المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البطل محمد صالح المشرقي بين قضبان الاحتلال


صوت الجنوب
01-28-2006, 11:53 AM
مع الأيــام..نحن والوطن ..و(خطوطهم الحمراء)




26/01/2006





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

احمد عمر بن فريد
زمان بلادي فراغ/وتلك المقاهي ..فراغ/وذاك الذي (مل) من شعبه/ومن أرضه .. فراغ/وذاك الذي لا يرى غيره/ولا يجد الخير خيراً ..إذا لم يكن خيره/فراغ ..فراغ (أدونيس)

بهدوء وروية ..دعونا نتحدث عن الثوابت الوطنية التي باتت من قبل البعض، باباً كبيراً لا يدخله ولا يفتحه سواهم (هم) أولئك الذين يرفعون علينا هذه اللافتة التهديدية كل يوم، ومع قراءتهم لكل كلمة حرة نطلقها على صفحة من صفحات جريدة «الأيام» الغراء، وكأنما هذا الوطن المسكين بثوابته الكبيرة ولد يوم أن ولدوا هم في اليوم والساعة ..وبهدوء وروية دعونا نتحاور حول هذه الثوابت التي أسميتومها (خطوطاً حمراء) يمنع الاقتراب منها أو المساس بها حتى بات الحديث دفاعاً عنها (من قبلنا) أشبه ما يكون بارتكاب موبقة عظيمة ..لا تحتمل ولا تغتفر.

دعونا نخبركم، أن هذه الثوابت الوطنية تتعرض للانتهاك الصارخ من قبلكم كل يوم وبفعل الكثير من التصرفات والأفعال (المتعمدة وغير المتعمدة) فلسنا نحن الذين نبعث بآلاف الدولارات (من قوت الشعب المسكين) إلى كتبة (محترفين) متخمين، وغير يمنيين، يسكنون (هناك) في دول ما وراء المحيط، من مهامهم أن يستيقظوا في أي وقت يسمعون فيه صرير الفاكس المحمل بعنوان موضوع (المقال) وما هو مطلوب أن يرص فيه من مغالطات ومكايدات ومناكفات ..لكي ينجزوا المهمة ويبعثوا الكلام الذي (يبعث) على الغثيان في نفوسنا والارتياح في نفوسكم، ولكي يسكبوا الزيت ساخناً وحارقاً في جذوة التلاحم الوطني، بغرض زرع الفرقة والفتنة وإذكاء التنافر الوطني (المناطقي) .. وهي مهمات ثبت عملياً في (الأيام الماضية) أنها فشلت تماماً وانعكس سحرها على الساحر ..فكف قلمك عنا (يا خير الله) ..أو قل خيراً لصالح اليمن ..وإلا فاصمت.

محمد صالح المشرقي أراد هو بمحض اختياره أن يساهم مع جميع الخيرين في إنجاح لقاء (التسامح والتصالح) الذي كان لجمعية ردفان الشرف والسبق في تنظيمه فجاء متساحماً و متحمساً وفرحاً ولكن قراره الوطني هذا لم يعجبهم فأرسلوا من يتعقبه إلى حيث (قبض عليه) قبل أن يهم بالعمل (بجهده وعرق جبينه) على سيارته الخاصة (الأجرة) ..فأخذوه من (فرزة الشيخ عثمان) إلى (حي التواهي) أسيراً لديهم ولايزال حتى يومنا هذا معتقلة حريته ومصادراً حقه في الوجود بين أهله وذويه (في منزله) وليس في (زنازينهم) ..إنها ضريبة حضوره وانسجامه وتفاعله مع ما يبني الوحدة الوطنية، ولكن هذه (الوحدة الوطنية) الثابت الكبير ..لها مقاييس خاصة لديهم ربما لا يفهمها المشرقي ولا كاتب هذا المقال ..فمن أضرَّ بهذا الثابت الوطني في هذا الحدث الصغير على سبيل المثال لا الحصر.

ربما نكون نحن والمشرقي ومن حضر اجتماع جمعية ردفان (التصالحي) وعلى الرغم من عددنا الكبير لم نفهم (المعنى الحقيقي) للوحدة الوطنية التي يتحدثون عنها ولا نراها، ولكنني أتساءل ..كيف اتفق معنا في الفهم ذاته أكثر من (24) مواطناً يمنياً أرسلوا خطابهم التضامني من أمريكا الشمالية حيث يبعدون عنا آلاف الكيلومترات، وكيف اتفقت معنا ايضاً أكثر من تسع جمعيات خيرية ممثلة بالآلاف من منتسبيها على الرغم من عدم حضورهم معنا لقاءنا المذكور الذي لم يخـطر بـبالنا لـوهلة واحـدة أنه سيكون مزعجاً ومقلقاً إلى هذه الدرجة وإلى هذا الحد!!

إن الوحدة الوطنية - بحسب علمي وظني - تقتضي أن تتعامل قوات الأمن مع المواطنين في الخيسة وهم الذين لم يحضروا اجتماع جمعية ردفان - بطبيعة الحال- وفقاً للشعار العالمي الذي يقول : إن الشرطة في خدمة الشعب ..ولكنني على يقين تام ومطلق أن وسائل تطبيق هذا الشعار لا تخول أحداً من الشرطة - أياً كانت رتبته وظرفه الأمني- إطلاق الرصاص الحي على المواطنين هناك وقتل طفلة صغيرة اسمها (يسار) وإصابة امرأتين إلى جانبها من قبل من فهم معنى الوحدة الوطنية ومعنى خدمة الشعب (من اليسار) ..غفر الله لك يا يسار وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.


نقلاً عن صحيفة الأيام
26/01/2006م

صوت الجنوب
01-28-2006, 11:56 AM
تضامناً مع المشرقي

يحيى غالب أحمد الشعيبي المحامي:

محمد صالح المشرقي المعتقل في سجن الأمن السياسي والذي تم اقتياده من مكان مصدر رزقه الشريف في فرزة الشيخ عثمان حيث يكدح ليل نهار لتأمين حياة أولاده وأسرته بمصدر دخله الوحيد سيارة الأجرة (تاكسي).. هذا المشرقي ابن ردفان الشامخة ينتمي إلى سلالة رواد التحرر والانعتاق كان مملوءاً بالوفاء ومشبعاً بثقافة التسامح غيوراً على قيم إنسانية يراها تنهار وتنتهك خلافاً للقانون لم يهدأ له بال في قضية منتصر محمد فريد بل شارك بكل الفعاليات الاحتجاجية بوعي وإدراك ومسئولية لما يقوم به من سلوك تضامني حضاري إنساني. أراد المشرقي أن يثبت أنه ينتمي إلى عصر الوعي المدني والسلوك الحضاري، لم يكن حضوره للحضور في جمعية ردفان فقط بل كان حضوراً فاعلاً ينم عن نضج أفكار وثقافة عالية وخبرات ضابط محنك يعي المخاطر ويضع المخارج لتجنبها. ما حز في نفسي أن المشرقي كان يعلم أنه سيدفع الثمن وأنه سيكون وراء القضبان حيث طرح ملاحظة في جمعية ردفان أمام أعضاء اللجنة التضامنية لقضية منتصر، ملاحظة توخي الحيطة والحذر عندما تم طرح مقترح بخروج مسيرة احتجاجية كبيرة لأسر الضحايا من القتلى والجرحى وأعمال العنف للمطالبة بإلقاء القبض على مرتكبي تلك الجرائم وكان تعقيب المشرقي للحاضرين أن أي مسيرة سوف تواجه بقوة وتضرب فأثار ذلك الطرح انزعاج البعض وكأنهم يتهمونه بالخوف والتراجع فاشتد غضبه وهاج كالأسد قائلاً أنا لا أخاف يا إخواني لكن أقول لكم إننا سنعتقل وسندخل السجون قالها بمرارة شبل ردفان البطلة ولازالت تجاعيد وجهه وملامح غضبه مرسومة بذاكرتي.

واصل شبل ردفان الأبية تضامنه الإنساني في جمعية ردفان وكان يوم 13 يناير 2006م اللقاء التسامحي لكل الشرفاء وحضر المشرقي حاملاً أوجاعه وآلام الدهر ومآسيه ومعاناة الحياة وكأنه أرد الخلود للراحة بين أهله وناسه بعيداً عن زحمة التاكسي وشظف العيش ومكابدة جلب الرزق ، أراد الشعور بالانتماء لوطن مستقر ليساهم روحياً بتضميد نزيف الجراح خصوصاً وردفان ينبوع الدم الذي لم ينضب، حضر المشرقي كغيره من الشباب والشيوخ ليساهم في رسم لوحة جميلة سامية نبيلة فاتحاً قلبه لمن اختلف معهم أمس، لإخوانه لأهله.

كان المشرقي يعي ما يحصل بقاعة جمعية ردفان بأنه عمل لا يخالف القانون ولا يعرضه وغيره لأي مساءلة قانونية، قد أوقف سيارته مصدر رزقه من الحركة كان يحس أن هناك من الحاضرين شخصيات وقيادات حزبية ليست من المعارضة فحسب بل من المؤتمر الشعبي العام ولكن كان لا يتوقع أن يكون وراء القضبان بدون أن يقوم بأي عمل كمسيرة أوغيرها.

لا نعلم ما هي الجريمة يا مشرقي التي ارتكتبها؟ ولماذا أنت بالذات بينما كان بجانبك وعلى مقربة منك عارف صالح شايف أمين عام الجمعية الذي كتب بصحيفة «الأيام» يوم الخميس مقالا كان يفترض أن يطالب فيه بالإفراج عنك بدلاً من نكئ الجراح وتعزيز القول المكرر بأن صحيفة «الأيام» فتحت صفحاتها لقوى سياسية لتصفية ثأراتها مع السلطة وتكرار عبارات الثأرات السياسية مع السلطة والإفراط بها. وكنت لا أتوقع أن أمين عام الجمعية يؤيد ويبارك قرار إغلاق جمعيته الخيرية بأنه قرار شرعي وقانوني ولكن زادت قناعتي بأن المشرقي معتقل من منظور شرعي وقانوني لأمين عام جمعيته الخيرية ايضاً.

أنا أعرف شخصياً مدى صلابة عود محمد المشرقي وإرادته الفولاذية وشجاعته الواعية الممزوجة بالصبر والشموخ المستمد من جبال ردفان الشماء، من أصالة الآباء والأجداد، المتجذرة تاريخياً المتوارثة يحملها اليوم الأبناء بعزة وكرامة، وأذكره بما قاله البطل الشيخ محمد ثابث الحجيلي الردفاني إبان الاحتلال البريطاني عندما استدعته سلطات بريطانيا بالحبيلين تلزمه تسليم أولاد عمه وأبناء قبيلته الذين تقطعوا للقوافل البريطانية ومنحته السلطات البريطانية مهلة وفرصة زمنية 24 ساعة لتسليمهم ما لم فإن الطيران البريطاني سيقوم بقصف قرى ردفان، فعاد مغتاظاً غيظ الأبطال يغلي الدم بشرايينه ويسأل نفسه كيف يقوم بتسليم أولاد عمه وقبيلته أم يقصف الطيران القرى ولكنه قرر الحرب ضد بريطانيا العظمى .

وانتهت الفرصة الزمنية من بريطانيا للحجيلي وغار الطيران البريطاني على القرى واستبسل الرجال أبناء ردفان ولم يصدوا الطيارات فحسب بل أسقطوها بأسلحتهم التقليدية.


نقلاً عن صحيفة الأيام
28/01/2006م