المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الفارس الأعظم" طاغوت اليمن


nabilalkarkhy
04-19-2005, 10:04 PM
"الفارس الأعظم" طاغوت اليمن

نبيـل الكرخي
Nabilalkarkhy@yahoo.com


وسام "الفارس الاعظم" لفرنسيس الاول من الدرجة الاولى وهو أعلى وسام للمقام البابوي تم منحه في شباط 2004م لطاغوت اليمن علي عبد الله صالح ، تقديراً وتثميناً من قداسة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني لدور الطاغوت اليمني في "نشر قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان والحضارات واشاعة روح المحبة والتسامح لما فيه خير ورخاء الانسانية" !!
وحين نراجع موقع منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) للإطلاع على خروقات حكومة الطاغوت لمواثيق حقوق الإنسان ، نتفاجأ بأن تقرير المنظمة المذكورة لسنة 2004م قد ترك الصفحة العربية لليمن فارغة بدون أي معلومات ، وذلك من خلال زيارة هذا الرابط : [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

فمن الواضح أن هناك محاولات لتلميع صورة النظام الطاغوتي في اليمن من قبل قوى متعددة تهمها الإنجازات التي يقوم بها هذا النظام !؟ فهذا النظام الذي يشن حرباً معلنة ضد التيارات الإسلامية في اليمن بجميع إتجاهاتها (السلفية والشيعية والشافعية) ، تريد له االدوائر الأجنبية أن يظهر بأنَّه يحمل بعضاً من الصفات التي مرّ ذكر بعضها آنفاً من قبيل "التسامح" و"الحوار بين الأديان" ؟!
فأي حوار بين الأديان وأي تسامح يعمل النظام الطاغوتي في اليمن على تعزيزه وهو الذي يقتل المتدينين في اليمن ويعتقلهم ويغلق مدارسهم ويمنعهم من أداء طقوسهم ومراسيمهم العبادية ، بإنتهاك صارخ لحقوق الإنسان ، اللهم إلا إذا كان هذا هو مفهوم التعايش بين الأديان أي أن يتم القضاء على أحد طرفي التعايش لكي يبقى الطرف الآخر سالماً !
ففي كانون الثاني 2005م شنت أجهزة النظام الطاغوتي في اليمن حملة واسعة لمنع المسلمين في اليمن من الإحتفال بعيد الغدير مستخدمة أساليب التهديد والوعيد ، واصفةً إياه بأنه "بدعة" ! ويتم منع أكثر من مائة عنوان كتاب إسلامي شيعي وسحبها من الأسواق ، وكذلك منع إقامة مراسيم ذكرى يوم عاشوراء وذكرى ولادة الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ووصل الأمر لدرجة أن وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون الدمج يصرح في إجتماع لمدراء المناطق أنه لا وجود للمذهب الزيدي في اليمن.

فأين إذن أصبحت شعارات الأنظمة الطاغوتية من قبيل شعار فصل الدين عن الدولة وعدم تدخل السياسة بالدين أو الدين بالسياسة !؟ لماذا تكشّر الأنظمة الطاغوتية دائماً عن أنيابها وتنهش أولاً الشعارات التي ترفعها قبل أن تنهش أجساد أبناء الشعب المظلوم الذي تحكمه. ألا تعرف تلك الأنظمة الطاغوتية أن هناك مواثيق لحقوق الإنسان قد وقّعت عليها وألزمت نفسها بالعمل بها ، وتلك المواثيق تضمن للشعوب حقها في إعتناق عقيدتها وممارسة تقاليدها الدينية بحرية ، وكما قال مولانا الإمام الحسين عليه السلام مخاطباً جند الشام يوم الطف : (إنْ لم يكن لكم دين فكونوا عرباً) ، فهذا النظام الطاغوتي الحاكم في اليمن إنْ لم يكن له دين وضمير يمنعه من الإساءة إلى أبناء الشعب اليمني فليكن له إلتزام دولي من خلال تطبيقه لمواثيق حقوق الإنسان التي وقّعها ، ألا يجب على الذين قلدوا طاغوت اليمن وسام "الفارس الأعظم" أن يعودوا ويذكروه بمخالفاته لحقوق الإنسان وضرورة تراجعه عن الإضطهاد الديني وسياسة "إلغاء الآخر" الذي يمارسه بحق الشعب اليمني ، أليس في ذلك جانب مهم من التسامح الذي لأجله قد قلدوه هذا الوسام المذكور ، أم أن وراء تقليده هذا الوسام ما وراءه ؟!