المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها النظام


حبيبي الجنوب
03-01-2005, 07:44 PM
أيها النظام

السيطرة والتأثير مفهومان لهما مضمونان ونتيجتان مختلفتين أشد الاختلاف ، فالتأثير يعني الحصول علي دعم الآخرين لآرائك ورغباتك سواءاً بتقبلها أو احترامها علي أن يكون ذلك بدون استعمال القوة أو الطرق المتعسفة ، بينما السيطرة أو الهيمنة تعني حمل الآخرين أو الناس جميعاً حملاً علي تقبل واحترام آرائك ورغباتك بغض النظر عن رضاهم أو سخطهم تجاه تلك الآراء ، والعقلية التي يتحكم عليها مبدأ الهيمنة لا تؤمن بحق الآخرين فحسب بل لا تحس بأن هناك من يرى رأياً مخالفاً لرأيها ، وفي حال سيطرة مثل هذا الاتجاه علي مجتمعٍ ما نجد الجهات العليا المتحكمة تعيش حياة البذخ والترف بينما تعيش غالبية قطاعات المجتمع حياة البؤس والشظف .

ففي ظل نظام اليمن الشمالي الديكتاتوري يمكننا أن نجد وفرةً في : العسكر ( جيشاً وشرطة ) ، سياسة ( فرق تسود ) ، السجون ، الإرهاب ، المال ، المجاعات ..... الخ الأمثلة والعناصر التي يمكن ذكرها في مجال تأمين السيطرة أو الهيمنة ، بل يكون الراديو والصحيفة والتلفزيون أيضاً من وسائل السيطرة في ظل الأنظمة الدكتاتورية .
والأوضاع في وطننا اليمن الجنوبي اليوم تؤكد علي هذه الحقائق بأقوى الأدلة ، فالنظام في اليمن الشمالي لا يريد أن يري علي الأرض من يتميز عليه بأية ميزة ، علميةً كانت أو مادية أو غيرهما ، لهذا نرى هذا النظام يمارس تصفية المتعلمين والمثقفين والمنافسين السياسيين أو إبقاءهم قيد الاعتقال في أحسن الأحوال من جهة ونهب وإفقار أصحاب الثروات من اليمنيين الجنوبيين من جهة أخرى ، وحتى لا يتحداه شعب اليمن الجنوبي في مواجهته يعمل علي إرباكه وتقسيمه بمختلف الوسائل ، وانطلاقاً من قناعة لديه بأن الشعب اليمني الجنوبي لا يمكن السيطرة عليه إلا عن طريق الخوف والاغتيالات نراه يعمل علي تكثيف الإعتقالات العشوائية دون تهم أو محاكمات واغتيال من يقول لا لهذا النظام أو إقعاد كبار المسئولين الجنوبيين عن العمل، حتى أنه يستغل الكوارث الطبيعية كالأوبئة وخلافها في إحكام سيطرته علي الشعب بإذاقته الذل والهوان .

ولا يتوقع من نظامٍ حريصٍ علي الانفراد بالسيطرة علي الشعب أن يسمح بوسائل خوض الصراع السياسي الشريف عبر الحوار السياسي أو الصحافة المستقلة مثلاً ، كما لا يمكنه تحمل احترام مبدأ حقوق الإنسان لأن كل تلك الوسائل تشكل خطراً علي انفراده بالسلطة ، ليس ذلك فحسب ، بل إن هذا النظام الدكتاتوري حاول ويحاول مسح الهوية الجنوبية وإطلاق المسميات على الذين أرادوا الخروج من ظلمهم بأنهم انفصاليون أواهكذا يسمون من يريد الاستقلال من احتلالهم الجائر فلم يدخلوا اليمن الجنوبي إلا لهنبه وسرقته والتمتع بثرواته , ألا يعلم هذا النظام أن الحزب الاشتراكي ما أعلن انفكاكه منهم إلا لأنه شم رائحة مكيدة تطبخ وأن نظام اليمن الشمالي يريد الانفراد بالسلطة والدليل على ذلك إعلان نظام اليمن الشمالي الحرب على الجنوب بدلاً من الحوار , لكن أبى النظام إلا الحرب على دولة وأرض شقيقة له وهذا ما نسميه همجية وتعدي على حقوق الغير والهمجية والتعدي صفة من صفات الاحتلال.

