وتلك الأيــام .. الصبر علمنا طباعة
مقالات - صفحة المحامي / يحيى غالب الشعيبي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 16 يونيو 2007 01:13
صوت الجنوب/ المحامي:يحيى غالب أحمد /2007-06-16
المناضل البارز الوطني علي صالح عباد (مقبل) يعتبر آخر جيل عمالقة الجنوب والثورة التحررية ومعلماً من معالم الفكر والتنوير
ومناضلاً صلباً امتاز بالثبات في أقسى الظروف وهو المنقذ للحزب الاشتراكي بعد تسونامي صيف 94 وحرب الجنوب الظالمة التي عصفت بحزب مقبل ورفاقه ولكن كان مقبل عصياً كردفان وشمسان. شعر مقبل ورفاقه بحجم المسؤولية التاريخية بعد الانهيار الكبير ولملم مقبل ورفاقه الأوفياء أجزاء الحزب المتناثرة ولمقبل سجل التاريخ صفحة جديدة ناصعة تضاف إلى تاريخه بعد أن استطاع الثبات وإعادة العافية إلى جسم انتمائه التاريخي ونهض بالاشتراكي من بين أكوام رماد راجمات الصواريخ وقنابل حرب الوحدة.

ما يتعرض له مقبل ويطال أسرته من إرهاب دولة ما هو إلا امتداد لمسلسل قديم بدأت حلقاته بالشروع بالقتل والتصفية الجسدية لمقبل بعد الوحدة وبروز اسمه في كشوفات التصفية الجسدية التي تنتجها مطابخ الإرهاب السياسي الفكري. يجد الإنسان المنتمي إلى أفكار الانعتاق والتحرر نفسه مجبراً أن يسجل كلمات الوفاء والعرفان لقائد صلب شجاع أفنى حياته بالتضحيات والنضال والمعتقلات الرفاقية ورغم كل ذلك لم يغادر انتماءه ولم يبحث عن وسائل الراحة والنقاهة والعيش الرغد والمال، كم كان عظيماً وهو يفترش الأرض بجانب أبناء رفاقه الشهداء في خيمة الاعتصام السلمي بجانب قبور رفاقه المنبوشة، كان وسيظل مقبل ساكناً بأفئدة الشرفاء وحدقات عيون كل من يعز عليه تاريخ التحرر والثورة ومقاومة الاستبداد ورفض الذل والخنوع .

سلام عليك يا حاج مقبل، أيها الشامخ الذي نرى فيك مشعلاً أنار لنا الطريق في أحلك الليالي السوداء، سلام عليك حين وقفت كالطود الشامخ تقول نحن هنا أحفاد أكتوبر ونوفمبر ورثة التاريخ، بل إنك واحد من صناع ذلك التاريخ.

سلام عليك يوم نهضت بحزبك العظيم ووقفت إلى جانبه في أحلك الظروف لتثبت أصالة معدنك السياسي وانتمائك الخلاق لتلتف حولك جماهير مكلومة كادت تفقد الأمل وتطوف معك رحاب التاريخ المقدس وتهتف بعدك وبكل أرجاء اليمن حناجر الأوفياء بشعار واحد:

«سلام مني للرجال المقنفة** ذي ما يوطيها سوى رب العباد»

«الحزب علمنا أصول المعرفة ** والصبر علمنا علي صالح عباد»

وهذا الزامل هو من أقوالي وأعتبره أجمل ما نظمت وجادت به قريحتي الشعرية التي لا تقول الشعر إلا نادراً .

صراحة كانت عيناي العصيتان تدمعان وأنا أستمع إلى ألوف مؤلفة تهتف بهذا الزامل وترقص على إيقاعاته.

رفيقنا وقائدنا مقبل تعلمنا منك ما تيسر لنا من الثبات وعنفوان المقاومة والانتماء كنت تشجعنا وتحفزنا وتقول لنا هذا حزبكم تريدون الحفاظ عليه أنتم مسؤولون عنه.

مقبل لم يتنكر لتاريخه مطلقاً وجدد انتماءه ويجدده بشرف يومياً بعفة وعزة نفس يزاحم الفقراء والبسطاء بالأسواق الشعبية بكل ما يحتاجه للحياة اليومية. وأمام التهديدات المستمرة لمقبل وعائلته والتي قال إن باستطاعة الدولة كشف مرتكبيها فإننا نجدد الإدانة والشجب لهذه الأعمال الرخيصة ونقول لمقبل إن السلطة باستطاعتها وبمقدورها ذلك لكن هذا هو الإرهاب المنظم إرهاب الدولة وسبق أن تم كشف أعداد كبيرة من مرتكبي هذه الأعمال إلا أنه يتم التعامل معهم كأبطال يكرمون


عن صحيفة الايام العدنية 2007-06-16

آخر تحديث السبت, 16 يونيو 2007 01:13