ردفان الثورة الثانية والعودة إلى المربع الأول طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 22 أكتوبر 2007 01:59
صوت الجنوب/عدن برس/2007-10-22
في 14 أكتوبر 1963 لم يكن في اعتقاد ثوارها يوما ما إن أبنائهم وأحفادهم سيعودون إلى المربع الأول حيثما بدأت ألانطلاقه الأولى للثورة بعد 44عاما من قيامها كمرجعيه لتصحيح الاعوجاج والانحدارات التي آلت إليه أوضاع الثورة التحررية والتنموية بعد الاستقلال المجيد والناجز في 30 نوفمبر 1967 من بريطانيا عندما ألغيت الديمقراطية وتم تغييب قوى الفعل الثوري عن المشاركة في عمليه البناء وتوسيع قاعدتها المبنية على الأهداف التي حملتها ثوره
أكتوبر من ردفان لشعب الجنوب, الأمر الذي ترتبت عليه تعثرات في البناء الاقتصادي بالرغم من النجاحات التي تحققت في التعليم والشئون الاجتماعية والصحية وبناء مصفوفات قوانين الدولة الحديثة, مما كان صعبا على إحداث إضافات إلى وضعيه عشيه الاستقلال .

 ولم تستكمل أهداف الثورة على النحو الذي كان يفترض إنجازه بفعل غياب الديمقراطية وتحمل شعب الجنوب عناء المراحل اللاحقة للاستقلال مما جعل بعض القوى تستأثر بإنجازات الثورة لصالح مشاريع لم تكن الثورة في ذنب لنتائجها غير أضافه مزيد من الأعباء الحياتيه لشعب الجنوب و صارت مجرد استحقاقات تم الهروب منها إلى التوحد مع الجارة الجمهورية العربية اليمنية دون مشاركه شعب الجنوب فيها ولا شعب الجارة أيضا مما ولد وحده ميتة فقدت عناصر بقائها وجعلتها فريسة لنظام القبيلة في الجارة الشمالية مما اكسبها قوه من خلال نهبها لخيرات الجنوب وتهميش شعبا بكاملة لعدم أدراك نخب الجنوب واستيعابها لتباين العقليتين اللتان قامت غليهما عمليه التوحيد المفاجئة دون النظر إلى خصوصيات التوحد التاريخية وعلاقة منطق التوحد وربطها بالأدوات والآليات من خلال دوله المؤسسات كضمانه حقيقية لكبح جماح أي تفرد بالقرار السلطوي وهو الوضع الذي أصبح سائدا بعد سلطه 7 يوليو 1994.

هذا الوضع المأساوي اخضع الجنوب إلى سلطه نظام القبيلة في صنعاء وأصبح أبناء الجنوب يشعروا ان الجنوب اضحى محتلا أرضا ودوله وشعب وثروة وخلق لدى الجنوبيين تذمرا جعلهم يفكرون كل يوم إن الوحدة لم تعد حلمهم بل مأساة وسجن رهيب وأدت المشروع الكبير وانحرفت به عن مساره إلى نحو لم يعد أبناء الجنوب القبول بهذا الوضع نتيجة لتكريس سياسات خاطئه لنظام القبيلة وهو الذي أدى إلى تشكل البعد الجنوبي الثقافي والجغرافي بعدما تنازل الجنوبيون عنه عشيه إعلان مشروع الوحدة في 22 مايو 1990 ومنزو ذلك الحين بدأت حركه المجتمع المدني تتشكل لمواجهه هذه السياسات ومن ثم رفضها بهدف استعاده الهوية والجغرافيا والدولة التي دمرها نظام القبيلة في صنعاء منزو 7 يوليو 1994.

نشوه النصر لنظام القبيلة أعمى السادة الجدد على عرش التسلط وأخذهم إلى منحدر من الاستعلاء والاستهواء لدرجه إن تعاملهم مع الشأن الجنوبي صار يكتنفه القسوة والغباء افقدهم صواب الجدية وعدم القدرة على إحداث توازن بين قضيه شعب ومنطقه فيد ونهب وافقدهم المصداقية مع شعب بكاملة صارت أوضاعه الحياتية تنذر بالكارثة لتفاقم الأوضاع المعيشية من خلال التقاعد القسري لما يزيد عن نصف مليون مدني وعسكري بقرارات بالجملة دون وازع ضمير لا في الإخوة ولا العقيدة.
عندها بات ضروريا على الجنوبي من إن يخرج إلى الحياة لمواجهه الموت متسلحا بعقيدة صارت تسكن كل فرد دون استثناء, توحد الجنوب على قاعدتها الصلبة وتجاوز خلافات الماضي وأنار طريق استعاده الحق بصوره حضارية وسلميه من خلال الاعتصامات السلمية التي أظهرت وعيا ندر إن يوجد لدى مجتمعات في ظرفنا الراهن من التعامل بها سبيلا لا ستكمل مسيره الثورة التي غذت الاعتصامات بروح فاقت المألوف لتجرع أبناء الجنوب علقم التوحيد القسري دون ضمانات تذكر و تلي ذلك وضع ما بعد 7 يوليو 1994غير إن النظام تعامل معه بشراسة يصعب على الضمير من استيعابه من حيث النهب والفيد والسطو والقهر والظلم و لحده القمع المسلح والبطش والذي أدي إلى استشهاد العشرات وجرح المئات بل واعتقال العشرات في زنازين الموت لا لذب ارتكبوه إلا لأنهم أرادوا الحياة وفق الدستور والقانون الذي غيبه النظام وسخره لخدمه أهدافه ومصالحه ليس إلا.

لقد وصل السيل الزبى لدى أبناء الجنوب ولهذا كان لظهور لقاءات التصالح والتسامح انطلاقا من جمعيه ردفان الخيرية وتواصل حلقاتها في مختلف محافظات الجنوب أثرا بالغا في توحيد الصف الجنوبي وبدل ان يبارك النظام ذلك  أزعجها ولذلك اتخذت العديد من الإجراءات بدءا بالإغلاق ومرورا بالمحاكمة مما زاد من إصرار شعب الجنوب على مواصله نضاله وبالتالي تشكيل حركته المدنية في إطار المجلس الاعلي لجمعيات المتقاعدين قسرا من المدنيين والعسكريين بل وسارعت هذه الحركة على انخراط العديد من اشرف أبناء الشعب الجنوبي ولدت لديهم قناعه كأمله من إن الاعتصامات السلمية الحل المناسب لحل القضية الجنوبية وإجبار القوى المتنفذه في نظام صنعاء للاستجابة لمطالب الجنوب أرضا وشعبا بعد إن أوصلتهم هذه القوى إلى طريق مسدود للاستماع إليهم.

وفي غضون هذا الزخم الشعبي الواسع والمنقطع النظير بات لزاما على قوى الخير من مواصله نضالها في سبيل وضع حد لهذا المأزق الذي أصبح يطوق حركه التاريخ في الجنوب كما هو الوضع الذي يعاني منه الشعب في الجمهورية العربية اليمنية منزو 28 عاما دون أحداث حراك شعبي للخروج منه وتحمل المواطنين هناك لهذا الوضع بعدما استحكمت القوى المتنفذه على مقاليد الأوضاع السلطوية بمعزل عن أي هم وطني يخضع إليه الحكام سوى الاستحواذ بالسلطة ومقدرات وخيرات البلاد لتطوير نظامها العسكري القبلي.

لم يكن بمقدور الجنوبيين من تحمل وضع كهذا والرضوخ له, لذا خرج المارد الجنوبي من شرنقة الاحتقانات ليستجيب لأراده شعب حي ورفض الظلم والقهر واتخذ طريق الحرية سبيلا لاستعاده الحق فبدأت الاعتصامات في 7 يوليو 2007 في الذكرى الثالثة عشر لاحتلال الجنوب في ساحة الحرية في وسط خور مكسر قلب مدينه عدن عاصمة الجنوب حتى 22 مايو 1990 يوم إعلان التوحد والذي فيه تنازلت قياده الاشتراكي آنذاك عن دوله وارض وثروة وشعب دونما لم يتم إيضاح سريه هذه العجالة التي يرى المراقب أنها مثار سخط عارم لايقدر الرفاق إيجاد تفسير له إلا انه ضرب من السفسطة التي لا يفقهها حتى ممن افقدهم القدر حكمه الله في عقله وجعلهم في ميلان دائم نحو مجهول عذبوا ذاتهم وشعبهم الذي لا يستاهل هذا العذاب والذي وقف معهم في السراء والضراء وتحمل,  وزر السنين وعندما حان الوقت لجني ثمار هذا الصبر قذفوا به إلى نفق مظلم لازال يبذل الجهد للخروج منه إلى الحياة مستفيد من الماضي دروس وعبر بعدما الأحداث أفرزت من للجنوب ومن ضده.

 وفي خضم الإجراءات الامنيه نجح الاعتصام السلمي في 7 يوليو 2007على الرغم من أساليب القمع التي مارسنها السلطة لثني المعتصمين عن إنجاح الاعتصام وتلي ذلك اعتصام 2 أغسطس 2007 الذي قمع عسكريا بالقوة وسقط فيه الشهداء وجرح العديد وسجن المئات لكن ذلك لم يزد المعتصمين إلا إصرارا على المواصلة وتم تنظيم اعتصام يوم الجيش الوطني الجنوبي في 1 ستتمر 2007, في عدن وحضرموت وسقط الشهداء والجرحى أيضا واعتقل المئات و تلاه في 9 سبتمبر 2007 اعتصام الضالع سقط فيه أربعه شهداء و 12 جريح وعلى أثر ذلك اختل توازن النظام إلى حد فقدان الصواب وتم إطلاق النار الحي على المعتصمين سقط العديد من الشهداء والجرحى في عدن والضالع وحضرموت واعتقل المئات و منهم المناضلين باعوم والنوبة والقمع وآخرون لازالوا يقبعون في معتقلات النظام بالرغم من معاناتهم لأمراض مستعصية إلا إن النظام مصر على استمرارية بقاءهم خلف قضبان الاعتقال لخوفه المستمر من حتمية انتصار القضية ألجنوبيه ولم يدرك من إن شعب الجنوب يمتلك نماذج كثيرة للنوبة وباعوم والقمع ولدى شعب الجنوب تجربه عتيقة في فن التعامل مع أزماته ولديه فطنه في استحداث آليات وأدوات للتعامل مع المواقف واتخاذ القرار المناسب بعقلانية بعيدا عن الارتجاليات وما هزيمته للإمبراطورية البريطانية إلا خير دليل على صدق ما ذهبنا إليه وعلى الآخرين الاستدلال به كون الوقت مناسبا قبل فوات الأوان والتندم على ما فات وكما كان إعلان المشروع سلميا عليهم أيضا حل القضية الجنوبية سلميا تجنبا لحمامات الدم وما ينتج عنها من ماسي قد ربما تجعل التفكير حتى في التوحد مستقبلا ضربا من الخيال.

ولتدرك سلطه 7 يوليو 1994 من إن أوضاع الجنوب لم تعد هي ذاتها حينذاك بل تغيرت تماما 180 درجه فالجنوب اليوم أزيد من 99,9 % اليوم ضد وحده الضم والإلحاق,  والقوى التي وقفت إلى صف نظام القبيلة أصبحت في المربع الأول ضده, والظروف الإقليمية والدولية لم تعد بنفس مقاس الكذب ولا ببدله المغتر بل أصبحت ناضجة تماما بعدما استنفذت كل وسائل الترييض لهذا النظام وأدركت كل هذه القوى بما فيها الجنوبية أيضا إن نظام القبيلة,  غير قادر على استيعاب متطلبات الشعب ولا يقوى على مجارات التطور الإنساني لحركه المجتمعات في العالم وصار عبئا على كاهل الوطن انتفت ضرورة بقاءه قبل إن يكون نموذجا نيرونيا أو صومالي التجوير أو عراقي التمثل والإقتداء أو أفغاني النموذج الجهادي.

إن ما نلاحظه في الخطاب السياسي المتناقض هذه الأيام لنظام سلطه 7 يوليو1994 باعتبارنا مراقب للحراك السياسي الجنوبي يدرك تماما إن القائمون على هذا النظام لم يعد لديهم قدره على الاستجابة لنبض الشارع وذلك لنفاذ مخزون الوعود منذ 13 عام وأخيرا أصبحت القوى المتنفذه تتخبط في قراراتها ففي غضون شهرين تم تشكيل خمس لجان لمعالجه القضية الجنوبية والتي هدف منها ذر مزيدا من الرماد في عيون أبناء الجنوب وهو ما يعني لنا إن السلطة تتعامل مع أهم قضايا البلاد بارتجالية وعشوائية خارج المؤسسات لعدم وجود دوله مؤسسات أصلا وترأس لجانها جنوبيون موتورين لم يمتلكوا ذره قرار بل وينظر لهم بسخرية حتى من أبناء مناطقهم فكيف يثق بهم شعب الجنوب وهم من أدار ظهرهم له خلال 13 سنه وأصبحوا جزاءا من طقوس التعذيب الرسمي وديكور مراسيم العزاء لشعب بأكمله, والاهم من ذلك إن حركه المجتمع الجنوبي أجبرت النظام على الاعتراف بوجود قضيه حقوقية وسياسية نتجت عن السياسات التي اتبعها النظام بعد 7 يوليو 1994 وذلك على لسان رئس النظام ومن ذلك نستدل على إن الوحدة صارت شماعة لفئة قليلة التي اتخذت قرار الانفصال أساسا في 27 ابريل 1994 وظل الجنوب عمليا تحت ظروف احتلال قسري صبر الجنوبيون عليه دهرا معتقدين إن نظام القبيلة يمكن إن يستوعب دروس الماضي الجنوبي والتعامل مع حركه التاريخ وعصرنه الفعل الوطني الذي كان الجنوبي مغيبا عنه عشيه تدشين الإعلان.

بقى شعب الجنوب ينظر يمنه ويسارا ودخل قسرا وعنوه مرحله الاحتضار الجماعي, فالوعود كثرت ولم يحدث أي تقدم سوى مزيدا من المعاناة الأمر الذي تبلور بوضوح في خروج الجنوب عن بكره أبيه إلى ردفان في 14 أكتوبر 2007 وصل عدد المشاركين ما يزيد على ربع مليون شخص والذين حضروا من كل حدب وصوب أي من كل بقعه في الجنوب وذلك ليعلن شعب الجنوب عن ثوره ثانيه بوعي وإدراك وهو يحمل أراده فولاذية في صدور عارية وذهب الجنوب إلى ردفان يمزج الدمع والعرق في كل خلايا جسده وعقله أولا, ولكن عساكر الموت خضبتهم بالدم المفروض عليه من قلوب وحشيه لأتعرف للإنسان قيمه وصدرت التوجيهات بالموت الأكيد لأبنا وأحفاد ثوره ردفان لثتيهم عن القرار العظيم ودافعوا ببسالة نادرة عن منصة الاحتفال من دون سلاح إلا الاراده واعتلوا المنصة مضرجين بدمائهم الزكي- بعد استشهاد اربعه وجرح 14 اخر كلهم من عمر الوحده - وبسمه النصر تعلوا وجوههم وكلهم همه وصبر بل واعتزاز ورددوا القسم من على منصة ردفان الثورة الثانية, وتعاهدوا على استكمال أهداف الثورة التي تآمر عليها خلال 44 عاما, وعادوا بها وللأسف إلى المربع الأول نتيجة لعدم امتلاك بعض نخب الجنوب على استيعاب كامل إن بعض النخب التي كانت مزروعة فيه وكانت تمتلك على مشاريع تدمريه للجنوب واستغلت العواطف والو اعز والعقلية المتفتحة لاستيعاب حركه المجتمع التاريخية للنهوض الوطني في سبيل استعاده ألامه العربية لكرامتها وعزتها, وهنا كان الفخ الذي نصبه المتربصون حتى خلص التآمر إلى الوضع القائم.

إن الدلالة العظيمة لردفان 2007 تمثلت في وحده أبناء الجنوب وأعطت نوعا جديدا من الاستيعاب الفكري والسياسي لكل الشوائب التي لحقت بالثورة في مسيرتها وأخذت تلهب وجدان الناس بتصميم متين على تجاوز أزمات الماضي وجسدت اصطفاف وطني وتلاحم شعبي مثل خطوات متقدمه لرفض الخنوع والإذعان والإذلال بل بجرأة وشجاعة وهي مواصفات الجنوبي عبر التاريخ,

 هذا النضوج اظهر ولأول مره في التاريخ الحديث في الشرق الأوسط بل وفي العالم المعاصر, ابتعاد الجنوبيين عن أجندات أحزابهم الفكرية والتوحد مع أبناء الشعب حول قضيتهم المركزية, مع إن بعض تلك الأحزاب اتخذت مواقف مؤسفة لعرقله الفعل الوطني الجنوبي والابتعاد عن هم الناس ووقفت ضد قناعتها الوطنية دون مكسب يذكر.

لقد قدم هؤلاء الشباب الوطنيين الولاء لشعبهم وهو موقف يحسب لهم وطنيا وتاريخيا ومنهم الإبطال العميد ناصر النوبه وحسن باعوم   والكاتب الشاعر احمد القمع والكاتب احمد عمر بن فريد وآخرون.

ومن الدلالات التي اكتسبتها الجماهير من الثورة الثانية هي التوحد العضوي وأحاديه الهم الوطني وتزاوجه مع الجغرافيا وتأسيسا عليه مثلت البعد الفكري لقوه وتلازم مفردات عناصر التوحد الجنوبي مبنية على الهوية الواحدة والمرجعية الثابتة وهو القسم والعهد الذي أعلنته ردفان الثانية:

إن الوطن للجميع ودم الجنوبي على الجنوبي حرام وهو ما فسره المتتبعون للشأن الجنوبي والكاتب احدهم على انه رد عنيف على فتوى الموت الثانية لشيخ الموت المدعو ناصر الشيباني وهو وزير أوقاف سابق من طرف حزب الإصلاح بحضور رئس النظام يوم العيد في مسجد الجند وهي لا تقل خطورة عن فتوى المدعو عبد الوهاب الديلمي - وزير عدل سابق من طرف حزب الإصلاح- إثناء حرب صيف 1994 ضد الجنوب مما يعطينا دليلا على عدم اكتراث النظام بهم الشارع الجنوبي وان خيار الحرب لازال في الساحة الخيار الأوحد على الرغم من خروج العديد من المبادرات ابتدءا من وثيقة العهد والاتفاق والفيدرالية وتقرير المصير مع إن الوضع القائم للشارع السياسي الجنوبي قد تجاوز هذه المبادرات وأصبح خيارا سلميا لمعالجه الوضع القائم.

ومن جانب أخر يرى المراقبون على إن حزب الإصلاح يكيل بمكيالين,  تارة يتباكى على وضع الجنوب وركب الموجه مع الاعتصامات, وتارة يعطي السلطة الفتاوي لتبرير الحرب على لسان مشايخ الموت ولو كان هم هؤلاء المشايخ قضيه الوطن إما آن لهم ن يقولوا كلمه حق في وجه سلطان جائر, ام إن الدين مستودع لوقت الحاجة الشخصية أو الحزبية الضيقة بعيدا عن مصالح الشعب والعياذ بالله من ذلك.
امن العيب إن نعود بعد 44 عام من الثورة وأربعون عام من الاستقلال إلى المربع الأول؟

 هل العيب فينا ام في النخب التي تعاقبت علينا؟؟ في وقت كان المرحوم الشيخ سعيد آل مكتوم يوعد أبناء دبي إن يوصل بهم يوما ما إلى مستوى عدن؟
وأين دبي الآن وأين نحن أترك للقاري الكريم وأولهم أبناء الجنوب الاستدلال والتمعن؟  إن الوقت حان الآن في أن يكون الجنوب أو لا يكون ؟؟
ما ذنب هذه الجماهير؟؟
إذا الثورة لم تستطع إحداث نقله أفضل من الحاضر تتحول إلى نقمه بدل نعمه بل وفوضى.

 وهل شعب الجنوب أقل شأن عن جيرانه وهو من كان المشعل والمنار والمثل حتى 30 نوفمبر 1967؟. انه شعب عظيم ومعطاء وحي, خذلته نخبه المفروضة عليه,  وسينهض الجنوب حتما وسيعاد المجد حتما ولكن بمرجعيه القسم والعهد وتحت تاج الديمقراطية وبالديمقراطية سيعود الجنوب إلى حاضره البشرية حرا أبيا يحمل الخير للجميع دون استثناء في اللون أو الجنس أو العقيدة وسيعانق المسجد المعبد والكنيسة كما كان عبر التاريخ بل وسيكون بابه حل كل مشاكل اليمن وسيساهم في فتح مناهل الخير لجيرانه وسيؤمن حتما الأمن والسلم الإقليمي والدولي والله من وراء القصد.

كاتب وباحث أكاديمي مقيم في لندن
أكتوبر 2007
آخر تحديث الاثنين, 22 أكتوبر 2007 01:59