المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للصبر ..حدود !!


تاج عدن
12-21-2005, 01:02 AM
نقلا عن موقع التغير آراء تغييرية: للصبر .. حدود !!
أضف تعليقاً

Wednesday, December 21-

لطفي شطارة *
انتهى أخيرا المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام الحاكم ، الذي غزا 6 ألاف من مندوبيه أو هكذا قيل وأشيع عن اكبر عدد لمندوبي حزب يقود أفقر دولة في العالم ، اجتمعوا في أرضية ملعب ليثبتوا أن قوة حزبهم ليست بنتائج أعمالهم ولكن في كثرة أعداد مندوبيهم وأحدث " صوالينهم "



التي تجاوزت أيام مونيكا وليلى علوي ، وضخامة ميزانية وليمتهم التي تضاربت أرقامها بين 4 إلى 6 مليار ريال ، حيث لم يجدوا صالة تسعهم جميعا إلا في عدن التي تئن من أوجاع سببها صداع المؤتمر ، وملعب يقع قرب " مقبرة جماعية " نبشت على عجل وأقفلت على استعجال وبأوامر قيل أنها عليا ، ولا ادري كيف تكتشف مقبرة جماعية بهذه السهولة فجأة وتغلق فجأة دون مواصلة البحث لاكتشاف المزيد من الجثث مادام قد توصل علماء " الموميات " في بلادنا وفي اقل من 24 ساعة إلى الجهة التي ارتكبت هذه الجريمة ضد الإنسانية واللاأخلاقية لفضح من اتهمهم إعلام " المؤتمر فقط " بأنهم من وضعوا الأبرياء في تلك المقبرة قبل 20 عاما ، إلا إذا كان الهدف منها الرقص على جماجم الموتى والتلويح ببطانيتهم من أجل توجيه رسالة ما لجهة ما ، سطع نجمها لأنها حاولت الخروج عن صمتها مما يجري في وطن تأكله " الأرضة " وتنهشه " حيتان " الفساد .
بدأ المؤتمر بضجيج عن الإصلاح وانتهى بتسريبات عن الفائزين بمقاعد الكراسي الأكثر نفوذا في دولة المؤتمر ومؤتمر الدولة ، فقد تابعت " مخدرة " المؤتمر ووجوه مندوبيه وكروشهم التي لا تعبر عن أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية خانقة ، ولم تبدو على محييهم علامات القلق على مستقبل بلد أصبح أمام مفترق طرق ، أما تغيير شامل يشارك فيه الجميع وتحترم فيه آراء الجميع وفقا لقواعد وأصول لعبة الديمقراطية الحقة ، تطرح فيه آراء من يقدسون الوحدة لانتفاعهم منها أو من يدعون إلى إصلاح مسارها لان الموحدين لم يلتزموا باتفاقاتها ، أو حتى آراء من يطالبون بالانفصال لان نتائج حرب 94 حولت صاحب الحق إلى متسول ، وأما الطوفان الذي لن يستثني أحدا .
لقد تابعت من بلد اغترابي ذلك الكرنفال المؤتمري بخيوله وحمائمه ودهشة صقور الفساد التي كانت مشدوهة وهي تتابع عرضا لديمقراطية مصطنعة وعلى الطريقة اليمنية كلفت المليارات ، واستنفرت كل مؤسسات الدولة من الحرس الجمهوري و قوات الأمن بفروعها ، والإعلام بكل وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية ، و سخرت " قفي " وهو اسم على مسمى للقناة الفضائية اليمنية ، ساعة كاملة لقراءة وثيقة مؤتمر الدولة ، فكيف تريد دولة المؤتمر وعبر هذه الرسالة الواضحة في مؤتمر الخمسة نجوم أن تصلح وضعا غير متكافئ ليتنافس أمامها أحزاب تعيش عالة على مساعدات المؤتمريين وحكومتهم التي سعت وعبر " مخدرة كرنفالية " أن توصل رسالة غير مشكوك في مضمونها ، بأن اليمن هي المؤتمر والمؤتمر هو اليمن ، ومن يتوهم بغير ذلك فهو إما خائن أو عميل أو انفصالي .

لذلك كانت الرسالة المؤتمرية واضحة وللجميع في الداخل والخارج على حد سواء ، بأنه لا إصلاح في اليمن إلا عبر دولة المؤتمر التي أوصلتنا إلى حافة الهاوية بفساد سياستها وسياسييها ، وليس عبر الأحزاب اليمنية التي هرولت بطرح مشاريع للمساهمة والمساومة في إنقاذ البلاد من الكارثة المحيقة بها ، بل وللخارج أيضا الذي أشترط فصولا حقيقية للتغيير والإصلاح والتنمية مقابل ضخ المساعدات لتمكين نظام ديمقراطي حر خال من الفساد وقائم على الشفافية ، من الوقوف على قدميه وقابل للاستمرارية وتحقيق التحولات التي يحلم بها المواطن ، ولكن هكذا أرادت دولة المؤتمر أن توضح الصورة للجميع داخليا وخارجيا وحتى لا يكون هناك أدنى التباس أو سؤ فهم ، بأن المستقبل في اليمن لن ترسمه إلا خيول المؤتمر ، وأن فارسها لن يترجل بعد ليفسح الطريق لفرسان آخرين بدخول حلبة السباق ، فالفارس أبدى سيبقى خالدا ابديا شاء من شاء وأبى من أبى ، هكذا أراد المؤتمر الذي عمم الفساد وزرع الأحقاد ويعمر فارسه دارا للعباد ، أن يصلح وضعا هو من صنعه وبخيول عرجاء أوصلت البلاد إلى طريق مسدود وغير محمود ، إما الاعتراف بالآخرين وحقوقهم ، وإما الانتظار للطوفان الذي سيدرك الجميع حتى وأن احتموا ببروج مشيدة وهذه حقيقة لا فيها لف ولا دوران ، خاصة لمن يعرف أن الجمل رمز معاناة الشعب هو أكثر صبرا من الآلاف من الخيول التي تعتمد على فارس واحد ، ولكن للصبر حدود ليس كما أجزم أنا ، بل كما قالت سيدة الغناء العربي أم كلثوم في أغنيتها الشهيرة .!