المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا أسرق .. أذن أنا وزير !!!


ابومعاذ تعز
07-16-2010, 12:36 PM
ليس للموضوع أي علاقه بالفلسفه من قريب أو بعيد ، كل ماهنالك أن البعض أصبح يشعر بأن ما نعيشة من معناة علي إمتداد بلدان الأمه من المحيط إلي الخليج يستلزم أن يكون الشخص فاعلا ، ولأن التفاعل السلبي أسهل بكثير من التفاعل الإيجابي فأن أسهل الطرق لأن أتفاعل وأثبت وجودي هي السرقه سواء أكانت من الدوله أو من الأفراد الأخرين بالمجتمع ، والمصيبه هي إن الجميع - إلا ما رحم ربي - أصبح يعتقد إعتقادا راسخا إنه لن يحقق ذاته إلا إذا شارك في عملية النهب المنظم لأنفسنا ولأوطاننا فالمسألة أصبحت اكثر من مجرد رغبه في تحقيق الثراء بأسهل الطرق بل تعدتها لتصبح رغبه في العيش وأثبات أن الشخص جزء من نسيج المجتمع متوائم معه وليس بغريب أو مختلف ،
قد يظن البعض أني أغالي لكنها الحقيقه ولو تلفت كل منا حوله سيجد هذا جليا ، المدرس لا يقوم بواجبه إنتظارا للدروس الخصوصيه التي تدر عليه الكثير حلالا وحراما فهو يسرق الوزارة التي تسرقه بدورها حين تجعله يعمل بأجر أقل مما يوفر له أدني متطلبات البقاء ، ووالد الطالب لا يجد ما يكفيه لسداد قيمة تلك الدروس فيمد يده لأن راتبه من الوظيفه لا يحقق له الأكتفاء ، ويطلب الرشي التي يطلق عليها أسماء عدة أو في أحسن الظروف لا يقم برد باق المبالغ التي تحصل لحساب الدوله ، وبدوره الشخص الذي يدفع تلك الرشي يخالف القوانين والأنظمه ، مما يؤدي لتعرض الدولة لخسائر فتتقلص ميزنيتها وتقطر أكثر فأكثر علي الموظفين وهكذا دواليك في دوائر تكون أحيانا بسيطه كالتي ذكرتها وأحيانا تشمل أفراد المجتمع قاطبة ، دائرة فساد تبدأ وتنتهي بالأفراد الذين تترسخ داخلهم يوما بعد يوم فكرة أنا أسرق إذن أنا موجود ومتفاعل مع البيئه المحيطه ولا أظنها ستلفظني بل ستحتويني أكثر لأني منها ومثلها تماما ، وتتأكد القناعة لدي الجميع في ظل غياب الوازع الديني ، والقدوة الطيبه ، وفي ظل نوم الضمائر عند البعض وغيابها لدي أخرين تتسع دائرة السرقه وتعم الظاهره التي لو توقفنا أمامها بتمعن وفكر لوجدنها دائرة مغلقه كل منا يقف واضعا يده في جيب الاخر بغير حق وهكذا دواليك حتي أجد الأخير قد وضع يده في جيبي كما فعلت بمن سبقني ، والغريب أننا اسسنا لقاعدة جديده بعيدة كل البعد عن المنطق وهي قاعدة بدأت في بعض بقاع اأمتنا ومن ثم أنتشر إنتشار النارفي الشهيم وهذه القاعدة الفاسده والمفسده تسمي إختصارا ( ليش فلان ) تتبعها أنت أو أنا أو هم أو نحن ، وتلوث كل جميل وكل قيم ومباديء كانت وسام علي صدورنا يوما ورفعتنا كأمه رائعه تقود الامم يوم أن كنا نرفض التنازل عن مبادئنا وقيمنا ، يوم كنا نعرف أن الخطأ خطأ ، وأن الإعتذار واجب حين نخطيء ، وأن من لا يخطيء لا يتعلم ،
المؤسف هي أنني لاحظت شيوع تلك الطريقة الجديده في التعامل في شتي أقطار أمتنا من المحيط إلي الخليج وكأنه وباء سري بين أظهرنا وتناقلناه عبر إعلام فاسد وذمم خربه أصلت لتلك الرؤي الجديده بكل سلبياتها وكأنها مؤامره لتدمير هذه الأمه رغم كوني لا أميل لفكرة المؤامره ، فأنا علي قناعه إننا نحن من نتامر علئ أنفسنا حين نصر علئ هدم كل ما هو جميل ، حين نصر بعناد على المضي في طرق نعلم أنها أنفاق مظلمه ولا تؤدي إلي شيء بل إنها تكاد تكون مغلقه أو ستلقي بنا إلي غياهب لا يعلمها إلا الله ، نحن كأمه بشعوبها نسير من سيء لأسوء ، وما يحزن القلب أن المشكلة ليست مشكله ظلم وطغيان حكومات فقط ، بل إن الطامه أننا نحن كأفراد وشعوب أصبحنا نظلم أنفسنا ونظلم بعضنا البعض أكثر ، وندفع بحجج واهيه مؤداها أننا نتعرض لظلم وفساد وقهر فلما لا ندفع بنفس السلاح ( اليس المناداه بالانفصال جزء من ظلم انقسنا لانفسنا – تسبب بما نقوم به ظالم مازال جاثم هو وعصابته على صدورنا )، وإن عجزنا عن إذاقه جلادينا هذا الظلم فما المانع أن نذيقه لأخواننا أو من نقدر عليه( اليس مانقوم به من اذيه بعضنا البعض هو جزء من ظلم انفسنا لانفسنا – اما ان الاوان للتغيير ) ، حال غريب لأمه دينها وعرفها بل موروثها القديم يقوم علي عكس كل ما سبق، أمه كانت مكارم الأخلاق فيها هي المحدده لقدر رجالها ، و العفه هي قوام وركيزه تقدير نسائها ، فإذا بنا اليوم نري إنقلاب الحال وتحولنا إلي وحوش تنهش بعضها بلا هواده أو رحمه ،
وبدلا من أن نعتمد ( فكره العدل في الوجود بدل من الوحده او الموت ) إذ بنا نعتمد فكرة السرقه والتجاوز علي حقوق الأخرين كمبدئ نعلم مسبقا إنه سيودي بنا الى الإفلاس والدمار ، ولن ينصلح الحال بين يوم وليله لأن ما حدث بدأ وتفاقم علي مدار سنوات لكنني أري إن من واجب المثقفين والكتاب متابعة الكتابه وشرح الأثار المدمره لما صرنا إليه وفتح الطريق أمام إصلاح أنفسنا ، وتبيان أن حالنا كأمه لن ينصلح بلا إعادة لترتيب الأوراق وتغيير أنفسنا وعمل مراجعه شامله لكل تصرفاتنا ، ومن ثم إصلاح ما أفسدناه ، هذا إذا رغبنا في أن نعيد لأمتنا ريادتها ولأنفسنا قيمتها ، ويجب أن نعرف أن هذا الأصلاح يستلزم وقت طويل لكنه لن يحدث لو تركنا أنفسنا كما نحن ، بل علي العكس سيأتي الوقت الذي تنهار فيه كل مقومات أمتنا وربما أندثرت تماما أمتنا أو ذابت بين الأمم الأخري وأنتهي ذكرها.