المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاصفة انفصال تهب من الجنوب -> الكفآح العربي


حضرمي جدآوي
05-08-2009, 06:33 PM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
علي عبد الله صالح: فقد على ما يبدو اداة التخاطب الداخلي مع خصومه

اسبوعية سياسية | الجمعة 8 أيار 2009


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] عاصفة انفصال تهب من الجنوبعلي عبد الله صالح: الرهانات الخاطئةمع الذكرى الـ15 لحرب الانفصال في اليمن, طفت مجدداً على السطح المشاكل بين الشمال والجنوب, وقد شهدت المحافظات الجنوبية تظاهرات طالبت صراحة بالانفصال ووصلت الى حد وصف حكم الشمال بـ«الاحتلال». وما بات يطلق عليه قوى «الحراك الجنوبي» بات أكثر تبلوراً ونشاطاً. ولم يجد الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم اليمن سعيداً منذ عقود غير التهديد بالقوة اذا لزم الامر من أجل «اقناع» الجنوبيين بالطاعة.

الوحدة لم تكن قصة نجاح, فقد شابها الكثير من الشوائب, لكنها رغم كل العلل كانت خيراً من الانقسام في نظر البعض, ولم تكن كذلك في نظر البعض الآخر. وجوهر المشكلة يكمن في ان الشمال الذي انتصر في حرب الوحدة في العام 1994 عبر اقصاء القيادات الجنوبية التي حاولت ان تعيد عقارب الساعة الى الوراء, لم يعمل على استيعاب الجنوبيين ولم يراع حساسيتهم المناطقية. وفي نظر الحزب الحاكم ظل هؤلاء دعاة تقسيم يمكن ان يفجروا الوحدة في اي لحظة يرون فيها ان الظرف مناسب للانفصال.
الظروف السياسة الاقليمية والدولية لم تسمح تكن مواتية لتوجهات الحزب الاشتراكي الذي شعر بتهميشه من علي عبدالله صالح. ولكن الوضع الداخلي تبدّل مع انتشار المد الاصولي وحرب الاستنزاف التي يخوضها ضد مقاتلي «القاعدة» الذين عادوا من العراق ومن قبل من افغانستان, فضلاً عن الحرب المتقطعة بين القوات الحكومية وأتباع رجل الدين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة, وعمليات اتخاذ السياح الاجانب رهائن على ايدي رجال قبائل يريدون ابتزاز الدولة او الحصول على مبالغ من المال... كل ذلك يهيئ الساحة الجنوبية لانتفاضة جديدة تحاول من خلالها تحقيق المشاركة الكاملة في السلطة او التلويح بالانفصال.
والمشاكل المتراكمة في اليمن أقوى من التحالف الذي يقيمه اليمن مع الولايات المتحدة في الحرب على ما يسمى بالارهاب. وهذا التحالف بات مكلفاً للرئيس اليمني الذي فقد على ما يبدو اداة التخاطب الداخلي مع خصومه ولم يعد لديه سوى القمع وسيلة للاستمرار في الحكم. فما هي المخاضات التي تعيشها الساحة اليمنية وتؤدي في نهاية المطاف الى هذا الكم من المشاكل؟
منذ الحرب على الارهاب عقب 11 ايلول €سبتمبر€ 2001 بدا علي عبد الله صالح شريكاً اساسياً فيها باعتبار ان «القاعدة» تتخذ من اليمن ملجأ مهماً لتحركاتها سواء في منطقة الخليج او في العالم. فهناك قواعد للتدريب, وهناك ايضاً عدد كبير من اليمنيين الذين حاربوا الاحتلال السوفياتي في افغانستان وقد عادوا الى اليمن وبات هؤلاء القوة الرئيسية للتطرف الاسلامي في المنطقة. وعقب 11 ايلول €سبتمبر€ 2001 لم يعد في امكان النظام اليمني ان يغض الطرف عن نشاط الاصوليين ولا سيما «القاعدة». وحتى الآن تدور مطاردات وملاحقات بين القوات اليمنية وعناصر من «القاعدة». وقد تمكن الكثير من قيادات التنظيم الاصولي الفرار من سجن المخابرات في صنعاء في العام 2006 في حادثة شهيرة. وللدلالة على مدى تأثير هذه الحادثة على الكيفية التي ينظر بها الاميركيون مثلاً الى حليفهم علي عبدالله صالح, فإن الولايات المتحدة تفاوض السعودية على ايواء اكثر من مئة يمني تعتزم اميركا اطلاقهم من سجن غوانتانامو. إذ ان واشنطن لا تثق بأن اليمن قادر على استيعاب هذا القدر من ناشطي «القاعدة» في سجونه بسبب تكرار عمليات الفرار منها. ولذلك تحاول الادارة الاميركية ان ترسل المعتقلين اليمنيين من غوانتانامو الى السعودية وليس الى اليمن, كما يحدث مع المعتقلين من جنسيات اخرى حيث تجري اعادتهم الى بلد المنشأ.
وهكذا تبرز المشكلة الاصولية في اليمن بقوة, فـ«القاعدة» قد اتخذت من اليمن مركزاً رئيسياً لها بعد التراجع الذي أصاب مقاتلي التنظيم الاصولي في العراق. ومنذ ان بدأ تشكيل قوات الصحوة في العراق, وانحسار نفوذ الناشطين الاسلاميين هناك, عاد اليمن يشكل ملاذاً آمناً لهم. ولوحظ تصاعد في الهجمات التي يتعرض لها السياح الاجانب والاهداف الغربية, هذا عدا عن اعلان السلطات لاحباطها الكثير من الهجمات التي كانت في طور التخطيط.
وليس النفوذ الواسع لـ«القاعدة» هو المشكلة الوحيدة التي يعانيها اليمن. فهناك الحرب مع الحوثيين التي تحولت حرباً مذهبية في صعدة منذ العام 2003 . ولم تتمكن السلطات من القضاء على ما تعتبره تمرداً مدعوماً من ايران. وقد تسببت الحالة الحوثية باستنزاف القوات المسلحة طوال الاعوام الاخيرة, من دون ان تنجح في القضاء عليها. كما ان المعارك مع الحوثيين أدت الى تصدع العلاقات مع ايران التي تتهمها صنعاء بالوقوف وراء التمرد لأسباب مذهبية. ولم ينج «حزب الله» اللبناني من الاتهامات اليمنية. وقد ارغم الصراع مع الحوثيين السلطات المركزية على القبول بوساطة قطرية من اجل التوصل الى هدنة في هذه الحرب التي شكلت عاملاً من عوامل تفتيت الساحة اليمنية وجعلها مشرعة على احتمالات تفجير اوسع.
وكأن اليمن لا تكفيه مشاكله الداخلية, حتى يتلقى انعكاسات الفوضى في الصومال, إذ من المعروف ان اعداداً كبيرة من الصوماليين يلجأون منذ انفراط عقد الدولة الصومالية في العام 1991 الى الصومال بحثاً عن العمل او عن اللجوء او استخدامه محطة للانتقال الى دول أخرى. وهكذا تحول اليمن الى باب خلاص لعشرات آلاف الصوماليين الباحثين عن مخرج من الجحيم الصومالي. لكن هذا ما رتب اعباء على الدولة اليمنية من حيث ان اعداداً كبيرة من اللاجئين الصوماليين يتبنون الفكر الاسلامي المتشدد ويسهل اصطيادهم من قبل المجموعات الاصولية.وهكذا تضافر العامل الاصولي الصومالي مع العامل الاصولي اليمني في تشكيل حالة اصولية واسعة في اليمن. وواضح ايضاً ان الحكومة في صنعاء لم تتمكن رغم المساعدات التي تلقتها من الغرب من القضاء على البؤر الاصولية الناشطة.
والى الاصولية, أخفقت الحكومة في صنعاء في إضعاف النعرات القبلية التي تتسبب في الكثير من المشاكل للحكم المركزي من خلال لجوء رجال القبائل الى خطف سياح اجانب للضغط على الدولة من أجل تلبية الكثير من مطالبهم او من اجل الحصول على فديات. وهذا ما شكل للحكومة اليمنية عامل ارباك في الغرب, فضلاً عن تسببه في إضعاف صناعة السياحة التي تعتبر مورداً اساسياً للبلاد. وحتى اليوم أظهرت الدولة قصوراً في طريقة التعامل مع هذه المشكلة.
ولا يمكن تجاهل عامل آخر من عوامل الضغط التي ادت الى احتقان سياسي في الساحة اليمنية, ألا وهو ترشح علي عبدالله صالح المتكرر لمنصب الرئاسة, فضلاً عن ان نتائج الانتخابات اليمنية كانت دوماً تصب في مصلحة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وهذا ما كانت تنظر اليه قوى المعارضة ولا سيما الجنوبية منها على انه استئثار بالسلطة ليس إلا. فالرئيس علي عبدالله صالح يستغل علاقته المتينة بالغرب كي يبقى رئيساً لعدد غير محدد من الولايات الرئاسية رغم تعهده في كل مرة بأنه لن يرشح نفسه, لكنه يعود في نهاية المطاف الى الترشح نزولاً عند رغبة حزبه.
واذا ما أضيفت كل هذه العوامل الى الوضع الاقتصادي الذي يجعل اليمن رهينة لصندوق النقد والبنك الدوليين اللذين يفرضان شروطاً قاسية على اليمن من اجل الحصول على القروض, فإن صورة المشاكل تكتمل ويصير الوضع في اليمن كارثياً بالكثير من المقاييس. فلا المعارضة تجد انها قادرة على التعبير عن نفسها ولا السلطات قادرة على «هضم» المحافظات الجنوبية التي بدأت بالتململ نتيجة سلوك صنعاء تجاهها. فإذا كانت محاولة الانفصال قد أُفشلت بالقوة في العام 1994, فإن الرهان على الانفصال لم يسقط, والدليل على ذلك ما تشهده المحافظات الجنوبية من تظاهرات واحتجاجات منذ اسبوعين.
كل ذلك جعل شبح حرب اهلية واسعة بين الجنوب والشمال تلوح في الافق مجدداً من دون ان ينجح تهويل علي عبدالله صالح عبر استخدام القوة مجدداً في جعل الجنوبيين يسلمون امرهم ويسلمون القيادة للشمال.
واحتجاجات الجنوب اليمني مؤشر آخر من مؤشرات الوهن في الجسد اليمني عموماً والمعالجات بالقوة قد تكون رهاناً خاطئاً هذه المرة.

امين قمورية


المصدر /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

العهد والميثاق
05-08-2009, 07:04 PM
اللهم أصلح ما بيننا كأخوه في الجنوب والشمال.وحفظ يمننا يارب موحد للأبد.