المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجذور التاريخية والدينية للفنون الحربية عند اليمنيين ( الجزء الثاني)


نبيل العوذلي
05-20-2006, 09:28 AM
ممارسة أهل اليمن لمهارات فنون القتال بالرقص الشعبي :

ومما يجب تقريره هنا أن القبائل والشعوب في مختلف بقاع العالم قد مارست مهارات التدريب على فنون القتال من خلال مايسمونه اليوم بالرقصات الشعبية , فالرقصات في الأصل لم تكن سوى مهارات لتعلم فنون القتال عند الشعوب والقبائل ،،، ونتيجة لانحراف الفطرة عن الحنيفية


نشأ الفصل والخلط في هذة الفنون وأصبح كثيراً من الشعوب والقبائل تمارس الرقص على أنه لمجرد التسلية ولا يعلمون ألاصل الذي نشأ عند أجدادهم فجعلهم يختارون هذا النمط من الحركات لممارستها ، وقد تأكدت لي هذه الحقيقة عند قراة سلسلة مؤسسة ( كوزي شوديان ) الصينية المتعلقة بفنون الووشو *الصينية حيث تشير المخطوطات القديمة التي عثر عليها خبراء الأثار الصينيون في آثار بعض الأمبراطوريات الصينية القديمة والتي تعود الى أكثرمن الفين سنة وتحكي هذه المخطوطات بممارسة الصينيون مهارات فنون القتال على هيئة رقصات حتى ميزت هذه الرقصات باسم رقصة الثعبان ورقصة النمر ورقصة النسر ورقصة القرد وهكذا .؟
اما مخطوطات الأثار اليمنية والمنقولات الشعرية فتشير الى مزامنة الحضارة الحميرية بملوكها العظام التبابعة للحضارات الصينية ويشير كتاب ( ملوك وأقيال حمير شرح قصيدة نشوان الحميري ) ألى أن ملوك حمير اليمنيين التبابعة العظام قد وصلوا بجيوشهم الى الصين والهند والسنــد ،، وما قصة الملك (شمر يهر عش) والذي تحتفظ مدينة البيضاء بسوق الخميس بأسم هذا الملك( سوق شمــر) الى يومنا هذا وتحكي وصول جيش هذا الملك الحميري العظيم الى الصين وكيف أن أهل بلاد التبت الصينية ينحدرون من أصول يمنية ويعترفون بهذه الجذور حتى يومنا هذا ,**والأعجب من هذا أني شاهدت فلما سينمائيا يحكي قصة أمبراطور ويمتلك سيفا يسبب الأرتعاش للخصوم حالما يخرجة في وجوههم ويظهر الفلم هذا الأمبراطور بالتجبر والظلم حتى خرج عليه جموع الصينيين بسبب تجبره وظلمه كما يصوره هذا الفلم وما أن قرأت كتاب ملوك وأقيال حمير شرح قصيدة نشوان الحميري قصة الملك شمريهرعش استعجبت للاثر الذي يشير الى ان الملك قد سمي بهذا الأسم لآنه كان يمتلك هو وجنوده سيوف ترعش الخصوم حالما تظهر امامهم ، فعرفت أن الامبراطور الذي يصوره الفيلم الصيني بتلك الصورة البشعة لم يكن ألا الملك الحميري اليمني شمريهرعش لآن الاثار تدل على وصوله ا لى الصين بجيوش عظيمة وتمكنه من فتح بلاد الصين بما كان يتميز به هو وجيشه من مميزات في أسلحتهم وقتالهم .
وإذا كانت المخطوطات الحميرية لليمنيين المنقولة والمتواترة تشير الي إستمكان أجدادنا من فتح بلاد الصين كما تشير قصة الملك الحميري العظيم فإن ذلك يدل على أن الحميريين قد نبغوا في فنون القتال بل وأستطاعوا ان ينشروها في جميع اقطار العالم .
فإذ كانت الأثارتدل على أن الحميريين هم ا لذين استعمروا بلاد الصين ولا تشير مطلقا الى استعمار الصينيين لليمن فيجدر بنا ان نتساءل هنا عن :
1- في الوقت الذي يقول الصينيين ببدء تكون علم الفنون الحربية والقتالية قبل الفين سنة في الامبراطوريات الصينية كان الحميريون هم من استعمر بلاد الصين كما تشير المخطوطات فمن هو إذاً صاحب الجذور التاريخية الحقيقي لعلم (الفنون القتالية )
2- وإذا كان الصينيون قد أسسوا المبادئ الاصلية لعلم فنون القتال وهومما يجب عدم إنكاره فإنا نقول أن مذهب وطريقة وسياسة الحميريون القتالية كانت احسن من مذهب وطريقة وسياسة الصينيون القتالية وإلا ما الذي يجعل الحميريون يتمكنون من إستعمار*** بلاد الصين قبل الفين سنة ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
* فنون ووشو الصينيه تعني الفنون الحربيه الصينيه.
** راجع كتاب ملوك وأقيال حمير شرح قصيدة نشوان الحميري _قصة شمر يهرعش.
*** الاستعمار كلمه وردت في كتاب الله في سورة هود الايه ( 61) ويقصد بها تعمير الارض فهي تحمل معنى محمود اذا كان الاستعمار يحرر الناس من الظلم والجهل والعبوديه وتحمل معنى مذموم اذا كان الاستعمار يعبد الناس بالظلم والتجهيل والاستعباد واخذ اهل الا رض بالباطل كما هو في العراق وفلسطين اليوم.


*** التمازج بين حضارة حمير اليمنية والصين !!

ومن خلال إطلاعي على تراث الأمة الصينية العظيمة تبين لي من التمازج الذي حصل بين الأمة اليمنية في عهد ملوك حمير وبين أمة الصين في عهد أباطرتها العظام ، فالامة الصينية أمة عظيمة تنبذ الظلم والاستعباد ولعل ذلك واضحا في تاريخ الصين الحديث من مقاومتها للغزو الياباني والبريطاني مما يجعلنا نعتقدبأن التمازج بين بعض ملوك حمير العظماء وامة الصين لم يكن الا للعدل والحكمه في حكم الحميريين والصينيون متجردين للإنصاف والتواضع وهم اليوم لايشعرون بخجل عندما يقولون وتكتبون في تراثهم الثقافي المتصل بفنون القتال الصيني بأن مدرسة شاولين المشهورة تأسست عندما جاء ا لراهب الهندي بوذا الى الصين وأسس هذة المدرسة العظيمة
إن مايسمى اليوم بالطريقه الثمانيه المستوحاه من مثمنات بوذا يكشف عن وجه الاتصال والتمازج بين حضارة الصين ومثمنات الحميريين.

** الطرية الثمانية*الصينية وجذورها من مثمنات حميــر :

في الستينات قدم أحد العلماء الالمان طريقة في تصنيف الجسيمات الأولية في حقل الفيزياء النووية وقد توقعت هذه الطريقة في التصنيف جسميات تم إكتشافها بعد حوالي عشر سنوات من تقديم هذة الطريقة في تصينف الجسميات الاولية في حقل الفيزياء النوويه فتم على ذلك منحه جائزة نوبل العلمية .
في فترة مرافقتي الاستاذ :وانغ سين هونغ (يحي) المنحدرمن قومية ( هوي) المسلمة لدى دراستي وأياه في جامعةصنعاء وكنت أتعلم منه الكونغو فو الصينية أخبرني بكتاب في الصين أسمه الملك العظيم يجهل الكثير من الصينيين الاصول ا لعلمية التي حواها هذا الكتاب ومنها علم الحروب وعلم التوقعات المستقبلية للسنن الكونية وعلم السياسة للشعوب ولدى بحثي عن طريقةالثمانية خصوصاً كتاب رموز الكون والذي كان للدكتور مصطفي برهان* دوراً كبيراً في إطلاعنا عليه عندما كناندرس مادة الفيزياء النوويه في بعض المحاضرات لمادة الفيزياء النووية في كلية العلوم بجامعة صنعاء تحت إشرافه ثم باطلاعي على المادة المنشورة ( the eight fold way) ثم أستبان لي ماهية ومفهومية الطريقة الثمانية وجذورها التاريخية للحضارة الحميرية .
وقد توصلت بتوفيق الله بعد دراسة تحليلية لأوجه الترابط والأتصال بين الحلقات والتي تبدوا للكثيرمن الناس بانها منفصلة ومتباعدة بأن الشكل الذي يظهره الشرق آســيويون والذي هو عبارة عن دائرة مقسمة الى قسمين احدهما ابيض والاخر أسود ويمــر فوق هذة الدائرة ثمانية خطوط تلتقي في نقطه واحدة ليست ألا جذور مثمنات ملوك حمير التبابعة العظام والتي تمثل مذهب وطريقة وسياسه اولئك الملوك بالسنن الكونيه وتعلقها بالخلق والامر



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
*يمكن الدخول على الانترنت لمزيد من البحث عن( the eight fold way) _ الطريقه الثمانيه .
* الدكتور / مصطفى برهان _ أستاذ الفيزياء النوويه في كلية العلوم _ جامعة صنعاء.



يكشف اليوم الباحثون في علم الأثار تعلق الحضارات القديمة بانظمة عدديه معينة فمثلاً تعلقت الحضارة البابلية بالنظام الستيني والحضارة الفرعونية بالنظام السباعي والحضارة الحميريةبالنظام الثماني وكذلك حضارة الشرق آسـيوي كالصين وكوريا واليابان ... الخ .
ويكشف لنا كتاب (ملوك وأقيال حمير ) حول مثامنة حمير وتعلقها بسياسات ومذاهب وطرق أولئك الملوك العظام الاجتماعية والدينية والفكرية والعقلية التي حكموا بها الأمم .
في الحقيقة أن كتاب الملك العظيم الذي أخبرني عنه الأستاذ وانغ سين
لم يكن سوى تجسيدا ً جذريا لعلم الحميريين بالسنن الكونية
وتعلقها بالخلق والامر .
وما قصة الملك الحميري سيف بن ذي يزن كما وردت في سيرة
ابن هشام وحواره مع عبد المطلب الهاشمي عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم حول علوم الملوك الحميريين ببعض
العلوم الدقيقة والمستوحاة من قراء ة السنن الكونية في الخلق والامر بأذن الله الا خير دليل على علم الحميريين .
لم تكن الطريقة الثمانية كما هي مشهورة اليوم إذن مجرد طريقة علمية أهتمت بتصنيف الجسميات الأولية في حقل الفيزياء النووية ولكنها تعد مذهب وطريقة وسياسة للملوك الحميريين التبابعة في السنن الكونية للخلق والأمــر .
لقد شاهد الملوك الحميرين العظام ملياً أي نسبة الي المله ـ وعقليا أي نسبة الى العقل، اثارالتوحيد في السموات والأرض الدالة على إلاه ورب وخالق وفاعل واحد لاشريك له و لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا تسبوا تبعا فأنه كان قد أســلم ـ مسند الأمام أحمـــد .
إن الطريقة الثمانية تصنف الأشياء والاحــوال والأمـور بزوجيتها الثنائية والمشار اليها بقسمي الدائرة الابيض ولاسود الى زوجين أثنين وهذه المزاوجة بين عنصر ي الأشياء والأحـوال والامور تذهب نحو إحدي الجهات الثمان المرسومة في الشكل السابق عبر طريقة ما خلال سياسة ما بالخير والشر .

** وحدة التماثل الكوني عند الحميريين :

إن علم الحميريين بما أسموه بمثامنة حمير كما في قصيدة نشوان الحميري المشروحة في كتاب (ملوك واقيال حمير ) وتعلقها بالسعود والنحوس والكونية وإستعمالها في إثبات الحق وأهله ونفي الباطل وأهله كما توضح أشعارهم والتي تخبر عن مجئ نبي اخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم وتعطشهم لنصرته وفداهم بإنفسهم له صلى الله عليه وسلم لدلاله واضحة بأن وحدة التماثل الكوني عندهم قررت فيهم سنن الحق والميزان بالجمع والتفريق والإتصال والانفصا ل والنفي والإثبات السليم
فلم نسمع ونقرأ أن هناك من أدعى الربوبية أو الألوهية كفرعون والنمرود من الحميريين ولم نسمع أنهم وقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الماركسية واللينية من حيث تطور النشوء البشري من القرد الى الإنسان كما وقع عند داروين إن أكثرما أضل الحضارات من جهة :
1- النفي والإثبات كونا وعقلاً
2- الجمع والتفريق كونا وعقلاً
3- الإتصال والإنفصال كونا وعقلاً .



بسبب عدم ألأخذ بسنن الحق الميزان أوبالخلط والخطأ في مذهب وطريقة وسياسة الاخذ بهما فيتم النفي في مواضع الإثبات والأثبات في مواضع النفي ويتم الجمع في مواضع التفربق أو التفريق في مواضع الجمع أويتم الأتصال في مواضع الأنفصال او الانفصال في مواضع الاتصال .*
ان مخطوطات الحضارة الحميرية والاخبار والأثار المنقولة تشير الى تمكن الحميريون من العمل بالتناسب المحمود بين سنن النفي والأثبات وسنن الجمع والتفريق وسنن الأتصال والأنفصال بالحق والميزان المطلوب في المكان والزمان والحال والأعيان .
ولعل المحكمات العرفية والاخلاقية المتوارثة الي يومنا هذا في أبناء أهل اليمن لدليل واضح على حكمةاليمنيين في تلك السنن الكونية والعقلية في ظل تنطع وتكلف وإضمحلال وتميع هذةالمحكمات العرفية والاخلاقية في بعض أبناء الأمة الأسلامية باسم التطور والعصرنه.

: