المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا ما قَطفتُ الوردَ حينَ شمَمتُهُ ..


طائر الأشجان
06-21-2011, 01:19 PM
مرّت على أجوائهِ كَسحابةٍ = وَشَدَت كلحنٍ في فَمِ الأوتارِ
وكَبَسمَةِ الطفلِ الوديع وَنِسمَةٍ = نَشوى تَهُبُّ على شذى الأزهارِ
الله كيفَ سرى الهَوى في قلبهِ = وَتَخَللَ الوجدانَ كالتيّارِ
وَمَضى يُغالبُ شَكَّهُ بيَقينهِ = وظنونَهُ بمشيئَةِ الأقدارِ
هَزَمَ الهَواجسَ وهي تَعلمُ أنهُ = دارى هَواهُ وما يزالُ يُداري
أيكونُ وَهماً مثلما قَد خِلتُهُ = مُتَقَلبَ الأهواءِ والأطوارِ !
أيكونُ طيفاً في الخَيالِ يَبُثُّني = سِحرَ المُنى وأبُثُّهُ أسراري
أيكونُ نافِلَةِ الوداعِ تنوبُ عن = طيبِ اللقاءِ على صدى الأعذارِ
أنا ما قَطفتُ الوردَ حينَ شمَمتُهُ = ونَفَختُ في شَرَيانهِ أشعاري
وإذا العيونُ تَجاهلَتْهُ لِفِتنَةٍ = تُخشى فقد عَميَت عن الإبصارِ
أنا يا ابنةَ الروضِ الجميلةَ ناحِلٌ = ما بينَ لسعاتٍ وشدوِ كَناري
أنا نغمةُ الولهانِ في غَسَقِ الدُّجى = وَنُجومُهُ رَقَصَت على مِزماري
شاركتُ وَرقاءَ الهَتوفَ هَديلَها = وسَكَبتُ في حَدَقِ المَها أنهاري
وَنسَجتُ من سحرِ البيانَ مُلاءتي = ومِن السَّماحَة مِعطفي وإزاري
عانيتُ من كَيدِ الوِشاةِ وَمَكرِهم = وَصَبَرتُ صَبرَ مَن اكتَوى بالنارِ
وَدَفَعتُ لكن بالتي هي أحسنُ = فإذا المَحاسِنُ قد أخذنَ بثأري
ولَرُبَّ فاتِنَةٍ تَبَسَّمَ ثغرُها = فَطَفَقتَ مُحتَفيَاً بكلّ وَقارِ
لما اتثَنَيتَ وقَد هَمَمتَ صِفاحَها = نَفَرَت وقالت حينذاكَ حَذاري
يا مَن شَقيتَ بحُسن ظنّكَ مرةً = لا تَيئَسَنَّ وَزِدْ منَ الإصرارِ
واصبِرْ على أملِ اللقاءِِ وَقُربِهِم = إنَّ اللقاءَ يُطيلُ في الأعمارِ

تحياتي
طائر الاشجان