المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل ستكون الوحدة اليمنية في مهب الريح! - كآتب عرآقي


حضرمي جدآوي
04-30-2009, 01:44 PM
داود البصري
هل ستكون الوحدة اليمنية في مهب الريح! كان للمستشارين العسكريين العراقيين الذين ارسلهم صدام حسين الى اليمن الدور الكبير في حرب الانفصال

تحولات الحب و السياسة في العالم العربي تسير بشكل دراماتيكي مرعب و لا تخضع لمعايير محددة , فالوحدة اليمنية التي ناضلت من اجلها أجيال يمنية كثيرة و قدمت من أجلها التضحيات الحسام تواجه اليوم و بعد تسعة عشر عاما على قيامها في 22 مايو 1990 أي قبل ستة أيام من إنعقاد قمة بغداد لعام 1990 و التي كانت آخر القمم العربية قبل إنبثاق النظام العالمي الجديد و حيث جرت بعدها أحداث جسام توجت بالغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990 وهو الحدث الذي قلب التحالفات الإقليمية رأسا على عقب و كان لليمن الموحد الجديد موقفه الملتبس الذي أثار وقتها ما أثار من تداعيات نظرا للعلاقات الوثيقة التي كانت تربط بين نظامي صدام حسين في العراق و علي عبد الله صالح في اليمن وهي علاقات توثقت بقوة خلال الحرب العراقية- الإيرانية , رغم أن علاقات نظام البعث العراقي بالنظام اليساري الذي كان قائما في عدن ( اليمن الجنوبي ) كانت تتراوح بين المد و الجزر , فبرغم العلاقات الحزبية إلا أن إضطهاد البعث العراقي للشيوعيين العراقيين قد ترك آثاره الواضحة على علاقات البلدين وذلك لقيام حكومة عدن بتقديم تسهيلات كبرى للاجئين من الشيوعيين العراقيين و قيام نظام "البعث" العراقي بحملة للإغتيالات في اليمن الجنوبي ضد معارضيه! وهو ما جعل العلاقات تتوتر بشدة بين نظام عبد الفتاح إسماعيل و نظام صدام حسين, لقد كانت علاقات قلقة للغاية , و يبدو إن إسراع اليمنين في تحقيق الوحدة قد جاء بشكل إستعجالي نظرا للحالة الحرجة التي مر بها نظام اليمن الجنوبي بعد أحداث و مذبحة 13 يناير عام 1986 و التصفيات الدموية المريعة بين الرفاق في الحزب الإشتراكي اليمني , فقد كان النظام الإشتراكي في اليمن الجنوبي نظاما هشا و قلقا و معبأ بإشكاليات صراع عقائدية ذات خلفيات عشائرية و شخصية و رغم الفروق في الواقع الإجتماعي بين شمال اليمن و جنوبه إلا أن نظام الجنوب كان مرتبطا في وجوده و كينونته بالمعسكر الإشتراكي و الذي بإنهياره مطلع التسعينات من القرن الماضي تغيرت أشياء كثيرة , فالضعف البنيوي في نظام جنوب اليمن و الذي توضح بشكل فاعل بعد غياب و قتل القيادات التاريخية سواء من خلال المؤامرات المفبركة أو من خلال المواجهات المباشرة قد أدى في النهاية إلى تبني آخررئيس للجنوب و هو السيد علي سالم البيض لخيار الوحدة مع الشمال وهو خيار رغم ستراتيجيته إلا أنه إصطدم منذ البداية بمعوقات نفسية و بشروط و تفاهمات دستورية لم يقدر لها أبدا أن تنفذ , فكان ميلاد الوحدة السريع قد جاء متزامنا مع تعكير الموقف في الخليج العربي و العالم عموماً بعد غزو الكويت , و ظلت الخلافات تسير بشكل متوازي مع تجربة السلطة الوحدوية الجديدة و التي وصلت بعد أعوام قليلة الى طريق مسدود إتخذ معه نائب رئيس دولة الوحدة الرئيس الجنوبي السابق الذي شهد تصفية رفاق المسيرة في الجبهة القومية ومن ثم في الحزب الإشتراكي قراراً حاسماً بسلوك طريق الإنفصال! و العودة إلى الوضع السابق متناسيا أن هناك متغيرات ستراتيجية كثيرة قد حدثت , و بأن العودة للماضي لن تكون بجرة قلم , كما أن مشكلات الأندماج المؤسساتي بين الشمال و الجنوب قد تعاظمت إضافة إلى الصراعات القبلية و حتى المذهبية التي تركت بصماتها على الموقف العام مما أدى في نهاية المطاف لإشعال فتيل حرب داخلية مؤسفة عرفت بحرب تثبيت الوحدة من الجانب الشمالي في ما عرفت بحرب "التحرير" من الجانب الجنوبي في صيف عام 1994 و يقال أن للمستشارين العسكريين العراقيين الذين قدمهم صدام حسين دوراً كبيراً في قيادة معارك تلك الحرب المؤسفة التي أدت في النهاية إلى تقهقر الجنوب و مغادرة قياداته إلى الخارج و في بعض دول الجوار و تثبيت الوحدة إلا أن ذلك قد ترك في النفوس غصة و في القلوب حسرة و ظلت أسباب الخلاف تتصاعد مع تصاعد التحديات والمشكلات الداخلية و التي أشار إليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أخيراً ثم جاءت الإشتباكات في جنوب اليمن مع السلطة لتدعم مخاوف الرئيس اليمني و لتشير حتما إلى جملة من المتغيرات المقبلة , فحينما يتم اللجوء للعنف من اجل المطالبة بالتغيير وحينما تعجز المؤسسات الدستورية أو السياسية عن حل المشكلات فإن في الأمر أكبر من مشكلة أو معضلة , كثير من المراقبين و بصرف النظر عن أي مواقف مسبقة يعتقدون أن ساعة الحقيقة قد دقت في اليمن و إن مصير الوحدة على كف عفريت بعد أن تحرك سياسيو الجنوب و لاقت تحركاتهم صدى في الداخل اليمني , فهل سنشهد العد التنازلي لتدهور دولة الوحدة ? و هل سنستعيد ذكريات حرب عام 1994 رغم تبدل الموازين و القوى ? و هل ستتم العودة للتشطير و التقسيم أم أن الوحدة ستصحح أخطائها القاتلة ? كل الإحتمالات قائمة و لكن يبدو أن سيناريو المأساة هو الذي سيفرض منطقه في النهاية, و ذلك ما لا يتمناه أحد بالمرة..?
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com (dawoodalbasri@hotmail.com)

نقلآ عن /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] 8%D8%B5%D8%B1%D9%8A


تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية

:rolleyes: