المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشارع اليمني يتكتل ضد الانفصال والصحافة ضحية الأزمة -> جريدة الوطن السعودية


حضرمي جدآوي
05-29-2009, 01:08 AM
الشارع اليمني يتكتل ضد الانفصال والصحافة ضحية الأزمة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
صحفيون يمنيون يعتصمون أمام مبنى صحيفة "الأيام" الموقوفة عن الصدور في عدن أمس صنعاء: منصور الحاتم، صادق السلمي، أ ف ب
خرق الهدوء الذي ساد في الأيام الأخيرة محافظات اليمن في أعقاب المواجهات التي ترافقت مع الذكرى الـ 19 للوحدة، ودعوة البعض إلى الانفصال، تظاهرات في محافظة لحج شارك فيها الحراك الجنوبي، وأخرى مؤيدة للسلطة، ووقعت صدامات بين المتظاهرين مما استدعى تدخل قوات الأمن وتفريق المتظاهرين.
وكانت "الوطن" قد استطلعت رأي الشارع اليمني، حيث عبر من تحدثت إليهم عن رفضهم فك الارتباط بين الشمال والجنوب وأجمعوا على أن من ينادي بالانفصال إنما يحقق أهداف جهات خارجية، كما أجمع الجميع على انتشار الفقر في المجتمع اليمني، وطالبوا بالإنماء المتوازن بين محافظات البلاد لقطع الطريق على من يحاول استغلال الفقر لتنفيذ مآربه. وانعكس ما يجري في الشارع سلبا على حرية الصحافة، بعد أن أوقفت السلطات ثماني صحف بحجة خرقها قانون الصحافة الذي يحظر التعرض إلى وحدة اليمن.

ساد الهدوء محافظات اليمن المختلفة، بعد المواجهات التي شهدتها العاصمة التجارية عدن بين عدد من المتظاهرين الذين يطالبون بفك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه،ورجال الأمن،أسفرت عن مقتل 3 متظاهرين وإصابة آخرين، تزامنت مع احتفال الجمهورية اليمنية باليوم الوطني الـ19.
ورفض من التقت بهم "الوطن" في الشارع اليمني دعوات فك الارتباط بين الشمال والجنوب، معتبرين هذه المطالب غير ناضجة وغير منطقية، مؤكدين أن خيار الوحدة هو الخيار الأوحد لكافة أطياف الشعب اليمني، مؤكدين أن الشعب اليمني ناضل من أجل تحقيق هذه الوحدة التي فرضتها قوى الاحتلال الأجنبية وبذل من أجلها الغالي والنفيس وبالتالي فإن التفريط في هذا الإنجاز التاريخي يعني تفكيك المجتمع اليمني وضعفه وهو أمر مرفوض.
يقول الصحفي عبد العالم الشميري (من محافظة تعز) إن حق التعبير مكفول لأي مواطن، والمطالب بالحقوق أمر مشروع، بعيدا عن العنف وإيذاء الآخرين، غير أنه أشار إلى أن المساس بالوحدة اليمنية أمر غير مسموح به كونه إنجازا تحقق بدماء الشعب اليمني بعد تشرذم وتفكك للمجتمع أفرزه الاحتلال الأجنبي للبلاد.
أما ناصر اليافعي، فدق ناقوس الخطر لأن التنمية المتوازنة غائبة عن اليمن، مشيرا إلى وجود فوارق طبقية بين فئات الشعب، وأيضا بين المحافظات نفسها، محذرا من استخدام الفقر كسلاح لتقويض إنجازات الوحدة وتهديد الأمن والاستقرار الداخلي باليمن.
ويرفض أحمد الطيبي "سائق" دعوات الانفصال، مشيرا إلى أن وحدة اليمن جزء من حياة المواطن اليمني وأن التفريط فيها أو المساس بها يعني فقدان الحياة، مؤكدا أنه لا يعلم مبررات من قاموا بالمظاهرات سوى ما يعتقده من أنهم عملاء لجهات أجنبية تريد زعزعة أمن اليمن وتعيده إلى تاريخ الصراعات والحروب.
ويروي الحاج محمد عبدالله (80 عاما) من محافظة حضرموت الحروب والصراعات القبلية والطائفية التي شهدها اليمن مرجعا أسبابها إلى جهل الشعب، مؤكدا أن ما تحقق في عصر الوحدة أرسى قواعد الأمن في جميع المحافظات وجمع شتات الأسر اليمنية, معتبرا أن ما حدث في عدن من مظاهرات وسمع بها من الناس تعبير عن حالة الفقر والحاجة التي هي حال كثير من أبناء الشعب اليمني في شماله وجنوبه وأن الحل من وجهة نظره في محاولة الدولة الاهتمام بالأوضاع المعيشية للشعب وتحقيق العدالة وتوزيع التنمية في مختلف المحافظات.
أما عبد الكريم العامري (طالب من محافظة المكلا) فيرى في أحداث عدن والمطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب خطوة مدفوعة من الخارج لتقويض أسس دولة الوحدة، دون أن يغفل سوء الظروف المعيشية التي يحياها اليمنيون.
من جانب آخر قللت مصادر يمنية رسمية من أهمية مثل هذه الأحداث مؤكدة أنها مجرد مطالبات لمجموعة من الأفراد المدعومين من جهات خارجية مناهضة للوحدة اليمنية وتخدم أجندات ومصالح شخصية تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي في اليمن، مشيرة إلى أن باب الحوار مفتوح أمام أي قوى سياسية أو حزبية وطنية حتى وإن كانت معارضة لحل أي خلافات أو مطالب داخلية داخل البيت اليمني وضمن الضوابط والحقوق التي ضمنها لهم الدستور وتهدف إلى الإصلاح الداخلي ومحاربة الفساد وتحقيق التنمية المستدامة لليمن وشعبه دون المساس بوحدة الوطن والتي اعتبرتها خطا أحمر لن يسمح بالمساس به تحت أي مبررات.

شهد العديد من المناطق بمحافظة لحج، جنوبي صنعاء أمس تظاهرات بعضها للحراك الجنوبي والأخرى مؤيدة للسلطة، حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين تدخلت على إثرها قوات الأمن وفرقــتهم، مستخدمة العصي والقنابل المسيلة للدموع فيما تم اعتقال البعض من قادة الحراك الجنوبي .
وذكرت مصادر محلية بالمحافظة أن مسيرتين كبيريين شهدتهما الحوطة عاصمة محافظة لحج لأنصار الحراك الجنوبي ولجان الدفاع عن الوحدة، حيث شهدتا صدامات بين الجانبين، مما استدعى قوات الأمن للتدخل وفض المواجهات بين الجانبين واعتقال نحو 30 شخصاً بينهم ثلاثة من قياديي الحزب الاشتراكي اليمني ورابع من اتحاد شباب الجنوب .
وفي منطقة كرش الحدودية السابقة بين شطري اليمن نظم المئات مسيرة احتجاجاً على إغلاق الصحف الأهليــة وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة الأحداث الأخيرة بمــدينة عـدن، كما هتفوا خلالها ضد الوحدة اليمنية، ووضعوا البراميل التي كانت موجــودة قبل تحقيق الوحــدة في مكانها السابق ومزقوا علم الجمهورية اليمنية ووضعوا بدلاً منه علم جمهورية اليمن الجنوبية السابق قبل أن يقوموا بانزال صورة الرئيس علي عبدالله صالح واستبدالها بصور لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض، مما استدعى مواجهتهم من قبل قوات الأمن التي لم تتمكن من السيطرة على الموقف فتم طلب قوات من الجيش التي حضرت وقامت بملاحقة الناشطين في الحراك الجنوبي إلى الجبال.

كانت حرية الصحافة أولى ضحايا عودة النزعة الانفصالية في جنوب اليمن التي قابلتها السلطات بتشدد واضح.
وتوقفت ثماني صحف مستقلة أو منتقدة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن الصدور منذ مطلع مايو، وذلك بعد أن منعت السلطات الأمنية توزيعها وصادرت أعدادها.
ورسميا، هذه الصحف متهمة بخرق مادة من قانون الصحافة تحظر التعرض إلى وحدة اليمن.
وتأخذ الحكومة على الصحف الثماني، وبينها صحيفة "الأيام" الرئيسية في جنوب اليمن والتي مقرها عدن، تغطيتها للتظاهرات المناوئة للحكومة التي ألهبت المناطق الجنوبية نهاية أبريل وبداية مايو وأسفرت عن مقتل ثمانية 8 بينهم 4 جنود.
ويطالب قسم من المواطنين الجنوبيين باستقلال اليمن الجنوبي الذي توحد مع الشمال في 1990، إذ يعتبرون أنهم يعانون من التمييز من قبل السلطة المركزية.
وفي حديث مع وكالة فرانس برس، قال سمير جبران مؤسس ورئيس تحرير مجلة "المصدر" التي تصدر في صنعاء، وهي إحدى الصحف التي أوقفت، "أنا ضد الاستقلال لكنني أتفهم مطالب إخوتنا في الجنوب".
وقررت الحكومة أيضاً إنشاء محكمة خاصة في صنعاء للقضايا المتعلقة بالنشر.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان في السادس عشر من مايو أن "هذه التصرفات تشكل سعيا واضحا لإسكات الأصوات المستقلة في اليمن"، داعية الحكومة اليمنية إلى "وقف حملة الترهيب والرقابة هذه".
وخلال تقديم المحكمة الجديدة الخاصة بالنشر، قال وزير العدل اليمني غازي شائف الأغبري لوكالة فرانس برس إنه "مجرد تدبير تقني" يهدف إلى "صون كرامة الصحفيين" وليس إسكاتهم.
ولطالما أبدى قسم من الصحافة اليمنية حسا نقديا قويا تجاه السلطة، وهو أمر نادر في هذه المنطقة التي غالبا ما تمارس وسائل الإعلام فيها الرقابة الذاتية عندما لا تكون موضع رقابة مباشرة من السلطات، إلا أن وضع الصحافة في اليمن تراجع بشكل ملحوظ منذ بضع سنوات، خصوصا مع اندلاع التمرد الزيدي في الشمال عام 2004.
فقد أدخل الصحفي عبدالكريم الخيواني (43 عاما) السجن 4 مرات في خمس سنوات، وهو يؤكد أنه أمضى ما مجموعه 359 يوما خلف القضبان بتهمة التواطؤ مع التمرد الحوثي في محافظة صعدة الشمالية.
أما ما يؤخذ على الصحفي فهو أنه انتقد دون تحفظ في صفحات مجلة "الشورى" المعارضة التي يشغل منصب رئيس تحريرها، الطريقة التي حاولت فيها السلطات إجهاض التمرد بالحديد والنار والدماء.
وبعد أن حكم عليه بالسجن ست سنوات في يونيو 2008، أعفى الرئيس اليمني عن الخيواني في سبتمبر، إلا أنه متوقف حاليا عن الكتابة.
ويؤكد الخيواني أنه بكل بساطة قام بعمله وحاول إيصال وجهة نظر المتمردين عبر إعطائه الكلمة لزعيم التمرد.
وأزمة الصحافة اليمنية حاليا مشابهة، لكن الأمر يتعلق هذه المرة بالجنوب. وقال الخيواني لوكالة فرانس برس "إن سقوط النظام يمكن أن يأتي من الجنوب"، ومن هنا التشنج الملحوظ الذي تبديه السلطات.
من جهته، قال سمير جبران إنه سبق أن تعرض للاستجواب ثلاث مرات على خلفية تغطية مجلته للأحداث في الجنوب، وخصوصا حول سبعة مقالات نشرت في عدد واحد.
ويعتبر جبران أن هدف السلطات هو ترهيب الصحف ولكن إذا ساءت الأحوال "يمكن أن تغلقها كلها".

المصدر / لـ التعليق ...
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
جريدة الوطن السعودية


تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية