المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الأزمة القائمة في اليمن -> دنيآ الوطن


حضرمي جدآوي
05-25-2009, 01:08 PM
ليعلم الجميع وأولهم إخواننا أهل السنة في داخل اليمن وخارجه أن أصل المشكلة في اليمن ليس كما تروج لها وسائل الإعلام، أو كما يحاول تقديمها – أو بالأحرى تقزيمها - من يسمون أنفسهم بـ " المعارضة الجنوبية " العلمانية، المشتبه بعلاقتها بإيران والمخابرات البريطانية، على أنها مشكلة بين شمال وجنوب، وإنما هي في حقيقتها تكمن في هيمنة أقلية قليلة من الزيود، لا يؤمنون بدولة ولا بنظام ولا بقانون اللهم إلا بشريعة الغاب وثقافة السلب والنهب وسرقة المال العام، على الأغلبية الساحقة من أهل السنة. والمعارضة الجنوبية تعلم أن البعد الطائفي كان حاضرا بقوة لا سيما من خلال الهتافات التي رددها المتظاهرون منذ أول يوم لانطلاقتها في عام 2007 ( برع برع يازيود ، علي سالم بايعود ) ولكن المعارضة الجنوبية لا تتحدث عن هذا في تصريحاتها الصحفية، كونها تريد الابتعاد عن الطائفية ( أي شوافع مقابل زيود ) ، وذلك لأن أكثر سكان اليمن الشمالي هم أساسا شوافع، وهؤلاء طبعا غير مشمولين بمطالب المعارضة الجنوبية حاليا، فهذه المعارضة في واقع الأمر تريد التقسيم الأسهل والجاهز لليمن على أساس حدود اليمن الشمالي واليمن الجنوبي قبل الوحدة 1990. رغم أن هذا التقسيم ليس موضوعيا بالمرة وليس له أساس تاريخي أو عرقي أو مذهبي فهو تقسيم جاء كأمر واقع وكتحصيل حاصل كنتيجة للصراع على النفوذ بين الإمامة الزيدية في شمال اليمن، والاستعمار البريطاني في جنوبه، في النصف الأول من القرن الماضي. ففي أكثر فترات التاريخ كانت عدن تحكم من تعز أو زبيد أو جبلة أو المقرانة في رداع وعادة ما كان نفوذ الدويلات التي اتخذت من تلك المدن عواصم لها يمتد ليشمل صنعاء في الشمال وحضرموت في الشرق بل أحيانا أبعد من ذلك.

وواقع الأمر الجاري في اليمن يشير إلى أننا نحن أهل السنة والذين نشكل نسبة مئوية لا تقل عن 85% من سكان اليمن، ليس لنا من الأمر في اليمن شيء يذكر ، فليس لنا حل ولا ربط، بل نحن في الواقع مهمشون أقصى درجات التهميش ونحن مصنفون بالنسبة للنظام الحاكم إلى درجات: ثانية وثالثة بل منا من هو درجة رابعة ربما، بعد الزيود، ولذلك طبعا عوامل تاريخية وثقافية ونفسية لا مجال لذكرها هنا، في حين كان الأولى أن تكون اليمن كلها من حقنا، فنحن أغلبية بل وأغلبية ساحقة ونحن فعلا كنا حكام اليمن عبر التاريخ – باستثناء فترة المد الإسماعيلي الرافضي في القرن الحادي عشر الميلادي ( الدولة الصليحية )، بينما ظل الزيود متقوقعين في الكهوف والجحور في المناطق الجبلية في صعدة لمدة ألف عام، ولولا أن المماليك والبرتغاليين والعثمانيين قد ساعدوهم عندما تكالبوا في وقت واحد تقريبا على ضرب وتقويض الدولة الطاهرية في القرن السادس عشر والتي كانت تحكم اليمن كل اليمن من المقرانة عاصمتها في رداع تحت راية السنة، أقول لولا ذلك لما قامت لهؤلاء الزيود قائمة في اليمن.

