المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطر أكثر راديكاليه ! -> التغيير نت


حضرمي جدآوي
05-15-2009, 08:55 AM
التغيير نت ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]) >> اراء تغييرية ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])
خطر أكثر راديكاليه ! ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])
عمار الاصبحي الخميس 2009/05/14 الساعة 07:42:50

إن التجاهل الرسمي والعنيف لانتفاضة الجنوب .. التي تمثلت بالحراك الشعبي بالمحافظات الجنوبية والشرقية .. و الذي بدأت تتشكل هيئاته منذ مايزيد عن ثلاث سنوات .. كحراك شعبي سلمي يعلن عن نفسه بأشكال وصور ومطالب متعددة ناتجة عن (الوحدة المعمدة بالدم) ..هو التجاهل الذي كان له التأثير البالغ في استمرار هيجان ذلك البحر الغاضب .إضافة إلى إن حالة الانبطاح والخضوع التاريخي المزمن للشمال كانت أيضاً السبب الرئيس في تأكيد حالة الانفصام وإبراز حالة الانفصال .
وما نعيشه اليوم من تداعيات مرعبه لذلك الحراك ..هو الدليل القاطع بان الأمر لم يعد (زوبعة) كما كانت تعلنه السلطة بخطابها الرسمي ..فبرغم إن فخامة الرئيس أعاد تكرار تلك النبرة في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتيتاحيه لدورة اللجنة الدائمة للمؤتمر ..وهو يؤكد بأن لاخطر هناك يهدد الوحدة ..إلا أن الشعور بالخطر والخوف يظهران جلياً في مجمل الكلمة وبأكثر من لقاء ..
لكن المضحك والمبكي في آن .. فيما أشار إليه فخامته في كلمته أثناء لقائه الأخير بالشخصيات الاجتماعية والعسكرية .. حيث أشار إلى إن الظلم والفساد هنا وهناك ..ليس في الجنوب فقط ..وكأنه سيادة الرئيس يخاطب المواطن في الجنوب بمنطق _ضع رأسك بين هذه الرؤوس_لماذا لاتكون كأخيك في الشمال ..!
من وجهة نظري هي إشارة تحطنا جميعاً وخاصة الشماليين أمام مسئوليه وطنيه كبيره هدفها الرئيس الحفاظ على الوحدة الوطنية .. وذلك من خلال توسيع قاعدة التحالفات وأرضية المقاومة ..شمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا ..والعمل بروح واحده لخلق ثقافة جماعية بعيداً عن سياسات الإغلاق والمصادرة .. تقطع الطريق أمام ثقافة التسلط والفوضى وتطيح بعرشها .. وتنصب الثقافة كقوة وسلطه مجتمعيه تجاوزاَ للكارثة ..وإنقاذاً للبلاد .
وليعلم الجميع إن دفاع السلطة المستميت عن الوحدة..ليس دفاعاً عن إحدى مرتكزات المجتمع للنهوض والتطور ..لأنه لو كان كذلك لما تجرأ أي طرف لرفع شعار الانفصال بعد 19 عاماً من عمرها..ولكن السلطة ترفع شعار الوحدة أو الموت بذهنية المؤامرة وعقلية الاتهام ..وبتلك الممارسات العنيفة تواجه الاحتجاجات والمظاهرات تحت غطاء الحفاظ على الوحدة..لكنها سرعان ما تنكشف وبوضوح ومن تحت الغطاء نواياها الخبيثة.. وتنعكس شهوتها اللامحدوده للتفرد بالسلطة والثروة والقرار .. وعدم اعترافها بأحقية جميع القوى الاجتماعية والسياسية والأقليات المشاركة في إدارة البلاد والتمتع بعوائد ثرواتها .
حقيقة السلطة لاتهمها الوحدة ولاهم يحزنون .. مايهمها هو الاستئثار بخيرات ومقدرات هذا البلد .. متى ماشعرت بان خطر ما يهدد نفوذها .. تبدأ بإشاعة الفتنه .. وتغذية حالة الاقتتال والفوضى ..واللجوء إلى القوه .. واستخدام وسائل التضليل والتزييف وتغييب الحقيقة ..وطبعاً توجه كل أسلحتها نحو النسيج الاجتماعي..لتغذية الوجدان المجتمعي بسلوكيات وثقافات ممعنة بالتغلغل والمناورة .
والهدف من كذالك هو إطالة عمر عبثها ..وتوسيع نفوذها واستمرار استئثارها..وتفويت أي فرصه قد تساعدنا على تحديد توجه مسارنا ..واستشراف أفاق المستقبل .

تتعامل مع أي محاوله للخروج عن السائد أنه خروجاً عن أهداف الثورة والجمهورية والوحدة ..وخطراً يهدد كل الثوابت الوطنية ..وكأنها لاتعلم بأن أي فعل لايعكس الفائدة على فاعله ..يغدو غير ذات جدوى .
الثورة إن لم تنقل الناس إلى واقع أوسع تتحقق فيه الآمال والمنشود من الأهداف ..تصبح كأن شيء لم يكن..
والوحدة ..إن لم تحقق المتطلبات الحياتية للناس ولو بحدها الأدنى ..وتبني المشترك الإنساني لمواكبة أسئلة الحاضر وصنع المستقبل ..تتولد قناعه بعدم أهميتها كهدف لمواجهة مشكلات الوجود .
والديمقراطية ..إن لم تحقق الحرية ..وتسترد كرامة وآدمية الإنسان وتبث روح التحديث بتحقيق مبدأ المشاركة في مواجهة الواقع ورسم التطلعات ..تصبح ليست مهمة للاستمرار والتعايش ..بل أداة ووسيلة تبنى عليها اشد أشكال الاستغلال بشاعة .
الأمر الذي يجعلنا نطالب السلطة اليوم أكثر من أي وقت مضى بإطلاق عقلها ..وقرأت التفاصيل الطافية على السطح ..وإخضاع الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وكل المفاهيم لحقيقة الواقع ..فحالة الانفصال بين المعلن والواقع المعاش ..والتكرار المزمن لنفس البرامج والأساليب التي تفرض منطق حضورها على ذلك النحو المرعب .. سياسة تضاعف من حجم الخطر في هذه الرقعة المبتلية بكل سلبيات الكون ..وتعزز حالة التوتر والتشظي على كل الجهات ..
التعامل غير الجدي مع الواقع اليوم ..والاستخفاف بالخطر بضربات الزيف الموجعة ..وبقاء الوضع بهذه الصورة الكاريكاتورية الممسوخة ..أمور تنذر بالتمزق والخراب والكوارث المستقبلية .
لندرك جميعاً إن كل عام من عدم الاستقرار يعني عشر سنوات من التخلف بحسب معادلات اقتصاديات التنمية .. ولطالما نعيش في ظل نمطيه سياسيه واحديه ننتهج الديمقراطية شعارًا فقط.. لن نشهد فقط مزيداً من التخلف في واقع متغير كهذا ..بل ستؤول بنا الظروف أكثر منذ قبل إلى تنمية التخلف ..بحيث تصبح معالجته أكثر صعوبة .
amaraspahi@hotmail.com

المصدر / لمن أرآد التعليق
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
موقع يمني مستقل

تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية