المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجذور التاريخية والدينية للفنون الحربية عند اليمنيين الجزء الرابع


نبيل العوذلي
05-20-2006, 09:36 AM
ثاني : الجذور الدينية لفنون الدفاع عن النفس ع
ال ند اليمنيين:-المبحث

من الرشد المضاد للغي أن ندرس شخصية ذلك النموذج الفريد وهي شخصية المحارب الحميري العظيم لنستفصل عن الجذور الدينية التي وهبت ذلك النموذج علو الهمة وشدةالعزم وكمال القياس والتصرف بروح المسئؤلة على أهل الأرض كاستخلاف كوني أرادة الله في كتابة اللوح المحفوظ لهذة الشخصية ، قال صلى الله عليه وسلم(كان هذا الأمر في حمير ثم جعله الله في قريش وسيعود اليهم)الحديث في الصحيحين وقال صلى الله عليه وسلم يخرج من عدن ابين اثنا عشر الفا ينصرون الله ورسوله هم خير ما بيني وبينهم.
ونتعرف على فرائد هذة الشاكلة في أستلهام مرادات الله الكونية الخيرية والعمل بها أبتغاء لمرضاة الله وتحقيقاً لمراد الله الكوني وقبل أن نباشر ذلك نريد تقرير بعض المفاهيم العقدية في مراد الله الكوني والشرعي مستنتجاً من كتاب الله القضاء والقدر لشيخ الاسلام أبن تيمية رحمه الله
• الإرادة الكونية هي ما اراده الله كونا ً من خير وشر بحكمة جعلها الله كونا في الخلق والأمر ..
• الأرادة الشرعية وهي ما أ راده الله محبة ورضى دينا في الامر والنهي والحلال والحرام .
• ليس كل أرادة كونية تمثل إرادة شرعية فالله أراد وجود الشيطان كونا ولا يريد ذلك شرعا ارادة محبا ورضا ولكن لحكمة الأبتلاء والقدر
وسندرس بمشيئة الله تقرير ثلاثة انواع من التوحيد كان فيمانعلم عند اجدادنا الحميريين :ـ

** التوحيد الأول : التوحيد الكوني الديني ..

قال تعالى ( إنما أمره اذا اراد شيئاً أ،ن يقول له كن فيكون )
لقد أستلهم اليمنيون القدماء من هداية الله الكونية في الخلق والأمر توحيداً كونياً دينياً بالرب تبارك وتعالى في ما يلي:-

1- إيمانهم بسنن التكليف الكونية في الخلق والامر:-

لم يخطئ اليمنيون العظام في إستلهام السنن التكليفية الكونية لهم بأصلاح الأرض ومحاربة الفساد والمفسدين ونصرة المستضعفين قال تعالى ..( قالوا يا ذ ا القرنين إ،ن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ) الكهف وذا القرنين ملك أحد ملوك التبابعة العظام .. قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في قصيدة .
ولنــا ملك ذا القرنيين هل نال ملكه
أحد من البشر مخلوق مصور *
والمتتبع لقصة أسعد الكامل رحمه الله وشمر يهرعش رحمه الله وبقية الملوك الحميريين العظام يجد اثر استلهام هولاء العظام وحي االله تعالى الكوني لهم بالاستخلاف على أرض الله وتحمل المسؤلية بالإصلاح ومحاربة الفساد .
وما من أمة مناط بها تكليف كوني يريده الله ارادة محبة ورضا تتقاعس عن أداء هذا الواجب الا سلط الله عليها الاعداء يسومونها سوء العذاب حتى تستقيم على مراد الله الكوني والشرعي المكلفة به كما حصل مع بني اسرائيل ذلك الوقت.

2- أيمانهم بسنن الصراع الكونية في الخلق والامر .

قال تعالى ( وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدوا ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين ) البقرة ايه (36 ).
لقد ادرك اجدادنا اليمنيين الحميريين أن سنن الصراع الكوني هي مراد من مرادات الله الكونيه في الخلق والامر ولا حياد عنها ولا نجاة منها الا بألاخذ بها على زمام المبادرة والعزة والاصلاح والخير في الارض ،لعل في مرافقة ومصاحبة اليمنيين وسلاحهم البسيط الجنبية في السلم والحرب و في الفرح والحزن وفي اليقظة والنوم في المسكن والمعاش لهو خير دليل على أستلهامهم وحي السماء بسنن العداوة والصراع بين الخير والشر ولا زال اليمنيين الى اليوم لا يتخلون عن اسلحتهم لموروث تناقلوه جيل بعد جيل بالأيمان بسنن الله الكونية في الصراع من أجل البقاء بعزة وكرامة وشرف بين الأمم والشعوب والقبائل ،

