المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استياء جنوب اليمن قد يزلزل الوحدة ويدمر الاقتصاد


نهار الجنوب
02-25-2008, 11:08 PM
استياء جنوب اليمن قد يزلزل الوحدة ويدمر الاقتصاد




عدن – اليستير ليون (رويترز) – لندن " عدن برس " : 25 – 2 – 2008
حين انتقد اسلاميون الحفل الذي احيته المطربة السورية اصالة في عدن بجنوب اليمن هذا الشهر، اعتبره الجنوبيون الساخطون مؤشرا جديدا على ازدراء اشقائهم الشماليين لهم. قامت قوات الجيش والشرطة بحماية الاستاد حين اعتلت اصالة خشبة المسرح متحدية ما تردد عن تهديدات من القاعدة بمنع العرض، لكنها غنت حتى الساعات الاولى من الصباح دون اي مشكلة. غير ان الهجوم اللفظي لبرلمانيين اسلاميين من الشمال ترك غصة لدى كثيرين في المدينة الجنوبية حيث تعدت حفلات الغناء مسألة مستحدثة.



وتقول المحامية رقية حميدان، في اشارة الى مدن شمالية «اقاموا حفلات غنائية في صنعاء وتعز والحديدة من قبل ولم ينطق احد. لماذا اختلف الامر في عدن».
وهناك شكاوى ابسط كثيرا أججت حالة من عدم الرضا هنا حيث يشكك كثيرون، مرة اخرى، في جدوى الوحدة التي تحققت عام 1990 بين الجنوب الذي كان يسيطر عليه ماركسيون والشمال الذي تهيمن عليه العشائر. ويشكو جنوبيون من فقدهم وظائف واراضي وسلطات محلية، بل ان البعض يشعر انه يخضع لـ«احتلال» شمالي. ويرى الرئيس علي عبدالله صالح، الذي سحق جيشه محاولة انفصال الجنوب في عام 1994، ان الوحدة اليمنية درة التاج في حكمه الذي امتد ثلاثين عاما ولكنها لم تبهر الجنوبيين.

استولوا على أرضنا وثرواتنا

وفي الاشهر الاخيرة تصدت قوات الامن بعنف لاحتجاجات قادها جنود سابقون يطالبون بحقهم في معاشات تقاعد وسقط عدد من القتلى والجرحى.
واوضحت حميدان «استولوا على ارضنا ووظائفنا وثرواتنا، نشعر جميعا انهم يتعاملون معنا بكراهية. لذا يقول الناس: اذا كان هذا هو ما تعنيه الوحدة فنحن لا نريدها». الدولة الفقيرة تأتي من الجنوب، الذي ينتج ما يصل 70 الى 80 في المائة من النفط وتوجد فيه مصايد وميناء ومصفاة عدن.
وتقول سارة فيليبس وهي باحثة استرالية متخصصة في شؤون اليمن «يشعر كثيرون في الجنوب بانهم يلقون معاملة ظالمة. يشعرون بان لديهم هذه الموارد الضخمة ولا يستفيدون منها».
ويتساءل الجنوبيون لماذا يجب ان يكون محافظو جميع المحافظات السبع الجنوبية، من ابناء الشمال، ويشكون من استيلاء منظم على اراض من جانب شماليين لديهم صلات قوية.
ورأى عبدالغني الارياني الذي شارك في اعداد ورقة عن سخط الجنوب نشرها معهد الشرق الاوسط ومقره واشنطن «لم يحدث ذلك».
واضاف المحلل ومقره صنعاء ان قادة وشيوخا بارزين ورجال اعمال من الشمال حصلوا بطريق او بآخر على نصف الاراضي في عدن وما بين 20 الى 30 في المائة من الاراضي الزراعية في محافظة ابين القريبة.

انفصال.. أم حكم ذاتي؟

وطالب بعض المحتجين بالانفصال لكن كثيرين يطالبون بقدر اكبر من الحكم الذاتي داخل اليمن الموحد فحسب، وقدر اقل من التدخل من قبل الحكومة المركزية.
وتقول كثير من النساء في عدن ان فرص التعليم والعمل كانت افضل قبل الوحدة بينما يتحدث البعض بمرارة عن معايير صارمة للملبس يفضلها الاسلاميون الذين اكتسبوا نفوذا بعد 1994. وتقول يمنية تعمل في وكالة معونة اجنبية «انه بعد 1994 تراجعنا اكثر من مائة عام».

شكاوى اقتصادية تُستغل سياسياً

وفي صنعاء ينظر الى شكوى الجنوب على انها تذمر من قبل زعماء يساريين اطيح بهم، او انه حنين للاشتراكية دون النظر لقسوتها واخفاقاتها الاقتصادية.
ويعترف نائب وزير المالية جلال عمر يعقوب بان لدى الجنوبيين شكاوى مشروعة لكنه يضيف ان شكواهم من الاسعار والبطالة تنطبق على جميع ارجاء اليمن. ويصف الاضطرابات بأنها مشاكل موجودة في كل مكان، لكنها تستغل سياسيا.