كلمة الرئيس علي سالم البيض بمناسبة الذكرى ال 18 للحتلال اليمني للجنوب طباعة
سياسة - كلمات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 07 يوليو 2012 21:25

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد أبن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم

يا جماهير شعب الجنوب العظيم:

 

يقارب العقدين من الزمن ، وأنتم تعيشون ساعات الاحتلال لحظة بلحظة منذ الاجتياح ، و الغزو العسكري الغاشم على بلادنا من قبل قوات العربية اليمنية ومليشيات التكفير ، و التي افضت إلى إحتلالها في 7 / يوليو / 1994م ، كل هذه السنوات المظلمة التي

أخرجت شعب الجنوب من دائرة الركب الحضاري وأنهكته بالمعاناة اليومية ، وضنك العيش والفقر والجوع والمرض والبطالة والتجهيل ونشر الأمية بعد ان كنا قد قضينا عليها من سابق ، ونقل العادات السيئة والأمراض الدخيلة على مجتمعنا الجنوبي منذ

الاحتلال علاوة على القتل اليومي المتعمد والاعتقالات المستمرة حتى اليوم وكان آخرها ما حصل صباح اليوم في حي دار سعد في العاصمة عدن من مداهمات واعتقالات ونشر دبابات ومصفحات عسكر الاحتلال.

يا جماهير شعب الجنوب الصابرة:

إن الحديث عن مآسي شعب الجنوب التي خلفها الاحتلال تدمي القلوب ، وتوجع المشاعر الإنسانية لدى أي مراقب مطلع ، لما فيها من ظلم غاشم عاناه شعب الجنوب الصابر ، لم يستوعبها عقل بشري لما احتوته من جرائم أرتكبها نظام صنعاء بحجج وذرائع

مختلفة منذ احتلال وتدمير الجنوب 7 /يوليو 1994م ، ولا نستطيع في هذا المقام حصر هذه المآسي ، ولعل آخرها وعنوانها البارز الإرهاب الذي مورس علينا ، وحاول نظام الاحتلال في صنعاء الصاقه بشعب الجنوب ومجتمعه الحضاري ، وذلك من خلال زرع

البذرات الخبيثة لقوى الظلام في بعض مناطق الجنوب ، وجلب عشرات العناصر الإرهابية من داخل أراضيه ، ومن بلدان اخرى، لكي يوهم العالم بإن الجنوب مأوى وبيئة حاضنة للإرهاب و التطرف ، إلا أن شعب الجنوب الحضاري أستطاع بكل اقتدار دحض هذه

الافتراءات والتلفيقات ، من خلال مقاومته الشعبية لقوى الظلام ومليشياته الإرهابية التي يرعاها نظام صنعاء ، وأحزابه التكفيرية والشواهد في ذلك كثيرة ، وما الانتصارات التي حققتها اللجان الشعبية والأهالي وقوى الحراك الجنوبي في أبين وفي شبوة

وفي الضالع الا خير دليل على ان شعب الجنوب بيئة طاردة ورافضة للإرهاب والتطرف ، وما جرى في مديرية الشعيب من طرد لخلايا الإرهاب المتسللة لهو شاهد جديد على ما نقول ، وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يستهوي أمراء الحرب في دولة الاحتلال وهو ما

جعلهم يهاجمون مواقع عناصر اللجان الشعبية في مديرية عزان محافظة شبوة الذين يدافعون عن المدينة بعد ان طردوا المليشيات الإرهابية منها.

ومن هنا نجدها مناسبة نطالب وسائل الإعلام العربية والدولية ان تتحرى الأخبار من مصادرها ، وان لا تنجر وراء بيانات تجير وتنسب انتصارات اللجان الشعبية لجيش سلم معسكراته لهذه الجماعات أمام مرأى ومسمع من العالم.

ياثوار الجنوب في تكوينات الحراك الجنوبي السلمي:

لقد كان لإنطلاقة ثورتكم المباركة في مثل هذا اليوم من عام 2007م ، أثراً بالغاً على مطالب الشعوب العربية ورفضها للإستبداد بثورة سلمية عارمة ، فقد علمتم الشعوب العربية الرفض السلمي لكل أنواع الاستبداد وكنتم الملهم الأساسي لما بات يعرف

بثورات الربيع العربي ، كما أن اختياركم للتاريخ 7 / يوليو2007م يثير فينا وفي كل مؤرخ متابع للأحداث الاعجاب الشديد حيث جعلتم من تاريخ (يوم النكبة) الى يوماً لانطلاقة ثورتكم التحررية المباركة ومن هنا يتوجب علينا ان نقف بإجلال وتقدير واحترام

للطليعة المناضلة من جمعيات المتقاعدين العسكريين الذين حملوا راية الثورة السلمية في انطلاقتها الأولى وكسروا حاجز الخوف بل وكسروا هيبة نظام الاحتلال الهمجي .

أيها المناضلين والمناضلات يا ثوار التحرير والاستقلال :

إننا نستنكر بشدة صمت المنظمات الإنسانية عن ما تتعرضون له من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ، ونشاهد صمت هذه المنظمات ونتأسى عليها وعلى إنسانيتها المزعومة لتغاضيها عن ما يجرى لكم ، ولعل ما جرى ويجري في مدينة المنصورة والتي

نعتبرها مدينة منكوبة لهو لعنة في وجه كل من يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان زيفا وكذبا وبهتانا ، في الوقت الذي لم يكلف نفسه حتى ببيان إدانة لما ترتكبه قوى الشر والاحتلال في مدينة المنصورة الباسلة من جرائم كبيرة والتي أدت حتى اللحظة

لسقوط مالا يقل عن11 شهيد وأكثر من 30 جريحا برصاصات القنص من فوهات بندقيات جنود الاحتلال اليمني.

يا شباب الجنوب يا عماد الثورة وشعلتها التحررية:

عندما نتحدث اليكم اليوم من القلب الى القلب ، فإننا نرى فيكم الأمل ونرى فيكم أنفسنا وحماسنا ، ونتذكر معكم اليوم كيف استطعنا في مراحل ثورتنا الأولى ثورة التحرير من طرد الاحتلال البريطاني ، فقد كنا نتسابق على الفداء لثورتنا التحررية ، وها

أنتم اليوم بما تحملونه من حماسة الشباب النظيف الخالي من حب الذات ومن أهواء المناطقية المقيتة ، تعيدون الى الأذهان ذلك الزمان الثوري الجميل ، وعلينا أن نذكركم بأنكم انتم أصحاب الحق الأول في قيادة ثورتكم التحررية ، فعليكم إعداد العدة لتحمل

مسئوليتكم التاريخية ، ولن يتأتى ذلك الا بتلاحمكم الثوري، وتوحيد كياناتكم الثورية التحررية بأسرع ما يمكن ذلك ، وستجدوننا معكم و سنساعدكم في ذلك بقدر ما نستطيع.

يا أبناء ورجالات وثوار الجنوب الاحرار:

إن هذا المنعطف الخطير الذي تمر فيه ثورتكم السلمية التحررية ، يتطلب منكم المزيد من اليقظة ، و الحذر من الهجمات التي تزداد ضراوةً يوماً عن يوم ، من خلال التآمرات التي تحيط بثورتكم التحررية ، و التي تساق من كل حدباً وصوب و بأسماء شتى ، ومنها

مؤتمرات وحوارات ومبادرات وتكتلات عقيمة مدفوعة الثمن لا تلبي مطالب شعب الجنوب ، و إنما تحاول الالتفاف على مطالبه التحررية التي ترفعها جماهير الجنوب الوفية ، وتحملها بصدور عارية لكي تنشد الحرية والتحرر من الاحتلال الهمجي، ومن هذا

المنطلق نطالب جماهير الجنوب التحررية الاصطفاف مع بعضها والتلاحم من أجل إحباط كل المشاريع التآمرية ، و التي تدفع بها قوى لا تريد الخير والأمن والاستقرار والحرية لشعب الجنوب الثائر ، إن الدماء الزكية التي سفكت ولازالت حتى اليوم لهي الثمن

الغالي للحرية من الاحتلال فمن العيب ان نخون هذه الدماء الغالية والأرواح الطاهرة التي بذلت من أجل حرية الوطن الغالي.

يا جماهير شعب الجنوب من المهرة شرقا الى جزيرة ميون غربا:

لقد تطرقنا في أكثر من مناسبة حول موقفنا الثابت فيما يجري من حوارات ولقاءات ومبادرات وخاصة لقاء ما يسمى بـ(مؤتمر الحوار الوطني )، و المنبثق عن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي ، والتي خصصت لعلاج ازمة الصراع على السلطة في دولة

الاحتلال اليمني ، هذه المبادرة التي تعني من وقع عليها فقط ، وأوضحنا مرارا وتكرارا موقفنا من أي دعوة الى التفاوض ، وهو موقف الجماهير وكل قوى الحراك الثوري التحرري الذي يتمثل بما أعلناه مسبقاً ، في البيان الذي نشرناه في الـ 21 / مايو

الماضي وحددنا فيه شروطنا الثابتة حول مسألة التفاوض المتكافئ مع من يمتلك القرار في الجمهورية العربية اليمنية والذي يفضي الى فك الارتباط بين البلدين الشقيقين بطرق سلمية.

كما إنه حرصاً منا على إبقاء الثقة متبادلة بين شعب الجنوب المحتل وأشقائنا و أصدقائنا في دول الخليج والعالم ، فإننا نرحب بأية مبادرة تخص الجنوب ، وتسعى الى إنهاء الإحتلال اليمني للجنوب بطرق سلمية ، بل ونعد ذلك واجب تلزمه الجيرة والإخاء

بين شعوب المنطقة ، حفاظا على الأمن والاستقرار الذي يهم كل شعوب المنطقة والعالم.

و في الختام لا يسعنا إلا أن نترحم على أرواح شهداء الجنوب الابطال ومنهم شهداء المقاومة الشعبية منذ عام 1994م وشهداء ثورة الجنوب السلمية الذين يسقطون يوميا في ساحات الفداء و ندعو الله العلي القدير أن يرحمهم رحمة الابرار ، و أن يعجل في

شفاء جرحانا الابطال و أن يفرج كربة أسرانا في معتقلات الإحتلال، و نعاهدكم بإننا على درب الشهداء سائرون حتى النصر المؤزر بإذن الله تعالى.

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى