المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرضاوي: الشعب التونسي ضرب المثل بالخروج على الظلم


حضرمي جدآوي
02-08-2011, 11:16 PM
القرضاوي: الشعب التونسي ضرب المثل بالخروج على الظلم[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]الشعب التونسي صارخا في وجه الظلمموقع القرضاوي/15-1-2011
حيا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ثورة الشعب التونسي ضد الظلم، ودعا الشعوب الإسلامية لأن تهب ضد من يحكمونها بالحديد والنار، وطالب الدول الغربية بالكف عن التدخل في شئوننا بذريعة إنقاذ البلاد، كما اعتبر خروج الشعوب وثورتها على الإستبداد حقا ثابتا لها.
وفي خطبة الجمعة أمس بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة ترحم فضيلته على الشهداء التونسيين الذي قضوا في المظاهرات والاحتجاجات.
ورأى القرضاوي أن من شر ما تبتلى به الشعوب، حكاما يحكمونها بالحديد والنار والسياط والعذاب، وعبر عن أسفه من أن المسلمين بخاصة مبتلون بالإستبداد ومن ورائه دول أجنبية تحميه وتمده بالقوة.
وعن حال الناس تحت الإستبداد، قال إنه كثيرا ما يستكين الناس أمام هذا الجبروت الذي لا يرحم مخلوقا ولا يخاف خالقا.. لا يبالي بالكرامة ولا الأجساد ولا الحريات أن تسفك.. وما يحدث هو أن ترضى الجماهير بالواقع.. ولكن من الخطأ أن يظن الناس أن الشعوب تظل مستكينة للأبد؛ فالشعوب لا بد أن تنتفض وتطالب بحقها، وخصوصا إذا كان حقها أن يعمل العاطل، وأن يشبع الجائع.. من حقهم أن يحصلوا على حقوقهم وهم يرون الآخرين يسرقون أموال الشعب بالملايين، بالإحتكارات الكبرى وبالعمولات، ويرون الدولة تتستر معهم بالأجهزة المختلفة بل تيسر لهم..

ولفت القرضاوي إلى مقوله الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ألا يخرج على الناس شاهرا سيفه".. لابد للناس أن تنتفض ضد الفقر والجوع؛ ومن هنا كانت ثورة الشعب التونسي، التي حققت قول شاعرها أبي القاسم الشابي (رحمه الله):
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر

واستطرد: يستجيب القدر أي يستجيب إذا غيرت الناس ما بنفسها.. إذا غيروا ما بأنفسهم وقالوا: لا، فقد غيروا ما بأنفسهم.. وإذا حصل؛ غير الله لهم حياتهم.
محاسبة المجرمين
وعبر القرضاوي عن أسفه بقوله إن جماهير الشعب التونسي التي تعلمت ظلت عاطلة لا تجد الحاجات الضرورية على عكس من يلعبون بالملايين.. إنها مافيا تجمعت بتونس.. لكن الشعب التونسي هو الذي ضرب المثل بالخروج على الظلم رغم وجود هذا الظلم في كل البلدان.. خرج بمسيرات سلمية بلا أي سلاح.. وتسائل: أليس من حق المظلوم أن يصرخ ؟! أن يقول السوء من القول ؟! أن يسب ويلعن ؟! فقد أعلن الشعب صيحته ينادي أن أنصفونا، انظروا لحاجاتنا فقوبل بالرصاص..
واستنكر مقابلة ثورة الشعب بالرصاص قائلا: أهكذا يعامل الناس؟!.. الشرطة التي تحمل السلاح من أجل الشعب تصب الرصاص في صدر الشعب الذي يشكو من الجوع!.. هذه ثقافة مسمومة.. أن تقتل أبناء الشعب.. لا يجوز هذا..
وتابع: وانتقلت المظاهرات من بلد إلى بلد والعشرات يسقطون.. جاء رئيس البلاد يتكلم بلغة لينة بعد خمسة أسابيع والرصاص يقتل الناس والأفواج إلى المقابر.. أين هذا القول اللين مما جرى؟! ينبغي أن يحاسب القاتل على قتله والمجرم على جرمه..
يجب أن يقدموا (إلى المحاكمة) من أكبر رأس إلى أصغر رأس كل ما ارتكب جريمة، كل من أصابه ضرر، ليس في الأسابيع الأربعة فقط بل من قبل.. كل من أكل مال ونهب مال الشعب ومن اعتدى على الأرواح.. كل هؤلاء يجب أن يحاسبوا، ويجب أن يعود الشعب إلى نفسه بعمل جمعية تأسيسية ويدير أموره.. إنني أشكو إلى الله من الحكام المسلمين إلا من رحم ربك.
كفوا عنا
وطالب القرضاوي الدول الغربية بالكف عن التدخل في شؤون الشعوب المسلمة، قائلا: كفوا أيديكم عن شعوبنا، لقد أبدت فرنسا استعدادها لحماية الأمن ومقاومة الشغب.. شكرا يا فرنسا لا نريد خبرتك، تونس تستطيع أن تعالج أمرها بنفسها..
وتابع: ففرنسا أصبحت تعادي المسلمين علنا وتقوم بمخطط للتطهير الديني، نريد للغربيين أن يكفوا عنا، فما رأيناكم ساندتمونا في قضية عادلة مثل قضية القدس، وما استطاعت أميركا أن تقول لإسرائيل كفي يدك عن الإستيطان!
دعاء الأنبياء
وفي خطبته الأولى واصل فضيلته الحديث الذي بدأه في السابق عن الدعاء، متحدثا عن الدعاء في القرآن الكريم خاصة أدعية الأنبياء، لافتا إلى ما تحمله من دلالات ومعاني إيمانية، مثل دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام "رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ . وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ . وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ . وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ" (الشعراء: 83- 87) ومن دعاءه أيضا: "رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ لْحَكِيمُ"(الممتحنة:5) أي مفتونين بالكفار، لا تجعلنا فاتنين لهم، كالمسلمين اليوم الإسلام دين التقدم وأنتم متأخرين، فنحن فتنة للذين كفروا..
ومن أدعية الأنبياء أيضا، دعاء سيدنا شعيب عليه السلام حينما أراد قومه إخراجه "رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ"(الأعراف: 89)، ودعاء سيدنا موسى عليه السلام حينما وكز القبطي الذي تجبر على الإسرائيلي " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (القصص:16)، وفي مدين "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"(القصص:24).
ومن أدعية القرآن كذلك دعاء أيوب النبي الصابر عليه السلام "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الأنبياء:83)
كما لفت إلى دعاء يونس عليه السلام حينما التقمه الحوت ونادى في الظلمات " لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" ( الأنبياء: 87).
واختتم القرضاوي حديثه عن الدعاء بالتذكير بأن القرآن الكريم مليء بالأدعية التي قد لا نستطيع إحصاءها اليوم، ولفت إلى أن كل كتب السنة تحوي كتابا للدعاء، ومنها الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم " لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم"، والدعاء الذي علمه ابنته فاطمة رضي الله عنها: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله".


المصدر /
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]


تحية جنوبية عربية --- بعبق الإستقلال و الحرية