المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحصاد المر .. وماذا بعد !!


عرين الاسود
01-11-2012, 11:43 AM
الحصاد المر .. وماذا بعد !!

في هذه الفترة ظللنا نرقب الأحداث عن كثب علنا نلقى بصيص أمل من الأمم المتحدة ليحظى شعبنا بالاستقلال التام لنمنحه فرصة للأمن يتنفس فيها .. ولكن !!! قد أثبتت التجارب أن الأمم المتحدة والمنظمات التي تتفرع عنها أو ترتبط بها ليست على الدرجة المرجوة من الكفاءة ماعدا مجلس الأمن الذي يصدر القرارات الملزمة ويلغيها حق النقض الفيتو .. لقد رأيناه يلعب بعواطف الجنوبيين ويقدم أنصاف الحقائق , ولم يسلط الضوء على الأماكن المظلمة .

كنا نتمنى حضورا قويا ومستمرا لإعلامنا . . هذا الإعلام الذي إذا لم نصنعه اليوم فلن نصنعه غدا .. ولا نريد أعذارا واهية , فالأموال التي غادرت في 94م 7 مليار دولار والتي سعى رئيس النظام المحتل لاستردادها مقابل العفو في رحلات مكوكية الى سلطنة عمان لمقابلة فخامة الرئيس علي سالم البيض والذي رد ردا جازما بأن هذا المبلغ لتحرير الجنوب .

إنهم يريدون من الأمم المتحدة أن تمنحنا الاستقلال على ضعفنا وهي التي لا تعترف سوى بالقوي والقوي فقط وبالطبع فلن نجني إلا الشوك والهشيم من الانتظار !! وفي الوضع الحرج يريدون منا أن نتأقلم بالقوة تحت مسميات عديدة لقتل قضيتنا حتى نصل الى حد التفريط بالسيادة الوطنية وكبت تطلعات شعبنا .

الأحداث التي مرت تدل على أننا لا نفهم ألف باء السياسة .. وسوء الرأي هو أحد المحاربين ضدنا بسبب القصور السياسي الذي نعانيه مع أنه يتطلب منا أن نتقحم كل مضايق السياسة , فنحن في زمن متلون تلون الحرباء خصوصا ونحن نرى انسداد في الأفق السياسي القريب على الأقل .. أو ليقدم لنا رسما بيانيا عن الوضع التحريري منذ أن بدأ في 2007م وحتى اليوم 2012م مع أننا ندرك أنه حصل تقدما , لكنه كان غير محصن والتساهل بالأمر يؤدي الى ضرر كبير .

‘ن هذا العمل ليس فكرة شاعرية خيالية تمتد إليه الأشواق وتقصر عنه الأعمال رغم النوايا الحسنة .. فالنوايا أصحابها محمودة وجهدهم مشكور .. فيجب أن نعرف أن مسألة الاستقلال لا تخضع لوجهات النظر أو الحوار .. إنما الخروج والانسحاب والاندحار المهين كيفيته هو الذي يخضع للحوار والتفاوض . بعد مواجهات لا تعرف الحلول الوسط خصوصا وقد تزايد الوعي بعناصر القوة التي نملكها .

نحن الذين يجب أن نرسم السياسة بعملية وحيدة المحتوى والاتجاه .. إستراتيجيتها وتكتيكاتها .. على ضوء البيانات المتوفرة لنا حيث أننا نحتاج للرصد القوي والمستمر محليا وإقليميا ودوليا , وذلك بجمع المعطيات وتبويبها وتصنيفها وتحليلها وتحديد المعايير حتى نبلغ أعلى نقطة من الوصول الى الحل , رغم المتغيرات المعروفة والحتمية والعشوائية فنحن تتوفر لدينا كل المقومات الحضارية والتاريخية والأرصدة والتجارب التي نملكها , وبالتالي نقوم بعمل منظومة متكاملة توجد لنا ترسانة من المعلومات والبحوث والتقارير والبيانات .

إن نظام صنعاء مافتئ يشن حملات الخداع والتضليل والتشهير ثم بعد ذلك يلحقها بحملات القمع والعدوان السافر . . ومندوب الامم عائد للإطمئنان على نظام صنعاء واستقراره بالوجوه الجديدة .

هذا أمر نحن ممتحنون فيه لنلعب دورا تاريخيا يتميز في تحمل الجهود والمخاطر .. وإن نفسا لم تصب بدم بعد إنها لبخيلة .. وعلينا أن نفرض أنفسنا على الوضع المحلي والإقليمي والدولي لا أن نستعطفهم بذل !! فنحن أهل المهام والوقائع .
إننا نخط هذه الكلمات من قلوب جريحة مكلومة و على جمر .. نعيش في ظلها ونكتوي بنارها وإن غدا لناظره قريب وعلى الله قصد السبيل .