المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة ) ، الجزء الثاني من الكتاب / تابعونا ...


حضرمي جدآوي
06-13-2010, 12:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نعود من جديد نكمل من حيث توقفنا ، حيث أنتهينا والحمدلله من إنزال ( الجزء الأول من الكتاب كاملا ) ، وأخذنا قسطا من الراحة وها نحن عدنا لنكمل واجبنا في إظهار ما خفي عن غالبية شعب الجنوب العربي ، فتاريخنا به الكثير الكثير مما نجهله فوجب علينا إظهار ولو أقل القليل من الحقائق ، والمؤمرات ، والجرائم ، وكل ماحصل بالماضي ؛ ليس لغرض الفتنة أو شيء من هذا القبيل ، ولكن من باب الإتعاظ ، والإستفادة ، وأخذ الدروس والعبر ، وعدم تكرار مآسي المآضي ، والأخطأء التي أوصلتنا لهذا الحال الذي نحن فيه اليوم ...

ــــــــــــــــــــــــ

محتوى الجزء الأول ( الذي أنتهينا منه كاملا والحمدلله ) هو التالي /
الكتآب الأول : بدآية مصرية



طريقنآ الجديد بدون قحطآن .
الأزمة في الدآخل .
عودة الى المآضي .
الصورة مظللة .. مضآءة .
الوجه الثآني من العملة ذآتهآ .
المستقبل لآيدخر لنآ سوى أيام إنتقآم .
محآضرة بالعآمية ، ولكنهآ رآئعة ، وخطيرة .
أسبآب إنهيآر أثمآر الجنوب العربي .
الثورة المضآدة ، أو الملهآة .


ولمن أراد الإطلاع على الجزء الأول للكتاب أو متابعته وقرائته ، عليه الذهاب للرابط التالي /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





محتوى الجزء سيكون التالي /

الكتآب الثآني : ونهآية بريطآنية



التحول البريطآني .
حديث عن المهآم والظبآط .
الخطة المشتركة .
تجهيزآت إستعمآرية .
اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤآمرة .
الرفض الجمآعي للحكم .
مظآهرآت تحميهآ الدبآبآت .
حمآية الذهب بالحديد .
الآمآل المتوآضعة تضيع .
حضرموت .
حضرموت أيظآ .
سقوط عدن .
الشكل الأخير للإستقلآل .
وحدنآ مع العدو .

...


تابعونا


...
تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية
...

algnoubalarabi
06-13-2010, 01:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نعود من جديد نكمل من حيث توقفنا ، حيث أنتهينا والحمدلله من إنزال ( الجزء الأول من الكتاب كاملا ) ، وأخذنا قسطا من الراحة وها نحن عدنا لنكمل واجبنا في إظهار ما خفي عن غالبية شعب الجنوب العربي ، فتاريخنا به الكثير الكثير مما نجهله فوجب علينا إظهار ولو أقل القليل من الحقائق ، والمؤمرات ، والجرائم ، وكل ماحصل بالماضي ؛ ليس لغرض الفتنة أو شيء من هذا القبيل ، ولكن من باب الإتعاظ ، والإستفادة ، وأخذ الدروس والعبر ، وعدم تكرار مآسي المآضي ، والأخطأء التي أوصلتنا لهذا الحال الذي نحن فيه اليوم ...

ــــــــــــــــــــــــ
ولمن أراد الإطلاع على الجزء الأول للكتاب أو متابعته ، عليه الذهاب للرابط التالي /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





محتوى الجزء سيكون التالي /

الكتآب الثآني : ونهآية بريطآنية



التحول البريطآني .
حديث عن المهآم والظبآط .
الخطة المشتركة .
تجهيزآت إستعمآرية .
اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤآمرة .
الرفض الجمآعي للحكم .
مظآهرآت تحميهآ الدبآبآت .
حمآية الذهب بالحديد .
الآمآل المتوآضعة تضيع .
حضرموت .
حضرموت أيظآ .
سقوط عدن .
الشكل الأخير للإستقلآل .
وحدنآ مع العدو .

...


تابعونا


...


أخي حضرمي جداوي أحييك وأشكرك مقدمآ على مجهودك في أنزال الجزء الثاني من الكتاب بارك الله فيك وكثر من أمثالك

أبو خالد
06-13-2010, 01:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نعود من جديد نكمل من حيث توقفنا ، حيث أنتهينا والحمدلله من إنزال ( الجزء الأول من الكتاب كاملا ) ، وأخذنا قسطا من الراحة وها نحن عدنا لنكمل واجبنا في إظهار ما خفي عن غالبية شعب الجنوب العربي ، فتاريخنا به الكثير الكثير مما نجهله فوجب علينا إظهار ولو أقل القليل من الحقائق ، والمؤمرات ، والجرائم ، وكل ماحصل بالماضي ؛ ليس لغرض الفتنة أو شيء من هذا القبيل ، ولكن من باب الإتعاظ ، والإستفادة ، وأخذ الدروس والعبر ، وعدم تكرار مآسي المآضي ، والأخطأء التي أوصلتنا لهذا الحال الذي نحن فيه اليوم ...

ــــــــــــــــــــــــ
ولمن أراد الإطلاع على الجزء الأول للكتاب أو متابعته ، عليه الذهاب للرابط التالي /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





محتوى الجزء سيكون التالي /

الكتآب الثآني : ونهآية بريطآنية



التحول البريطآني .
حديث عن المهآم والظبآط .
الخطة المشتركة .
تجهيزآت إستعمآرية .
اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤآمرة .
الرفض الجمآعي للحكم .
مظآهرآت تحميهآ الدبآبآت .
حمآية الذهب بالحديد .
الآمآل المتوآضعة تضيع .
حضرموت .
حضرموت أيظآ .
سقوط عدن .
الشكل الأخير للإستقلآل .
وحدنآ مع العدو .

...


تابعونا


...


حضرمي جداوي

أكرر شكري لمجهودك العظيم في جمع هذا الكتاب النادر

ولا ادري لماذا تم نقل الجزء الأول الى قسم آخر دون وجود رابط نقل (ولو مؤقت) في المنتدى السياسي !!!

فمنتدى التوثيق التاريخي لايمكن المشاركة فيه ولا التعليق ...

وتحية جنوبية حضرمية بعبق الإستقلال

حضرمي جدآوي
06-13-2010, 02:04 AM
الكتاب الثاني : ونهاية بريطانية




التحول البريطاني


- 1 -



عدد قليل من الناس ، هم الذين يعرفون أن المخابرات البريطانية لم تكن أحسن توفيقا من المخابرات المصرية فيما يتعلق بنتائج عملها في الجنوب العربي .. فكلتا المنظمتين منيتا بالفشل سواء في أسلوب عملها أو في الأهداف التي توختها كل منهما من وراء التدخل في الجنوب العربي ..

وفي ضوء التطورات والأوضاع القائمة حاليا فإن من اليسير القول بأن الأموال التي صرفت والجهود التي بذلت قد ذهبت الآن أدراج الرياح ..

إن الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات المصرية ، يبدو أن حضوضهم قد ضاعت نهايئا .. ولم يعد بمقدورهم الظهور في الصورة أمام الشعب كرجال شرفاء ..

وأما الرجال الذين ربطوا مصيرهم بالمخابرات البريطانية وهم نوعية دون في ثقافتها .. ومطامحها فإنهم يتعرضون _ للتصفية على دفعات .. ويتم ذلك عادة بدون ضجة لضعف الوشائج التي تشد بعضهم إلى البعض .. ولإفتقارهم الواضح إلى إثارة إهتمام الشارع .. وقد أمكن تصفية أبرز عناصرهم في الأشهر الأولى من الإستقلال . بعد أن أكتشف ( العهد الماركسي ) الذي وصل إلى الحكم على أكتافهم أنه سيفقد (( طهارته )) أمام الكرملين فيما لو حاول الإبقاء عليهم في واجهة حكمه ..

وفي حين يبدو من الواضح أن تركة المخابرات المصرية قد صفيت تماما .. ولم تعد قادرة على التأثير في مجرى التطورات السياسية والعسكرية المقبلة فإن بعض عملاء المخابرات البريطانية يشاركون مشاركة ثانوية في الحكم .. وخصوصا في قطاعات الجيش البعيدة عن عدن .. والموجودة في مواجهة ثوار الوحدة الوطنية .

ومع ذلك فإن المخابرات البريطانية لا زالت تتمسك ببعض الأمال في حدوث (( ضربة قدرية )) تؤدي إلى تقوية مركز عملائها المنهار داخل جهاز الحكم الماركسي في عدن .. أو على أنقاضه وهو مطلبها الأساسي .. ومن السهل ملاحظة بعض الإنتفاضات هنا وهناك .. ولكن نوعية الرجال الذين أعتمدت عليهم المخابرات البريطانية رغم كثرتهم تبدو عند المقارنة أقل بكثير في كفائتها وجرأتها وثقافتها من الأقلية الماركسية الصلبة ..

ومن الحق أن الأقلية الماركسية في عدن تكثر من الضوضاء فيما بينها (( كـكلاب الليل )) ولكنها سرعان ما تتحد لمواجهة أول تحرك غريب يريد أن يقاسمها السلطان الذي حصلت عليه عبر لعبة معقدة وضعتها المخابرات البريطانية .. وكانت هي أول الخاسرين فيها ..


- 2 -


أظن أن بعض القراء سيصابون بالدهشة من إستمراري في الحفاظ على إعتقاد لا يتغير .. بالدور الضخم الذي لعبته المخابرات البريطانية في توصيل الجبهة القومية إلى الحكم .. وربما يرجح لدى الأكثر وعيا من القراء أن (( أبا شمس )) هذا رجلا ساذجا .. رغم كفاءة الأسلوب الإنشائي الذي يعالج به الأمور .. ولكنه يفتقر إفتقارا واضحا إلى المقدرة على توفير عنصر الإقناع لقرائه .. وإلا فكيف يجول في ذهن القارئ _ العادي طبعا _ أن المخابرات البريطانية _ وهي عنصر مهم في حراسة النفوذ البريطاني فيما وراء البحار _ ستسهم في الدفع بجماعة ماركسية إلى الحكم .. وأي حكمة تكمن في مثل هذا السلوك .. ؟

والحقيقة أن (( لعبة تريفليان الساحرة )) في النصف الأخير من عام 1967 بدأت بالغة التعقيد .. وأحتجت شخصيا إلى الكثير من الوقت لأتمكن من هضم ما حدث .

وقد وصلت بعض الحقائق إلي متأخرة إلى حد كبير .. ولذلك فإن (( الدراسات )) التي قدمتها في هذه الصفحة عن الجنوب العربي في سنوات الشدة )) ظهرت في بعض جوانبها وخصوصا ما يختص بدور المخابرات البريطانية .. ظهرت غامضة . ومنطوية على الكثير من الإتهامات .. والقليل فقط من الوقائع ..

و ثم فإن هذا المقال يمثل مدخلا (( لدراسة تكميلية )) عن دور المخابرات البريطانية في وصول الجبهة القومية إلى الحكم ..

وقبل أن يتعين علينا الدخول في التفاصيل يتوجب علي أن أقول بأن المخابرات المصرية عندما لاحضت إنحلال الأجهزة الإتحادية ... وتفسخها بشكل ملموس .. قررت إلتقاط إسم الجبهة القومية من الشارع .. ونصحت كل عملائها في الجيش .. والشرطة .. والجهاز الإتحادي المتفسخ بالتحول إلى جانب الجبهة القومية .. ليس ليصبحوا ماركسيين بالطبع .. ولكن لغرض التنكر والعمل من خلال إسم أظهر حتى ذلك الوقت بعض المقدرة في مواجهة المخابرات المصرية . ومقاومة تيار عملائها المتزائد .

والهدف واضح .. هو القضاء على جبهة التحرير بإسم منظمة إرهابية مماثلة (( الجبهة القومية )) .. وتطويق هذه الجبهة من الداخل بإقحام كل ممثلي المصالح البريطانية داخل تنظيمها الماركسي القديم إما للإستيلاء عليها .. أو لتفجيرها في النهاية .. وقد نفذ الجزء الأول من الخطة (( القضاء على التحرير )) بنجاح تام .. ولكن ليس لمصلحة عملاء المخابرات البريطانية كما كان الهدف .. وإنما لمصلحة الماركسيين ..

وستقدم الوقائع التي سنوردها بالتتابع هنا .. المزيد من الأدلة على الدور الضخم الذي حولت فيه المخابرات البريطانية كل عملائها بين عشية وضحاها .. إلى (( جبهة قومية )) وأطلقت لهم حرية العمل مع الماركسيين للقضاء .. ليس فقط على (( جبهة التحرير )) وهي عميل آخر .. وإنما للقضاء على إستقلال الجنوب العربي .. وتشويه صورته .. وجعلها على الغرار القائم المفجع .. الحزين ..



- 3 -

في 6 - 7 - 1967 م عقد إجتماع في مكتب المستر (( جانج )) المعتمد البريطاني في ندينة الإتحاد ( الشعب الان ) وشهد هذا المؤتمر أهم مظاهر التحول الفعلي في السياسة البريطانية إلى جانب الجبهة القومية ..

وقد حضر هذا الإجتماع من الجانب البريطاني :

المستر جانج المعتمد البريطاني . المستر ديلي .. ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر سمرفيلد ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
المستر هبربرسي ضابط سياسي وعضو المخابرات المركزية .
والكولونيل شبلن الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية .

( ولا حاجة للقول بأن من يطلق عليهم ضباط سياسة ) في الجنوب العربي هم عمليا ونظريا العنصر التنفيذي للسياسة البريطانية في هذه البلاد .. وهم المتحكمون في كل ضئيل وجليل من أمورها .. )

ومن الضباط العرب حضر هذا الإجتماع ..

العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي ..
المقدم علي عبدالله ميسري المقدم أحمد محمد بلعيد .
المقدم مهدي عشيش .
والمقدم محمد أحمد ميسري .
والمقدم سالم قطيبي .. وهذا أغتيل من قبل الحكومة في ظروف غامضة لأنه أصيب بصحوة ضمير متأخرة ..

وقد قصد من هذا الإجتماع تنوير هؤلاء الضباط العرب _ وهم زبدة من تركن إليهم المخابرات البريطانية .. لأنهم تربوا تحت إشرافها منذ أن كانوا جنودا .. قصد تنويرهم بالتحول الجديد في السياسة البريطانية .. وأبلغهم ( جانج ) أن بريطانيا بذلت كل ما في وسعها لحمل الإتحاد على التماسك .. وفشلت .. وحاولت أن تقيم حكومة إنتقالية على قاعدة عريضة .. أي تشمل كل الأطراف .. ولكن ( الإرهاب ) أحبط هذا المجهود وقال لهم جانج أن الحكومة البريطانية لا تستطيع أن تضمن مستقبلهم .. هم وكل الجيش .. والشرطة .. والجهاز المدني .. لأن السلطة التي قد تخلف البريطانيين ( جاهزة بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية ) في تعز .. وقد أعدت كل شيء إعدادا متقنا على أيدي المخابرات المصرية بحيث يكون من المشكوك فيه أن تتعامل مع جهاز لا تطمئن إلى نواياه .. ( يقصد الجيش .. والشرطة .. والعناصر البارزة في الإدارة المدنية .. ) .

ونزل هذا الحديث نزول الصاعقة على الضباط الذين أتضحت لهم نهاية مفجعة كانوا يجهلون أبعادها حتى ذلك الوقت ، وكانت الجرعة فعالة بحيث دعت الضباط إلى طرح السؤال التقليدي .. (( وما الذي يجب عمله ؟ )) .

وهنا كان الضباط البريطانيون يأخذون الأهبة للإنتقال إلى الموضوع الأكثر إمتاعا .. والأكثر أهمية .. إلى الخطوة الحاسمة في التحول ..

أما وقد أصبحنا الان في لب المسألة فإن موعدنا الأسبوع القادم .. وسنعثر بالتأكيد على بداية مناسبة لحشد من الوقائع المذهلة .







يتبع ... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية

asdashrqalkhalifi
06-13-2010, 08:44 AM
حضرمي جداوي

أكرر شكري لمجهودك العظيم في جمع هذا الكتاب النادر

ولا ادري لماذا تم نقل الجزء الأول الى قسم آخر دون وجود رابط نقل (ولو مؤقت) في المنتدى السياسي !!!

فمنتدى التوثيق التاريخي لايمكن المشاركة فيه ولا التعليق ...

وتحية جنوبية حضرمية بعبق الإستقلال



امع ماطرحه الاخ ابوخالد اعتقد انه ولاتاحة الفرصة لاكبر عدد من القراء من الاطلاع على الكتاب كان يفترض ابقاء الجزء الاول مدة اطول .

الشكر والتقدير للجميع .

asdashrqalkhalifi
06-14-2010, 12:11 AM
ومن الضباط العرب حضر هذا الإجتماع ..

العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي ..
المقدم علي عبدالله ميسري المقدم أحمد محمد بلعيد .
المقدم مهدي عشيش .
والمقدم محمد أحمد ميسري .
والمقدم سالم قطيبي .. وهذا أغتيل من قبل الحكومة في ظروف غامضة لأنه أصيب بصحوة ضمير متأخرة ..


ان لم تخني الذاكرة فقد اغتيل المقدم سالم قطيبي ومعه اربعون عسكريا في الصحراء

بين بيحان وعتق وقبل احداث جبل السوداء بالقرب من عتق بايام قليلة .

خلال فترة حكم قحطان وفيصل آل الشعبي .

طائر الأشجان
06-14-2010, 02:17 AM
متابعون أخي ( حضرمي جداوي ) وننتظر البقية وبعدها لكل حدثٍ حديث .

يعطيك ألف عافية ..

تقديري/ أخوكم
طائر الاشجان

حضرمي جدآوي
06-15-2010, 03:20 AM
حديث عن المهام ، والضباط

- 4 -

( إن حكومة صاحبة الجلالة تدرك الآن أن آمالها في الخروج من الجنوب العربي .. وفيه حكومة مستقرة .. وحازة على رضى الشعب ، قد أوشكت على الضياع .. كما أن الجهود التي بذلتها لمقاومة الإرهاب طوال السنوات الماضية أثبتت أن لا طائل تحتها .. وعلى النقيض من ذلك فإن ( الأجهزة المحلية ) التي نفترض أننا سننال منها العون لمقاومة الإرهاب قدمت الدليل هي نفسها على وقوعها تحت تأثير المنظمات الإرهابية ) .

(( ورغم كل الظروف القائمة .. وهي ظروف تبعث على الأسف .. فإن حكومة صاحبة الجلالة محتفظة بتصميها على عدم ترك الجنوب العربي نهبا للفوضى .. وهي عازمة على ضمان مستقبل أصدقائها .. وتأمين القدر المستطاع من القوة لهم قبل مغادرة المنطقة .. ))

(( وشرطنا الوحيد هو أن يظهر هؤلاء الاصدقاء قدرة واضحة على العمل .. وقابلية محددة لسماع المشورة )) .

(( إن حكومة صاحبة الجلالة بعد أن لمست عجز العناصر العربية في الإتحاد .. وفي الأحزاب الرئيسية عن التعاون معها لإقامة حكومة تستند إلى قاعدة عريضة . وتمثل فيها كل الأطراف .. وذلك طبقا للمشورة الدستورية التي قدمها خبيران بريطانيان .. أضطرت إلى إحداث تبديل جذري في سياستها .. وهي ستلجأ على الغالب إلى تسليم السلطة في الجنوب العربي للفريق الذي يظهر مقدرته على تأمين الإستقرار في المنطقة .. وكف أيدي العناصر المخربة عن دفع عجلة الإنهيار والفوضى قدما )) .

(( ولا نملك إلا أن نلاحظ أن الجبهة القومية وهي خصم منافس لجبهة التحرير التي تعمل بوحي مباشر من المخابرات المصرية ، وتعوق الجهود التي تبذل للوصول إلى السلام .. نلاحظ أن الجبهة القومية أظهرت الكفاية واضحة في ردع جبهة التحرير ، وكشفت من خلال إتصالاتها خلال هذا العام ، بالبريطانيين عن ميل أقل للتطرف ، وميل أكثر نحو التفاهم والرغبة في العمل المشترك )) .

ومن خلال هذه الإتصالات بدأت حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف على آمال هذه الجبهة .. وتحاول إختبار السبل المؤدية إلى دعمها في الكفاح الذي تخوضه ضد الأحزاب الأخرى )) .

(( ودائرة المندوب السامي البريطاني في عدن تميل إلى الإعتقاد بأنه قد يكون في مقدور الجبهة القومية أن تصبح في وضع يمكنها من الدخول في مفاوضات مع الحكومة البريطانية لإستلام الحكم في أو قبل الموعد المحدد لجلاء بريطانيا عن الجنوب العربي .. أي الأول من يناير عام 1968 م )) .



- 5 -

وقد عقدت بعد هذا التاريخ بالتتابع سلسلة من المؤتمرات بين رجال الحكم البريطاني في عدن .. وعملائهم في الجيش والأمن العام والإدارة المدنية .. وتطورت هذه المؤتمرات بعد قليل .. ودخل القوميون الماركسيون طرفا ثالثا فيها وفي هذه المؤتمرات جميعا كما في هذا المؤتمر درست بعناية كل السبل .. وأعتمدت الأموال .. وأختير الأشخاص الذين سيبدأون التحرك لإحداث الإنقلاب في الجيش والإدارة لمصلحة الجبهة القومية ..

وفي هذا المؤتمر الي لازلنا بصدد الحديث عنه .. وزعت المخابرات البريطانية .. مليون وثمانمائة ألف شلن على الضباط العرب لغرض إتفاقها في تعزيز نفوذهم ضمن قطعات الجيش التي يسيطرون عليها .. والمناطق التي تتمركز قواتهم فيها ..

وهــــا هــــي الكيفية التي وزعت بها هذه الأموال
وأشخاص الذين سلمت لهم .. والأغراض التي رصدت لتحقيقها ..


( 000ر200 ) مائتي ألف شلن سلمت للعقيد حسين عثمان عشال ليصرفها في منطقة بيحان حيث تتمركز كتيبة من جيش الجنوب العربي تحت قيادته .. وعينت له أوجه صرف هذا المبلغ في محيط القبائل والجيش وبعض عناصر الإدارة المحلية المرتبطة بالشريف حسين الهبيلي .
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم ســالم القطيبي لحساب منطقتي الضالع وردفان .. لتحقيق نفس الأغراض التي عينت للعشال .
000ر200 مائتي ألف شلن دفعت للمقدم علي عبدالله ميسري لحساب منطقة دثينة .
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت لجعبل أم شعوى لحساب منطقة العواذل ... والشعوى مدنيا وليس من الضباط ولكنه على صلة متينة بالمخابرات البريطانية .. وهو يعمل لحسابها ضمن تنظيم الجبهة القومية ..
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم مـهــــــدي عشيش لحساب منطقة عتق ونصاب والصعيد .
000ر200 مائتي ألف شلن سلمت للمقدم محمــــد أحمد بلعيد لحساب منطقة لحج والفضلي .
وفي نفس اليوم سلمت ستمائة ألف شلن لثلاثة من كبار ضباط الأمن هم عبدالهادي شهاب وصالح سبعة وصديق .. لكسب ولاء بوليس ولاية عدن .. وشرطة الإتحاد لحساب الجبهة القومية ..

وإثنان من هؤلاء الضباط هم _ شهاب وسبعة _ قد تمت تصفيتهم في نطاق سعى الماركسيين الحثيث لتحطيم كل مؤسسات الدولة القديمة .. وتصفية أصحاب العلاقة بهذه المؤسسة ..



- 6 -

والآن لنسأل أنفسنا من هم هؤلاء الضباط .. وما نوع الإتجاهات السياسية التي ينتسبون إليها .. ولنأخذ حالة بعضهم على الأقل كـنموذج ومثال ..


حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي

بدأ حياته موظف إستخبارات صغير في عدن .. وقد تدرب تحت إشراف المستر ديلي الضابط السياسي البريطاني وعضو المخابرات المركزية في عدن ..

وفي عام 1955 أدخلته المخابرات البريطانية في الحرس الإتحادي كضابط في الظاهر وليتولى _ سرا _ مراقبة نمو الإتجاهات التحررية في صفوف الجيش الناشيء .. وفي عام 1959 رقي إلى رتبة قائد .. وقد بعث إلى بريطانيا بعد هذا التاريخ ليأخذ دورة في الرشاشات المتوسطة .

ليس له إتجاه سياسي حتى عام 1967 م .. ومن المشكوك فيه أن يكون له مثل هذا الإتجاه الآن .. أبرز سماته أنه شخصية غير مؤثرة ..



محمد أحمد السياري ميسري

يحمل الآن رتبة ( قائد ) وهو ابن أحمد الخضر ميسري أقدم ضابط في الجنوب العربي ... والأب والإبن معا من أبرز عملاء المخابرات البريطانية في الجيش .. وقد تألق إسم الإبن كثيرا بعد الإستقلال وأتاح له مركزه كـضابط تموين في الجيش أن يرافق بعض وفود الجبهة القومية التي زارت روسيا والجزائر والعراق ..

ويعد الآن من الركائز البريطانية المهمة في الجيش .. وكانت صلته بالمخابرات البريطانية قد بدأت عن طريق والده .. وعمل جاسوسا على زملائه لحساب الكلولونيل ( فينر ) القائد البريطاني الأسبق لجيش الجنوب العربي ..

وقد أرسل إلى بريطانيا ثلاث مرات .. وأخذ دورة في عمل المخابرات .. ودورة في الرشاشات المتوسطة .. وثالثه في ( التخطيط والإستراتيجية ) ..

ليس له حتى عام 1967 إتجاه سياسي .. ولكنه نزولا على توصية المخابرات البريطانية تحول إلى العمل لفائدة الجبهة القومية في النصف الأخير من ذلك العام .. وللحق فقد عمل بحماس .. ولكن تنظيم الجبهة القومية .. يخضعه لمراقبة دقيقة حتى يحين دوره في التصفية ..



أحمد محمد بلعيد

خاله العميل المعروف أحمد الخضر ميسري .. وعن طريقه تم إلحاقه بالمخابرات البريطانية .. بدأ حياته كـجندي لاسلكي قبل 28 سنة .. وأصبح وهو لايزال يحمل رتبة ( عريف ) من أصحاب (( المخصصات السرية )) يحمل الآن رتبة قائد .. وهو من العناصر القومية في الجيش بعد أن سيطر عليه أهل دثينة .. وهو كذلك على رأس القائمة التي تثير القلق في صفوف الماركسيين .. وذلك فإنه يخضع كـباقي زملائه للمراقبة .



- 7 -

وفي القول سعة عن التفاصيل الشخصية لحياة وماضي الضباط الذين تحولوا بأمر من المخابرات البريطانية إلى جانب الجبهة القومية .. ولكن مثل هذه التفاصيل ليست ذات غنى ..

فالأكيد .. الأكيد ان ليس في هؤلاء الضباط رجلا يتميز بالنباهة والمقدرة على الإنتفاع من مركزه في الجيش للحصول على مكاسب سياسية .. كما أن التصدي لأقلية حاكمة حسنة التنظيم يدعمها وجود دولي ضخم كـدول المعسكر الشيوعي هو فوق الطاقة العادية لضابط جريء طموح .. لا بل إنه فوق طاقة جماعة من الضباط تنقصهم الثقافة .. وينقصهم الطموح والقدرة على مواجهة الجماهير .

وسنؤجل الوصول إلى أية إستنتاجات مبكرة قبل أن نعرض المزيد من الأساليب التي لجأت إليها المخابرات البريطانية في تحقيق (( تحالفها التعيد )) مع الجبهة القومية .. بمعنى آخر سنعرض السبل التي تحقق عبرها هذا التحالف قبل أن نقرر في النهاية من هو المستفيد الحقيقي منه .







يتبع ... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية

حضرمي جدآوي
06-16-2010, 04:31 AM
الخطة المشتركة


هل جاء التحول البريطاني ، إلى جانب الجبهة القومية ، بدون نذر موحية بإحتمال وقوعه ؟ .
وهل أخذت حكومة الإتحاد على غرة ، ولم تعط الوقت الكافي للدفاع عن نفسها ؟
إن هذين السؤالين طرحا في الوقت المناسب .
لأن الإجابة عليهما تكشف لنا بعض الجوانب الخفية في تركيب إتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا عام 1959 ، وظلت حتى أوائل عام 1967 المدافع الوحيد عنه .

حسنا الجواب على هذين السؤالين هو كلا .. لم تؤخذ حكومة الإتحاد على غرة .. ولو كانت تحدوها أي رغبة في الدفاع عن نفسها لظهرت .. ولكن مثل هذه الرغبة لم تراودها على الإطلاق .. ولم يكن الإفتقار إلى الرغبة هو السبب الوحيد .. بل يمكن إضافة الإفتقار إلى القدر كسبب آخر ..

في أول زيارة قام بها المندوب السامي الجديد ( هنري تريفليان ) لحكومة الإتحاد أعلن في المجلس الأعلى بحضور جميع السلاطين والوزراء (( أنه رجل ثوري . ويحب الثوار )) !!
وقال أنه كان في العراق أثناء الإنقلابات المتعاقبة هناك ضد الحكومة .. ومع ذلك فلم يحاول إستخدام نفوذ بريطانيا للوقوف ضد هذه الإنقلابات ..
وأخيرا أبلغهم أن وصوله إلى عدن له هدف هو التعجيل بالإنسحاب البريطاني من المنطقة .. وبريطانيا لم تعد تهتم بنوع الحكومة التي ستخلفها .. كما أنها ستتخلى عن إرتباطاتها القديمة مع أصدقائها التقليدين لأن مثل هذه الإرتباطات ستفقد مدلولها بعد الإنسحاب التام من البلاد .

كان ذلك على التحديد بتاريخ 2/6/1967 م . وعلى الرغم من صراحة (( الإنذار )) البريطاني فإنه ليس بين الوقائع التي توفرت لي مايشير إلى أية خطوات أتخذها حكام الإتحاد كـمجموع للحد من هرولة العربة التي يمتطونها نحو الهاوية .

وأغلب الظن أنهم وقد أحسوا بأن الحامي الأول للإتحاد قد تخلى عنه شرعوا كل على إنفراد وعلى مسؤوليته يبحثون عن حلفاء جدد في صفوف الحركة الوطنية ..
وتمكن بعضهم وإلى حد كبير من (( قلب سترته )) كما يقول المثل الفرنسي ..

وكان البعض من الغفلة بحيث سارع إلى فتح خزائنه ومستودعات أسلحته لرجال الجبهة القومية .. عندما أكتشف الإتجاه البريطاني المتحول إلى جانب هذه الجبهة ..
وبالطبع فإن هذه المبادرات لم تغن عنهم شيئا .. فالجبهة القومية لا تريد أن تضع صورة عهدها الجديد في نفس الإطار القديم فهذا يفقدها الكثير من العطف الشيوعي الذي بنت كل حساباتها على إكتسابه ..

هل يظهر من هذا السياق أي ميل مقصود للوم السلاطين أو تضخيم شعورهم بالذنب . ؟
إذا كانت الوقائع نفسها قد أوحت بشيء من هذا . فهو لم يكن هدفي .



- 9 -

بعد الخطوات التمهيدية .. بدأت العلاقة بين الجبهة القومية . وجهاز الإستعمار البريطاني في عدن تسير نحو التخطيط المشترك .. وبالفعل فقد عقد يوم 15/7/1967 م إجتماع موسع كبير بين معاوني المندوب السامي البريطاني . ورجال الجبهة القومية .. بقصد إعداد خطة مشتركة لمتابعة تفتيت الحكومة الإتحادية .. والقضاء على العناصر الوطنية ..

وقد حضر هذا الإجتماع عن الجانب البريطاني :

المستر ديلي : الوكيل الدائم لوزارة الأمن الداخلي الإتحادية .. وعضو المخابرات المركزية .
المستر شبلن : الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية وعضو المخابرات .
المستر اشورت : ضابط الإعلام المسؤول في مكتب المندوب السامي ..
المستر سمرفليد : المسؤول السياسي عن المنطقة الغربية .
المستر هبربرسي : المسؤول عن المنطقة الشرقية .
المستر برجس : رئيس المخابرات والمسؤول عن ولاية عدن .

وعن الجبهة القومية . حضر :

سيف الضالعي : وزير الخارجية الحالي .
فيصل عبداللطيف الشعبي : سكرتير القيادة العامة للجبهة القومية .
محمد علي هيثم : وزير الداخلية ..
وجعبل ام شعوى : عضو القيادة العامة .

وثلاثة أعضاء آخرين بأسماء مستعارة .

وعن الجيش حضر :

العقيد حسين عثمان عشال ، العقيد محمد سعيد يافعي ، المقدم علي عبدالله ميسري ، المقدم أحمد بلعيد ، والمقدم مهدي عشيش ، الرائد أحمد محمد السياري ، المقدم عبدالله على مجور ، العقيد أحمد بن عرب ، وعن الأمن العام . حضر
العقيد عبدالهادي شهاب ، الرائد أحمد الخضر السياري ، وهما من شرطة عدن ، العقيد عبدالله صالح سبعة .

وأسفر هذا الإجتماع عن وضع خطة مشتركة تمثلت في النقاط الآتية :


أولا - تزود الجبهة القومية أعضاءها العاملين ببطاقات سرية توضح إنتمائهم الحزبي .. وذلك ليسهل لهم الجيش البريطاني حركة التنقل والمرور من مراكز التفتيش بأسلحتهم ..
ثانيا - تتعهد الجبهة القومية بعدم إستخدام السلاح ضد الجنود البريطانيين .. وبتغطية إنسحابهم في الأسابيع الأخيرة من عدن .
ثالثا - تتعهد الجبهة القومية بتقديم معلومات إلى القوات البريطانية عن أسماء وأماكن أعضاء رابطة الجنوب العربي . وجبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل .. وتتعهد كذلك بالمساعدة في إعتقالهم ..
رابعا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بأجهزة لاسلكي لتأمين الإتصال بين أعضائها في الداخل . والخارج .
خامسا - وافقت بريطانيا على تزويد الجبهة القومية بكمية أولية من السلاح تمكنها من العمل السريع .. على أن يتم توريد حاجاتها الرئيسية من السلاح عن طريق وكلاء التاج في لندن . وهم جماعة تبيع السلاح بالإتفاق مع وزارة الخارجية البريطانية ..
سادسا - أتفق الطرفان على الإسهام في ترتيب مظاهرات في جميع الولايات ضد الحكام . والسلاطين بقصد مضايقتهم وإرهابهم على أن يقود هذه المظاهرات رجال ينتسبون إلى الجبهة القومية .. وأتفق كذلك على أنه ستصدر الأوامر للجيش في هذه الولايات بعدم التعرض للمتظاهرين .. كما أتفق على أن يسافر الضباط السياسيين البريطانيين المقيمين في الولايات إلى عدن قبل حدوث هذه المظاهرات حتى لا يتمهوا بأنها عملت بوحي منهم ..
سابعا - كلف المستر آشورت ضابط الإعلام البريطاني في مكتب المندوب السامي بتوجيه سياسة الإعلام لصالح الجبهة القومية .. ونسب أعمال العنف إلى رجالها ..
ثامنا - أتفق على أنه عندما تنتهي حكومة الإتحاد فإن جميع الإلتزامات التي كانت قائمة بينها . وبين بريطانيا تعد لاغية .. ولا تعتبر الحكومة البريطانية ملزمة بأي شيء للحكومة الجديدة إلى أن يصار إلى وضع إتفاق جديد .
تاسعا - ستتولى الحكومة البريطانية إشعار حكام الولايات بأنها لن تكون في وضع يمكنها من نجدتهم فيما لو تعرضوا للمتاعب .. وستحثهم على الإنتقال إلى عدن حيث ستكون شروط السلامة المتاحة لهم أفضل منها في مناطقهم .. وعندما يحين موعد تسليم السلطة ستتولى ترحيلهم إلى خارج البلاد ..
عاشرا - تقرر أن تعقد إجتماعات دورية ( كل عشرة أيام ) بين المندوب السامي . ومعاونيه وأعضاء الجبهة القومية لقياس حجم التقدم الذي أحرز في تنفيذ هذا المخطط .. ويحتفظ المندوب السامي البريطاني بالحق في إدخال أية تعديلات أفضل في تحقيق أغراضها ..
وبدون حاجة للتحديات .. فإني على ثقة تامة بأن الحكم العميل في عدن لن يجسر قط على الإدعاء بأن هذه الوقائع غير صحيح . أو حتى غير دقيقة .. لأنه يعرف أكثر مما أعرف أن هناك من هو على إستعداد لأن يضع أصبعه في أعين المكذبين .







يتبع ... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية

asdashrqalkhalifi
06-16-2010, 12:48 PM
ببارك الله فيك اخي واستاذي حضرمي جداوي

معلومات خطيرة جدا ارجو ان تصل الى كل جنوبي عربي وخاصة من بقي من المغرر بهم .

تحياتي

شبح كدور
06-17-2010, 10:14 AM
بارك اللة فيك اخي حضرمي جداوي على هذة المعلومات

حضرمي جدآوي
06-18-2010, 04:30 AM
أخي حضرمي جداوي أحييك وأشكرك مقدمآ على مجهودك في أنزال الجزء الثاني من الكتاب بارك الله فيك وكثر من أمثالك


يا أهلا بك أخي الفاضل ، حياك الله وبارك فيك ، ولاشكر على واجب ، الشكر لكم على تواصلكم وإهتمامكم وتفاعلكم

تحية جنوبية عربية .. بعبق الإستقلال و الحرية


حضرمي جداوي


أكرر شكري لمجهودك العظيم في جمع هذا الكتاب النادر

ولا ادري لماذا تم نقل الجزء الأول الى قسم آخر دون وجود رابط نقل (ولو مؤقت) في المنتدى السياسي !!!

فمنتدى التوثيق التاريخي لايمكن المشاركة فيه ولا التعليق ...

وتحية جنوبية حضرمية بعبق الإستقلال


حيالله الأستاذ حيالله الدكتور بوخالد ،، لاشكر على واجب !! الشكر لكم من الأعماق على إهتمامكم بما نكتب وتوثيقه .. بالنسبة لإستفسارك رفعته لأصحاب الشأن وأتمنى تزورنا هناك وتدلي بدلوك ..

تحية جنوبية حضرمية >< بعبق الإستقلال و الحرية




ا مع ماطرحه الاخ ابوخالد اعتقد انه ولاتاحة الفرصة لاكبر عدد من القراء من الاطلاع على الكتاب كان يفترض ابقاء الجزء الاول مدة اطول .


الشكر والتقدير للجميع .





بارك الله فيك أستاذي أسد ، وفي جهودك ،، كل جنود مجندة للجنوب العربي وسندافع عن هويتنا حتى آخر نفس ..

تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية


ومن الضباط العرب حضر هذا الإجتماع ..

العقيد حسين عثمان عشال قائد الجيش الحالي ..
المقدم علي عبدالله ميسري المقدم أحمد محمد بلعيد .
المقدم مهدي عشيش .
والمقدم محمد أحمد ميسري .
والمقدم سالم قطيبي .. وهذا أغتيل من قبل الحكومة في ظروف غامضة لأنه أصيب بصحوة ضمير متأخرة ..


ان لم تخني الذاكرة فقد اغتيل المقدم سالم قطيبي ومعه اربعون عسكريا في الصحراء

بين بيحان وعتق وقبل احداث جبل السوداء بالقرب من عتق بايام قليلة .

خلال فترة حكم قحطان وفيصل آل الشعبي .



يعطيك العافية عالمعلومة والمداخلة ، ولكن أثاراني بعض الفضول لمعرفة ( ماهي أحداث جبل السوداء ) ؟ إن سمحت ..



وبالتوفيق عزيزي


متابعون أخي ( حضرمي جداوي ) وننتظر البقية وبعدها لكل حدثٍ حديث .

يعطيك ألف عافية ..

تقديري/ أخوكم
طائر الاشجان

حيالله شاعرنا ، البقية ستاتي تباعا إن شاء الله فقط أصبروا علينا ، ونتمنى لكم متابعة ممتعة ومشوقة ، وبإنتظار تعقيبكم على تختيم الكتاب بالكامل إن شاء الله ، والله الله لا لايحرمك من عافيته ويدوم عليك الصحة ...

تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية




تحياتي للجميع .. وبالتوفيق

حضرمي جدآوي
06-18-2010, 04:43 AM
ببارك الله فيك اخي واستاذي حضرمي جداوي


معلومات خطيرة جدا ارجو ان تصل الى كل جنوبي عربي وخاصة من بقي من المغرر بهم .


تحياتي


وفيك بارك الله ، فعلا والله فحينما أقوم بكتابة ماورد بالكتاب أحزن وأصاب بالدهشة وأتضايق كثيرا من هول ماحصل من تئآمر وجرائم وتهميش وأقصاء في بلادنا الحبيبة الجنوب العربي المغتصبة ... الكثير الكثير مغرر بهم والصحوة الجنوبية العربية اليوم ماهي الا بداية صحوة كبيرة قادمه وشامله وستكون شرارة لبداية الثورة الحقيقة لشعب الجنوب العربي ، فالحراك السلمي اليوم يبعث الأمل في النفوس ويجعلنا مؤمنين أكثر فأكثر عن عودة وإسترداد ما أخذ منا بالقوة .. فدولة الباطل ساعه ودولة الحق إلى قيام الساعة ...



شكرا لك مرة أخرى ...



بارك اللة فيك اخي حضرمي جداوي على هذة المعلومات

وفيك يا أخي الكريم ، حياك الله ، أتمنى أن الموضوع أفادك وتقوم بتعريف الجنوبيون من يجهل بهويته المطموسه وكيف تم طمسها ... هلموا بنا جميعا بكافة الأحزاب والأطياف والإنتمائات و المناطق تحت الهوية الجنوبية العربية ...




شاكر لك المرور ، ولاتحرمنا تواصلك



تحياتي لكما .. وتحياتي للجميع

تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال والحرية


:rolleyes:

حضرمي جدآوي
06-19-2010, 09:55 PM
تجهزيات عسكرية

- 10 -

ونحن نتابع هنا سرد الظروف المؤلمة التي أدت إلى وصول الجبهة القومية إلى الحكم .. لا نملك إلا أن نسجل إعترافنا بان ( الإرهاب والتآمر ) قد أفلحا في إنتزاع التفاحة من أيدينا .. وهذا يعود إلى أن المتعصب يكون عادة أكثرار حرارة في الدفاع عن أهدافه من المثالي .. ولكن هذا المتعصب أقل أخلاقية .. وأقل ميلا إلى التدقيق في الوسائل التي يستخدمها للوصول إلى أهدافه .. إنه لا يحرص على نظافة الأسلوب .. وفيما هو يفعل ذلك يقوم بتلويث الغاية ذاتها :

ومن حسن الطالع أن الحكومة القائمة في الجنوب العربي لم تحاول أن تنفي عن نفسها صفة الإجرام التي ندمغها بها .. لا بل إنها تعزز الأدلة الموجودة في ماضيها بأدلة جديدة يخلقها تعاملها مع الشعب داخل المنطقة ..

وكما يقول افلاطون (( عندما يغتصب الجندي مكان الفيلسوف يفسد التنسيق بين الأجزاء في الحياة العامة .. ويفسد المجتمع وينحل .. فالعدالة توافق فعال بين مختلف القوى التي يتركب منها المجتمع .. إن جميع الشرور ناجمة عن عدم الإنسجام بين الإنسان والطبيعة .. وبين الإنسان والناس .. أو بين الإنسان ونفسه .. حقا ان المجموعة عندما تخرج عن المكان الذي عدته لها الطبيعة قد تجني بعض الفوائد حينها .. ولكن الإنتقام الإلهي يتبعها .. ويقتص منها .. والسقوط المبكر هو العقوبة الحتمية لكل إنسان يخرج عن ترتيبه في صف الجماعة الإنسانية .. ))

هذا التناول قد لا يقع ضمن النطاق الذي تختص به الفلسفة .. غير أن الحقيقة هي أن كل سلوك يستند في جذوره إلى فلسفة خاصة نابعة من ضمير صاحبه .. ومن مجموع نوازعه ورغباته .. والظروف السابقة التي كونت عقليته .



- 11 -

إن النظر إلى الخلف قد يكون باعثه رغبة الإنسان في تقدير المسافة التي قطعها .. وتقويم العوائق التي تغلب عليها .. ولكن عنوان هذه (( الدراسة )) التي نكتبها لا يرمي إلى هذا المعنى .. أو بعبارة أدق ليس هذا هو كل ما نرمي إليه . نريد عمليا رواية التفاصيل والعوامل الصغيرة التي أدت إلى ركوب الجبهة القومية لسفينة الحكم في الجنوب العربي .. ونحن نركز الأن على الجهد الذي بذلته المخابرات البريطانية .. لأن هذا الجانب بالذات لم يوف حقه .. وإن كانت الكتابات السابقة قد أشارات إليه بين الحين والآخر .. ولكنها مجرد إشارات لم يتوفر لها عنصر الإقناع والإشباع الضروريين .

رواية التفاصيل بقصد الوصول إلى العبرة .. والإستدلال عليها من صلب الوقائع التي نقدمها .. بمعنى آخر إن النظر (( إلى الخلف )) هو محاولة التعرف على الأسلوب أو مجموعة الأساليب التي لجأت إليها الجبهة القومية للصعود إلى سفينة الحكم .. والنظر (( إلى الأمام )) هو تقدير النتائج التي وصلت إليها بعد أن أضحى الحكم في أيدي رجالها ..

ولا شك أن بعض هذه النتائج ظاهرة لأعيننا بحيث لن نكد كثيرا في العثور عليها غير أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة من الدراسة .. فلا زلنا نتابع كشف الترتيبات السرية التي أعدت ونفذت بالتخطيط المشترك بين الجبهة القومية والمخابرات البريطانية في عدن ..



- 12 -

توجد بعض مناطق حصية ، لا يستطيع الإرهابيون الوصول إليها مهما كانت سعة تنظيمهم .. ومهما كان مستوى جرأتهم .. كما ان وصولهم إليها لن يجعلهم بمأمن من التعرض للأذى .. ونيل حصتهم من الخسائر .. ونحن الأن نعلم علم اليقين أن (( رسالة التحرير )) لم تكلف الجبهة القومية أية خسائر في الأرواح بإستثناء تلك التي كانت تنزلها بهم الأحزاب السياسية المنافسة عندما تقتص لقتلاها الذين يتم إغتيالهم على أيدي رجال الجبهة القومية .

أما خسائرهم على أيدي البريطانيين فلا شيء إطلاقا .. ففي المراحل الأولى من تاريخ عمل الجبهة القومية تحت إشراف المخابرات المصرية كانت السلطات البريطانية تكتفي بالقبض على كل مشتبه فيه وإيداعه السجن بدون محاكمة .. وعندما بدأ التعاون بين البريطانيين والجبهة القومية في منتصف شهر يونيو 1967 م كان أي رجل يبرز بطاقة إنتسابه إلى الجبهة القومية يطلق سراحه على الفور حتى ولو كان يخوض في الدماء إلى ركبتيه ..

من هذه المناطق الحصينة مثلا بيوت الوزارء .. والسلاطين .. هذه الأماكن في ظروف الإرهاب .
والإضطرابات تشدد الحراسة عليها كـجزء من إجرائات الأمن .. ولما كانت خطة المخابرات البريطانية .. والجبهة القومية هي الإسراع بإنهيار حكومة الإتحاد .. وإضعاف ثقة رجالها بأنفسهم .. وزرع القلق في أفئدتهم .. فقد تطوع رجال المخابرات البريطانية بضربها بالبازوكا .. وزرع المتفجرات في حناياها وثناياها . ووصولهم إليها طبعا سهل وميسور .. وخروجهم منها غير منكور .

ومن ذلك أن المستر ديلي وكيل وزارة الأمن الإتحادية قام يوم 1/7/1967 م مع حظيرة من الشرطة العسكرية البريطانية بضرب منزل السيد عبدالرحمن جرجرة وزير الإعلام الإتحادي في مدينة الإتحاد . وقد قام رجال الأمن العرب بتطويق المكان فورا .. ولكنهم وجدوا سيارتي جيب إحداهما فيها المستر ديلي .. وقد ركب عليها مدفع بازوكا لا زال الدخان يتصاعد من ماسورته .. وقد ذهبت الحيرة في بداية الأمر بلب ضابط الأمن حضر للتحقيق في الحادث .. وهو يتصفح ملامح المستر ديلي .. ولكن الحيرة ما لبثت أن تبددت وحل محلها يقين ثابت بأن المستر ديلي ورجال الشرطة العسكرية هم الفاعلون .

قال ضابط الأمن العربي :

- هل أنت من أطلق قذائف البازوكا على منزل وزير الإعلام ياسيدي .. ؟

أجاب المستر ديلي بسؤال آخر :

- ما الذي يحملك على الإعتقاد بأننا سنفعل ذلك ؟

- إن الحرس الخاص بالمنزل لم يشاهدوا سيارة أخرى أو إنسانا آخر يقترب من المكان .. كما أن عسكري المرور أبلغنا أنه لم يسجل مرور أي سيارة إلى المدينة خلال الدقائق الخمس عشرة الماضية ..

ثم إني عندما وقفت هنيهة كان الدخان لا زال يتصاعد من ماسورة البازوكا المحمولة فوق سيارتكم .. وعلى هذا فليس من الصعب معرفة الحقيقة .. !

وهنا قال المستر ديلي ساخرا أنه يعترف بموهبة ضابط الأمن في الإستنتاج وقدرته على الإستقراء ولكنه هو المستر ديلي واثق من أنه لا ينتسب إلى أي من المنظمات العربية التي تشتغل بالإرهاب وأنه - المستر ديلي - إذا لم على ضلال فهو موظف في خدمة صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا .. وكان يظن بأن السيد المحترم ضابط الأمن يعرف هذه الحقيقة . ويعرف كذلك أنه يتحدث الأن إلى الوكيل الدائم للوزارة التي يتسلم الضابط مرتبه من خزينتها .. !

وحادث صغير آخر له دلالته العميقة .. فقد سلمت المخابرات البريطانية ( 11 ) جهازا للاسلكي للجبهة القومية .. وذلك لتوضع في مقر قياداتها . الموزعة في زنجبار .. ومنزل علي عبدالعليم بلحج .. ومنزل علي عنتر بالضالع .. ومنزل جعبل الشعوى في لودر ومنزل ابن الفقير في مودية .. ومنزل حسين جعيلي في المحفد .. وعمارة سعيد العريقي شارع الهاشمي بالشيخ عثمان ... وأخر جهاز أرسل لقيادة الجبهة في المكلا لعمر سعيد العكبري .. أقول عندما سلمت المخابرات البريطانية هذه الأجهزة للقوميين ضبط بعضها في نقطة التفتيش بالشيخ عثمان .. وأعتقل الرجال الذين معها .. وأكتشف الضباط العرب أن بعض هذه الأجهزة تابعة لجيش الجنوب العربي .. ولكن المخابرات البريطانية تدخلت على الفور وأمرت بإطلاق سراح الرجال مع أجهزتهم وتركهم يتابعون سفرهم إلى الجهات التي يريدونها غير أن الضباط العرب أتصلوا بالزعيم داي قائد جيش الجنوب العربي .. وأبلغوه أنهم ضبطوا أجهزة لاسلكي تابعة للجيش بأيدي رجال ينتسبون للجبهة القومية .. فأمر بإطلاق سراح الرجال والأجهزة .. ووعد بالتحقيق في الحادث .. بعد الإتصال بضباط أركان الإدارة والتموين في الجيش .. وقد أتصل الزعيم داي بالضابط المسؤول عن مستودع أجهزة اللاسلكي ( صالح قاسم عقربي ) وهدده بالطرد إن هو تحدث عن الأجهزة التي أمره بصرفها .. وطويت القضية .. وأخذت المؤامرة مجراها ..

وهناك العديد من هذه الحوادث الصغيرة في مظهرها .. الكبيرة في مدلولها .. وقد سجلتها هنا كـإيداع جديد ضمن الرصيد الضخم للمخابرات البريطانية في الجنوب العربي ..

إني أشعر بالتقزز عندما أكون منهمكا في فحص هذه الوقائع ويأتيني صوت المذيع من عدن .. وهو يقرأ علينا صفحة زائفة من نضال الجبهة القومية .. التي قذفت بالحكم البريطاني في البحر العربي .. وتركته يغرق هناك بعد أن عجز عن السباحة إلى الجزر البريطانية .







يتبع ... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية

حضرمي جدآوي
06-22-2010, 01:53 PM
اللحم المصبوغ بالعسل ، والمؤامرة


- 13 -

في 9/7/1967 م طلب المندوب السامي البريطاني من المقدم علي عبدالله ميسري . أن يذهب إلى دثينة في إجازة .. وصرف له مبلغ سبعة ألاف دينار من الأموال الخاصة بتطوير الولايات .. وأسند إليه القيام بتنظيم مسيرة ضخمة تقودها الجبهة القومية من مودية إلى لودر في بلاد العواذل .. وتهدف هذه المسيرة حسب ( الخطة المشتركة ) إلى زعزعة السلطة المحلية في الولايات .. وإرهاب الحكام وإقسارهم على اللجوء إلى عدن .

وقد نظمت هذه المسيرة المسلحة بالفعل بعد يومين .. وكانت تتقدم الركب سيارة ( لاندروفر ) تحمل مدفعا ثقيلا ( 106 ) ، وكان قد سحب من مستودعات الجيش مع عشرة مدافع أخرى من نفس النوع والعيار .. وسلمت للقيادات الرئيسية التابعة للجبهة القومية ..

وكان التحول البريطاني إلى جانب الجبهة القومية . قد لوحظ على نطاق واسع في هذه المناطق التي نظمت فيها المسيرة المسلحة .. بحيث أن الإدارة المحلية التابعة للسلطنة العوذلية عجزت عن تنظيم أي مجابهة ذات وزن لقادة المسيرة .

ومن الواضح ، أن بعض رجال الإدارة المحلية - وقد لاحضوا التحول الفجائي - أخذوا يفكرون في إحتلال مواقع مناسبة في النظام الجديد .. وهذا يتطلب من كل منهم أن يسجل سابقة واضحة . تثبت على الأقل أن لم يبذل أي جهد للدفاع عن النظام القديم ..

وكان رد الفعل الوحيد الصادر عن السلطنة جوابا على هذا التحدي الضخم الذي واجهته . هو شكوى متواضعة تقدمت بها ضد المقدم علي عبدالله ميسري لرئيس المجلس الأعلى ووزير الدفاع الإتحادي .. وفي ذلك الوقت لم يكن وزير ورئيس المجلس الأعلى في وضع يمكنه من إنزال العقوبة المناسبة بضابط صغير تحت إمرته كـعلي ميسري .. ومن ثم فقد تأبط الشكوى ذاتها إلى دار المندوب السامي ولسان حاله يرد قول الشاعر العربي (( فيك الخصام .. وأنت الخصم . والحكم )) .

ولأن أقوال الإنجليز لا تعبر دائما عن حقيقة نواياهم .. وملامحهم لا تعكس عادة ما يجول في نفوسهم . ولأن (( الكلمة الطيبة لا تكلف مالا )) كما يقول المثل الإمريكي .. فقد أستطاع المندوب السامي أن (( يكلفت )) المسألة ..

ويقنع وزير الدفاع الإتحادي بتفويضه في حل المشكل ..
.. وبدلا من توقيف الميسري بجوار الحائط .. وإطلاق الرصاص عليه كـخائن للنظام الذي أقسم بربه . وشرفه أن يذود عنه .. أرسل المندوب السامي المستر هبربرسي ضابط المخابرات البريطاني .. لإقناع نائب السلطان العوذلي بسحب الشكوى . المقدمة ضد الميسري .
وقطعا . لم يكن نائب السلطنة العوذلية في حالة نفسية تمكنه من الصمود أما رجل يعرف أنه يطلب شيئا . فذلك يعني أنه يأمر به .. كما يقول الجنرال ديجول ..

وسحبت الشكوى .. وعندما سقطت السلطنة العوذلية بعد لم يحتل حادث سقوطها في الوجدان العام أكثر من الحيز الذي يشغله حادث إنفجار قنبلة في الشارع العام !

وكان هبربرسي الذي يصبغ له العوذلي (( اللحم بالعسل )) هو من سدد الضربة الميتة للسلطنة . والسلطان .. لا جعبل أم شعوي أو علي ميسري هما من أنجزا هذا .



- 14 -

بالإتفاق مع المندوب .. وفي نطاق التطبيق الفعلي ( للخطة المشترطة ) الوارد ذكرها في الحلقة الثالثة من هذه الدراسة .. وبتاريخ 25/7/1967 م أرسل المستر هبري برسي ( إياه ) ضابط المخابرات . والمسئول عن المنطقة الشرقية ( حضرموت والمهرة ) وسمرفليد ضابط المخابرات والمسئول عن المنطقة الغربية .. أرسلا ثلاثة آلاف بندقية صنع بليجيكي وهو النوع المرغوب والمحبوب عند قبائل الجنوب .. وكذلك ( 200 ) صندوق ذخيرة لهذه البنادق .. أرسلوها إلى عتق حيث يوجد العقيد حسين عثمان عشال .. والمقدم مهدي عشيش اللذين كانا مسئولين عسكريين فيما يدعي الآن بالمحافظة الرابعة ..

وفي 27/7/67 قام المستر هبربرسي بنفسه برحلة إلى هذه المناطق حيث أشرف على توزيع هذا السلاح على القبايل بالإضافة إلى بعض الأموال المسحوبة من صندوق تطوير الولايات .. وقد بقي في هذه المنطقة أكثر من ثلاثة أسابيع يتجول بين القبائل بصحبة العقيد عشال قائد الجيش الحالي والمقدم عشيش رئيس هيئة الأركان .. ولم يعد هبربرسي إلى عدن إلا بعد أن أنشأ منظمة محلية تعمل بإسم الجبهة القومية في هذه المنطقة .. وأما قبل هذا التاريخ فلم يكن إسم الجبهة القومية يعرف في هذه البلاد بإسثناء بعض معلمي المدارس الإبتدائية الذين يتثقفون بواسطة نشرات مكتب الإعلام في السفارة الصينية بصنعاء .


- 15 -

وفي نفس التاريخ تقريبا . أرسل المندوب السامي المستر سمرفيلد إلى الضالع للإجتماع بالأمير شعفل بن علي .. وهذا الأمير رغم بداوته .. إلا أنه يتميز بالصلابة .. وقد تمرس بالمشكلات من جراء المقارعة المستمرة بينه وبين قبائل ردفان الشديدة التلهف للعنف . والمتطلعة دوما للإستقلال بأمورها عن الضالع .. كما أنه - أعني الأمير - كان عرضة خلال السنوات الأربع الماضية للحملات الدعائية من راديو صنعاء والقهرة . بإعتباره العميل البريطاني الذي تضرب قبائل ردفان بالصواريخ تحت رايته ..

وهكذا فعندما نصحه المستر سمرفيلد عن لسان المندوب السامي أن ينتقل بعائلته إلى عدن رفض تماما الإمتثال هذه النصيحة ..

وهنا لم يجد الرسول البريطاني بدا من إطلاق كل ما لديه من الذخيرة على الأمير .. فأبلغه أن بريطانيا لن تكون مسئولة عن حمايته إذا ما تعرض للأذى .. على أيدي من دعاهم بالثوار ..

وربما لأول مرة يفتقد مسئول بريطاني قدرته على التحدث بلغة كـمبردج الرفيعة المهذبة .. فكان التبليغ جافا كـورقة العشر المشموسة .. والعادة أن تكون أحدايث أي مسئول بريطاني كـقمة ( كلمنجارو ) .. رقيقة .. وكأنها تدور في صالون (( مدام بوفاري ))

ولو لم يكن سمرفيلد في عجلة من أمره .. ولو كان يؤمل المثول مرة اخرى على مائدة الأمير التي يصبغ فيها (( اللحم المشوي بالعسل )) . لتصورته يقول ..

(( إذا فشلتم سموكم في الإقتناع بنصيحة المندوب السامي لصاحبة الجلالة .. فإن بريطانيا لسوء الحظ .. لن تكون في وضع يمكنها من تقديم العون لكم فيما لو تعرضتم للمتاعب .. . ورغم إني شخصيا أعطف تماما وكليا على موقفكم إلا أنكم لا بد وأن ترون أن مركزي الضعيف .. لايسمح لي بالتأثير في الأحداث لمصلحتكم )) ..

وفي نهاية اللقاء العاصف مع الأمير .. كان سمرفليد ينحني بإحترام للضحية التي جاء إلى الضالع لإطلاق النار عليها .. ولا مكان للغرابة هنا .. فالبريطاني .. أي بريطاني .. حتى عندما يريد قتلك .. يقول (( سأكون شاكرا .. وممتنا من السيد فلان ابن فلان الفلاني .. لو تفضل بالوقوف ووجه للحائط )) .

.. لا مكان عندهم للإنفعالات .. ولا مكان للوساوس الخلقية .. وهم يمضون لتحقيق مصالحهم بلطف .. ولكن بثبات .. ولا يهم أن يصبح صديق الأمس عدو اليوم .. فالأمور لا تؤخذ عندهم بحساب العواطف .. ولكن بحساب المصالح .. ولا يهم كذلك أن يضعوك في مأزق .. أو حتى في مصيبة المهم فقط أن يتخلصوا هم من المأزق .. وأن ينالوا أفضل النتائج بأقل التكاليف .. وللعمال سوابق في الهند .. وفلسطين .. وبلدان أخرى .. لا حاجة لمتابعتها . لأن هذا يقع خارج نطاق السياق ..

وبتاريخ 2/8/67 .. أرسل المستر سمرفيلد شحنة من السلاح والذخيرة على طائرة ( بفرلي ) إلى الضالع حيث سلمت لـعلي عنتر بواسطة الرائد أحمد مسعود حسني الذي كان في مركز الضالع .. وأرسل كذلك تعليمات محددة للعقيد أحمد محمد بن عرب قائد منطقة الضالع المتمركز في الحبيلين يأمره فيها بعدم التعرض لأية ثورة قد تنشب ضد الأمير بقيادة الجبهة القومية ..









يتبع ... تحية جنوبية عربية ,., بعبق الإستقلال و الحرية

الذيب
06-23-2010, 09:41 PM
شكراً ياحضرمي جدواي على سرد فقرات هذا الكتاب
ورحم الله عبدالله الجابري
وآه من اللحم المصبوغ بالعسل آه
وان لم يكن اصحابه السبب في كل شئ ولكنهم اهملوا وكابروا ثم غادروا
لا ادري هل في الكتاب السبب الحقيقي والمقنع لماذا تحوّل البريطانيين الى ذلك الصف
وهل هناك كانت صفقات دولية آخرى أكبر مما قيل ...
طلب آخير بعد ان يتمم الله لك ذلك ياليت ان تجمع الكتاب في موضوع واحد دون تعليقات
موضوع للكتاب فقط اسأل الله لك التوفيق..

حضرمي جدآوي
06-27-2010, 02:32 PM
الرفض الجماعي للحكم


لا مجال هنا للإجتهاد فنحن فقط نقدم الوقائع مجردة .. وسيأتي قطعا دور التعقيب عليها ومراجعة مدلولها وتقديم النتائج التي ترتبت عليها .. ومن الحقيقي أن بعض أوراق التاريخ غير ممتعة .. فنحن لا نؤلف رواية من الخيال لنحرص فيها على إكتمال الشروط الفنية .. وتوزيع الأضواء . والظلال بين مواقف الحق . وصور الجمال .. إننا نكتب عن فترة غير مشرقة من حياة شعبنا .. ودورنا اليومي للأحداث دون التدخل في مجراها ..

في 1967/8/9 م .. أرسل المستر ديلي سياراتي شحن بالأسلحة والذخيرة من معسكر ( ردفان كمب ) في خور مكسر .. وأرسلهما إلى قيادة الجبهة القومية في زنجبار لتسليمهما لسالمين ربيع .. وقد قبض على هذه الأسلحة والذخيرة في نقطة العلم الساحلية . الواقعة بين إمارة الفضلي . وعدن .. ولم يظهر الرجال الذين أحتجزوا مع الأسلحة في نقطة التفتيش أي درجة من القلق .. فقالوا ان هذه الأسلحة سلمت لهم من ( فلان ) المستر ديلي .. وطلبوا الإتصال به للتوثق من صدق روايتهم وعندما أحيط المستر ديلي علما بما حدث . هرع على الفور إلى نقطة العلم .. وأمر بترك الرجال والأسلحة يتابعون طريقهم .. ولم تغب شمس ذلك اليوم . إلا والأسلحة في حوزة سالمين ربيع ..

وفي 1967/8/22 أستدعى نائب المندوب . المقدم سالم عبدالله قطيبي الذي كان مسؤولا في لحج . وطلب منه بحضور الزعيم داي قائد جيش الجنوب العربي . طلب منه أن يتصل بالأمير عبدالله بن علي نائب سلطنة لحج ، ويخبره أنه لا ستطيع حمايتهم .. وأن عليهم مغادرة لحج مع أسرهم إلى مدينة الإتحاد في منزل فضل بن علي .
وليس بمقدوري الجزم بنوع المقاومة التي أبداها نائب السلطان .. ولا رد الفعل الصادر عنه .. غير أن الأكيد .. الأكيد أن عبدالله بن علي أمتثل لهذا الأمر .. وليس في طاقته أن يفعل غير ذلك .. ليس في طاقته الشيء الذي لم يكن في طاقة غليوم عام 1918 .. عندما تبلغ من لودندروف أن الجيش الإمبراطوري خسر الحرب .. فكان لا بد من توقيع وثيقة التنازل .. أو بلغة التشبيه . تناول العلاج الأشد مرارة .

وبعد أربعة أيام من هذا التاريخ .. 67/8/26 ذهب الكولونيل شبلين الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الإتحادية .. ذهب إلى مكتب السلطان فضل بن علي وزير الدفاع .. وأبلغه أن لديه من الأسباب مايدعوه إلى الإعتقاد بقيام مظاهرات ضخمة في مدينتي الشيخ عثمان والإتحاد .. وأن هذه المظاهرات قد تتطور إلى إشتباكات مسلحة .. وعلى هذا فإن شروط السلامة في عاصمة الإتحاد . قد تدنت إلى الحد الذي لا يمكن معه تأمين الحماية الضرورية لوزير الدفاع .

ولست أعرف ماذا قال وزير الدفاع الإتحادي .. ولكن ما أعرفه أن الهزيمة النفسية كانت قد حلت بوجدان المسئولين في الإتحاد . بحيث لم يعد في ميسورهم إختيار مصير آخر غير الذي يرسمه لهم البريطانيون .. وقد نقل السلطان فضل في نفس اليوم مع عائلته إلى منزل آخر بخور مكسر .. ولكن المندوب السامي لم يرضى عن هذه النتيجة .. فنظم ملاحقة جديدة في الليل لوزير الدفاع .. وأرسل له وكيل وزارته الكولونيل شبلين ليطلب منه - بقصد تأمين حمايته طبعا - الإنتقال إلى المطار الحربي في خور مكسر حتى يرحل في الصباح مع عائلته .. المنزل لم عد مأمونا رغم أنه محاط بشبكة هائلة من معسكرات الجيش البريطاني .

وقد أنجز شبلين المهمة الموكلة إلبه . ونقل وزير الدفاع إلى المطار الحربي .. وفي الصباح الباكر من يوم 67/8/27 .. كنت طائرة بريطانية تقله مع عائلته إلى خارج البلاد .

شخصيا عندما تمر بي هذه الوقائع .. وعندما أعود لتسجيلها الان فإني أنفق نصف المجهود على الكتابة .. والنصف الاخر على مقاومة ميلي الشديد إلى (( القهقهة )) ..
لأن الضحك الشديد يؤذي عضلات الصدر .. وصحتي عموما لاتحتمل هذه الدرجة من الأذى .. والذين يحبونني - وهم قليل - يشعرون بالهلع وهم يرون الموت يقوم ببعض الحفريات في عضلات وجهي .. وسلخ اللحم من عظام جسمي بالتدريج .. كما يفعل بائع (( الشاورمة )) .

وإذا كنتم الان تقهقهون .. أو حتى تبتسمون .. فحذار أن تنسوا الإبتسامة مرسومة على شفاهكم . كما يفعل المداهن عندما يلتقي بإنسان مرموق يرجو منه فضلة خير .. امسحوا هذه الإبتسامات .. وتذكروا أن ما حدث في الجنوب العربي .. هو شيء نادر الحدوث في أي مكان آخر من العالم .. انه لا يخضع لقانون ( تكرر الحدوث والوقوع في التاريخ ) كما يقول نورث هوايتهد ..

حوادث فريدة سنتعلم منها _ إذا كانت لدينا قابلية للتعليم _ ما لم نتعلمه من تجارب الأجيال السابقة .. على عمقها .. وضخامتها ..


- 17 -



بدأت سلطة إتحاد الجنوب العربي في الإنهيار تماما مع مطلع شهر أكتوبر عام 1967 وكانت المخابرات البريطانية بالتعاون مع دائرة المندوب السامي تلاحق بشكل متواصل بعض الجيوب في الإدارة الإتحادية والولايات التي لا تزال تحدوها بعض الآمال في الضمود .. وكانت هذه الجيوب لا تعرف طابع المخطط البريطاني ... ولكنها تحس به في النهاية عندما يلقي بثقله ضدها .

وقد أتضحت مسألة إنهيار السلطة الإتحادية للشيخ على مسعد البابكري رئيس المجلس الأعلى لشهر ( 9 ) .. ومن ثم فقد هرع إلى مكتب الزعيم داي القائد البريطاني لجيش الجنوب العربي بتاريخ 67/9/1 وأبلغه أن حكومة الإتحاد لم تعد قادرة على الإضطلاع بالحكم .. نتيجة للتصدع الواضح فيها .. وإنهيار بعض الأجهزة . وإنقسام الرأي العام وتكاثف الأسباب الموحية بإندلاع حرب أهلية .

وبالإستناد إلى هذه الأسباب جميعا فقد عرض الشيخ علي مسعد بصفته رئيس المجلس الأعلى أن يسلم السلطة لجيش الجنوب العربي .. وربما لم يجل بخلد هذا الشيخ الذي أنغمس كـغيره في التعاون مع الحكم البريطاني .. لم يجل بخلده أن بريطانيا تبيت لهم وللجنوب نهاية مفجعة .. تفوق في تعاستها ما يجول عادة في وجدان الحاقد الموتور .

وقبل إعطاء الشيخ علي مسعد جواب محدد .. طلب الزعيم داي مهلة إلى اليوم الثاني حتى يناقش هذا ( العرض ) مع الضباط العرب .. في الجيش .. والتمس من رئيس المجلس الأعلى .. عدم الخوض في هذا الشأن مع شخص آخر قبل أن يتصل به ثانية خلال ( 24 ) ساعة .

وفي الحال توجه الزعيم داى إلى دار المندوب السامي .. وأبلغه بعرض الشيخ علي مسعد بحضور ضابطين عربيين كانا موضع ثقة داى . ولأن مثل هذا العرض لا يتفق وأغراض الخطة المشتركة التي أتفق عليها مع قحطان والضالعي وهيثم وفيصل وعبداللطيف وبقية الضباط الذين ذكرناهم في الحلقات السابقة .. فقد طلب المندوب السامي ( تريفيليان ) من الزعيم داى ترتيب ( عملية رفض جماعية ) من الضباط العرب لمثل هذا العرض ... وعلى الضباط الأكثر تفهما ( لأهداف خطتنا ! ) تزعم عملية الرفض .. ومعارضة من يشعر بالرغبة في قبول إستلام السلطة .. وقال المندوب السامي ( محللا النتائج ) .. وإذا تحقق الرفض فإن السلطة ستسلم لنا - للمندوب السامي - وهذا يسهل أمامنل خطة تسليمها للجبهة القومية حسب الإتفاق ..

وبدون أية صعوبات تستحق الذكر .. ففي اليوم التالي رفض جيش الجنوب العربي إستلام الحكم في الجنوب وقد قدم إلبه على طبق من ذهب .. ليس لأنه لا يوجد ضمن هذا الجيش الطموح الراغب الأبهة والسلطان .. ولكن لأن ( الأسباد ) لقنوه من خلف كواليس المسرح ما ينبغي عليه أن يقول .. وقد فعل ..

والآن وأنا أحاول تعليل بواعث هذا الرفض من بعيد .. فإنه لا يخالجني أدنى مقدار من الشك أن الغالبية العظمى من الضباط رفضوا .. لسبب أوحد وحيد وهو أن بريطانيا أمرتهم بالرفض .. ففعلوا ما أمروا به .. وقد نمت قابلية الطاعة لما يصدر عن المستعمرين البريطانيين عبر أجيال من الإخضاع الجسمي .. والنفسي .. وليس هناك ما هو أسوأ من إستعباد المرء نفسيا .. وإدامة هذا الإستعباد وتثبيته بمختلف الوسائل .. والأساليب . بحيث يستعصي على الشخص الخاضع للإستعباد مقاومة الإيحاءات الصادرة إليه .. أو حتى أن يكلف نفسه مشقة النظر فيها .. ومراجعتها .. و تمحيصها ..

وفي 1967/9/24 عقد مؤتمر موسع برئاسة المندوب السامي .. وحضور بعض رجال الجبهة القومية وبعض ضباط الجيش والأمن العام . وضباط المخابرات البريطانيون ... لدراسة السبل المؤدية إلى التغلب على العناصر العسكرية من جبهة التحرير ورابطة الجنوب العربي .. المتمركزة بقوة في مناطق دار سعد . والشيخ عثمان .. والقاهرة والمنصورة . وكان رجال التحرير أكثر عددا وعدة في هذه المناطق من رجال الرابطة .. لأن المخابرات المصرية ألقت بكل ثقلها هناك بقصد تركيز التحرير بالقرب من عدن .. وكان الرابطيون .. قد تعرضوا لسلسلة طويلة من

التصفيات في عدن .. على أيدي البريطانيين .. ورجال جبهة التحرير .. والجبهة القومبة . وكانت هذه الأطراف تعاديهم ولكل أسبابه الخاصة .. وكان الرابطيون يفتقرون إلى السلاح . وكان مصدر تمويلهم هو ما يحصلون عليه عن طريق الشراء من اليمن ..

وكان نفوذهم الشعبي في عدن قد تقلص إلى حد كبير بسبب الحملات الدعائية التي تشن عليهم منذ عدة أعوام بواسطة المخابرات المصرية .. وقد صمدوا للعديد من الضربات .. وكانت أبرزها .. هجوم القوات البريطانية على مقرهم في عدن .. والإستيلاء علبه بعد قتال مرير دام يوما واحدا .. وإحراق هذا المؤتمر تماما وإعتقال أكثر من مائة رجل كانوا يدافعون عنه ..

وبالإضافة إلى ذلك كانت القيادة الرابطية في المنفى تؤمل أن يصيخ الجميع السمع إلى دعوتها بالوحدة الوطنية .. وتكوين حكومة إنتقالية تتولى إستلام سلطة السيادة والحكم من بريطانيا .. وإعداد دستور للجنوب في مرحلة
الإنتقال وإجراء إنتخابات عامة خلال مدة لاتزيد عن عامين .

كذلك كانت القيادة الرابطية تراهن على ورقة معينة ... وهي ألا تلوث يدها بالدماء في سبيل الحكم .. طالما أن الإستقلال أضحى مسألة مقررة .. وفي إعتقادها أن الجامعة العربية ستفرض إئتلافا بين كل الأحزاب .. ولن تعترف بأية جماعة تحاول إغتصاب الحكم بقوة السلاح . وإضطهاد الجماعات الأخرى ..

أما بالنسبة للتحرير فقد كان الأمر مختلفا أشد الإختلاف .. فقد كانت تصر على أنها الممثل الوحيد للشعب . وكانت المخابرات المصرية تدعم وجهة النظر هذه . وتحشد المزيد من الرجال والسلاح في الشيخ عثمان والمنصورة والقاهرة ودار سعد .. إستعدادا لجولة حاسمة مع الأحزاب المنافسة المتطلعة إلى المشاركة أو الإنفراد بالحكم ..

وكانت المشكلة التي واجهت المؤتمر الذي ترأسه المندوب السامي هو تصفية هذه المناطق من الأحزاب المضادة للجبهة القومية .. وكـخطوة أولى أتفق على أن تزيد الجبهة القومية من تركيز رجالها في حي الشيخ عثمان .. وستتولى المخابرات البريطانية تسليحهم ودفع المكافآت المناسبة لهم .. كما أتفق كذلك على أن يقوم الجيش البريطاني في اليوم التالي بحملة واسعة في مدينة الشيخ عثمان والأحياء المجاورة بقصد إضعاف شوكة ما أطلق عليه الأحزاب المضادة للجبهة القومية .. وقد نفذت هذه الحملة العمل بتاريخ 67/9/5 ولكنها لم تسفر عن نتائج مرضية .. فقد دمرت الدبابات خمسة عشر عمارة .. وسقطت أعداد من القتلى في الشوارع . ولكن الضربة لم تكن مميتة إطلاقا .. لا بل إنها ظهرت في اليوم التالي كما لو أنها عجزت عن أن تكون مؤذية .. مع ضخامة الفارق بين حالة الموت وحالة التعرض للأذى ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملاحضة / الجزئية الملونة بـ( الرمادي أو الرصاصي ) في آخر المقالة ، توجد بها خطأ أثناء طباعتها في الكتاب وهي صفحتي رقم 146 و147 ، حيث أن ان أول أسطر هذه الجزئية هي شبه غير واضحه ، ولكن كتبتها بعد تأكدي وتدقيقي النظر والتمعن ، الله أعلم ، ولا أعلم هل جميع النسخ و الطبعات تحتوي على نفس الخطأ أم فقط بالطبعة التي معي .. وأتمنى أنني وفقت بنقلها كما هي موجودة بالكتاب . دون زيادة أو نقص أو تغير أو أخطاء غير مقصودة مني ... فإن وجدتم جملة أو مقالة أو كلمة أردتم التأكد منها لكي أراجعها أخبروني ونا حاضر وتحت الخدمة .









يتبع... تحية جنوبية عربية >< بعبق الإستقلال و الحرية

سلام ثورى
07-01-2010, 04:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الكريم اسال لك الصحة والعافية ... مشكور على هذا الجهد الكبير الذى بذلته وتبذله فى سبيل بلادنا الحبيبة .... التى لاعزه لنا الا بنصرتها والتضحية فى سبيلها بكل السبل ... اخى الكريم لى طلب عندك ، وليس تقليلا من هذا الجهد الذى بذلته ، ولكن اكمالا له وتوثيقا وحفظا .... ارجوا ان تصور الكتاب من الغلاف الى الغلاف بالماسح وتحفه على شكل ملف PDF . وتنزله على الانترنت فى مواقع مشاركة الملفات ومنها موقع ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] ) اعتقد انه افضلها . بهذا تخدم القضية الجنوبية خدمة كبيرة . وتعتبر النسخة توثيقا . ويستطيع الناقل منها ان يوثق نقله بذكر المصر والصفحة والطبعة . لانه حفظها بهذا الشكل بالتالى النقل منها بهذا الشكل يشبه تماما النقل من الكتاب المطبوع ذاته ... يجب ان تصور بالماسح و تحفظ وتنزل ، ولا تكتب بالحروف على ملف وورد ، لان هذا ينزع منها المصداقية ويشكك كل شخص بصحة النسخة المكتوبة . اما النسخة المصورة فلا يستطيع احد التشكيك بها ، وتعتبرمن مصادر والوثائق التى لا تقبل الشك ... ارجوا عمل ذلك .. انا شخصيا بحاجة الىنسخة مصورة ، فاننى اكتب مقالات فى مواقع جنوبية وبحاجة ماسةالى كتب ومراجع موثقة عن الجنوب ...
لقد نسخت كل ما نقلته فى ملف واقوم بتنسيقه وتحويله الى ملف pdf لكننى لا استطيع ان انقل منه اى نص واعتمده ، اذا لم تكن صفحة الكتاب مصورة والغلاف والصفحات التى تبين سنة الطبعة ورقمهما ... بانتظار تنزيل الكتاب مصورا ...
شكرا لك اخى الكريم ، واسال الله ان يعينك ... وتقبل تحياتى ...

محمدجفش
07-01-2010, 11:15 PM
شكرا لك اخي العزيز على النقل
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]