فيا أهل السنة في اليمن اتحدوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما العز وبهما يكون المخرج " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " فالحزبية هي التي مزقتنا وهي التي شتت شملنا وهي التي جعلت الزيود يركبوا على ظهورنا ويحتقرونا وتكون ثرواتنا وأموالنا فريسة لهم.

بالله عليكم ماذا كسبنا من الحزب الاشتراكي اليمني طوال خمسين عاما من وجوده سواء في السلطة أو خارجها سوى الويلات والفقر وسفك الدماء. ألم يحكم الجنوب بالحديد والنار ؟ ألم يرفع راية المنجل والمطرقة ويحاول غرس أفكار ماركس ولينين في عقول الناشئة بالقوة ويقيم نظامه اليساري على أشلاء العلماء والفقهاء ويحول دور العلم والمؤسسات الإسلامية إلى متاحف وإلى دور للسينما؟

وأي دور قام به حزب الإصلاح غير خدمة الزيود والرئيس علي عبد الله صالح والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والتمكين لهم في البلاد؟

وماذا استفدنا من حزب البعث ؟ أليس هذا الحزب هو من تحالف مع حسن العمري وقبائل حاشد وبكيل على تفريغ الثورة من محتواها وعلى قتل وتشريد شباب الثورة الأبطال من أبناء تعز وأب والمناطق الوسطى في أحداث أغسطس المشئومة في صنعاء عام 1968؟

وماذا استفدنا من الحزب الناصري أو حزب رابطة أبناء اليمن أو غيرهما من أحزاب موجودة في الساحة – لا أذكر اسمها - ؟ لا شيء طبعا سوى التفرق والتشرذم وجني شوك الحسك والسعدان ومنح الفرصة للزيود لكي يتكتلوا ضدنا ويستهينوا بنا ويضربوا بعضنا ببعض عند اللزوم، جريا على سياسة " فرق تسد ". لأنهم ليسوا حزبيين مثلنا وحتى أن تحزبوا ، بل وحتى إن تخاصموا فيما بينهم، فتظل مرجعيتهم لطائفتهم وولاؤهم الأول والأخير لها. وأنا عائش بينهم والله العظيم أنهم يقولون عنا أننا نفتقد لملوحة الرجولة قالها لي من كنت أعتبره أعز أصدقائي، وأخبرني أن والده هو الذي قال له ذلك أي أنها عادات متوراثة يتوارثونها جيلا بعد جيل وعندها اكتشفت أن صداقته مصلحة وهم متربون على هذا وثقافتهم تفوح منها رائحة الطائفية النتنة، ومعاملتهم لنا لا تخرج عن فحوى كتاب إمامهم المتوكل : "إشعار السامع في جواز أخذ أموال الشوافع" ذلك الكتاب الذي ظل مخبأ حتى كشف عنه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، والذي قال فيه مؤلفه قاصدا الشوافع: " أما والله إني لا أخشى أن يسألني ( الله ) لم أخذت منهم ولكني أخشى أن يسألني لم تركت لهم " فهذا لسان حالهم معنا،وهم ينظرون نظرة دونية لكل أصحاب الفوط، ولكل من كان ينتمي لليمن الأسفل من جبل سمارة ومنزل، فهذا ريمي وذاك خباني وذاك لغلغي وذاك برغلي وذاك من عيال عبده وذالك من عيال ياتو .. الخ .. وقد سبق أن قالوا عنا " ما قد مرة شخت من طاقة " قالها حسن العمري أكبر متعصب في تاريخ اليمن المعاصر، وهو الذي تولى كبره بتأسيس هذا النظام القبلي الزيدي الجاثم اليوم في صنعاء، ومكن له بعد انقلاب 5نوفمبر1967 الذي فرغ الثورة من محتواها، وهو بالمناسبة أستاذ ومثل أعلى للرئيس علي عبد الله صالح وخاصة في الطائفية والعنصرية واحتقار أبناء اليمن الأسفل، وكان علي عبد الله صالح يعمر البوارية للعمري في عام 1967 ولم يكن له ذكر عندما كان النقيب البطل عبد الرقيب عبد الوهاب الذبحاني - الأصغر سنا من صالح - يسطر البطولات ويواصل الليل والنهار في الدفاع عن الثورة أبان معركة السبعين يوما ، قبل أن يغدروا به ويقتلوه ويسحلوا جثته في شوارع صنعاء ظلما وعدوانا بعد أن انتهت مهمته، قتلوه بنفس الطريقة الغادرة التي قتلوا بها ماجد مرشد وحسن الحريبي وغيرهما بعد الوحدة، وقد شاهدت الرئيس صالح بأم عيني وهو يتحدث متفاخرا بقبائله الزيدية ومعتبرا أن الجنبية والعسيب هما مقياس الرجولة. والله المستعان.

فقضية اليمن يا إخواني قضية طائفية - قبلية بامتياز وليست بين شمال وجنوب، ولا بين اشتراكي ومؤتمر، وعلينا أن لا نخجل من طرح هذه القضية في كل المحافل بكل صراحة ووضوح، لأنها واقع، ولأن هذا حقنا، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وإذا كان يتم النظر للأمور من ناحية التهميش والفقر وقلة الاعتبار، ففي هذه الحالة فنحن أبناء تعز وإب وتهامة وحجة والمحويت والبيضاء ومأرب وريمة ، جنوبيون، فكلنا مهمشون وكلنا مغلوبون على أمرهم، وكلنا في الهواء سواء، والزيود هم السبب الرئيسي في مصائب اليمن وفي هذه الأزمة القائمة فالقرار بأيديهم والدولة دولتهم وهم أصحاب الحل والعقد في الحكومة، والجيش والأمن تبعهم وهم إن بدو متفرقين إلا أنهم سرعان ما يتحدون خاصة إذا تعلق الأمر باليمن الأسفل، الذي يعتبرونه بقرة حلوبا لهم، أو إذا تعلق الأمر بالمساس بمصالحهم، أو إذا شعروا بأن الحكم الزيدي القبلي يتعرض للخطر.

ألم يتم تصفية الشهيد البطل أحمد عبد ربه العواضي الذي له ولقبائله البيضانية الشجاعة الفضل في فتح طريق الحديدة في فبراير 1968 إبان معركة السبعين يوما.

ألم يتم تصفيته لكونه حاول إصلاح مدينة تعز ورفع شعار إيرادات تعز لتعز ؟

ولا يغركم وجود عساكر وضباط وصف في الجيش ومسئولين تنفيذيين في الحكومة وقيادات حزبية في المؤتمر الشعبي العام ( الحاكم ) ينتمون لمحافظتي تعز وأب فهؤلاء واجهات ديكورية لتحسين وجه النظام القبيح وللتغطية على أعماله الطائفية القبلية، وهم مجرد أذناب ومجرد مكانس تستخدم لفترة ثم ترمى في الزبالة مثل أعقاب السجائر، وهذا حال أمثال سلطان البركاني وعبد ربه منصور هادي وعلي مجور، وعبد العزيز عبد الغني وغيرهم.

والجميع يعلم أن هؤلاء وأمثالهم ليسوا في العير ولا في النفير وليس لهم من دور إلا الرغاء وكيل المديح لسيدهم الرئيس صالح، ويعلم أيضا كيف أن عقيد أو عميد في الجيش من تعز أو إب أو الحديدة يمشي في الشارع على قدميه بينما الملازم الزيدي يمر بجواره متبخترا بسيارة الجيب آخر موديل.

هذا وأسأل الله أن يهدينا إلى طريق الحق والرشاد.



المصدر / لمن يريد التعليق و التوضيح
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]


تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية