المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوحدةُ العَرجاءُ مَحضُ خُرافَةٍ ...


طائر الأشجان
09-26-2009, 08:49 AM
وطني .. وإن عَبَـثَ الغُـزاةُ بـمائهِ ... وسَـمائهِ وسهـولِهِ وَقُراهُ

سيـظلُّ في عَيـنِ الأحبّـةِ قِـبلَةً ... كالقُـدس يَحتَـلُّ اليَـهودُ ثراهُ

بَلَغَ الجَهولُ مِن السفاهَـةِ مَبلَغاً ... فَغَوى ، وَذاكَ الطيشُ بَعضُ غواهُ

قُل أيُّـها العَـرّافُ كيـفَ مآلُهُـم ... ونـظامُـهم باتَت تَخـورُ قواهُ

نَـخَرَ الفَــسادُ ثيابَـهُم وجيـوبَهُم ... فغَـدوا حَديـثاً واللسانُ رَوَاهُ

وأتى على "عَدَنِ" الجميـلةِ كلّـها ... بَسَـطَ القَبـائحَ والجَـمالَ طَواهُ

ولَرُبّ عيــشٍ يُسـتَطابُ لأنـه ... شَرُّ الـبـلا والمَـوتُ في فَحواهُ

النارُ أولى بالبُـغاةِ وسَـحـتِـهِم ... والشـعبُ حُــرِّمَ مالهُ ودِمـاهُ

يا مَن تَحدّى صَـدرهُ وجَبـيـنُهُ ... ناراً والاستـشهادُ جُـلَّ مُـنـاهُ

مَن ذا يُعَرِّضُ للـمـماتِ حَـياتَهُ ... لو لَـم يـكُن حُبُّ الجَنوبِ هَواهُ

منـي إلـيـكَ تَحيّـةً ومَـحَبّـةً ... مِـن مارجِ البَـحريـنِ جَلَّ عُلاهُ

صَدَقَـت نَـوايا العَـزمِ حينَ نَطَقتَها ... نحـنُ الرجالُ وأنـتمُ الأشباهُ

وطني .. وفيهِ الصابرونَ على الأذى... وهموا أولو البأس الشديد فِداهُ

لولاهُ ما كانـت هــناكَ غنيمةً ... ومـطامـعاً لم تَحـتَـشِد لـولاهُ

مـاذا تَقـولُ لـوِحدَةٍ أقـطابُـها ... بَعـضُ اللـئامِ وَجُنـدها أفـواهُ

إن لَـم تَغِــثهُم بالعَـطاءِ تَنافَـروا ... ولِكُلِ فَـردٍ حيـنـذاكَ تَـجاهُ

حَبَكوا بليلِ الغَـدرِ ألـفَ مكيدَةٍ ... ومَـضوا بقصد " الفَيد " ليسَ سِواهُ

ما زالَ فتـيـانُ الجَنوبِ تَحُـفّهُم ... ذِكرى السقـوطِ وبَـيـعُهُ وشِراهُ

الوِحدَةُ العَـرجاءُ مَـحـضُ خُـرافةٍ ... وظـلامُ ليلِ لن يَـطولَ مَـداهُ



تحياتي

طائر الاشجان

abu khaled
03-10-2010, 06:41 PM
منذ زمن طويل لم استمتع بقراءة شعر يهز الوجدان ...


صح الله لسانك ياشاعر صوت الجنوب العربي

طائر الأشجان
03-11-2010, 07:07 AM
لو لم تحظَ بمقدمك الكريم لبقيت يتيمة من أي زيارة كما تلاحظ .. ألأنها لا تستحق الإلتفات إليها ؟! أم غادر الشعراء من متردمِ ؟!

تحياتي
طائر الاشجان

abu khaled
03-13-2010, 10:46 PM
لو لم تحظَ بمقدمك الكريم لبقيت يتيمة من أي زيارة كما تلاحظ .. ألأنها لا تستحق الإلتفات إليها ؟! أم غادر الشعراء من متردمِ ؟!

تحياتي
طائر الاشجان


شاعرنا الكبير طائر الأشجان

لا تحزن استاذي الكريم ...

هذا القسم قد هجره الأعضاء لقلة المشاركات الشعرية والأدبية القوية والتي تربط العضو او المتصفح بهذا القسم

وتجعل قلبه معلق بواجدان حروف مكتوبة باحساس مرهف مثل حروفك المرهفة ...

ولكن صدقني سنظل مرابطين هنا معك حتى نرى قصائدك وقصائد المبدعين محفورة في قلوب ابناء الجنوب وفي جدران بيوت الجنوب ...


حفظك الله ورعاك

*

طائر الأشجان
03-15-2010, 07:17 AM
جمعتني صدفة بأحد الشعراء .. وأثار جدلاً حول هذا البيت الذي ورد في القصيدة :

نَـخَرَ الفَــسادُ ثيابَـهُم وجيـوبَهُم ... فغَـدوا حَديـثاً واللسانُ رَوَاهُ

وطلب مني تفسيراً للمفردتين ( ثيابهم وجيوبهم ) معتبراً هذا حشواً وتكراراً لمعنىً بلفظين مختلفين ، وقد فتح أمامي باباً لتوضيح الأمر الذي ربما يغفل عنه كثيرٌ من قراء هذا النص ، وهو أن مفردة ( ثياب ) تعني ( القلب ) والأدلة على ذلك كثيرة نتناولها فيما يلي :

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل :

" وأمّا ثيابكَ فَطَهّر "

وفي معلقة امرئ القيس ( قفا نبك ) يَرِدُ المعنى في قوله :

" وإن تَكُ قد ساءتك مني خليقةٌ .. فسلّي ثيابي من ثيابكِ تُنسَلِ"


أما عنترة بن شداد العبسي فيبرز المعنى واضحاً في معلقته أيضاً بقوله :

" فشككتُ بالرمحِ الأصمّ ثيابهُ .. ليس الكريم على القنا بمُحرّمِ "

وقد وجدت هنا ضرورة لتوضيح ما قد يفهم منه خطأً فيما هو مقصود في المعنى والمبنى .

تحياتي
طائر الاشجان