نص خطاب الرئيس علي سالم البيض بمناسبة الذكرى الـ49 لثورة 14 أكتوبر المجيدة طباعة
سياسة - كلمات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 14 أكتوبر 2012 04:42

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
الحمد لله القائل ” وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. “
صدق الله العظيم


يا ابناء شعبنا الجنوبي العظيم في داخل الوطن وفي المنافي :


إنها لمناسبة غالية على قلوبنا جميعا نلتقي فيكم في الذكرى الـ49 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي أنطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء ، ردفان الشموخ والكبرياء وعنفوان الجنوب ومهد الحرية التي انطلقت منها الثورة الأولى ضد المحتل البريطاني ، وإنها لمناسبة عظيمة أن نحني الهامات إجلالاً وإكبارا لمن سبقونا في التضحية في الثورة الأولى ونحني الهامات أمام جيل الشباب الذين قدموا حياتهم قرابين في الثورة الجنوبية السلمية الثانية ضد المحتل اليمني.




أهلي وأعزائي في الجنوب الحبيب:



إن إحتفالنا بهذه المناسبة لهو التعبير الأصدق لشعب حر كريم يأبى الاستعباد ويرفض التبعية، وإن الإحتفال بهذه المناسبة هو تأكيداً حقيقياً للقاصي والداني وليسمع العالم كله الصوت الجنوبي المتميز بإننا كنا ثوار وسنظل ثوار مادام هنالك باطل على شعبنا ، ومادام هنالك احتلال جاثم فوق اراضينا .
ولن يتأتى لنا النصر المنشود إلا من خلال تحقيق الإنجازات العظيمة في مسيرة النضال الوطني الجنوبي حتى تحرير واستقلال الجنوب المحتل ،وطرد المحتلين من أرض الجنوب الطاهرة.




أيها الأعزاء في الجنوب وخارجه جميعا:




إن الملحمة الوطنية التي يصنعها الحراك الجنوبي السلمي برجاله ونسائه ،بشيوخه وشبابه بكل شرائح وفئات الشعب الجنوبي هي ملحمة عظيمة نقشت فيها اهدافه السامية ،ورسمت فيها خطوط طريقه وتوحدت فيها القلوب ،وهزجت الجماهير فيها بصوت واحد وصرخة واحدة وغضبة واحدة .
ومع إن هذه منجزات معنوية كبيرة إلا إنه شاب عمل بعض القيادات نوع من القصور والاخفاقات وواجهتهم الكثير من الصعوبات ،والتحديات التي تحتاج منا اليوم إلى تقييمها حتى نطور عملنا الوطني ،و نستطيع تلافي القصور الذي رافق مسيرة السنوات الماضية ،ونحن على ثقة بإننا نستطيع إجتياز الصعوبات والتحديات ،وكل ذلك بتضافر الجميع على الصدق والمحبة ،والإيمان الصادق بقضيتنا الجنوبية السامية .



ولذلك إن من أولى الضرورات الملحة اليوم هي :




اجراء تقييم شامل لمسيرة الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته الى اليوم لتحديد جوانب القوة والضعف وتشخيص الانجازات والإخفاقات ،ووضع الخطط الآنية والمستقبلية لمسيرة النضال الجنوبي.
سيادة العمل المنظم للحراك في رؤاه وأهدافه ،وأعماله ونشاطه فالنجاحات العظيمة لا يمكن لها ان تتم بالعمل العشوائي وغير المنظم ونحن أحوج مانكون اليوم الى العمل المنظم الذي يتوافق مع الظروف ،والإمكانيات المتاحة بلا إفراط ولا تفريط.
تغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة والمنافع الشخصية ،وعلينا ان نضع صوب اعيننا وفي افئدتنا ان لدينا قضية وطن محتل وعلينا ان نكون بمستواها ولهذا فنحن مع كل مايوحد ولا يفرق ، مع كلما ينظم ولا يربك ، مع كلما يصنع ولا يقلع ،مع كلما يبني ولا يهدم ،وهذه مسئولية قادة الحراك التحرري اولاً بحكم مواقعها القيادية ، وهي مسئولية كل فئات شعب الجنوب الذي يصنع قدره بنفسه.



