وجئتك من صعده بالخبر اليقين طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 19 فبراير 2007 21:54
صوت الجنوب 2007-02-20 / المهندس/علي نعمان المصفري
لفت انتباهي البارحة النقاشات التي دارت في ندوه الحوار احتفاء بالذكرى الرابعة  لاستشهاد جار الله عمر رحمه الله على قناة الجزيرة مباشر وكان  من ضمن بعض  القضايا التي طرحت وتم العروج إليها الى ان السلطة تتخذ من
المعارضة في الحوار كمستشار وان الذي جرى ويجري من حوارات بين المعارضة والسلطة كان تسويه وان الحوار أذا تم فيترك للسلطة حرية الاختيار وان هناك خطوط حمراء لا تستطيع المعارضة تجاوزها .

الطرح لهذه المسائل كان جرئا وذو دلالات ينبغي وضع خطين تحت ذلك والنظر إليه  بمسئوليه خصوصا بالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. لكن الذي غاب في هذه المعادلة الغير متكافئة ولا متوازنة ، ان هناك قصور باين  لا تريد المعارضة أن تجنح إلى ذكره وهو لماذا لا ترفع من سقف حوارها مع السلطة إلى
درجه الند؟؟ خصوصا أنهم جميعا سلطه ومعارضه أشاعوا من إن حلحلة أوضاع البلاد
لا يمكن أن تتم الا عبر بوابه الحوار وقبول المعارضة بنتائج الانتخابات التي عرفناها جميعا وحسبما تم تأكيده من قبل المعارضة أن قبولهم للنتائج كان إذعانا للوطن
.
صوره هزليه تتمايل بين خمائل السلطة وهشاشة التفافها من قبل المعارضة في أوضاع  مأساويه يعيشها الوطن مرشحه بالكارثة فالسلطة لا يمكن ان تتراجع عن أمرها في التواصل مع معطيات معامل أنتاجها

وترويجها ولا معارضه تتخذ  ما تبقى من رصيدها في نزع حقوقها لمواصله تحقيق أهداف التغيير ولذالك ظلت الحسابات مغلقه للتنبؤ  بقرون استشعاريه من طرف الخارج وليس الداخل وكأن اليمن احتياطي نشط ليكن ساحة أخرى جديدة بل وأكثر تطورا هذه المرة من تورا بورا والبوادر واضحة في دهاليز كهوف صعده ومخافر القوى المتنفذه في السلطة
.
لا حوثيون ولا سلطه أفصحوا حقيقة ما يجري ولا تحدثوا عن جوهر الصراع مع أنه واضح للعيان من أن الصراع الذي بدأت به السلطة منذو 2001 في التمهيد له كان سياسيا أعتبره الطرف الأخر في المذهب الزيدي انقلابا على الثوابت في المذهب  وخصوصا فيما يتعلق بالتوريث والظلم والفساد وهذا ما أكده علماء الزبدية في رسالتهم إلى رئس الجمهورية مؤخرا.وصدور كتاب عصر الظهور لمؤلفه اللبناني السيد

الكوراني من ان الهادي المنتظر سيظهر في اليمن وهو حسين بدر الدين الحوثي مما جعل النظام في

صنعاء يجن جنونه وألهب التيار السلفي المتطرف  لتصفيه حسابات مع الزبدية وخصوصا الجار ودية التي تعتبر من الفرق القريبة في المذهب الزيدي  الى الاثنى عشريه التي يمثلها العلامة بدر الدين الحوثي وذلك ما بينه العلامة بدر الدين الحوثي في كتابه الزبدية في اليمن من عناصر الالتقاء بالجعفرية  علاوه على ذلك نشاء

اختلاف واضح بين علماء المذهب الزيدي والعلامه الحوثي الاب وبمؤازره من السلطة خصوصا من بعض مرجعيات المذهب القريبه من النظام تمهيدا لعمليه التوريث ونتيجة لذلك تعرض العلامة الزيدي بدر الدين الحوثي للمضايقه مما جعله مضطرا وبصوره  قسريه حسبما تشير اليه المصادر بذلك للهجرة الى ايران والبقاء فيها حتى تم التوصل الى وساطة بين الرئس والحوثي الاب وعودته هذه المره الى اليمن لكن

الأمور تبلورت بشكل اخر غير المتفق عليه كما يبدو وبالتالي أصبحت العناصر الفاعلة من التيار السلفي المدعوم من قصر الستين والوهابيون الذين من همهم عدم أتاحه فرصه لحصول تسويه حول المشكلة برمتها بحيث بقت تعمل جاهده لتأزم الوضع وعدم أعطاء فرصه لحسين الحوثي من مقابله الرئيس والتفاهم معه مع انه أي  الحوثي الابن كان على استعداد تام من قبول التشاور وطئ هذا الملف نهائا لكن من لعب على حبائل الاتصالات بين حسين الحوثي والرئيس عمد على خلق جمله من المعضلات والصعاب جعلت الرئس أكثر تعنتا الى ان تم التشاور مع العم سام أثناء حضور الرئيس  قمة الثمان وعودته في منصف يونيو 2004 وأعلان الهجوم على صعده في 19 يونيو 2004 اي بعد ان تم تدويل القضيه وأخذ المشوره على غرار ما جرى في تورا بورا وذلك حسبما ذهب اليه المراقبون في الشأن اليمني مع العلم ان السلطه في صنعاء لم تدرك من ان ذلك لا يخرج كثيرا عن كيفيه بحث الدجاجه للتراب بحيث  لايجد المستقر الا على ظهرها؟؟
ببقاء ملف الجنوب مفتوحا وتجاهل النظام له منذو عام 1994  وعدم معالجته وفقا  لما ترتضيه اطراف الصراع والاتفاق على قواسم مشتركه بحدها الادنى من ناحيه وفي ناحيه أخرى أدارت أطراف المعارضه في الداخل ظهرها اليه وعدم اعتماده ملفا رئيسا في حوارها أو ماشئنا نسميه برامج عملها خصوصا بعدما اصبح الوضع لا يطاق في جنوب  اليمن,اما في الوسط في ذات الوقت استفحلت أحتقانات مؤلمه في الصراع

الطائفي الخفي والقبلي والحزبي وخصوصا في المحافظات الثلاث ذات الكتل البشرية الضخمة

التي أضحت بؤر توتر واحتقانات يصعب للنظام تجاوزها حتى وان ادعى بقدرته على تجنيد منهم في قنوات الأمن وأجهزته المصدرة الى مختلف مناطق الجنوب واعتبار ذلك نوعا من امتصاص العمالة لاهدف واضحه يصبح مجندوها ضحيه
.
وفي نفس الإطار  فالجوف ومأرب والمحويت ليس اقل من صعده وذمار في المعاناة ولكن بصور أخرى.
في صعده هذه المره اختلف الامر خصوصا بعد تدويل الوضع الناجم عن الصراع واتهام أطراف أقليميه من قبل مصادر مسئوله في صنعاء والإشارة بوضوح الى إيران  وليبيا مع أستعداء واضح للسعوديه وأستدعاء البرشوت الامريكي ليكن خيمه النظام على  الخطوط الاولى للمواجهه مع الحوثيين
.
الذين يعتقدون من ان صعده واحداثها حوثيه بحته وعباره عن حدث عابر عليهم ان  يلجئوا الى طبيب عيون  واختصاصي نفساني لاصلاح الخلل الواضح وإخراجهم من حاله الاكتئاب عليهم ان يعرفوا ان الوطن ليس بحاجه الى نزيف الدم البري المتواصل من ابناء الجنوب المرسلين قسرا الى صعده ولا ابناء صعده الذين لأحول لهم ولاقوه لزجهم في صراع لا يسمنهم ولا يشبعهم من جوع  خصوصا وان  القضية الجوهرية

باتت بالفعل تورق كل الشرفاء في طول وعرض البلاد مع ان المستفيدين من ذلك فقط القطط السمان في القصور الفارهه وافواج مبطنه ترقص ببغيها على أوتار الفيد والغنيمة مستفيدين من الدخول والخروج من الأزمات كالمنشار يزداد حدا ويفتك قطعا في لحم الضحايا كلما كثرت النعوش وزادت صيحات اليتامى والثكالى في كل بيت؟؟
كفى ايها السادة دم وعذاب. اليمن تاريخه القديم والحديث.أصبح يصدر أبناءه اما الى الموت او التشرد في الخارج عودوا ايها السادة الى ربكم وعالجوا هموم الوطن بسخاء افتحوا ولو مسامه واحده لذره اوكسيجين كي

تغذى عقولكم وتبعث للوطن حياه
.
الى متى يظل هكذا شعبنا  يتمرغ في صحاري العذاب ,تلوث سمعه تاريخنا وتهبط أمجادنا؟؟ اتقوا الله على الارض واذكروا ملاحم الشهداء وبطولاتهم عودوا الى صوابكم وانقذوا الوطن لأخراج المشروع الوطني الى حيزالوجود كفى مكابره ومناكفه كفى وكفى واعترفوا بالخطاء واركعوا للشعب في الاعتراف بحقوق المناطق واهلها لازمن يبقى الا زمن العداله فالزمن لايرحم والله لايغفر فلا المهزوم يفنى ولا المنتصر

ضامن بقاه.


باحث بريطاني -يمني مقيم في لندن
آخر تحديث الاثنين, 19 فبراير 2007 21:54