نحن كيمنيين جنوبيين نناضل ضد كل ما تقدم من صفات وأفعال الدكتاتورية القبيحة ، ونؤمن بحق الجميع في التعبير عن آرائهم بلا قيود ، وبحقهم في الانتظام في الأطر المدنية أو السياسية التي تناسبهم ، وأن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية ، وبحقهم في التنافس الشريف سياسياً أو اقتصادياً . نؤمن بحل كل الخلافات عبر الحوار ، وأن يتطور الحوار إلى مبدأ للأخذ والعطاء وتبادل التأثير والوصول إلى نتائج سارة ومرضية لطرفي الحوار ، والتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج الذي تأسس في 7 يوليو 2004م كان ثمرةً لهذا المفهوم وتلك الروح المؤمنة بالحوار والذي انبثق من جموع اليمنيين الجنوبيين .

اللقاءات الخاصة والاجتماعات العامة هما أيضاً من وسائل التجمع في كسب الأرضية الصالحة لأطروحتهم ، وبهذه الوسيلة الإيجابية يحاول كسب دعم الآخرين لآرائهم والتي هي أيضاً آرائنا وآراء كل يمني جنوبي شريف ، و نؤمن في ذات الوقت بحق الآخرين في اتخاذ ذات الوسيلة لمحاورتنا وكسبنا إلى جانب آرائهم ، فكما نرى أن عملية ممارسة التأثير المتبادل سوف تؤدّي في نهاية المطاف إلى نتائج سارة ومكاسب مشتركة للجهات المتحاورة .

لا جدال بأن التجمع الديمقراطي الجنوبي -تاج يعمل بشفافية ويمارس التسامح والاحترام مع آراء الآخرين واعتقاداتهم وتقاليدهم ويعمل بإخلاص لأجل الصالح العام سوف يكون صاحب الحظ الأوفر في امتلاك إمكانية التأثير علي الآخرين وكسبهم إلى جانبه . لذلك علينا الالتفاف حول التجمع لتحقيق هدفنا للخلاص من نظام اليمن الشمالي ومحاكمة هذا النظام على نهبه لليمن الجنوبي.
وسوف يكون شعب اليمن الجنوبي القاضي العادل الذي سوف يحاكم من أخطئوا بحقه ومن نهبوه واحتلوا بلاده والذي سوف يقول :

أيها النظام يا من تحكم باسم الله، عفوا باسم الشعب، لأن الحكم باسم الله ليس من شأنك، بل هو من شأن كل فرد مؤمن بالله ورسوله في ضوء القاعدة التي تقول، إذا صلح الفرد صلح المجتمع، لهذا فانك تحكم باسم الشعب، فأي شعب تريد أن تحكم باسمه؟، أو تتخيل أن تحكم باسمه، مباشرة أو بالواسطة، أي من خلال الأجهزة.
أيها النظام
من غير العدل أن تقلب معادلة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بحيث تأتي بالأميين والجهلة لقيادة زمام الأمور لمجرد انهم أتباع يجيدون لغة التصفيق والتأييد، وتتعامى عن ممارسة أجهزتك المدنية والأمنية في قمع كل ذي رأي وصاحب فكر وعقيدة فيها الخير والصلاح للوطن، من خلال تكميم الأفواه أو محاربة الناس في أرزاقهم وقوت أطفالهم، فهي لم تجلب عليك غضب هؤلاء، بل غضب الجيوش الذين من ورائهم من الأزواج والأبناء والأهل والأقارب، فانظر ماذا تفعل هذه الأجهزة القمعية في ظلم المواطن الجنوبي؟، كم من المواطنين يتأثرون بهذا الظلم أو يتقززون من نظام حكم يعتمد في تعامله مع الناس، من خلال جماعة من الجهلة يدعون الولاء للحكم.
أيها النظام
ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس، فهل ظلم نظامك السياسي تحت ذرائع الأمن وحماية الوطن والنظام ضد هذا المواطن ألا تعلم أن القاعدة في الحكم الصالح هي العدل، فهل بحثت عن العدل في تلابيب السلطة التنفيذية المتغولة على حقوق الناس والعباد، والضاربة بعرض الحائط بكل صلاحيات السلطات الأخرى، السلطة التشريعية فاقدة لدورها في الرقابة والتشريع، والسلطة القضائية لا لون لها ولا طعم حتى أن الناس لا يعلمون أنها قبة الميزان بين التشريعية والتنفيذية، أما السلطة الرابعة سلطة الصحافة، فهي مرتع للتطبيل والتزمير حسب الطلب والتعليمات الصادرة من هذا المسؤول أو ذاك، أما مؤسسات المجتمع المدني تقمع وتزيف إرادتها لتبدو إنها تمارس دورها المعهود على اكمل وجه على الرغم أنها هياكل خاوية.
أيها النظام
مفردات التعليم والصحة والعمل مبثوثة في كل دساتير الأرض، إنها حق مشروع من حقوق المواطنين، وواجب على الدولة توفيرها، وإلا لا مبرر لوجودها، فالبطالة والفقر والحرمان الوجه الآخر لعدم توفر هذه المفردات، فلا بد أن يكون التعليم والصحة على وجه التحديد في متناول كل مواطن، فأنات المرضى طريقها سالكة نحو السماء والتعليم بوابة النور، بدأت به اول كلمات الخالق نحو الخلق في كتابه الكريم.
أيها النظام
أما الديمقراطية يامن تدعي الديمقراطية، فهي حكم الشعب من خلال قانون عصري للانتخابات الحرة النزيهة، قانون انتخاب يضمن تمثيل حقيقي للشعب، بدون أن تكون للسلطة التنفيذية أية تدخلات في سير الانتخابات ونتائجها، قانون انتخابي يشجع الأحزاب السياسية على أخذ دورها السياسي الفعلي كإطار لتنظيم الناس، وإعطاء الحق في ممارسة مؤسسات المجتمع المدني بأخذ دورها كالعمل النقابي والمهني، وإتاحة الفرصة للناس في تنظيم أنفسهم في ضوء أوضاعهم المهنية، فكما أعلم أن الديمقراطية الحقيقية هي القدرة على انتقال السلطة بالوسائل والطرق السلمية، والسماح بتداول السلطة من خلال الدور الذي تلعبه الأكثرية، وحماية حق الأقلية في التعبير وفتح القنوات أمامها للوصول مع آرائها وأفكارها إلى الناس كافة.

أيها النظام
إن سيادة العدل والقانون هي التي تعطي الدولة طابعها العصري كدولة قانون ومؤسسات تأخذ بها بعيدا عن الفردية والمزاجية، وتبني بيوتا شامخة من مؤسسات الدولة والمجتمعات لخدمة الوطن والمواطنين، لا لخدمة الأفراد والحاكمين، فالعدل أساس الحكم، ودولة المؤسسات قواعد ترتكز عليها الدولة، وتحميها من عاديات الإنسان والزمان، فالجميع تحت سيادة القانون سواسية، ولا أحد فوق القانون، غني أو فقير، صغير أو كبير، فالكبير صغير أمام القانون، والصغير كبير في حماية القانون، القوي ضعيف تحت هيمنة القانون وسطوته، والضعيف قوي عندما يكون العدل والقانون لصالح بناء الأفراد والجماعات.
أيها النظام

دعني أقل لك أنك قد فشلت في حكمك لليمن الجنوبي لأنك لم تدخل أرضنا موحداً ومنتخباً من قبل شعب اليمن الجنوبي بل دخلتها محتلاً ومغتصباً والأدلة كثيرة وحان الوقت لكي تترك أرضنا وإلا أخذتك العاصفة فحينها لا ينفع الندم.
حبيبي الجنوب
1-03-2005م