وبهذه المناسبة الخالدة نود أن نوجه رسائل إلى الفئات الجنوبية التالية :


إلى أبنائي شباب الجنوب :


تحية صادقة إليكم أيها الأبطال ،فأنتم أمل الجنوب بعد الله وعلى عاتقكم مهمة تحريره واستقلاله لأنكم الأنقى والأصدق ولإنكم أكثر من يقدم التضحيات ويجترح المخاطر ويقف مقاوماً للظلم والإحتلال وأنتم مستقبل الوطن المشرق الرائع ،ولهذا فالمسئولية التي على عاتقكم كبيرة في توحيد مكوناتكم وتنظيم عملكم والنأي عن المزاجية والتشتت الموجود ،وعليكم الإبتعاد عن التراشقات التي قد تبنى على مفاهيم مغلوطة تدسها منظومة الإحتلال الأمنية ،والتي قد تقود الى القطيعة والاحتقان فيما بينكم .
شمروا سواعدكم وأشرعوا بأعمالكم المنظمة وتحاوروا على مايجمعكم ويوحد صفوفكم وأستعينوا بذوي الخبرات ،والإختصاص في تنظيم عملكم ورص صفوفكم.




إلى سيداتي نساء الجنوب :


إن الوطن بكله بماضيه وحاضره ومستقبله يرتكز إلى دوركن في النضال الجنوبي المبارك ، فأنتن وراء كل منجز وكل نجاح ،فدوركن العظيم يتصل من المنشئ الى الإكتمال في البيت والمرفق والميدان فالجنة تحت اقدامكن ،والحرية مناط جهودكن . ودوركن اليوم اكبر من أي دور ، فبالإضافة الى المشاركة الفاعلة في نضال الشعب الجنوبي جنباً إلى جنب مع الشقيق الرجل فدوركن متصل دائما، ولا يستغنى عنه ابدا.




إلى مكونات المجتمع المدني :




أحييكم على جهودكم وأعمالكم التي تقومون بها من خلال تنظيم انفسكم ،وتوحيد نقاباتكم ومنظماتكم الجنوبية والتي تؤسسون من خلالها إلى النموذج الأمثل لمستقبل الجنوب ولقد وجهتم بفك إرتباطكم عن المنظمات المدنية في الجمهورية العربية اليمنية ضربات قوية وموجعة أصابت الإحتلال بالإرتباك أمام العالم ،لإن قراراتكم تلك اصابتهم بمقتل ،وبذلك انتفت لديهم أي حجج او تشدقات تبرر واحدية المجتمع .
أتمنى لكم مزيداً من النجاح ومن رص الصفوف ،ومن إستمرار العمل المنظم الذي بدأتموه .




إلى مكونات الحراك الجنوبي السلمي في الداخل والخارج :




أحييكم بهذه المناسبة وأحيي جهودكم الكبيرة التي تبذلونها لأجل الوطن ،وتحقيق أهداف شعب الجنوب الكريم في الحرية والأستقلال ،وتحقيق آمال الجماهير الجنوبية في رص الصفوف والعمل المشترك بروح الفريق الواحد.
إن المهمات الملقاة علينا جميعاً كبيرة وجسيمة والوطن الجنوبي أمانة في رقابنا ،ونحن اليوم أحوج مانكون في تنظيم أنفسنا ،والعمل بما من شأنه تحقيق النجاحات المتوخاة وبالحكمة والصبر والحوار بروح منفتحة نستطيع ان نحقق الانتصارات والانجازات المنشودة ،وذلك مرهون بتوحيد كل الجهود في الإطار الذي ترونه مناسباً وممكناً حتى نكون في مستوى قضيتنا الجنوبية ،وبحجم الاستحقاقات القادمة في النضال الوطني الجنوبي التحرري .




إلى إخواننا الجنوبيين في الكيانات السياسية والإجتماعية الاخرى و المنطوية في نظام الإحتلال اليمني :




إن أيدينا ممدودة للجميع وقلوبنا مفتوحة لكل أبناء الجنوب ،ووطنا وقضيته الحقة تدعونا لأن نلتقي ونتحاور بروح من الود والاحترام ،فمهما كانت التباينات بيننا ففي الأخير نحن ابناء وطن واحد ،ونحن وانتم مدعوون دائما وأبدأ لأن نتحمل مسئولياتنا وواجبنا التاريخي أمام شعبنا ،ونحن في مواقفنا لن نكون إلا مع إرادة شعب الجنوب المتمثلة بالتحرير والاستقلال.


يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم:


إن إحتفالنا بهذه المناسبة الغالية لهو تأكيد أصيل على عمق رغباتنا الصادقة في رفض الاحتلال الجاثم على وطننا ،ولهذا فنحن مدعوون الى أن نجعل من هذه الذكرى يوماً جنوبياً عظيماً تصل رسائله إلى كل انحاء المعمورة ونتمنى – ونحن على ثقة – بإن يوم غداً سيكون مهرجان إستفتائي يعبر عن هدف شعب الجنوب ،وآماله في التحرير والاستقلال ووفاءً للأهداف النبيلة التي سقط لأجلها الشهداء ولأجلها أعتقل الأبطال في الجنوب وقدمت لأجلها الكثير من التضحيات الجسيمة ،ولهذا فليكن احتفالنا بهذه المناسبة عنواناً بارزاً لقضية الجنوب المحتل فرددوا الأهازيج الوطنية وأرفعوا اللافتات المعبرة عن ذلك وأرفعوا صور شهدائنا الأبطال ومعتقلينا في زنازين الاحتلال فهم الاحق في ان ترفع صورهم ونمجدهم .




ياجماهير الجنوب الثائرة:




إن ماجرى في جنوبنا الحبيب من إنتكاسات ودورات عنف في المراحل الماضية كانت سبباً في اضعاف وحدة الصف الجنوبي واليوم لقد حان الوقت للوقوف بشجاعة أمام هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة التي انهكت شعب الجنوب وذلك من خلال الدراسة الموضوعية العلمية وانشاء مركز دراسات سياسية يتبنى في اولوية نشاطه تقييم مسيرة الجنوب السياسية وفي مقدمتها دورات العنف السياسي والخروج باستخلاصات علمية اكاديمية عن اسباب هذه الظاهرة , ونهيب بكل الكفاءات المتخصصة والأكاديميين في طليعتهم والمثقفين ورجال الفكر الى استنهاض طاقاتهم لانجاز هذه المهمة الوطنية


ياجماهير شعب الجنوب في الميادين وساحات النضال


لقد تزامنت هذه المناسبة الغالية في ظل استيعاب عربي وإقليمي ودولي لأول مرة لقضية شعب الجنوب ومشروعه النضالي التحرري ,وهذا الاستيعاب والتفهم وأن كان متأخرا ألا انه جاء نتيجة للضغط الشعبي المتصاعد والصمود والثبات على المواقف ونتيجة للتضحيات الجسيمة التي قدمتها الجماهير بقوافل من الشهداء ، وهذه المواقف الدولية والعربية والإقليمية ليست جديدة بل هي المواقف القانونية التي تم تغيبها منذ عام 1994م بعد ان كانت هذه المواقف مطروحة بقوة عربيا وإقليميا ودوليا كمواقف سياسية عادلة لقضية شعب الجنوب المحتل.
ونؤكد مجددا موقفنا المبدئي الثابت تجاه ما يسمى بـ (الحوار اليمني) والذي سبق وأن تضمنه البيان السياسي الصادر في الحادي والعشرين من مايو 2012م
وفي الختام نجدد التأكيد ان شعب الجنوب ماض في ثورته شاء من شاء وأباء من أباء ثورة سلمية تستمد قوتها من إرادة الله سبحانه وتعالى وإرادة الابطال وعدالة القضية ولن يتراجع شعبنا ولن يتوقف الا بتحقيق الاستقلال وطرد المحتل
المجد والخلود لشهداء الجنوب في كل مراحل نضاله
الحرية لجميع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال


وأنها لثورة حتى النصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس علي سالم البيض