المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستقبل اللبنانية : صالح يوقف الحرب في صعدة للتفرّغ لمعالجة الأزمة في الجنوب


سالم الجحافي
07-20-2008, 10:20 AM
صالح يوقف الحرب في صعدة
للتفرّغ لمعالجة الأزمة في الجنوب
المستقبل - الاحد 20 تموز 2008 - العدد 3023 - الصفحة الأولى - صفحة 1


صنعاء ـ صادق عبدو
بإعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انتهاء الحرب الدامية في محافظة صعدة والمستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، يكون اليمن قد خرج قليلاً من حالة الاحتقان السياسي التي تترافق مع توتر لا يزال قائماً في بعض المناطق الجنوبية من البلاد.
وجاء إعلان الرئيس صالح حول انتهاء الحرب في صعدة مفاجئاً للكثيرين وخاصة مع استمرار تبادل طرفي الأزمة (الجيش والحوثيون) الادعاءات بأن كليهما يسيطران على الوضع في صعدة ويحققان تقدماً كبيراً في المعارك.
وبقدر ما أثار إعلان الرئيس صالح الارتياح في أوساط المواطنين، ولا سيما المكتوين منهم بجحيم الحرب، وهم المواطنون في محافظة صعدة، الذين بدأوا بالعودة إلى قراهم بعد فترة طويلة من التشرد بفعل الحرب التي دمرت الكثير من ممتلكاتهم، بقدر ما أثار تساؤلات حول الطريقة التي انتهت بها الحرب، وإذا كانت هناك صفقة سياسية بين الدولة والحوثيين، أو بالأصح بين الحوثيين والرئيس علي عبدالله صالح شخصياً.
وما يعزز هذه التساؤلات اقتراب اليمنيين من الانتخابات التشريعية المقرر أن تشهدها البلاد في السابع والعشرين من نيسان (ابريل) المقبل اذ يرى كثيرون أن القيادة السياسية اليمنية لا تريد أن تجرى هذه الانتخابات وأبواب جهنم لا تزال مفتوحة في صعدة.
وبحسب أوساط سياسية، فإن التدخل المباشر للرئيس صالح لإنهاء الحرب كان السبب الرئيس في التوصل إلى اتفاق ينهي فصول هذه الحرب التي كانت تكتب مرة كل عام منذ أن بدأت خلال صيف العام 2004.
وكان تدخل الرئيس صالح باتصال هاتفي بينه وزعيم حركة تمرد الحوثي عبدالملك الحوثي، وهو الاتصال الذي مهد لوقف الحرب وفتح خط صنعاء ـ عمران صعدة، الأمر الذي دفع بالرئيس إلى إعلان انتهاء الحرب، على الرغم من بعض المناوشات البسيطة في أماكن متفرقة من صعدة. لكن يحيى الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي والمقيم في الخارج، عزا تلك المناوشات إلى وجود من أسماهم "عملاء داخل الجيش" راغبين في استمرار الحرب في صعدة.ومنذ أشهر، بدأت تطرح على الساحة السياسية اليمنية قضية الحرب في صعدة، حيث شكلت عاملاً من عوامل تردي العلاقة بين السلطة وحزبها الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" وأحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد، اذ ترفض المعارضة طريقة السلطة في معالجة الحرب من خلال استخدامها القوة في معالجة خلافاتها مع حركة الحوثيين والتي تعتبرها صنيعة السلطة نفسها، فيما تتهم السلطة المعارضة بدعم حركة الحوثيين مادياً ومعنوياً وترى في هذا الموقف جنوحاً إلى الإضرار بوحدة البلاد وأمنها واستقرارها.
وبصرف النظر عن هذه المواقف فإن انتهاء الحرب، رسمياً على الأقل، ينفس حالة الاحتقان في البلاد، وخاصة أن النظام لا يزال يواجه أزمة كبيرة في الجنوب، ولا بد من التفرغ لحلها بأي شكل من الأشكال، إذ أن موجة الاحتجاجات في الجنوب تشكل في دلالتها السياسية والاجتماعية خطراً أكبر مما يشكله التمرد في محافظة صعدة.
ويرى مراقبون أن صالح أراد أن يجانب جبهة صعدة حتى يتفرغ لمعالجة الأزمة في الجنوب، وخاصة بعد أن اتضح أن سلسلة العصيان والاضطرابات تتصاعد ولا تهدأ منذ أن بدأت قبل أكثر من عام ونصف العام.
كما ان الانتخابات التشريعية المقرر أن تشهدها البلاد بعد أشهر هي من العوامل التي جعلت الرئيس صالح يستعجل إغلاق ملف الحرب مع الحوثيين، إذ أنه يدرك أن خوضه الانتخابات التشريعية في ظل استمرار الحرب في صعدة سيقلص فرص حزبه الحاكم في الحصول على الأغلبية في البرلمان والتي هي تحت يديه اليوم.
من هنا جاءت مبادرة صالح لإغلاق ملف الحرب في صعدة من دون مكاسب حقيقية على الأرض، إذ أن الحوثيين لا يزالون يمسكون بالكثير من الأوراق، بالإضافة إلى بقاء رموزهم السياسية والعسكرية أحياء يرزقون، وهو ما لم تكن تتمناه صنعاء التي كانت ترغب في التخلص منهم نهائيا.
الأهم من ذلك أن إعلان إنتهاء الحرب في صعدة أكد مما لا يدع مجالاً للشك أن مفاتيح حلول الأزمات في البلاد لا تزال بيد الرئيس علي عبدالله صالح، إذ أن القطريين ورغم رميهم بكل ثقلهم لإنجاح مبادرتهم لوقف هذه الحرب،إلا أنهم لم يتمكنوا من وقفها أو حتى تحقيق تقدم طفيف في احتواء المواجهات التي ظلت مستعرة حتى أثناء وجود وفد الوساطة القطرية في محافظة صعدة لمحاورة الحوثيين.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]