المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطاعات والحسنات والعبادات العقلية عند الجنوبيين ..ووجه انكار الشماليين اها


نبيل العوذلي
02-20-2009, 08:56 AM
يفترض الاخوة في الشمال دائما وهو سبب مشكلتهم معنا بعدم الاعتبار لتجربة اباءنا في دولة الجنوب السابقة ان الجنوبيين لم تكن محاسن ولا اشياء جميلة تستحق الاعتبار لانهم كانوا كفار
وانا ومع هذا الافتراض –أي امما كنا كفار—لادينيين سأثبت انشاءالله ان تصورهم هذا خاطىء ..وان لنا من الحسنات والطاعات والعبادات ما تجعلنا ولله الحمد نقيم دولة ناجحة باذن الله تعالى

يبين شيخ الاسلام ان الطاعات والعبادات والحسنات ليست فقط دينية تفرضها الشرعة الدينية للجماعة وانما هناك ايضا العقلية وهي الحاصلة بين عقلاء بني ادم مؤمنهم وكافرهم وملية-نسبة للملة-
يقول شيخ الاسلام رحمه الله
قد كتبت في كراس قبل هذا‏:‏ أن الحسنات والعبادات ثلاثة أقسام‏:‏ عقلية‏:‏ وهو ما يشترك فيه العقلاء، مؤمنهم وكافرهم‏.‏ وملي‏:‏ وهو ما يختص به أهل الملل كعبادة الله وحده لا شريك له‏.‏ وشرعي‏:‏ وهو ما اختص به شرع الإسلام مثلا وأن الثلاثة واجبة، فالشرعي باعتبار الثلاثة المشروعة وباعتبار يختص بالقدر المميز‏.‏ وهكذا العلوم والأقوال عقلي وملي وشرعي،---
وخي التي تسمى اليوم القيم والمبادىء والضمير..والتي في عرف وطبيعة الجنوبيين..لماذا؟

لانه لابد لبني ادم من الاصطلاح على امور يثبتونها واخرى ينفونها

تتكون منها القوانين والانظمة...ومن هذه العبادات العقلية والحسنات والطاعات كقيم ومبادىء وضمير التي برزت عند الجنوبيين التعفف عن اكل اموال الناس بالابتزاز والباطل ونبذ الرشوة واقرار العدل والترفع عن الصغائر والحقائر

يقول شيخ الاسلام
--
فالقسم الأول‏:‏ الطاعات العقلية - وليس الغرض بتسميتها عقلية إثبات كون العقل يحسن ويقبح على الوجه المتنازع فيه، بل الغرض ما اتفق عليه المسلمون وغيرهم من التحسين والتقبيح العقلي الذي هو جلب المنافع ودفع المضار وإنما الغرض اتفاق العقلاء على مدحها - مثل الصدق والعدل وأداء الأمانة والإحسان إلى الناس بالمال والمنافع ومثل العلم والعبادة المطلقة والورع المطلق والزهد المطلق مثل جنس التأله والعبادة والتسبيح والخشوع والنسك المطبق بحيث لا يمنع القدر المشترك أن يكون لأي معبود كان وبأي عبادة كانت فإن هذا الجنس متفق عليه بين الآدميين ما منهم إلا من يمدح جنس التأله مع كون بعضه فيه ما يكون صالحا حقا وبعضه فيه ما يكون فاسدا باطلا‏.‏ وكذلك الورع المشترك مثل الكف عن قتل النفس مطلقا وعن الزنا مطلقا وعن ظلم الخلق‏.‏ وكذلك الزهد المشترك مثل الإمساك عن فضول الطعام واللباس وهذا القسم إنما عبر أهل العقل باعتقاد حسنه ووجوبه، لأن مصلحة دنياهم لا تتم إلا به وكذلك مصلحة دينهم سواء كان دينا صالحا أو فاسدا‏.—
والسؤال هنا

ايهما افضل على افتراض اننا نحن الجنوبيين لدين قيم ومبادىء وضمير كطاعات وعبادات وحسنات وعلوم واقوال نستعظمها ونعمل بها ونطبقها في سلوكنا وحياتنا وادارتنا وليس لدينا دينية الشرعة ام الاخوة في الشمال الذين لديهم الايمان والاعتقاد بشرعة الدين ولكنهم لايستعظمون هذه القيم والمبادىء والضمير وهو مما يلاحظه في اليمن اليوم من التسيب الوظيفي والرشوة والسحت والابتزاز والظلم القضائي والتلاعب بقضايا البشر ...؟

الجواب بعون الله

انه مما لاشك فيه ان الفصيل الاول قد يقيم دولة عادلة قوية بنظام وعدل وانضباط تفوز في الدنيا ويسعد الناس بها في الدنيا اما في الاخرة فليس لهم من تلك الاعمال اجر لانها لم تكن بنية التعبد لله تعالى واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم..

هذا حال افتراضنا اننا نحن الجنوبيين فقط نستعظم العبادات العقلية وليس لنا شرعة دينية ..ولكن ماذا لو اكرمنا الله تعالى وبهدايته تعالى الى الشرعة مع تلك القيم النبيلة والمبادىء الفياضة والضمير الحي