المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن: للجنوب قضية عادلة -> ميدل ايست اونلاين


حضرمي جدآوي
05-31-2009, 02:00 PM
First Published 2009-05-31, Last Updated 2009-05-31 11:12:22

اليمن: للجنوب قضية عادلة

بقلم: رداد السلامي
لا يستطيع النظام في صنعاء أن يجعل من ذاته وصيا على الجنوب، فالواقع يطرح سؤالا يتطلب الإجابة عليه بعقلانية وذكاء: من يستطيع أن ينصب نفسه حكما على شعب عندما يقوم هذا الشعب بإعادة تأويل ماضيه؟
ميدل ايست اونلاين


يقول أحد مفكري السياسة الإستراتيجية: "عندما يكون مصير شعب ما مطروحا على بساط البحث والنقاش، فإن قناعات قياداته هي من تؤمن طريق الخلاص".

ويضيف: "ولكي تكون النتيجة حسنة، يجب أن تنسجم هذه القناعات مع مصلحة هذا الشعب".

وهذا ما يبدو أنه يحدث جنوب الوطن، فالقناعات الحرة الراسخة لدى هذا الشعب العظيم هي من ستحدد مستقبله، وضرورة أن يحيا حرا، وأن ينجز ما يريد، وعلى ضوء ذلك فإن قياداته التي أنتجها بحركته النضالية هي من يمكن أن تؤمن له الخلاص ورؤية النور ومعانقة الفجر القادم.

إن إرادة الشعوب أقوى من إرادة القوة، وإن عضلات القوة التي يبديها النظام سرعان ما تفقد قدرتها على الصمود، لأنها تفتقر إلى سند الحق، فمن حقه القوة ليس كمن قوته الحق.

والنضال السلمي الذي يمارسه شعب جنوب الوطن الحر هو المدخل لتأسيس بينة حل الخلافات الداخلية، وتلافي رهان البعض على أن تدمر الأحقاد قوته، يتطلب توحيد الجهود والمضي بمشروع التصالح الوطني حتى النهاية من أجل إنجاز التحول الشامل.

إن قضية جنوب الوطن قضية عادلة، ويجب ان يستوعب صناع الإرهاب العالمي أنه ليس صحيحا أن الإرهاب يخلق قضايا عادلة، وأن الصحيح أن القضايا العادلة هي التي تقود إلى الإرهاب عندما تجد أنها عجزت عن التعبير عن نفسها بسبب القمع والقوة لتعبر عن نفسها بوسائل أخرى، فإن الأمور ستتفاقم، لتخرج عن كونها متحكمة به إلى ما هو أبعد.

الحقائق الموضوعية تقول أن النظام السياسي الحاكم لم يعير الوحدة اهتماما بدليل أن ما يحدث اليوم هو خروج عن قواعد وحدة 22 مايو 1990.

فالديمقراطية شكلية وحرية الصحافة موءودة، والفساد مستشر ونصر 7/7 يوليو تحول إلى نهب وفساد واستبداد وإقصاء وتنكيل.

لا يستطيع النظام في صنعاء أن يجعل من ذاته وصيا على الجنوب، فالواقع يطرح سؤالا يتطلب الإجابة عليه بعقلانية وذكاء مفاده: من يستطيع أن ينصب نفسه حكما على شعب عندما يقوم هذا الشعب بإعادة تأويل ماضيه؟

فالصورة التي يكونها الشعب عن ماضيه هي مرجعيته الوحيدة في مواجهة طمسه وإلغائه، وكذا مواجهة تحديات القوة والمستقبل.

يراهن سدنة النظام دوما على أن الجنوب مليء بالخلافات التي يعترك فيها مزاج الفوضى القديمة والجديدة، وبالتالي فإنه يستسلم لخدر ذلك ليخدر معه إرادة الخلاص لدى أبناء شمال الوطن. ففي الوقت، الذي كان يفترض أن يراهن الناس هناك على ذواتهم وتشكيل رفض للأوضاع التي تزداد تدهورا، جعل هم يحجمون عن ذلك ليراهنوا مع أؤلئك السدنة على أن الجنوب لن يكون موحدا في أرضه وإنسانة وأن العودة إلى ما قبل ثورة 14 أكتوبر المجيدة سيكون هو المصير، وكذلك بدل أن يراهن النظام على الحلول لحقيقية يراهن على اقتتال جنوبي جنوبي، في استغباء واضح منه لعقول الناس هناك ووعيهم الذي أضحى قويا لا يستغفل، وقادرا على كشف أدواته التي لم تعد فاعلة بما يكفي لإذكاء روح الانقسامات الداخلية.

رداد السلامي، كاتب وصحافي يمني



المصدر /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
ميدل ايست اونلاين

تحية جنوبية - بعبق الإستقلآل والحرية