المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الذكرى الـ19 للوحدة اليمنية:عنفٌ كرنفالي في الشمال.. وقتلى في الجنوب -> دنيآ الوطن


حضرمي جدآوي
05-26-2009, 01:52 PM
محمد رشاد عبيدnn

لم نكن نتوقع كصحافيين يمنيين أن يقوم نظامنا اليمني في صنعاء، بالإعداد لعرض عسكري كرنفالي، عنيف وغير مسبوق، مثل الذي شاهدناه في أحياء الذكرى التاسعة عشرة لقيام الوحدة اليمنية المباركة عام 1990، يوم الخميس الماضي 21آيار - مايو الجاري، حتى في ذكرى الاستقلال، أو الجلاء من كل عام، بخروج آخر جندي ومستعمر بريطاني، من الأراضي اليمنية في عدن، في الــ30 تشرين الثاني- نوفمبر عام 1938، فلم يتم حشد مختلف الأسلحة البرية والجوية، من صواريخ مختلفة الأنواع والمهام، ودباباتٍ ومصفحات وقاذفات صواريخ مضادات للطائرات، وأيضاً إقحام جميع أفراد المؤسسة العسكرية اليمنية، بتلك الكثافة، في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء. nnفقد خرجت دفعٌ عسكرية في ذلك العرض الكرنفالي، لم تتخرج بعد من كلياتها العسكرية، ولم يتم توزيعها واختبارها بعد، على سبيل المثال لا الحصر: دُفَّّع من مدرسة تدريب أفراد الشرطة في جنوب صنعاء. مما يدلل أن فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أراد إرسال رسالة واضحة بهذا العرض العسكري العنيف والملفت، فحواها أن البنادق والآليات العسكرية الثقيلة، جاهزة قبل أي حوارٍ بين السلطة أو القيادة اليمنية، وبين من لوحَّوا بورقة عودة السيادة الجنوبية، القيادات العسكرية الجنوبية التي همشِّت مطالبهم وقطعت مستحقاتهم الجنوبية، لمدة تزيد عن ثلاث سنوات.

nnمن وجهة نظرنا، كان من المفترض أن يقام أحياء الذكرى الــ19 للوحدة اليمنية، في مدينة عدن جنوب اليمن، التي كانت هي وحكومتها الجنوبية الشريكة الأولى في تحقيق أتفاق الوحدة اليمنية، وأن يقام عرضاً عسكري بسيط، يحضره الرئيس اليمني صالح، وأقل بكثير من الذي شاهدناه، بوسط العاصمة صنعاء، بميدان السبعينَ،الخميس الماضي. وكان سيوفر الكثير من المال على القيادة اليمنية، والمئات إن لم تكن الآلاف من اللترات من البنزين، المستخدم لتحريك أو نقل الآليات العسكرية الثقيلة، من مصفحات ودبابات..الخ أثناء العرض، ببقائها في معسكراتها أو ثكناتها العسكرية. وكان من المأمول أن تلتف السلطة أو القيادة اليمنية، حول أبناء وشعب الجنوب المحرومون من الوظائف الحكومية، وقياداته العسكرية، التي تم قطع مستحقاتها المالية لسنوات وإحالتها على التقاعد، وأن تدعوهم سلطة صنعاء جميعاً، من مختلف المحافظات الجنوبية كالضالع وأبين وردفان ويافع..الخ من محافظات ومديريات الجنوب اليمني، للحضور إلى عدن مقر العرض العسكري وإحياء ذكرى الوحدة؛ وان يسمع الرئيس صالح لكافة مشكلاتهم ومطالبهم العادلة، ويبادر هو وقيادته ووزراء حكومته إلى إيجاد سبل لحلها، وآلياتٍ لتنفيذها.nn

وأن يشعرهم أنهم قدموا أدواراً وتنازلاتٍ كبيرة، تحت مظلة الوحدة اليمنية، بعد سنوات حروبٍ وتشطير ووثائق تم خرقها، خلال العشرين عاماً الماضية.nn

لا أن يشعرهم أن أسلحة الجيش ومجنزراته، وفوهات بنادقه من العاصمة صنعاء، باتت على أهبة الاستعداد، للمواجهات المسلحة، تجاه أي مطالب، مهما قد تبدو سلمية، مثلما ظهر ذلك جلياً في كثافة الأسلحة الثقيلة، التي تم إقحامها في عرض صنعاء الكرنفالي (عرض ميدان السبعين)، يوم الخميس الماضي.nn

فكيف يرحب فخامة الرئيس اليمني السيد صالح،بالمطالب والحقوق السلمية من قبل قيادات الجنوب، ويدعو إلى الحوار البنَّاء، الذي يتم تحت سقف الوحدة الوطنية اليمنية، واحترام منجزاتها، وعدم العودة بها إلى التشطير قبل عام 1990، عند تحقيقها؛ وقوات جيشه في الجنوب في مدينة عدن، أثناء حضوره للعرض الكرنفالي في صنعاء، قامت بإطلاق النار بالرشاشات الثقيلة، على مظاهرة سلمية بالآلاف في عدن طالبت بانفصال الجنوب عن الشمال، بعدما رأت النظام اليمني في صنعاء يدير ظهره لحقوقهم ومطالبهم العادلة طيلة ثلاث سنوات؛ أدت إلى مقتل ثلاثة وجرح عشرين آخرين؟؟nn

الاعتقال والقوة المفرطة، سبق وان قلنا لن يحلا مشاكل الجنوب اليمني،يجب أن تعطي السلطة والقيادة اليمنية حقوق أبناء وقيادات الجنوب، وان تشكل لجنة للبت في ذلك قبل فوات الأوان، أما الاعتقال سواء للصحافيين أو المواطنين في الجنوب، وقتلهم أو ضربهم بالرصاص الحي، وترويعهم وقمع مظاهراتهم السلمية المطلبية، لن يساهمان في الحفاظ على الوحدة اليمنية، التي كانت أبرز ركائزها هي الديمقراطية وإطلاق الحريات والتوزيع العادل للسلطة وثروات البلاد لكافة أبناء الشعب اليمني ، في شماله وجنوبه وشرقه وغربه.nn

صحافي من اليمن.

المصدر / لـ التعليق
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]


تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية