المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خارطة الاستقلال..والشروط السبعة


دهلال الصافي
10-19-2009, 07:34 PM
يحار كثيرا المتتبع، عندما ينظر للوضع في الجنوب، وعن اوضاعه المتشابكة، فلا تعرف من أين تبدأ ولا كبف ستبلغ الغاية. ما ان تمسك بحلقة الا وتجده لزاما عليك الانتقال الى الحلقة التي قبلها، وهكذا من حلقة الى حلقة لتجد نفسك تهيم في حلقة كبيرة تحولقت حولها كل الحلقات. ان الواقع الجنوبي او ما سمي بالقضية الجنوبية،لفيف معقد وشديد التعقيد، في كل اطره السياسية والثقافية بل والاجتماعية،وعندما يتجاسر المرء ليسبر اعماق ذلك التعقيد المتشلبك،لا يلبث ان يفقد الاتزان بكل سهولة مالم يكن لديه المام بكل المسار والمنعطفات التاريخية للجنوب ليس منذ الاستقلال فحسب بل منذ ما قبل الاستعمار البريطاني والرابطة مع الكيان العثماني.
فهل هذا هو الاستقلال الثاني كما بقال، ام اننا مازلنا متعثرين في المربع الاول( الاستقلال الاول)؟!؟!.

وهل كان الاستقلال الاول معناه فقط، خروج آخر جندي بريطاني ام عودة الوطن إلى أهله الأصليين؟!؟!. عندما نتابع الأخبار تفز قلوبنا فرحا عندما نسمع شيئا يذكر في الفضائيات عن جنوبنا ثم نصعق حالا عندما نشعر ان المذيع لا يعرف شيئا عما يتحدث.فكل المذيعين يسبقون كلمة ما يعرف أو ما يسمى بالقضية الجنوبي ، وكأنه يقول انا لا اعرف ما القضية الجنوبية. بعد أن قدم الشعب الصابر في الجنوب عشرات من القتلى ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين في السجون والمشردين، نجد أننا في عرض وسائل الإعلام لا نمثل الا ظاهرة مبهمة غير مفهومة ولا واضحة الأهداف، ويمكن أن تنتهي في أي لحظة .

هذا الإبهام والغموض صاحب المسيرة التحررية(كما تفهما جماهير الشارع الجنوبي) منذ البداية، ومنذ اليوم الأول لقدوم المولود(النضال التحرري)، اختلف الجميع على اسم المولود،كل يريد أن يطلق اسما عليه،ليصبح أبا له ، واستمر الاختلاف والمولود ينمو ويكبر يوما بعد يوم غير مكترث بهم ولا باختلافاتهم. وهم يلحقون به ويتجاذبونه كل يريد الوصاية عليه والاعتناء به ولو من باب التظاهر لدى البعض الآخر..كل يناديه يا ولد..يا ولد.. بدون اسم يعرف به حتى لا يستعدي الآخرين عليه ..كبر الولد وصار رجلا ناضجا، لكنه لا ينادى مثل الرجال.. فقط ينادى ياولد(الحراك).

هذا هو حال الحراك الجنوبي او ما يعرف بالحراك الجنوبي. هكذا بدأ الخلاف منذ البداية،وقبل التسمية ،مرورا بالمنهج و الأسلوب، ووصولا إلى هدفه النهائي وصياغة شعاره الموجه للداخل والخارج. هذا في الوقت الذي لم نحسن فيه الحديث عن واقعنا وشرح قضيتنا وتحديد مطالبنا، نطالب الآخرين بأن يحسنوا الحديث عنا وأن ينشروا للعالم قضيتنا ويطالبوا بحقوقنا نيابة عنا.

ان شعار بعض الكتل الحركية للأسف لا يتسم بالوضوح ولا بالشفافية ومع ذلك تجد لها أنصارا وقدرة على الحشد والتواجد المستمر،دون تردد او خوف من السقوط بسبب أهدافها المغايرة لما يطرحه الشارع من شعار تحرري وهو استعادة الوط، ويبدو عليها الثقة والطمأنينة طالما وهي تتسربل بذلك الغطاء الفظفاظ الذي لا يحمل معنى ولا دلالة تحدد من يمكنه السير تحت ظله.لذا فكل الشعارات المنسجمة والمضادة لرغبة الجماهير يمكنها ان تتحرك ولو عكس عقارب الساعة. يكفيها فقط ان تبدي حركة لتصبح من المكونات الفاعلة لما يعرف بالحراك الجنوبي. لا اريد ان نغرق في تعديد هذه المكونات ولا في التعرض لحقيقة ما تحمله هذه الشعارات سواء تلك التي تبدو متقاربة مع شعار الجماهير او التي تبتعد عنه حتى لا ندخل في جدل حول التسميات والمصطلحات وما تفضي اليه من دلالات لفظية او سياسية. ولكن نريد ان نعرف حقيقة شعار الجماهير المطروح والشروط اللازمة لتحقيقة وهو الاساس المحرك لنضال هذه الجماهير بعيدا عن الوصالية من قبل هذا الطرف او ذاك. لاشك ان الجماهير انما تريد استعادة الوطن وهذه الاستعادة انما تعني استعادة حال الوطن في الماضي وكل ماهو جميل فيه وهو خالص لهم ينعمون بحريتهم واستقلالهم بعيدا عن أي هيمنة حارجية تسلبهم أوتشاركهم هذا الوطن الذي قدر ان يكون لهم ويكون لأبنائهم من بعدهم دون الانتقاص من حقهم فيه وسيادتهم عليه او تلغيمه بما يفجر حاضرهم ومستقبلابنائهم من بعدهم.. هذا الشعار لا يتحقق بمجرد طرح الشعار المنمق بمفردات التحرر والاسثقلال ما لم يتضمن الحد الادنى من الشروط والاهداف الاساسية اللازمة لترجمته واقعا حيا يتجسد على ارض الواقع.بتقديم التضحيات وكل ماهو غالي ونفيس. وان اي تفريط في هذه الشروط انما هو هدم وارتداد عن الرغبة الجماهيرية التحررية. وهذه هي شروط الجماهير وغايتها من الاستقلال:-

1-استعادة كامل الهوية التاريخ .

2-استعادة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني.

3-استعادة المواطنة الكاملة والمتساوية مع ضمان الحرية والعدالة والمساواه.

4-استعادة السيادة كاملة للسكان الاصليين.

5-استعلدة الارض خالية من اي وجود عسكري يمني.

6-استعادة الارض خالية من ملايين المستوطنين الغاصيبن وربما المحتالين كذلك.

7-استعادة النظام والقانون.

وعلى ذلك فمن يجد لديه القدرة والكفائة الوطنية لترجمة مطالب الشارع الجنوبي الى واقع فما عليه الا ان يعلن عن تبنيه الكامل والصريح عن هذه المطالب كاملة ضمن برنامج تحرر وطني .

ومن لديه ادنى شك في جدية الشارع حول هذه المطالب والشروط فما عليه الا ان يتحلى بالشجاعة الادبية والاخلاقية ويعلن عن تخليه او اسقاطه ولو لواحد من هذه الشروط ليرى كيف ستركله الجماهير على مؤخرته في مزابل التاريخ..