3- إيمانهم بسنن المدافعه الكونيه في الخلق والامر.
قال تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسد ت الأرض ) .
لم يعرف بحمد الله تعالى عن اجدادنا اليمنيين أستسلامهم للوهن والذل والاستعباد وكانوا يدافعون الظلم والقهر والأستعباد بما أوتوا من قوة .
لعل أهم ما ميز اباءنا الحميريين هو خبرتهم بسنن المدافعة الكونية في الخلق والأمر ومعرفتهم بمجمل ومفصل هذة السنن الكونية والناس في ذلك اطياف ووجهات شتى وذلك أن بعض يشترط بضنه القاصر وعلمه الناقص وجوب التحقق بالتساوي والتوازن لسنن المدافعة من حيث الكم والنوع المؤثر في هذة السنن .
ولقد برهن أجدادنا اليمنيين الحميريين بأن الأخذ باشتراط توازن القوة الدافعة للشئ المدفوع ليس الا وجة من وجوه عديد ة لسنن المدافعة ولعل في مقاومتهم الأتراك والأستعمارالبريطاني خير دليل على معرفتهم بمراكز الفصل والتأثير والغعالية في سنن المدافعة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
.

تشير الحقائق المنقولة على لسان الأحياء بأن بريطانيا كانت تمثل أقوى امبراطورية عسكرية وإقتصادية وقتذاك ولم يثن ذلك ابناء اليمن من مدافعة الأستعمار البريطاني في فترة الكفاح المسلح بل ويحتجوا بأن القوة الحاصلة ضدهم أكبر وأعظم من القوة الدافعة منهم لها ويقتدون في تجربة الشعب الفيتنامي في عهد (هوشي منه) والشعب الهندي في عهد (غاندي ) وبقية الشعوب الحره.

4- إيمانهم بسنن الأسباب الكونية للخلق والأمــر

قال تعالى - ( ان مكنا له في الارض واءتيناه من كل شي سبباً فأتبع سببا )، و قال أبن القيم رحمه الله وقد قال بعض اهل العلم الالتفات الى الأسباب شرك في التوحيد ومحو الأسباب أ، تكون اسباباً تغير في وجه العقل والأعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرع . لقد أخذ الحميريين بعقيدة الأسباب أيمانهم بان الله هو خالقها وتعود اليه تبارك وتعالى وتصدر منه جلّ وعلى وعرف الحميريين سنن الكون الالهية الموجبة لتتابع الأسباب فميزوا بين هداية الله الكونية .قال تعالى ( واتيناه من كل شي سببا ) الكهف .
وبين هداية الله العقلية للبشر والتي تحصل معهم بالعلم والتفكر والتدبر والقياس والأستنباط والبحث والخبره والتنقيب.....الخ ، قال تعالى :(فاتبع سببا )- (ثم أتبع سببا ) الكهف.
لعل في عظم الحضارة اليمنية الكبيرة والتي تدل عليهاالأثارةوالنقوشات والخطوطات ما يدل على أخذ اجدادنا بالأسباب وخالقهاوهذا من حسن التوحيد عندهم بعقيدة الاسباب الكونية .5

5- أيمانهم بسنن النفي ووالأثبات الكونية والتسليم لها .

قال تعالى)فاعلم انه لا اله الا الله ).
لقد استلهم اليمنيون التببابعة العظام عقيدة النفي والإثبات في سنن الله الكونية من خلال مشاهدتهم وتنقلاتهم وحروبهم وعرف الحميرييون أن الاصل في بناء الله الكون هو النفي والاثبات .
قال تعالى ( لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمرولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) وعلم اجدادنا اليمنيين ببناء الكون القائم على :
1- النفي : (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار).
2- الاثبات: (كل في فلك يسبحون ).
واستلهم اليمنيين من خلال مشاهدتهم الكونية للخلق والأمر بأن البحارتثبت كل حي وتنفي كل ميت وأن الكائنات تثبت ماينفعها على هيئة مواد بنائية ومخزونات دهنية وتنفي ما لا ينفعها على هيئة فضلات وانعكست هذة العقيدة بسنن الله الكونية بالنفي والأثبات على مذاهبهم وسياساتهم وطرقهم ومناهجهم في الحكم والملك .
قال تعالى ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا ً نكر ا وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرأ)
فلا بد من نفي الظلم وأهله وإثبات العدل والايمان به واهله .
لقد استلهم اليمنيين من هداية الله الكونية انا الاصل في التوحيد هو :ـ
النفي ( لا إله )
الاثبات ( إلأالله )
وعملوا بما علموا بنفى مايريد الله نفية كونيا وباثبات ما يريد الله اثباته كونيا أرادة يحبها الله ويرضى بها على عكس الحضارة الغربية اليوم التي أثبتت سنن الله الكونية لليهود في فلسطين


ونفت سنن الله الكونية للفلسطينيين في فلسطين معتقدة أن هذة الارادة الكونية يريدها الله ارادة محبة ورضا فظنوا انهم يعملون بمراد الله والكوني الذي يحبه الله ويرضاه .
أما الحميريين فقد وفقهم الله بهدايته الكونية الى ما يريد الله تعالى ارادة محبة ورضا ولله الحمد .
قال تعالى ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة احعل بينكم وبينه ردما )

6- تقديراتهم التوقعية بسنن الله الكونية بدقة وصحة .

قال تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)
والمتتبع لقصة سيف بن ذي يزن الحميري واخباره عم الرسول صلى الله عليه وسلم عبد المطلب بخبر مجيء نبي آ خر الزمان من العرب وان أسمه محمد لفيه دلالة على الدقة والصحة في علم أجدادنا الحميريين على عكس اليهود الذين كانوا يرون ان نبي أخر الزمان ليس بعربي وانه منهم.

ثانياـ التوحيــــــد العقلي الديني :

قال تعالى ( ما أتخذ الله من ولد وما كان معه اله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون) المؤمنــون الايه(91).
ونقصد بالتوحيد العقلي الديني هو ما أراده الله من حجج عقيلة في الخلق والامـــ رالدالة على وحدة الله تبارك وتعالى ,وبموجب التلازم بين النقل والعقل أن الله تبارك وتعالى قد جعل حجة عقلية في هذة الأية تثبت وحدانية الله تعالى وتنفي الولد والشريك لله تعالى وتستند هذة الحجه على ما يأتي : -
أنه في حالة وجود شريك أو ولد لله تعالى لتحقق ما يلى:ـ
أولاً - (إذا لذهب كل اله بما خلق )
ثانياً - (ولعلا بعضهم على بعض )
ومعروف في ميدان البراهيين العقلية كعلم الرياضيات والمنطق والمحاججة أننا نفترض عكس المطلوب إذا نفي البرهان ما افترضنا ه فان ذلك يدل على إثبات عكس ما افترضناه في بدايه المبرهنة إذا
(الافتراض )
لنفترض وجود ولد وشريك مع الله .
في حالة وجود ولد شريك مع الله يتحقق ما يلي :
 إذاً لذهب كل إله بما خلق *
 ولعلا بعضهم على بعض .

أولاً إإذا لذهب كل اله بما خلق : -

وفعل ذهب يقتضي مكان ـ فأنت تقول ذهبت الى ــــــ والمكان يقع في جهة ما ... ويمكن أن تحصرها الى:
شمال وجنوب وشرق وغرب - وشمال شرق وشمال غرب وجنوب شرق وجنوب غرب


ولاننا قد أفترضنا الافتراض المعاكس لكي نصل الى السليم فانه ولا بد أن كل اله سيذهب نحو جهة معينة من الكون .
إذا سيصبح أن لكل اله مملكة بما خلق في جهة معينة من الكو ن ا لامرالذي سيوجد حدود جغرافية لمملكة كل اله كما هو حاصل بين الحدود الجغرافية للدول وعندما يصبح كل اله بما خلق واقع داخل حددود جغرافية فان ذلك يقتضي بأن سنن النفي والإثبات* لهذة الممالك ستختلف بأختلاف هذة الالهه لهذه الممالك في تلك الجهات من الكون ..

ثانيــــاً : ولعلا بعضهم على بعض .

وهذا ايقتضي بتفاوت في مستويات التغيير الرأسي كما يلي :


1- مســـــتوى الاعلى





2 - مســـتوى الوسط





3 - مســتوى الأسفل



إذا أن كل إله سيسعى بما خلق أن يجد لنفسه ولمملكته ولمخلوقاته مكانه اعلى من المكانه التي عليها الاخرون .... الأمرالذي سيحتم تفاوتات طبقية بين هذة الممالك بما فيها المخلوقات ـ
ان ما يحققه ويقرره ويؤكـــده العلم اليوم هو وحدة سنن النفي والأثبات المحكمة في الخلق والامــر فالقوانيين الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية ...الخ ،التي تسير على الناس في أمريكا وآسيا وأفريقيا وأروبا .....المخ . هي نفسها حتى انك تجد توحد العالم في الأدوية والعلاجات وتشخيص الامراض .......... ولم يقل أحد من النا س أ،ن ما يوصف لعلاج أمراض القلب والزكام والسرطان للأوربيين ليس هى نفسها التي يصرف للمرضى في افريقيا ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ



إن المتشابهات التي قد تبدوا أنها توحي بالتفرق والاختلاف تعود الى المحكمات الكونية والشرعية والعقلية في الخلق والامر .
إن البحارالتي في امريكا تقوم بنفي الميت واثبات الحي فيهاهي نفس البحار التي في آسيا واما ما يبدو مختلف ومتفرق فيها يعود الى المحكم فيها بانها كلها سائلة وتتكون من ذرتين هيدروجيتين وذرة أكسجين وتحتوي على الملح وفيها أسماك وجبا ل وأعشاب وتعمل بنفس القوانيين الفيزيائيية وكذلك من حيث المد والجزر ونحو ذلك من المحكمات الواحدة في الخلق والامر .
فهل يعقل أن يكون هناك عدة الهة تتنازعها الرغبات في التمييز والتفاضل فيما بينها وتتفق على محكمات واحدة في سنن النفي والاثبات وسنن الأجماع والتفريق والاتصال والانفصال الكونية والعقلية في الخلق والأمــــر ،
إذاً نستنتج أن الافتراض الذي افترضناه في بداية المبرهنة بوجود عدة آلهة هو إفتراض غير صحيح وانه لابد من ان يكون هناك إله واحد فقط في السماء والارض
هذا ما عقله أجدادنا اليمنيين الحميريين التببابعة العظام تماماً وبنوا مذهبهم عليه وطريقتهم وسياساتهم العقلية والتي تظهر في اشعارهم واعتزازهم بما أسموه بمثامنه حمير ...

***مذهب وطريقة وسياسة الحميريين العقلية:

لقد عرف الحميريين بعقولهم ان المتشابهات والمتغيرات والمتعددات تعود الى محكمات ثابته /// وأن النجاة والفلاح في الاخذ بالمحكمات ورد المتشابهات اليها وان الهلاك والخسران في الأخذ بالمتشابهات وعدم ردها الى محكماتها .
قال تعالى ( هو الذي ا نزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأَُخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يتذكر الا أولوا الالباب ) آل عمران .
وميز الحميريين قديما ً وحديثا ً بين :-
1- المحكمات والمتشابهات الكونية .
2- المحكمات والمتشابهات الشرعية.
3- المحكمات والمتشابهات العقلية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الاذان في الحبشة والقضاء في الانصار ) ، والانصار هم أحفاد الملوك التببابعة العظام من ابناء اليمن والقضاء عمل يحتاج الى مثل هذا النوع من التمييز في سنن الله الكون الشرعية والعقلية وقال صلى الله عليه وسلم :(ألايمان يمان والحكمة يمانية ) فعرف اليمنيون من اهل حمير ان المتشابهات والمفصلات والعموميات والمتغيرات والمتعددات يمكن إحكامها وإجمالها وتخصيصها وتقييدها وتثبيتها وحصرها الى ثمانية أشياء أفقية وأثنى عشرية شيئا رأسيا يتم التعبيرعنهاببساطة بالجهات المذكورة راسياً واأفقياً فعلى مستوى طبائع الناس الكونية أي ماأراده الله كونا في الناس من خير وشر تجد ان تلك الجهات والمستويات المشاراليها تحمل معان حسيه ومعنويه كما يبين الجدول

اليمين اليسار الامام الخلف امام العينن امام اليسار خلف اليمين خلف اليسار
اللين الشدة الاقدام التراجع الاقدام
اللين الاقدام
الشديد التراجع
اللين التراجع
الشديد



وهذة المعاني الحسية والمعنوية الا صفات لاشياء وتحمل إحد المرادين من مرادات الله الكونية إما محمود أو مذموم وإماخيرأو شر وإما صالح وأما فاسد .
فاللين الذي في طباع الناس قد يكون لينا ً محمود أولينا مذموما وهكذا الحال لبقية الصفات الأخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن ويشد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة) .
وهكذا على مستوى طبائع البشر الطبقية فهناك علو محمود وهناك علو مذموم وهنال تسفل محمود بالتواضع والتخفض وهناك تسفل مذموم بالخساسة والاستخلاد الى الأرض .
قال تعالى ( ولكنه أخلد الى الأرض ) ، ( ثم رددناه اسفل سافلين ) ، (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اتوا العلم درجات ) ، ونظائر ذلك كثيراً في سنن الله الكونية والشرعية والعقليه كثير فأدرك الحميريين هذا النوع من التوحيد العقلي والديني وتقرر عندهم أنه إذا كان كل الناس في طباع واحدة فقط لما تحقق سبل سيرالحياة بين الناس ولا أصبح كل الناس لايرضون سوى العمل بنوع من العمل المعين ولتقززوا عن الأعمال الاخرى ..
فتعامل الحميريين مع التفاضلات العقلية في مذاهب الناس والتي تقتضيها لوازم للجهات ومع التفاوتتات الطبقية التي تقتضيها لوازم المستويات والتغيرات بين الناس وفيهم بالحكمة التي تقتضيها سنن الحياة والحق والميزان كونا وشرعا وعقلاً’’ .