصحيح الأخطاء الإستراتيجية الكبرى التي وقع فيها الجنوب منذ الاستقلال في 30-نوفمبر 1967م حيث جرى ربط وطننا باليمن الشقيق و جرى تغيير تسمية بلادنا من الجنوب العربي إلى تسمية اليمن الجنوبية .

ومن يقرأ البيان بتمعن لابد أن يلاحظ أن هناك مشروعان مشروع الاستقلال وتخوض النضال في سبيل الانتصار له وتحقيقه جماهير شعبنا في كل ربوع الجنوب المحتل و تتصدى لتنظيم مهام مراحله المختلفة قيادات جنوبية وهبت نفسها لقضية الوطن وتحريره معجونة بتراب الجنوب مسكونة بحب الوطن المحتل وشعبه الوفي امتلكت الشجاعة لتشخص بوضوح حجم المأساة التي وقع فيها وطننا وشعبنا نتيجة لعملية التضليل والخداع الكبرى التي تعرضا لها منذ خمسينيات القرن الماضي وقد أثبتت التجربة الماضية منذ انطلاقة مسيرة التحرير المباركة في الجنوب المحتل ان هذه القيادات تمتلك الخبرة والتجربة والإرادة والقدرة التنظيمية والسياسية التي مكنتها من الاستمرار في نهجها التحرري الواضح رغم كل الصعوبات والعراقيل ورغم كل الدسائس والمؤامرات التي برع فيها نظام الاحتلال اليمني وتمكنت هذه القيادات من تكوين الهيئات المختلفة التي استهدفت تنظيم الطاقات والإمكانيات وفقا لقراءات واقعية صحيحة وتندرج ضمن ذلك الهيئات الوطنية الناظمة كل الهيئات التي تبنت بوضوح مشروع الاستقلال بدء من الهيئة الوطنية العليا التي يرأسها الأخ المناضل ناصر علي النوبة ويقف بشموخ في زنازين الاحتلال أمينها العام المناضل الوطني الجسور حسن احمد باعوم والهيئات المشابهة في كل من الضالع وردفان وأبين ولحج وحضرموت وشبوه والمهرة وعدن ويبرز قادة جنوبيون شوامخ من شباب الجنوب أمثال الدكتور ناصر الخبجي في ردفان والقائد الميداني الوطني الشريف الشنفره في الضالع وحسن البيشي وشلال شائع وفادي باعوم وجمال عبادي والقائمة تطول ممن لا يرتضون أن تطمس هوية وطنهم وأعلنوا مواقفهم المتبنية للاستقلال بوضوح شديد لا لبس فيه .

وهناك مشروع آخر يهدف إلى طمس الهوية الجنوبية والقضاء نهائيا على مسمى الجنوب وتاريخ الجنوب والقضاء نهائيا على مستقبل أجيالنا القادمة واقتلاع شعبنا من أرضه وذره في سهول اليمن ووديانه السحيقة وإحلال شعب آخر في بلادنا ويتبنى هذا المشروع قيادة أحزاب المشترك وبعض القيادات الجنوبية التي آمنت ولا زالت تؤمن بان بلادنا ليست سوى شطر من بلد آخر وهؤلاء مقتنعون أن الالتزام بأفكار الأيدلوجية والتمسك بها تقتضي التضحية بالوطن وبالهوية وبالتاريخ و بمستقبل الأجيال القادمة ولكي يتحقق هذا المشروع بعيدا عن الشعب وإرادة الشعب فقد اتخذت قرارات في صنعاء من قبل قيادات المشترك وجرى تنسيق مع بعض القيادات الجنوبية في بعض العواصم العربية لتكوين هيئات تحت مسميات تنظيم الحراك في الجنوب وجرى تنظيم عدد من اللقاءات والاجتماعات لهذا الغرض بشكل علني كما نشرت وسائل الإعلام التابعة للمشترك قرارات التحضير للمؤتمر الوطني وحتى يتمكن أصحاب هذا المشروع من إفشال مشروع الاستقلال وتحقيق مشروع اليمننة يجري في هذه الأيام بشكل عاجل التحضير للمؤتمر إياه حتى يمنح هذا المشروع صبغة شرعية من خلال إرسال بعض من أبناء الجنوب كممثلين الى هذا المؤتمر ووفقا لاعتقاد هؤلاء الإخوة فان ذلك يكفي لإقناع المراقبين ومراكز صناعة القرار بان أبناء الجنوب يتبنون هذا المشروع أي مشروع اليمننة .

والتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج عبر بوضوح في بيانه السياسي الهام على احترامه لقناعات من يختلفوا مع مشروع الاستقلال ولم يخون أحدا ولم يطلب من الآخرين أن يلتزموا فقط بمشروع الاستقلال ولكنه دعا أصحاب مشروع اليمننة من أبناء الجنوب أن يعبروا بشفافية ووضوح ويعلنوا مشروعهم للجماهير ويدافعوا عنه ولهم الحق أن يسعوا إلى استقطاب أنصار ومؤيدين لمشروعهم على أن يبقى قرار الفصل في المسائل المصيرية والوطنية الكبرى من حق الشعب فقط حتى لا نكرر المآسي والكوارث التي حلت بوطننا وشعبنا جراء سياسة اختزال إرادة الشعب في مجموعة صغيرة من القيادات مهما بلغ إخلاصها . وقد أكد تاج في بيانه السياسي الهام على التمسك بمبدأ الحوار والقبول بالآخر وعدم التخوين واحتفاظه باحترام كل من يختلف معه مبقيا الاختلاف في إطار المشاريع والابتعاد عن الشخصنة .

ومن الطبيعي جدا أن يسعى تاج إلى ترجمة نداءاته السابقة ودعوته التي أطلقها في 2005 والتي دعا فيها إلى عقد مؤتمر وطني جنوبي جنوبي للخروج برؤية موحدة تحدد سبل الخلاص من الاحتلال ومن الطبيعي جدا أن يدعو تاج كل أبناء الجنوب المتبنين مشروع الاستقلال إلى عقد مؤتمر وطني جنوبي وتاج في هذا السياق لا يمكن أن يقصي أحدا من أبناء الجنوب مقتنع بمشروع الاستقلال أن يساهم في هذا المؤتمر تحضيرا ووثائقيا ً والاشتراك في صناعة قراراته وهذا لا يعني احتكار هذا المسعى الوطني النبيل بل على العكس من ذلك فان تاج على استعداد ان يلبي دعوة أي قيادة جنوبية تتبنى الاستقلال وسيشارك مع الآخرين لانجاز هذا العمل الوطني الكبير والهام .

وفي كل الأحوال يبقى قرار مصير ومستقبل الوطن حكرا للشعب فهو وحده من يحدد نوع النظام الذي يبتغيه ويرتضيه وهو وحده الذي يحدد السبل المثلى لاستغلال ثرواته وهو وحده فقط الذي يتخذ القرارات التي يراها ضرورية لتأمين مستقبل أجياله القادمة .

احمد عبد الله الحسني

الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج