المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجذور التاريخية والدينية للفنون الحربية عند اليمنيين(الرقص الشعبي وعلاقته بممارسة ال


نبيل العوذلي
05-20-2006, 09:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :-

(تــــــهــــــــادواتحـــــــــــــابـــــــــــو ا)________________________________________


وإنني أتشرف بإهداء جهدي في هذا التقييد والذي أسميته بالجذور التاريخية والدينية لفنون الدفاع عن النفس عند اليمنيين لثلاثة أشخاص أحسبهم ولا أزكي على الله أحد من الرجال وهم :-

• الشيخ أحمد محمد المصيادي الجوهري العوذلي،، هذا الرجل الذي ساهم في تشكيل شخصيتي العرفيه بما كان يسردة لي من وقائع وأحداث تاريخية مشرفة لبلاد البيضاء والعواذل ودثينه وبيحان .

• الرجل المحترم / محمد ناصر العامري وكيل محافظة البيضاء لما لهذا الرجل من مواقف رجولية تجاه المحافظة وأبناءها متمنياً له التوفيق والنجاح في مسؤلياته ...

• الأخ الحبيب وصاحب المواقف الفاضلة معي شخصياً عند الشدائد/ محمد الحماطي ، راجياً من الله أن يحفظه ويستر عليه ويصرف عنه كل شر ومكروه.
راجياً أن يتقبلوا مني هــذا الإهداء .



الأستاذ/ نبيل العوذلي













الــمــقـــــدمـة:-


كم أسعدني خبر تشكيل المجلس الثقافي لشباب البيضاء عند ما تلقيتة من الأخ / عبد القادر الشنعبي، مدير معهد الأثير بمحافظة البيضاء والذي يشغل رئيس المجلس الثقافي لشباب البيضاء والذي يشكل حلقة وصل بين طموحات شباب البيضاء وبقية المحافظات .
واستناداً مني الى بعض أهداف المجلس المدونة ضمن أهداف المجلس والتي تتلخص في الأتي :-

1- نشر الوعي الثفافي والديني لدى الشباب .
2- الإهتمام بالشباب والعمل على نشر الوعي بينهم بالعادات الإجتماعية الحميدة وبالسلوكيات الحسنة النابعة من تعاليم الدين الإسلامي وحثهم على نبذ التقاليد والعادات السيئة التي تتعارض مع مبادئ وتعاليم الإســـلام .
3- البحث عن تراث المحافظة ومحاولة إبرازه والمحافظة عليه ، فإنــه يسعدني أن أقيد هذه المباحث الهامة والتي تساهم بحق في نشر الوعي الثفافي والديني الذي يتوافق مع عادات البلد عامة والمحافظة بشكل خاص والمستمدة من تعاليم الدين الإسلامي وتراث المحافظة .







نبيل العوذلي
رئيس الأتحاد اليمني العام للكونغ –فو
محافظة عدن





المبحث الأول : الجذور التاريخية لفنون الحربيه عند الحميريين

مرحلة الأستيقاف:

كم أستوقفني التفكير مرات عديدة لدى ممارستي لعبة الكونغو- فو الصينية لأكثرمن عشر سنوات وأطلاعي على عشرات المباحث حول ثقافات الشعوب الآسـيوية وتعلقها بفنون القتال متسائلا لماذا لا يكون لديننا نحن اليمنيون مثل تلك الجذور التاريخية الموجبة لمثل هذا النوع من التلازم بين ثقافات الشعوب وعقائدهم الدينية وبين فنون القتال التي تمارسها الشعوب . وخلال سيري الفكري المتسلسل في هذه الفترة الزمنية نشأ عندي بتوفيق من الله ربط بين ما كنت أقرأ هنا و هناك وأسمعه هنا وهناك وأشاهده هنا و هناك !!

** نقطة البدايـــة :

حينما زرت متحف الأثار التاريخية في مدينة صنعاء شاهدت أنواعا من الإسلحة التي كان يستخدمها اجدادنا اليمنيين ، ولأنني متخصص في الفنون القتالية بشغف كانت مشاهداتي لا تمر على عقلي وفكري مرور عابر السبيل ، بل أنني كنت أقف عند كل نوع من أنواع السيوف والخناجر والتروس وغير ذلك من الألبسة الحربية وأترك لعقلي الذي ورث التنقيب والتحليل حتى أكون صورة عن المذهب والطريقة السياسية القتالية التي كان يستعملها أجدادنا اليمنيون في القتال .. ذلك أن نوع السلاح الذي يستعلمه المحارب يفرض عليه طريقة في القتال ولعل هذا الإستدلال العقلي سيجعلنا نجيب على أسئلة منها مثلا :
1- لماذا فضل أجدادنا اليمنيين سلاح الخنجر ( الجنبية ) كأصل في دفاعهم عن أنفسهم ؟
2- لماذا أتخذ شكل الخنجر هذا الشكل المعقوف والذي يشبه المصرب لدي المزارعين ؟
3- لماذا يتمنطق اليمنيون بحزام حول الخصر يتخذ أشكال والوان مزركشة أو لون واحد فقط؟

الأبعاد المعنوية لسلاح الجنبية عند اليمنيين :-

البعد الأول : الشجاعة:-

والسبب في ذلك أن طبيعة السلاح الذي تستخدمه يجسد بعداً باطنيا ً للحالة المعنوية عند المقاتل , فعندما يكون السلاح طويلاً فإن ذلك يقتضي إلزام المحارب الحفاظ على مسافة بينة وبين الخصم تضمن سلامة العمل لسلاحه الطويل _ فكأن صاحب السلاح الطويل يريد أن لا يجعل بطول سلاحه هذا أن يقترب الخصم اليه , أما صاحب السلاح القصير فانه لا يخاف مما تفرضه طبيعة هذا النوع من السلاح من التلاحم في القتال وأن دل ذلك على شئ فأنما يدل على الشجاعة القلبية التي كان يتصف بها أجدادنا وهي عدم الخشية من طبيعة معينة في القتال يخاف منها الكثير وهي القتال في المسافات القصيرة والمساحات الضيقة .




البعد الثاني : ا لثقة بالنفس :-

ذلك أن إكتفاء اجدادنا اليمنيون بحمل السلاح الجنبية في أسفارهم وأخطارهم وهو عبارة عن سلاح صغير مقارنة بسلاح السيف والرمح والهراوة والسلسلة يحسب ولله الحمد لأجدادنا بالثقة بالنفس لدى أكتفاءهم بهذا النوع من أنواع السلاح الصغير .

** البعد الثالـــث : الجبلة القتالية :-

وإصرار اليمنيون على حمل سلاح الجنبية وإعتباره جزءاً لا يتجزء من شخصيتهم منذ القدم حتى يومنا هذا في ظل المتغيرات الحديثة إنما يدل على أن أهل اليمن قد جبلوا على الروح القتالية وأشربوا في قلوبهم القتال جيلا بعد جيل .

** البعد الرابع :الرجولة :-

ذلك أن أهم مايميزالرجال عن النساء هو حمل راية القتال ولم تتغير الدول والامبراطوريات والممالك إلا بالرجال وإستبسالهم فيما يعتقدونه من مبادئ الحق وقيم العدالة ومن هنا جاء حرص اليمنيين بالمحافظة على التميز بمظاهر الرجولة الحربية بحملهم سلاح الجنبية في أفراحهم وأتراحهم.

** البعد الخامس : التواضع :-

وقولنا أن التواضع هو أحد الأبعاد المعنوية عند اليمنيين من سلاح الجنبية فيه دليل على لا بطلان عليه لان السلاح الكبير والضخم قد يدل أحياناً على رغبة في الرفعة والكبر على عكس السلاح الصغير والبسيط والذي يتميز به اليمنيون وهو الجنبية والذي يوحي بالبساطة والتواضع .

** البعد السادس : الحكمة :-

والحكمة كما يعرفها أهل التصنيف بأنها وضع الشئ في موضعها وكون اليمنيون أقتنعوا باختيار هذا النوع من أنواع الأٍٍٍسلحة البسيطة يدل على حكمتهم في وضع الأشياء في موضعها ذلك أن التزام الناس بحمل السلاح الكبير دائما في مواطن عديدة فية من المشقة على حامله أما سلاح أهل اليمن الجنبية فيمكن أن يكون معك حيثما شئت . فالحكمة هنا أتت من إتفاق اليمنيين على هذا النوع من أنواع الأسلحة جيلا بعد جيل الغير مقيد بمكان أو زمان .





**البعد السابع الرحمة والعزة :-

وإتفاق اليمنيون على هذا النوع من أنواع الأسلحة الشخصية المتميز بصغر حجمه وقصر طوله وخفة وزنه دلالة على أن اليمني رحيم من جهة عدم حمله السلاح الكبير أو الثقيل ليخيف به الناس وعزيز من جهة أنه لا يريد أن تهان كرامته وشرف عرضه , فكأن اليمني بسلاحه البسيط هذا يقول للناس أنالاأريد أن أخيفكم بالتزامي على حمل السلاح ولا أريدكم أن تطمعوا ببساطتي وفطرتي الرحيمة بأن تنتهكوا محارمي التي سأقاتل عنها ما أستطعت .

الأبعاد الحــسية – المادية لسلاح الجنبية عند اليمنيين :-

إن أتفاق أهل اليمن على هذا النوع من أنواع الأسلحة قاطبة من البراهين المادية الدالة على رجاحة اجدادنا اليمنيين في الفنون الحربية منها :-

البــــعد الأول :علم اليمنيين بالتعاضد في متجهات القوى للأجسام :

ذلك أن اتفاق اهل اليمن على هذا النوع من أنواع السلاح البسيط بشكله المعقوف يدل على أن أجدادنا اليمنيين يعلمون بعوامل التعاضد في متجهات القوى للأجسام بحيث أن الشكل المصنوع به السلاح والذي يمثل ترابطاً لمتجهات القوى في المادة المصنوع منها هذا النوع من السلاح يساعد على جعل العمل بهذا النوع من السلاح وفق شكله المصنوع يقوي بعضه بعضا أو يضعف بعضه البعض .وللتحقق من هذا القاعدة تذكر أن الضغط على بيضة الدجاجة بقوة بالغة عندما يوافق التعاضد في متجهات القوى لمادة البيضة يجعلها قد تنكسر .

البــــعد الثاني : علم اليمنيين بطب علم تشريح الإنسان:

وسبب قولنا هذا يأتي بتجرد العقل من التقليد والحسد لآن سلاح الجنبية لا يستطيع به المحارب ان يقطع أطراف العدو كالأيدي والأرجل ولا أن يفصل به بضربة واجدة رأس الجسد كحال سلاح السيف الذي يستطيع المحارب عمل ذلك ..أما سلاح الجنبية عند اليمنيين فيدل على أنهم كانوا يضربون أماكن معينة في جسم العدو يعلمون بأهميتها التشريحية في نقل الدم أوتوصيل الكهرباء في الجسم أو بقطع أوتار بعض العضلات لان هذا النوع من القتال متعلق بسلاح الجنـــبية .

البــــعد الثالــث : علم اليمنيين بمراكز التأثير في ألأجسام :

فقد أتضح بأن للاجسام مراكز تأثير فعالة بحيث أن التعامل مع مراكز التاثير هذه يقلل الجهد والطاقة ..
وتعلق ذلك بسلاح اليمنيين الجنبية من جهة التوافق بين أستعمال اجدادنا هذا النوع من السلاح البسيط والصغير والخفيف خلال نشوء وامتداد التوسعات لملوك حميــر التبابعة إلى الهـند و السند والصين وفارس وتركيا كما تقرره حقائق التاريخ المنقولة لدلالةعلى علم اليمنيين بمراكز


التأثير في الأجسام فلا يكون هذا التوسع بهذا الأصل من السلاح البسيط إلا وعلم اليمنيين بمراكز التأثير .

البعـــد الرابع : علم اليمنيين بالتفاضل بين أنواع المعادن :

وأقصد من جهة العلاقة بين الوزن والصلابة,, لأن اختيار أهل اليمن لهذا النوع من السلاح كأصل لهم فيه من الإشارة على أنهم كانوا يعلمون بأن التفاضل بين صلابة المعادن غير متعلق بالكتلة وإنما متعلق بالنوعية التي يستعملونها في صنع اسلحتهم البسيطة من هذا المعدن بالذات لعلمهم بصلابته وصلادته فلا يحتاجون الى تثقيله .
ولذا تجد الأخبار الى يومنا هذا حول أنواع معينة من المعادن المستعلمة في صنع سلاح الجنبية ما تميزه بمميزات كثيرا ما يتحدث عنها اليمنيون .

البعد الخامــس : الخبرة القتالية العريقة :

فاتفاق اهل اليمن على هذا النوع من انواع الأسلحه قاطبة فيه دلاله على خبرتهم العريقة بفنون القتال من جهة الأجتماع على هذا الأتفاق اولا و ثانيا من جهة أن إجماعهم على هذا الأتفاق فيه من الدلالة الواضحة على إستحكام اليمنيين لطبيعة القتال وإعادة جملة المتغيرات فيه الى محكمات ثابته لا تحتاج أكثرمن حملك هذا النوع من الأسلحة .
ذلك أن هناك علاقة بين الخبرة القتالية من حيث قلتهاوكثرتها وبين تحديد نوع السلاح المستخدم في القتال ,, فكلما قلت خبرة المقاتل تجد أن ذلك يكون على حساب إستكثاره من الحركات الفارغة والاسلحة المتعددة وكلما زادت ونضجت الخبرة القتالية ظهر ذلك في الإحكام في الحركات والسلاح المستخدم في الحروب.

البعــد السادس : القدرة على التعامل مع المساحات الضيقة :

لأن نوع السلاح الذي تستخدمه يفرض عليك موجبات متعلقة بالمكان والزمان والحال فسلاح الرمح يحتاج الى مساحة كبيرة بينما الجنبية تحتاج الى مساحة صغيرة لان سعة حركته صغيرة لتدل دلالة واضحة على مقدرة اليمنيين على التعامل مع المساحات الضيقة في الأوضاع والأحوال القتالية .

البعد السابع : إتصال اليمنيين بأوطانهم :

فشكل السلاح اليمني يشبه بشكل كبير المصرب الذي يستخدمه المزارع في ارضة ففيه دلالة واضحة تبين أرتباط اليمني بارضة وحرص اليمني على هذا الإتصال بالدفاع عن ارضه حتي أنه اتخذ سلاحه الشخصي الذي يحمله معه ويفتخر به بشكل المصرب الذي يصرب به ارضه :






أما تمنطق اليمنيين بحزام الجنبية حول خواصرهم ففيه من الدلالات المعنوية والحسية منها:

• الدلالات المعنويه لتمنطق اليمنيين بحزام الجنبيه حول أخصارهم:-


 المرابطة في سبيل العزة المحمودة :

ذلك أن لسان حال اليمني بمرابطته على ربط حزام الجنبية حول بطنه فيه دلالة واضحة على استعداد اليمني على المرابطة بحبسب شهوات البطن وإحتمال الجوع في سبيل العزة المحمودة وعدم التنكس بقبول الذل والأستعباد والأستعمار .


 تزكيــة البطن وترويضها :

ومقارنة بين الشعب اليمني وغيره من الشعوب العربية والأسلامية تجد ان الشعب اليمني من أقل الشعوب شغفا بألاكل وهو ما يلحظه المتفرس في الشعب اليمني بانه متميز بصغر كروش أبطانهم والتي هي محل الداء والدواء كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أن المرء كلما ترك لبطنه العنان تشتهي فلا تقنع وتأكل فلا تشبع حل عليه الخمول والكسل ولعل في بعض كلام ابن خلدون رحمه الله في مقدمته ما يغني اللبيب عن أنهيار الرعيل بسبب الترف وشهوة البطن فاليمني يروض بطنة على أن لا تشبع بربطها بالحزام وعدم السماح لها بالإتساع .

 التحدي للأعداء والمتربصين :

اكثر ما اخذ الشعوب نحو الرضا والقبول بالذل والهوان هو عدم الصبر على الجوع أو على نمط معين من انواع الطعام واليمني يريد ان يقول بجنبيته المعصوبة حول بطنة بحزام جلدي لست أخاف مما تخوفونني به بأن تجوعونني لآنني الزمت بطني بحزام جنبيتي في سبيل عزتي وكرامتي المستمدة من ديني وعاداتي المحمودة .











• الدلالات الحسيه (الماديه ) لتمنطق اليمنيين بحزام الجنبيه حول اخصارهم:

 تعزيز قوة الترابط في جسم المحارب :

فالعضلات التي حول البطن والخصر من الامام والخلف والجانبين تعد حلقة الوصل والربط بين الجزء الأسفل والأعلى للجسم و ثمة علاقة طردية بين عضلات الخصرمن حيث شدتها ورخاوتها وبين إستقامة الترابط في الجسم كاملاً وهذا ما يدركه اهل الفنون الحربية .









 التخسيس البطني :

ومن فوائد ربط حزام الجنبية حول منطقة الخصر أنه يساعد على تخسيس البطن التي هي محل الداء كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لان أستعمال اليمني هذا الحزام حول بطنه دائما حتى في موطن تناوله الطعام يحد من السماح للبطن بالتوسع والترهل فيضطر المرء الي زيادة الطعام نظراً لتوسع بطنه فتترهل بطنه ويصاب بالسمنه ،على العكس عندما يحافظ على حزام الجنبيه حول بطنه وخصره ..

والملاحظ في جنابي أهل اليمن من حيث الألوان أنها لا تخرج عن إطار طابعين :-
الطابع الأول المزركش والملون في حزام الجنبية وغلاف الخنجر .
الطابع الثاني الملون بلون واحد تقريباً .
وإستخدام اليمنيين هذين الطابعين من التلوين في جلود أحزمة الجنابي فيه من الدلالات والمعنوية والحسية الدالة على علم الأجداد اليمنيين بتأثير الألوان على الحالة النفسية والقلبية للناس .ولعل في إتفاق أهل اليمن على هذين الطابعين من التلوين في أحزمة أسلحتهم ما يدل على أننا يمكن أن نميز مذهبين وطريقتين وسياستين في فنون القتال عند أهل اليمن نستشفه من فنون الرقص الشعبي لأهل اليمن .