نائب السفير الألماني: الطبع يغلب التطبع - المهندس علي نعمان المصفري طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 17 يوليو 2012 08:38

عرفت المانيا وعشت فيها طالبا منذ نعومة أظافري لم أكمل التاسعة عشر بعد وتشربت من روافدها اللغوية والعلمية لتكتمل دورة النضج الفكري والعلمي في تتويج التخرج في الجامعة. تعلمت الصدق والدقة والشفافية وأقرار الحق بقوة المنطق لتشخيص

الأشياء وهي سمة الأمة الألمانية المعهودة التي رسمت في محيط شخصي القدرة على النهوض حتى ولو حان وقت الكبوة. وهي

 العبر والدروس والحكمة, ذلك ما تعلمه الشعب الألماني نهاية الحرب الكونية الثانية عندما لم يبقى لهم على الأرض شئيا إلا وتم

تدميره غير العقل.

العقل(der Vernuft) الذي أكسب الأمة الألمانية نور الهداية في سبر أغوار الفلسفة والمنطق والجدل, لتعود المانيا الى التاريخ من جديد كثاني أقوى أقتصاد في العالم لتقود أوربا من جديد أقتصاديا بعدما عجزت حينة عسكريا من تحقيقه.

كنا نتوق لسماع الحكمة من سعادة نائب السفير الألماني قول الحق والعدل مع المظلوم والمقهور على الأقل وفق قوانيين حقوق الأنسان والمواثيق والمعاهدات  التي وقعتها المانيا مع المجتمع الدولي, لكن ما حدث العكس صبر دهرا ونطق كفرا في وقوفه

مع القاتل وليس الضحية.

 وتأسياسا عليه صُدمتُ مع الأوساط الشعبية والسياسية والأجتماعية طول وعرض الجنوب المحتل بتصريح نائب السفير الألماني في صنعاء ( المُقسّمة) على حكاية أن يقبل شعب الجنوب الحمى أو الموت؟

قرأت التصريح عدة مرات ولم أصدق, عُدت لقراءتة مقلوبا ولم أجد معنى لذلك غير أنه مغموس في قُرارة صاحبه  وفق ما تطبع به في صنعاء الحرب والفساد. نسى سعادة نائب السفير أنه دبلوماسي وألماني أولا, لا يحب الموت حسب ما عرفته في طبيعة

الألماني. لأن جيل أبوه جرّب الحرب وخسرها بعدما جيل جده من جرع أمم كثيرة مرارتها باحتلال المانيا الدول المجارة ودافعت تلك الشعوب بجدارة عن أوطانها وهويتها وتم تحرير الأرض والأنسان وتقهقرت المانيا لتعود الى ديارها دونما لها متسع ولو لمتر

في خريطة القارات المُستعمرة مقارنة ببريطانيا وفرنسا وبقية الأمم الأوربية ولازالت المانيا وجيل نائب السفير يدفع من  جيبه تعويضا لتلك الشعوب حتى اللحظة؟

سعادة نائب السفير تناسى أرادة الشعوب التي لاتقهرها أرادة سوى أرادة الله سبحانه وتعالى. وأن أمبراطوريات وأمم كثيرة حاولت أحتلال الجنوب وغادرت  المحيط دون رجعة وآخرها الأمبراطورية التي كانت لاتغرب الشمس عنها؟

تجاهل أن فتواه الدبلوماسية كانت له من الأحرى أن يحل بها عقدة حل المشاكل القائمة ويكون جزء من الحل لا يكون طرفا فيها, ليصبح جزء من المشكلة التي غرق فيها دونما حراك يذكر له؟ وربما نعذره لأنه في صنعاء قد نسى قواعد الدبلوماسية التي

تعلمها في أروقة معهد الدبلوماسية في المانيا بمجرد أختلاطة بأمراء الحرب والدوائر المتنفذة وتجار الحرب وبرافيوم الفساد الذي رائحتة غطت وفاقت كل أنواع رياحين المافيا والفساد في العالم مصنوع ومعبى في صنعاء خصيصا؟

لا أقدر على التعليق غير الترحم على صاحبنا لننصح وزارة الخارجية الألمانية بسرعة معالجة نائب السفير وأنقاذة من حالتة هذة, قبل أن ينزلق نحو هاوية ضررها يكون جسيم على الأمة الألمانية ومصالحها مع شعوب المنطقة وسرعة الأعتذار لشعب الجنوب

الكريم, لترميم العلاقة وأستعادة الثقة مع شعب الجنوب الذي يكُن لألمانيا كل حب وتقدير وأحترام.

أما شعب الجنوب لا يمكن أن يقبل لا بالحُمى ولا الموت لأنه لايستجدي أحدا في تحرير أرضة وبناء دولتة وأستعادة هويتة. سيحقق ذلك قريبا بأذن  الله ولا يخاف لومة لائم مهما كانت التحديات والصعاب.

لأنه شعب يمتلك حيوية غزيرة وأرادة فولاذية يعرف كيفية أدارة الصراع مع أعدائة وأمثلة كثيرة عبر التاريخ يا سعادة نائب السفير!!! ومن خلال ثورتة السلمية التي أنطلقت في 7 يوليو 2007 سيحقق أستقلالة الناجز على كامل التراب وسيعيد مجده كما

كان ناصيته عدن الفنارة والقلب النابض أبدا. والأيام بيننا. والله على ما أقوله شهيد.

كاتب وباحث أكاديمي

لندن في 16 يوليو