sbr:في ذكرى رحيل المناضل سعيد صالح سالم -بقلم : المحامي يحي غالب الشعيبي طباعة
مقالات - صفحة المحامي / يحيى غالب الشعيبي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 10 مايو 2010 10:15

  سعيد صالح سالم هذا الاسم جنوبي الهوى ردفاني ألأصل والمنبع الثوري ,سعيد صالح يرتبط اسمه بثورة شعب الجنوب كواحد من الرجال الأوائل الذين نذروا حياتهم لآجل التحرر والانعتاق والاستقلال ,لا يحق لي الكتابة عن تاريخ سعيد صالح بصفتي من مواليد جيل ثورة استقلال الجنوب بينما العم سعيد كان حينها قائدا ميدانيا في ثورة الجنوب .


ولكنني اجد نفسي مجبرا لزيارة عتبات التاريخ الجنوبي التحرري الذي نستلهم منه اليوم قوة وثبات وصمود واستبسال نضال شعبنا الجنوبي في ثورته الثانية السلمية والذي يعتبر سعيد صالح واحدا من صانعي ذلك التاريخ وواحدا من مؤسسي دولة النظام والقانون في الجنوب تلك الدولة المدنية الحضارية التي أعطاها العم سعيد دمه وعرقه وشبابه وحياته مناضلا صلبا شجاعا مدافعا لا تلين له قناة ,واحدا من ميامين الرجال تجذرت فيه أصالة الانتماء والإخلاص ومعاني ألوفا التي اندثرت معانيها وانقرضت مفرداتها عند البعض القليل ,شكلت حياة سعيد صالح سالم صفحة مضيئة في تاريخ دولة الجنوب ولا ابالغ بالقول ان سعيد صالح كان قاسم مشترك للجميع في الجنوب في أصعب الظروف والصراعات السياسية وكان بنفس الوقت صريح ومجاهر بشجاعة موقفه لايمارس السياسة كلعبة قذرة ,كان العم سعيد رحمه الله شوكة في حلق نظام صنعا منذ مطلع الستينات وحتى وفاته بحادث مروري مدبر في العاشر من مايو 1992م في منطقة لحج وهو في طريق عودته من ردفان الثورة بمعيية رفيق دربه البطل الفقيد مثنى سالم عسكر,كان سعيد صالح يشغل منصب محافظ محافظة عدن منذ عام 1990م بعد الوحدة التي اعترض عليها سعيد صالح علانية وسجل موقف صريح للتاريخ وللأجيال  ولم يأتي اعتراضه من فراغ بل من خبرات متراكمة نظرا لعقله النظيف المتابع لمجريات الإحداث السياسية في دولة الشمال ولعلمه بما يحيكه نظام صنعا من مؤامرات ودسائس ضد الجنوب .

شكل رحيل سعيد صالح خسارة كبيرة وفاجعة  لكل أحرار الجنوب في ظرف صعب وبالغ التعقيد بدأت تلوح في ألأفق حينها بوادر مؤامرات نظام صنعا ضد الجنوب ورسم الخطط وبنا الخنادق والتعزيزات العسكرية والتهيئة العسكرية لاحتلال الجنوب وكانت عدن مركز التحرك السياسي وهدف نظام صنعا للسيطرة عليها ولكن كان لسعيد صالح دور بارز في تحجيم تواجد عناصر مخابرات نظام صنعا وإفشال خططهم المشبوهة ومثل تواجده في عدن ملتقى جنوبي لكل الأحرار الشرفا رفاق سعيد صالح الذين عرفوه وجا يلوه من مختلف محافظات الجنوب حيث كان لديه إلمام بخارطة الجنوب القبلية والجغرافية والسياسية تاريخيا مما خلق لديه علاقات واسعة مع شخصيات جنوبية  بارزة خصوصا من محافظتي أبين وشبوة كان له ارتباطات متينة بصفته ينتمي الى جيل العمالقة جيل ألأصالة والوفاء للقيم النبيلة,اتسمت حياته بالتواضع وعدم الغرور وعاش حياة البسطا الإبطال  ,نتذكر اليوم سعيد صالح ورفاقه الميامين وكم الجنوب بحاجة الى سعيد صالح جديد ومن أمثاله أصحاب القلوب الحارة والأيادي النظيفة أصحاب الخبرات السياسية والشجاعة والصمود والاستبسال رغم ان ردفان الباسلة لم تعد عقيمة بل أنجبت خيرة الشباب اليوم يناضلون بشجاعة واستبسال يتلقون الرصاص بصدور عارية يواجهون الموت بهتافات بالروح بالدم نفديك يا جنوب شباب ردفان الإبطال الذين دافعوا عن تاريخ ثورة الجنوب الأولى وطهروا منصة أكتوبر بسيول وينابيع من الدماء في ملحمة اكتو برية جديدة رسمها الشهداء والجرحى ال 17 الميامين الذين أعادوا للتاريخ الجنوبي أمجادة والقه وبريقه وهكذا لم ترتضي ردفان الا ان تعتلي عرش البطولات والأمجاد وتقدم قوافل الشهدا وتضرب الرقم القياسي بتقديم القرابين على مذبحة التاريخ الجنوبي الجديد والمعاصر ,يتوارث الابناء تاريخ الاباء وردفان سعيد صالح النجل الاكبر للعم سعيد سجل صفحة ناصعة في تاريخ الجنوب الحديث عندما ترك مغريات السلطات المحتلة والتحق بركب ابنا الجنوب يدافع عن مرابع الرجال ومهد الثورة ومعاقل الشهدا والإبطال التحق ردفان عام 2009م بثورة الجنوب وشارك مع أهله وابنا ردفان في معارك الأحمرين الشهيرة  دفاعا عن ردفان وحجز لنفسه موقع في مقدمة الصفوف مستعدا للتضحية لآجل الجنوب وهذا هو الدم الجنوبي المتقد في تعاريج أوردة الابنا المتوهج في شرايين  الاباء ، وهكذا كان ردفان سعيد صالح سالم بجانب الشيخ طارق بن ناصر الفضلي في مدينة زنجبار مع مناضلي الجنوب يرسمون لوحة الجنوب التحررية بتشكيل مجلس قيادة الثورة الجنوبية عشية العاشر من مايو الماضي 2009م في خطوة تاريخية بإرادة الخالق عز وجل الذي ألف بين القلوب وأراد لردفان ان يكون في لقا مع التاريخ يوم وفاة والده المناضل يحيي ذكراه في زنجبار الإبطال والبطولات  ، واليوم نجدها مناسبة لنقول للعم سعيد نم قرير العين تاريخ الجنوب في اعناقنا وتاريخكم نستلهم منه نضالاتنا وتزود منه معنويا ونعاهدك وجميع رفاقك الإبطال ألاحيا والأموات بان ثورة الجنوب لن تتوقف الا برحيل الاحتلال من الجنوب .