المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنظيم القاعدة يؤيد الاشتراكيين في جنوب اليمن -> إذاعة هولندا العالمية


حضرمي جدآوي
05-15-2009, 08:49 AM
تنظيم القاعدة يؤيد الاشتراكيين في جنوب اليمن



تقرير: عمر الكدي
14-05-2009



رفعت قوات الأمن اليمنية حصارها الذي فرضته على مبنى صحيفة الأيام في عدن، بعد سقوط قتيل وثلاثة جرحى، عندما حاولت قوات الأمن اقتحام المبنى يوم أمس الأربعاء، لاعتقال رئيس تحرير الصحيفة، هشام باشراحيل، وكانت قوات الأمن قد تبادلت إطلاق النار مع مسلحين يحرسون مقر الصحيفة، ويبدو أن السلطات تحاشت التصعيد، خوفا من ارتكاب مذبحة، بسبب انتشار مسلحين في مبنى الصحيفة، وفي المباني المجاورة، بالإضافة إلى اعتصام أكثر من مائتي شخصا، يحاولون منع السلطات من اعتقال باشراحيل.
وتزعم السلطات أن باشراحيل ملاحق قضائيا على خلفية قضية قتل وقعت العام الماضي، لكن غالبية الصحفيين اليمنيين يرون انه يتعرض للملاحقة والمطاردة على خلفية ما تنشره صحيفته حول ألازمة السياسية التي تعيشها اليمن حاليا والصدامات المتكررة بين قوات الأمن ومواطني بعض مناطق جنوب اليمن .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
هشام باشراحيل وسط مؤيديه بعد محاولة اقتحام بيته العام الماضي
وكانت وزارة الإعلام قد صادرت وأوقفت ثماني صحف أهلية من الطباعة والتوزيع منذ أسبوعين، بسبب نشرها لتقارير حول أحداث المحافظات الجنوبية التي تشهد اضطرابات تقودها قوى (الحراك الجنوبي)، والتي تتكون من عدة تيارات، من بينها الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب اليمن قبل الوحدة، وبالإضافة إلى مصادرة الأيام صادرت السلطات أيضا، صحيفة "النداء" و"الشارع" و"المصدر" و"المستقلة" و"الديار" و"الوطني" و"الأهالي"، وذلك بتهمة "النشر ضد الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للوطن وبالتحريض على الخروج على القانون والنظام وبث الكراهية والعداء" حسبما أفاد وزير الإعلام حسن اللوزي.

محاولة اغتيال باشراحيل
تعتبر صحيفة الأيام من أقدم الصحف اليمنية، وأكثرها استقلالية، وقد أسسها محمد على باشراحيل والد رئيس تحريرها الحالي هشام باشراحيل إبان الاستعمار البريطاني. توقف الصحيفة عن الصدور لعدة سنوات إلى أن أعاد هشام باشراحيل إصدارها من العاصمة اليمنية صنعاء محافظا على استقلاليتها بمعارضته الواضحة لنظام حكم الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة عام 1990. لكنه اتخذ موقفا نقديا واضحا من حكومة الرئيس على عبد الله صالح منذ وقت مبكر جدا وتعرض للكثير من الملاحقات والتضييق لسنوات طويلة كانت صحيفة الأيام قد صودرت عدة مرات، وتعرض صحافيوها للاعتقال كما فرضت عليها غرامات مالية.
وفي فبراير من العام الماضي حاول مسلحون اقتحام منزل باشراحيل في صنعاء، ولكن حراسه الشخصيين تمكنوا من إحباط الهجوم، وقتلوا أحد المهاجمين أثناء تبادل النار، وأتهم بشراحيل أشخاصا يتمتعون بنفوذ قوي في البلاد بالمسئولية على الهجوم، ولكن السلطات نفت أية صلة لها بالهجوم، ونسبته إلى جماعات إجرامية. لكن الهجوم جاء بعد نشر الأيام لسلسة من التقارير عن المظاهرات المناهضة للحكومة في المحافظات الجنوبية، بينما تنسب مصادر أخرى محاولة الهجوم لخلاف مع عائلة أخرى حول العقار الذي بنت عليه عائلة باشراحيل بيتها ومكتب صحيفتها، وأكد باشراحيل أنه تلقى تهديدات بالقتل، وأنه استنجد بوزارة الداخلية لحمايته دون جدوى، والآن تذكرت السلطات هذه القضية وتحاول إلقاء القبض على باشراحيل، الذي ترك صنعاء وعاد إلى عدن، حيث يحظى بمساندة قبائل حضرموت وأبين.

محكمة خاصة بالصحافة
لم تكتف السلطات بمصادرة الصحف الأهلية، بل وفقا لما أعلنه وزير العدل غازي الأغبري، فإن وزارته تعتزم إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضايا الصحافة، وهو ما جعل وكيل نقابة الصحافيين سعيد ثابت يقول "لقد تلقينا تصريحات وزير العدل بقلق كبير وانزعاج شديد وذلك لأننا ننظر إلى أنفسنا كمواطنين من حقنا إذا أخطأنا أن نمثل أمام القضاء العادي لا أن تشكل لنا محاكم خاصة مثل محكمة أمن الدول تحت مبررات واهية". وطالب ثابت رئيس الوزراء ووزير العدل بالتراجع عن هذا التوجه، لإزالة الاحتقان، وتطبيع العلاقة بين الطرفين.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
واحد وخمسون عاما من المتاعب
في الوقت الذي أعلن فيه المرصد اليمني لحقوق الإنسان عن تشكيل فريق من كبار المحامين، للدفاع عن الصحافيين، بينما تستعد نيابة الصحافة في صنعاء التحقيق مع ثلاثة رؤساء تحرير صحف أهلية من بين الثماني المصادرة.

القاعدة تؤيد الجنوبيين
وفي تطور جديد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يقوده اليمني ناصر الوحيشي، تأييده للمناهضين للسلطة في المحافظات الجنوبية، والتي تمثل الشطر الجنوبي الذي كان يحكمه منذ الاستقلال، الحزب الاشتراكي اليمني، ذو العقيدة الماركسية اللينينية، وفي تسجيل صوتي بثه موقع التنظيم، قال الوحيشي المعروف باسم أبوبصير "إننا في تنظيم القاعدة نؤيد ما تقومون به من رفض الظلم عليكم وعلى غيركم ومناهضة النظام والدفاع عن أنفسكم". مضيفا "إن ما يحدث في لحج والضالع وابين وحضرموت لا يقره عقل ولا يرضاه إنسان". ولكن أبوبصير حذر مجموعات "الحراك الجنوبي"، وهي عدة مجموعات مستقلة، من بينها قيادات تاريخية في الحزب الاشتراكي، من العودة إلى النظام الاشتراكي، داعيا إلى نبذ كافة الأحزاب بما فيها الأحزاب الإسلامية.
دخول تنظيم القاعدة اليمني، الذي يضم الكثير من أبناء حضرموت، موطن والد أسامة بن لادن، قد يحول الاضطرابات في الجنوب إلى حرب ضروس، لم يحسب لها الرئيس اليمني أي حساب، وقد يحول اليمن إلى بلد فاشل أشبه بالصومال وأفغانستان، بالقرب من أكبر احتياطي للنفط في العالم، وهو ما أثار قلق الولايات المتحدة والسعودية، اللذين طالبا بالحفاظ على الوحدة اليمنية، ولكنها لن يترددا في الضغط على الرئيس صالح، الذي واجه مطالب العسكريين الجنوبيين المفصولين منذ نهاية الحرب عام 1994 بالقوة، كما وجه لبعض تهما تتعلق بالإرهاب.

الفضلي يعتبر الوحدة احتلالا
ليس فقط الوحيشي من أيد الحراك الجنوبي، وإنما أيضا طارق الفضلي، والذي تكمن أهميته في أمرين، الأول لكونه نجل آخر سلاطين السلطنة الفضلية، التي كانت تحكم محافظة لحج قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، والأمر الثاني كون الفضلي كان زميلا لأسامة بن لادن أثناء القتال ضد السوفييت في أفغانستان، ولكنه لم ينتم لتنظيم القاعدة، وإنما فضل العودة إلى اليمن بعد خروج السوفييت، بل وقاتل في صف الرئيس علي عبد الله صالح، ضد قوات الحزب الاشتراكي في الحرب التي اندلعت عام 1994، ولكنه الآن يرى أن ما حدث ليس وحدة، وإنما احتلال لشعب الجنوب، الذي وفقا لأقواله صودرت ثرواته، وفي لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط قال الفضلي "بدلا عن إهانة الجنوبيين في الوزارات عندما يتابعون استحقاقاتهم، أصبحوا اليوم يهانون في الشوارع".
وكان الفضلي على خلاف حاد مع الحزب الاشتراكي، الذي أمم أملاك وأراضي عائلته، مما أضطره للخروج من بلاده، ولكنه الآن وبعد اتصال علي سالم البيض به، يقول أنه ليس على خلاف مع الحزب الاشتراكي، وإنما مع الرئيس صالح، الذي صادر أملاكه وأراضيه، ويطالب الفضلي باستقلال الجنوب، الذي يعتبره محتلا منذ أكثر من خمسة عشر عاما.


المصدر / لمن يريد التعليق وتوضيح الحقيقة
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
إذاعة هولندا العالمية

تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية