المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة موجزة لأشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي .د عبدالله أحمد الحالمي: 7حلقات


د/عبدالله أحمد بن أحمد
05-22-2010, 07:27 AM
الدكتور/ عبد الله أحمد بن أحمد الحالمي: دراسة موجزة لأشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي ومنها الاحتلال الأجنبي اليمني ( الحلقة الأولى من 7 حلقات ) مايو 2010م.





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]



الحلقة الاولى:




أولاً : المقدمة
ثانيا ً: شكل النضال التحرري السياسي السلمي
ثالثاً: شكل النضال التحرري المسلح(الكفاح المسلح).
رابعا ً: الخاتمة




أولاً : المقدمة:





بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) سورة الأحزاب
صدق الله العظيم





إلى أحرار الجنوب العربي المحتل الميامين أين ما كنتم داخل الوطن الجنوبي المحتل أو في بلدان الشتات التواقين إلى طرد الاحتلال الأجنبي اليمني و استعادة هوية الجنوب العربي والتحرر والاستقلال واستعادة الدولة المستقلة كاملة السيادة كما كانت علية عبر التاريخ.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





أيها المناضلون الميامين في مختلف القوى والأحزاب والكيانات السياسية والجماهيرية الجنوبية وكل مواطني الجنوب العربي الأحرار داخل الوطن الجنوبي المحتل أو في بلدان الشتات و انتم تخوضون معركة التحرير من اجل الاستقلال واستعادة الهوية والدولة بطرد الاحتلال الأجنبي اليمني المشين من الجنوب العربي إلى مزبلة التاريخ اسمحوا لي بان أضع بين أيديكم دراسة موجزة ومتواضعة لأشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي ومنها الاحتلال اليمني وفق ما تسمح به وتنص علية الديانات السماوية والمواثيق الدولية وما خططه الشعوب المستعمرة والواقعة تحت الاحتلال عبر مراحل التاريخ بما في ذلك نضال شعب الجنوب العربي ضد الاحتلال البريطاني ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي والجزائري والهندي وغيرها من شعوب العالم المستعمرة والمحتلة من قبل الاحتلال الأجنبي وأمل بان تساعد هذه الدراسة الموجزة في مسار النضال التحرري لشعب الجنوب العربي من الاحتلال الأجنبي اليمني وأدعو أصحاب الفكر والخبرة إثرائها بمعارفهم لتعم الفائدة على الجميع.





تمنح الديانات السماوية والمواثيق الدولية الحق للشعوب الواقعة تحت الاحتلال انتهاج مختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي ونيل حريتها واستقلالها وبناء دولها المستقلة حيث سلكت شعوب العالم التي وقعت تحت الاحتلال هذا الطريق للانعتاق من الاستعمار والاحتلال الأجنبي وبناء دولها المستقلة عبر مختلف مراحل التاريخ وها هو اليوم شعب الجنوب العربي المحتل والواقع تحت الاحتلال الأجنبي اليمني ينتهج هذا الطريق التحرري لطرد الاحتلال اليمني و التحرر والاستقلال واستعادة الهوية لشعب الجنوب العربي المسلوبة منه والدولة المستقلة الواقعة تحت الاحتلال اليمني البغيض.





للنضال التحرري من الاحتلال الأجنبي أشكال معترف بها اختبرها الزمن و سلكها ويسلكها كل شعب يرزح تحت الاحتلال الأجنبي بما في ذلك شعب الجنوب العربي من أهم أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي هي الأشكال التالية:



1- شكل النضال التحرري السياسي السلمي
2- شكل النضال التحرري المسلح(الكفاح المسلح).





هذان الشكلان من أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي في غاية الأهمية للبلدان الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي فهي مهمة وقانونية لكل شعب من الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ويمكن لأي شعب محتل بان تقوم ثورة التحرير فيه على أساس الشكلين معاً السياسي السلمي والمسلح وهذا ما انتهجته كثير من الشعوب المحتلة المناضلة ضد الاحتلال الأجنبي ومنها شعب الجنوب العربي إبان الاحتلال البريطاني والجزائري والفلسطيني وغيرها من الشعوب , و يمشي الشكلان بشكل متوازي ومتوازن للرعب المسلح والسياسي للشعب مع دولة الاحتلال لدحر الاحتلال و أجبارة عنوة على الرحيل و الانسحاب من البلد الذي يحتله.





هناك ملاحظة مهمة بأنه لايمكن اختيار وانتهاج شكل الكفاح المسلح دون شكل النضال السياسي كما حدث في تجربتنا مع حركة تقرير المصير (حتم) والحركة الشعبية لتحرير الجنوب العربي بقيادة الشحتور وكتائب سرو حمير الذي اختارا الكفاح المسلح دون أن يكون لكل منهم جناح سياسي إلى جانب الجناح العسكري لتامين الغطا السياسي وتوضيح عدالة القضية التي يناضلا من اجلها.



انتهاج الكفاح المسلح من أي فصيل دون العمل السياسي قد يؤدي للفشل المحتوم لعدم وجود الغطا السياسي وحتى يكون للفصيل الذي ينتهج الكفاح المسلح نجاح علية أن ينشى جناحين عسكري وسياسي كما اختبرته تجارب الشعوب التي انتهجت الكفاح المسلح والسياسي معا ونالت حريتها واستقلالها بسرعة كونه الطريق الأقرب والسريع للحرية والاستقلال ولكن مخاطرة كبيرة ومكلفة.





لكن ممكن للشعوب الواقعة تحت الاحتلال اختيار شكل النضال السياسي السلمي بدون شكل الكفاح المسلح وهو طريق طويل لكن الشعب الذي ينتهج هذا الشكل بإرادة وتصميم سوف يصل في النهاية إلى تحقيق هدفه المنشود في طرد الاحتلال والتحرر والاستقلال وبناء الدولة المستقلة وهناك شعوب كثيرة التي انتهجت شكل النضال التحرري السياسي السلمي ومنها الشعب الهندي بقيادة غاندي الذي حقق حريته واستقلاله عن طريق شكل النضال السياسي السلمي وتجربة نضال شعب الجنوب العربي التحرري السياسي السلمي ضد الاحتلال الأجنبي اليمني منذ احتلال الجنوب صيف 1994م في خوض غمار ثورة الجنوب الثانية( الحراك الجنوبي) لنيل الاستقلال الثاني أوصلت نضال شعب الجنوب العربي التحرري ضد الاحتلال الأجنبي اليمني إلى مراحل متقدمة وبأقل الخسائر رغم سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى برصاص الاحتلال الأجنبي اليمني واسر العديد من أحرار الجنوب العربي ومحاصرة المناطق والمدن ألا أن الثورة الجنوبية مستمرة ومتصاعدة حتى الوصول إلى هدفها المنشود في التحرر والاستقلال واستعادة الهوية والدولة المستقلة للجنوب العربي مع التسليم بحق شعب الجنوب العربي بانتهاج مختلف أشكال النضال التحرري لا سيما وان هناك من قد انتهج الطريق المسلح مثل كتائب سرو حمير والحركة الشعبية لتحرير الجنوب العربي بقيادة الشحتور و الحركة المسلحة لتحرير الجنوب(تحرير ( وما قد يعلن في المستقبل فلا نعرف ألان ما قد يخبئه لنا المستقبل) .





بعد المقدمة القصيرة هذه نتحول إلى تناول كل شكل من أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي و نتناول كل شكل على حدة ونتمنى من الله ألعلي القدير أن يوفقنا في شرحها باختصار لان كل شكل يتكون من عدد كبير من الأساليب المتبعة وكل شكل وأسلوب بحاجة إلى تفنيد وهذا صعب جدا لان ذلك بحاجة إلى وقت كبير وكذلك إلى مئات الصفحات لهذا سوف نشير فقط إلى أهم الأساليب المتبعة في كل شكل ونشرح هنا بشكل مختصر أهمها ونترك الباقي للمستقبل وللآخرين معتمدين في ذلك على التجارب للشعوب التي انتهجت أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي وفق ما خطها العديد من المؤرخين والكتاب العرب والأجانب الذي اعتمدنا عليهم في دراستنا هذه.





استعراض أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي أهمها:



- 1- شكل النضال التحرري السياسي السلمي.
- 2- شكل النضال التحرري المسلح(الكفاح المسلح).



كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م
drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)


يتبع الحلقة الثانية:

د/عبدالله أحمد بن أحمد
05-22-2010, 07:50 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]




الحلقة الثانية:




ثانياً: شكل النضال التحرري السياسي السلمي من الاحتلال الأجنبي:



شكل النضال التحرري السياسي السلمي أهم وأوسع أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي التي انتهجته و تنتهجه الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي بهدف طرد الاحتلال و نيل حريتها واستقلالها وبناء دولها المستقلة ذات السيادة وهذا ما ينتهجه شعب الجنوب العربي في نضاله التحرري ضد الاحتلال الأجنبي اليمني منذ حرب احتلال الجنوب صيف 1994م و إلى اليوم لطرد الاحتلال الأجنبي اليمني و استعادة الهوية و الدولة المستقلة كاملة السيدة و كذلك انتهجته حركة النضال الشعبي ضد الأنظمة الديكتاتورية المستبدة في عدد من بلدان العالم أخرها قرقيزيا بهدف إسقاطها و قيام أنظمة وطنية و ديمقراطية بديلة عنها.



أتـناول هذا الشكل من خلال الآتي:


أولاً: حق الشعوب المحتلة في النضال التحرري السياسي السلمي المشروع من أجل التحرر و الاستقلال.
ثانياً: الأساليب المتبعة في شكل النضال التحرري السياسي السلمي.




أولاً: حق الشعوب المحتلة في النضال التحرري السياسي السلمي المشروع من أجل التحرر و الاستقلال:



من حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي و منها شعب الجنوب العربي المحتل الواقع تحت الاحتلال الأجنبي اليمني بأن تنتهج في نضالها الطريق السلمي عبر شكل النضال التحرري السياسي السلمي من أجل التحرر و الاستقلال من الاحتلال الأجنبي فهو لا يقل أهمية عن شكل الكفاح المسلح، لا بل أنه في لحظة سياسية محددة يكون أكثر أهمية في الوصول إلى الهدف, بحيث يوقع خسائر أخلاقية و قانونية و اقتصادية و ثقافية و سياسية فادحة تؤثر في موقع و مكانة نظام دولة الاحتلال الأجنبي المراد طرده أو النظام السياسي الديكتاتوري المستبد للتخلص منه " أمام جمهوره و محاربيه و على النطاقين الإقليمي والدولي, وتصبح معركة كسب الرأي العام المحلي والدولي، معركة كسر عظم تضعف عضده، وتزيد من عملية الضغط عليه في المنابر والمحافل الإقليمية والدولية، كما ويفتح الأفق لفرض عقوبات اقتصادية وقانونية وسياسية عليه ترغمه على الاستجابة لمشيئة الرأي العام، التي تصب مباشرة في الأهداف الوطنية أو الاجتماعية, ولا تنفع عندئذ عنجهية وغرور وغطرسة نظام دولة الاحتلال الأجنبي أو النظام الديكتاتوري المستبد , كما ترتد قوته عكسياً عليه، لأنها لا تفيده لا من قريب و لا من بعيد عند ما تدني ساعة النهاية الحتمية للاحتلال الأجنبي ليأخذ عصاه ويرحل من البلد الذي يحتله "و هذا ما يكون عليه الحال للاحتلال الأجنبي اليمني عندما تدني ساعته و يأخذ جحافل نظامه و يرحل من الجنوب العربي منكسراً مدحوراً بإرادة الله العلي القدير وعوناً منه و بتصميم و إرادة و تضحيات شعب الجنوب العربي الأبي – شعب الجبارين العرب و الذي نهض كالبركان الهادر في ثورته العارمة , لن يهدى و لن يغفل له جفن إلا بطرد الاحتلال الأجنبي اليمني و استعادة استقلاله وهويته ودولته المستقلة كاملة السيادة أو النظام الديكتاتوري المستبد بالنسبة للشعوب التي تحكمها الأنظمة الديكتاتورية كشعب الجمهورية العربية اليمنية مثلاً ,حيث تتلاشى قوة الاحتلال وتتعاظم قوة الشعب المناضل في انتزاع حقه السياسي في استعادة حريته و استقلاله ودلته المستقلة انتزاعاً يتوج بدعم و اعتراف داخلي و خارجي و هذا ما سوف يكون عليه حال شعب الجنوب العربي عندما ينتزع استقلاله عنوة و يعترف العالم أجمع باستقلاله و دولته المستقلة - دولة الجنوب العربي .




يمكن تركيز أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي " شكل التحدي السياسي" على القضايا المفصلية التي على المحك كالقضايا السياسية الساخنة، حيث تنطلق هذه الأشكال الكفاحية من إنكار شرعية نظام الاحتلال أو النظام الديكتاتوري وعدم التعاون مع أركانه في مواجهة سياسات محددة من خلال تكتيكات الإعاقة والمماطلة بسرية وهدوء؛ وممارسة مختلف أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي.



انتهاج النضال التحرري السياسي السلمي بدون شكل النضال التحرري المسلح- الكفاح المسلح وكما يقول" عادل عبد الرحمن: " لا يعني استسلاماً، ولا خنوعاً لإرادة العدو ، و لا تساوماً معه أو مع أهدافه, لأنه لو كان الأمر كذلك لماذا يستمر النضال من أصله سلمياً أم غير سلمي؟ و بالتالي، النضال السلمي شكل أساسي من أشكال النضال لا تستطيع قوة في الأرض مهما حاولت أو ادعت الانتقاص منه أو استصغار شأنه في معركة التحرير والاستقلال" .



بالعودة للتاريخ وتجارب الشعوب، يقول "عادل عبد الرحمن: فان كل القادة العسكريين و السياسيين والمفكرين الذين عالجوا مسألة المقاومة السلمية والحرب، أكدوا على مر التاريخ القديم والوسيط والمعاصر، أن أهم وأعظم الحروب والمقاومات، هي التي تحقق الأهداف دون دماء وبأقل الخسائر الممكنة. لأن الهدف من الكفاح ليس نزيف الدم، و إيقاع الخسائر في الشعب و مصالحه الاقتصادية والثقافية و الاجتماعية، بل نيل الاستقلال السياسي و الاقتصادي" و الانعتاق من الاستعمار الأجنبي أو النظام السياسي الديكتاتوري أو البوليسي المستبد.



مصطلح شكل النضال التحرري السياسي السلمي في نضال الشعوب المحتلة كحال شعب الجنوب العربي أو الواقعة تحت استبداد النظام الديكتاتوري كحال شعب الجمهورية العربية اليمنية يدل على فاعلية هذا الشكل من أشكال النضال التحرري وعلى استخدام, منطق العقل في الدراسات الاجتماعية والتحليل العلمي للواقع المعاش, عبر العمل بأدوات وآليات تحددها الأحزاب أو مجموعة الأحزاب المتحالفة و يهدف هذا الشكل من العمل السياسي إلى تغيير واقع النظام القائم و إلى طرد الاحتلال و إقامة واقع آخر حر ومستقل يصبح الشعب فيه سيد نفسه.



بعض الآليات المستخدمة للتعبير في شكل النضال التحرري السياسي السلمي هي:



1. استخدام وسائل الإعلام المرئية و المسموعة والمقروءة للتعبير السياسي بهدف تشكيل رأي عام حول أهمية الأهداف المنشودة و باستخدام لغة سلمية سياسية مرنة تستقطب التعاطف الداخلي والخارجي .
2. استخدام جميع المؤسسات المتاحة وذلك حسب الظروف و القنا عات و نوعية المؤسسات, للتعبير عن الرأي و التحريض و الدعاية للأفكار و المشاريع التي تؤمن بها قوى التحرر والاستقلال .
3. العمل الدبلوماسي ,حيث تستخدم تكتيكات ومناورات بحسب الظروف و القنا عات التي تمر بها الأوضاع السياسية.
4. إقامة ندوات و اجتماعات ,و إحياء مناسبات معينة ,و الاستفادة من أشكال أخرى من التذَمر الشعبي و توجيهها نحو المطالب السياسية المحددة.


5. الاحتجاجات والتظاهر في الساحات العامة, وأمام مقرات معينة تُرفع فيها شعارات محددة,تنسجم مع الأهداف التي تسعى إليها القوى السياسية والجماهيرية , التي تقود النضال التحرري.
6. العصيان المدني,وهو أرقى حالات التعبير السياسي, وتشمل الامتناع عن العمل المدني, وعرقلة المؤسسات الاقتصادية, والإضراب الشامل وهي مرحلة تسبق تحقيق الأهداف المرجوة تشترك في تنظيمها, أوسع الأطراف المعارضة التي تنشد التغيير المطلوب أو التي تناضل من أجل حريتها و استقلالها.




" كل هذه الأساليب من العمل السياسي, و أساليب أخرى من التعبير السياسي السلمي, متوفَرة في أغلب برامج الأحزاب السياسية, و لكن تبقى العمل بها, أو بإحداها مرتبطة بالظروف السياسية, والإمكانيات الذاتية وبالبلد المعني أو حتى بالمنطقة المعنية أو بمدى استجابة هذا العمل أو ذاك للمصالح العليا للمجتمع ,ومرتبطة أيضاً بالدراسات الجدية والعلمية لردود الأفعال, والانعكاسات التي قد تنجم عن هذا العمل أو التي قد تضر في محصلتها بالقضايا الأساسية ".


تشكل منظمات المجتمع المدني مصدر القوة للشعوب المناضلة التي تخوض نضالها ضد الاحتلال الأجنبي أو ضد التسلط الداخلي للنظام الديكتاتوري المستبد " يقول أحمد خاني :لا يستطيع الأفراد المنعزلون غير المنتمين لمنظمات /حركات /أحزاب التأثير على الحياة العامة أو توجه المجتمع أو المقاومة عندما تتأثر مصالحهم أو تهدد, ولهذا يعمد الطغاة إلى سلب استقلالية منظمات المجتمع المدني وحريتها حتى لا تكون ملاذا للأفراد الضعفاء، و لاستخدامها لفرض سيطرة النظام على الأفراد بدلاً من أن تكون أداة لهم لمقاومة النظام الجائر, ولكن إذا استطاعت هذه المؤسسات الاحتفاظ باستقلاليتها - أو استعادتها - خارج نطاق سيطرة أجهزة النظام فإنها توفر شرطاً ضرورياً للتحدي السياسي , و من ثم تصبح أدوات لإعادة بناء المجتمع البديل.


إذا نجح النظام في تدمير هذه المؤسسات أو السيطرة عليها فعلى المقاومة أن تخلق مؤسسات اجتماعية جديدة و مجالس ديمقراطية مباشرة تشكل سلطة شعبية بديلة و إن التفكيك المتعمد للأنظمة الديكتاتورية أمر ممكن انطلاقاً من معرفة نقاط ضعفها القاتلة ".



بعض نقاط ضعف نظام الاحتلال و الأنظمة الديكتاتورية:



1. إمكانية تقليص أو سحب تعاون أفراد المجتمع ومنظماتهم مع النظام.
2. جمود ثقافة وإجراءات النظام وعدم قدرته على التكيف والتجدد.
3. جمود هياكل النظام بحيث يصعب على عناصره المكلفين بمهام محددة القيام بمهام جديدة في ظروف التغيرات السريعة.
4. اعتماده على عناصر تابعة وطيعة غير مبدعة.
5. لا يوفر أتباعه المعلومات الصحيحة أو الكاملة التي يحتاجها النظام لاتخاذ قراراته بالاعتماد عليها.
6. تآكل أيديولوجية النظام وتزعزع أساطيره ورموزه.
7. البعد عن الواقع حين يتمسك النظام بأوهامه الأيديولوجية وانتصاراته ومنجزاته الوهمية.
8. تؤدي بيروقراطية إجراءاته إلى تدهور فعاليتها و إلى عقم سياساته .
9. استفحال التنافس والدسائس و الصراعات الداخلية بين الأجهزة والأطراف المكونة للنظام.
10. قلق الطلاب والمثقفين والمفكرين الناجم عن الأوضاع العامة والقيود الفكرية والعقائدية والاضطهاد المتفاقم.
11. القتل وأعمال العنف والقمع للنشاطات الشعبية العامة.
12. بالإضافة إلى نقاط الضعف الخاصة بكل نظام على حدة والتي يجب على الشعوب المناضلة تحديدها والتركيز عليها.


الشعوب المناضلة والتواقة لطرد الاحتلال والتحرر والاستقلال والدولة المستقلة أو للتخلص من النظام الديكتاتوري المستبد تستطيع أن تخلق أزمة لدى النظام من خلال معرفتها لنقاط ضعفه فليس كل ما يخطط له النظام ينجح في سياق التحدي السياسي و الخيار البديل للشعوب المناضلة أتباع مايلي:




1. اختيار الوسائل الملائمة والمجدية للنضال السلمي وعدم الانسياق للعنف الذي تدفع له وتفضله الأنظمة المحتلة والمعادية للشعوب بحيث يصعب عليها مواجهة هذا الأسلوب الفعال في النضال التحرري.
2. مفاقمة أزمة نظام الاحتلال أو النظام الديكتاتوري المستبد وإضعافه وعزل مصادر قوته.
3. انتشار النضال على نطاق واسع وعلى نطاق البلد كلها مع تبني هدف استراتيجي موحد.
4. استدراج النظام لاتخاذ قرارات خاطئة وأفعال باطلة وخيمة العواقب عليه تعجل من زواله.
5. حشد المواطنين للمشاركة الفعالة في النضال واستقطاب منظماتهم للنضال التحرري.
6. إعادة توزيع القوة المؤثرة في المجتمع بما يدعم من ديمومة النظام الديمقراطي المنشود.
7. استخدام أساليب أكثر تنوعاً مثل : الاحتجاجات و المقاطعة والإضرابات والعصيان والإعتصامات وسحب الولاء و تكوين سلطة الشعب.. وغيرها من الأساليب كما هي مبينة في الحلقة الثالثة من هذا الدراسة بما يتيح لقطاعات أوسع من الشعب للانخراط فيها .


"تكون الانعكاسات الأولى للتمرد على النظام حالة من الارتباك وعدم الاستقرار يليها كشف ضعف وهشاشة وإفلاس المنظومة السلطوية ومع مرور الوقت يؤدي حجب مصادر القوة إلى شلل وعجز النظام وتفكيكه وأخيرا يموت النظام من الجوع السياسي " ليأخذ عصاه ويرحل لينال الشعب الذي يحتله حريته واستقلاله.


تحريك المجتمع ضد الاحتلال الأجنبي أو النظام الديكتاتوري المستبد في ثورة سلمية شعبية تتفوق قوتها على قوة الاحتلال والنظام وضمان استمراريتها وديمومتها بشكل تصاعدي إلى أن يتم تحقيق الهدف في التحرر والاستقلال لا يتم بشكل عفوي وتلقائي دون إعداد وتخطيط وتنظيم وقيادة ودون قوى وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني و إن وجدت بعض الانتفاضات خارج القوى السياسية والجماهيرية فإن وجودها عفوي و مؤقت لا يكتب لها الاستمرار و النجاح.


أن على الشعب الواقع تحت الاحتلال الأجنبي أو الشعب الذي يريد تغيير نظام الحكم الديكتاتوري المستبد لكي يضمن نجاح ثورته أو انتفاضته وتحقيق كافة أهدافه بسلوك أشكال التحرر من الاحتلال الأجنبي عليه و قبل كل شيء تنظيم نفسه بالانخراط في المنظمات الجماهيرية – منظمات المجتمع المدني وفي القوى والأحزاب السياسية كأطر جماهيرية و حزبية سياسية تنظم وتخطط وتقود الجماهير الشعبية وبشكل منظم في مختلف الفعاليات التي يعد لها بشكل مسبق و إلى أن يحقق الاستقلال.




في تجربتنا بالجنوب العربي مثلاً لا يمكن إطلاقاً لي أنا أو أي جنوبي أن يناضل ضد الاحتلال الأجنبي اليمني و يتبوأ موقع مهم في الحراك الجنوبي وهو لازال عضو ملتزم لمنظمة من منظمات المجتمع المدني واحدة يمنية وجنوبية وفق مهنته أو عضو في حزب واحد يمني وجنوبي منها للمثال: الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر ...الخ دون الانسلاخ النهائي من منظمات المجتمع المدني والأحزاب اليمنية فذلك من المستحيل أن يكون الشخص يخضع لتلك المنظمات والأحزاب اليمنية التي تعتبر جزء من نظام الاحتلال الأجنبي اليمني للجنوب ويؤمن ويلتزم ببرامجها السياسية و قرارات هيئاتها العليا المتواجدة في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء و مقتنع بهويتها اليمنية وفي نفس الوقت يوجد في قيادات الحراك الجنوبي لكن لا يؤمن بهوية الجنوب العربي هذه الازدواجية في الانتماء لابد لها إلا أن تصحح و من البديهي و المنطق بأن الجنوبيين المنتمين لأحزاب يمنية أن يلتحقوا بالأحزاب الجنوبية أو يعلنوا فروع أحزابهم في الجنوب أحزاب جنوبية مثلاُ : الحزب الاشتراكي الجنوبي وحزب الإصلاح الجنوبي وحزب المؤتمر الجنوبي أو يشكلوا أحزاب جنوبية خاصة بهم ومن لم يفعل ويضل مزدوج الانتماء لا يمكن أن يفهم من ذلك ألا أنها عملية اختراق نظام الاحتلال الأجنبي اليمني للحراك الجنوبي بهدف وأده وخاصة في هذه المرحلة الذي وصل إليها نضال الشعب الجنوبي إلى أعلى مراحله وكذلك الحال ينطبق على منظمات المجتمع المدني لا بد و أن تحذو حذو الشباب و اتحاد النساء التي أصبح لهم منظمات جنوبية التكوين و المنشى و الانتماء و لا بد أن تشكل منظمات المجتمع المدني الجنوبية في مختلف المهن كالعمال و الفلاحين و النقابات المختلفة ...الخ التي لم تتشكل حتى اللحظة.


وجود منظمات المجتمع المدني والقوى والأحزاب السياسية جنوبية التكوين و المنشئ سوء أكانت القوى السياسية موحدة أو مستقلة أو متحالفة في جبهة تحالف ضرورية تشكل ضمان و صمام أمان لقيادة مسيرة النضال التحرري لشعب الجنوب العربي للتخلص من الاحتلال الأجنبي اليمني وتحرر واستقلال الجنوب.


شكل النضال السياسي التحرري السياسي السلمي يحتوي على عدد كبير جداً من الأساليب التي ينبغي لكل من يناضل بانتهاج شكل النضال التحرري السياسي السلمي إتباعها كشرح وتفنيد لهذا الشكل و ما يجب عمله و إتباعه و هذا ما حاولنا توضيحه في الحلقة الثالثة التي تنشر تباعاً بعنوان - الأساليب المتبعة في شكل النضال التحرري السياسي السلمي.


الهوامش:

1. أسلوب النضال السلمي وثقافة المقاومة بلا عنف
2. العنف والثورة
3. النضال الشعبي السلمي هل يكون بديلاً عن النضال الشعبي المسلح"؟
4. دينا عمر : تعاليم المهاتما وتناقضات الكفاح السلمي
5. يـــــا سيـــن إدريــــس : حـق الشعوب فى النضال من أجل الحرية والتصدي لجميع أشكال عـولمة الأمن الداخلــي والدولي
6. أحمد خاني : النضال السياسي أو(الكفاح السياسي)
7. التقرير السياسي: مفاهيم “فريدة” في النضال السلمي لتحرير الوطن
8. عادل حمامة : المضمون الطبقي و المغزى السياسي لنزعة النضال السلمي
9. غالية قباني : المقاطعة» وسيلة مثلى للنضال السلمي
10. عادل عبد الرحمن : المقاومة الشعبية السلمية
11. انتصارا للمقاومة المدنية وحرية التعبير في العالم العربي مداخلات مؤلمة ورفض لانتاج العنف واستهلاكه
12. ليث الجادر : مفهوم النضال السلمي ...ودعاته المتميعون


كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م


drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)



يتبع الحلقة الثالثة:

د/عبدالله أحمد بن أحمد
05-24-2010, 08:11 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]




الحلقة الثالثة:




ثانياُ: الأساليب المتبعة في شكل النضال التحرري السياسي السلمي.




يحتوي شكل النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي على عدد كبير من الأساليب المتبعة والمبتكرة في نضال الشعوب من أجل التحرر والاستقلال وتطبق هذه الأساليب وفق ظروف وخصائص كل شعب وهي كثيرة جداً ويمكن لي هنا الإشارة فقط إلى بعضها و إعطاء تعريفات قصيرة جداً للبعض منها ومن أهم تلك الأساليب مايلى:




1- أسلوب : العصيان المدني الشامل والعام على طول وعرض البلد المحتل:




هذا الأسلوب أرقى أساليب شكل النضال السياسي التحرري السلمي يتم اللجوء إليه بعد إعداد الشعب والجماهير له ويتم العمل به عند بلوغ الثورة ذروتها ويتم العمل به بشكل مستمر إلى أن يتم إسقاط وتحرير المناطق الواحدة بعد الأخرى ثم البلد بشكل عام وطرد الاحتلال وتحقيق الاستقلال وهو عصيان شعبي شامل " مثلاً العصيان المدني الشامل على طول وعرض الجنوب العربي المحتل من المهرة وحضرموت بالشرق إلى كمران والمندب بالغرب في كل منطقة ومدينة في الجنوب وفي وقت واحد" وقد تناولته في هذه الدراسة في حلقة خاصة تنشر تباعاً هي الحلقة " الرابعة".




2- أسلوب :الإضراب- أو الاضرابات :



أسلوب الإضراب يأتي في المرتبة الثانية في أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي ويختلف عن العصيان المدني كون أهدافه بالغالب لتلبية المطالب الحقوقية وقد خصصت للإضراب الحلقة " الخامسة" من هذه الدراسة لتوضيح بعض جوانبه تنشر تباعاً.



3- أسلوب : المظاهرات :




المظاهرات هي تجمع جماهيري شعبي حاشد غاضب يجوب فيه المتظاهرين الشوارع والساحات والميادين في المناطق والمدن رافعين اللافتات و صور الضحايا والقادة البارزين و الأعلام والرايات الوطنية ومرددين للشعارات والهتافات التي تعبر عن مطالبهم في انتزاع الحقوق الاجتماعية والسياسية والتحرر والاستقلال و عن الأهداف التي يريدون الوصول إليها وتنظم للضغط على نظام الاحتلال للرحيل وترك الشعب يحقق أهدافه بالتحرر والاستقلال والدولة المستقلة و للفت انتباه الرأي العام الداخلي والخارجي إلى معانات ومطالب الشعب كما تنظم المظاهرات كذلك في الخارج وفي البلدان التي يتواجد فيها مواطني الشعب المحتل أمام مقرات الدول والبرلمانات ومقرات الإمام المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وسفارات دولة نظام الاحتلال يقدم المتظاهرون فيها رسائل وملفات عن قضيتهم إلى سلطات البلد المعني أو إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة حيث مكان المظاهرة وتكون هذه المظاهرات فعالة ومؤثرة عندما يتم الحشد لها والحضور فيها جماهيرياً وإعلامياً بتوجيه الدعوة إلى مختلف وسائل الأعلام العالمية لتغطيتها ونشرها لتحتل مكانتها بين القضايا العالمية الحساسة ولفت نظر المجتمع الدولي إلى التدخل لحلها.




4- أسلوب : الاعتصامات :




الاعتصامات هي تعبير عن الغضب وعدم الرضا لمجريات الأمور في المجتمع أكان ذلك يعبر عن أهداف شخصية خاصة أو عامة , حقوقية أو سياسية وتنظم باعتصام شخص واحد أو عدد من الأشخاص أو جماعات أو تجمعات كبيرة يقف فيها المعتصمون أمام الجهة التي يريدون من اعتصامهم إيصال رسالتهم إليها ويرفعون اللافتات و الشعارات المكتوبة وتنظم لفترة محددة ومن أجل انتشارها ومعرفة الآخرين والشعوب الأخرى بهدف الاعتصام ينبغي دعوة وسائل الأعلام لتغطيتها إعلامياً.




5- أسلوب :المهرجانات :




المهرجانات هي أسلوب مهم في إيصال ما يراد إيصاله إلى الشعب والإعلام والرأي العام المحلي والعالمي حيث يتم دعوة الجماهير إلى الساحات أو الميادين أو القاعات في تواريخ وأوقات محددة ومعد لها سلفاً من قبل لجنة منظمة للمهرجان تحدد فيه مجموعة من الأهداف المراد إيصالها في هذا المهرجان وتختار المتحدثين من القيادات و الوجهاء والشعراء بشكل يسبق المهرجان ليعدو كلماتهم التي عليهم أن يلقوها في المهرجان ويفضل أن يحضر المهرجان شخصيات قيادية ومشهورة ممكن لها بحضورها والتحدث للمتجمهرين أن تترك أثر كبير في نفوسهم و كالعادة لا بد من دعوة وسائل الأعلام لتغطية المهرجان و نشر ما دار فيه إعلامياً .




6- أسلوب : الاجتماعات- والتجمعات:




الاجتماعات والتجمعات لا تبدأ بشخص واحد فقط بل بشخصين و أكثر بغرض مناقشة و إقرار الخطط والبرامج والمهام والواجبات المراد تنفيذها وكل جديد مستجد و الاجتماعات تمارس من قبل القيادات والمنظمات والقوى والأحزاب والتجمعات تدعو لها جهات بعينها ولهدف معين يطلب إنجازه كما هو حال التجمعات في تجربتنا التي دعى لها الجنوبيين للتصالح والتسامح بدءً من جمعية ردفان 13يناير2006م.




7- أسلوب : الندوات:




الندوات مهمتها دراسة وبلورت قضايا محددة وهادفة سياسية واقتصادية وغيرها من المجالات ومنها قضايا الشعوب ونضالها من أجل التحرر والاستقلال يتم تسليط الضوء عليها بهدف استخراج العبر والدروس المستفاده وتحديد معالم المستقبل يستفاد من نتائجها وما خرجت به من تحليل وقرارات في العمل المستقبلي .
يكلف مجموعة من ذوي العلم والمعرفة والخبرة بتحديد مواضيع ومداخلات الندوة ويكلف معديها بتقديمها مكتوبة على أن يكونون معديها منذوي التخصصات والعلم وتوزع مداخلاتهم على المشاركين في الندوة ثم يقوم معدي المواضيع بتقديمها والإجابة على مناقشات الحاضرين في الندوة ومن المفيد حضور وسائل الإعلام لنشر موادها.




8- أسلوب :المقابلات:




المقابلات أسلوب مهم وخاصة في زمننا هذا زمن الفضائيات و الشبكة العنكبوتية وتحول العالم إلى مربع واحد يتلقى المعلومة من مصدرها في الوقت والزمان وبأي مكان في العالم ومن أي موقع جبل وسهل وادي و حي و قرية ومدينة ومن أي مصدر و شخص.

إجراء المقابلات الحية مع الضحايا و أسر الشهداء ومع الجرحى والمعاقين نتيجة الإصابة برصاص جنود الاحتلال أو التعذيب والأسرى والمعتقلين وأسرهم ومن تعرضوا للقمع والنهب والبطش ومع من دمرت منازلهم وتحاصر مدنهم ويعرضوا لمختلف أنواع البطش هو أسلوب مهم في النضال السياسي السلمي يؤلب الرأي العام المحلي والعالمي ضد الاحتلال وينشر القضية وبالطبع إلى جانب مقابلات الناشطين والقيادات والمثقفين مع القنوات والإذاعات والصحف والمواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية المحلية والأجنبية والتي يجب أن تنظم بشكل مستمر.




9- أسلوب :المحاضرات:




المحاضرات مهمة في النضال السياسي التحرري السلمي فهي أسلوب تحريضي مباشر فاعل لمن يحضر ويستمع للمحاضرة ويختار موضوع المحاضرة بعناية بهدف إيصال عدد من الرسائل من خلالها كما يختار المحاضرين الذين يلقون المحاضرات من القيادات ومن لهم الدراية والعلم الوفير عن الموضوع الذي سوف تتناوله المحاضرة وتجرى المحاضرة لتجمهر كبير من الناس يستمعون لها من المحاضر وبعد الانتهاء منها يطرح الناس أسالتهم على المحاضر حول ما ورد في محاضرته يجيب المحاضر على كل الأسئلة والاستفسارات التي طرحها الحاضرين ومن المهم والمفيد أن تكون وسائل الإعلام حاضرة لنشر ما دار فيها .


تنظم المحاضرات وفق خطة تعد مسبقاً تحدد الأماكن التي تجري فيها المحاضرة و التجمعات المطلوب حضورها لسماع المحاضرة ومواضيع المحاضرة والهدف منها أي ما المطلوب من المحاضر إيصاله إلى المستمعين له في المحاضرة والأشخاص المحاضرين الذين يقومون بالمحاضرة وضيوف الشرف المرافقين.




10- أسلوب :الدورات التدريبية:




في مرحلة التحرر الوطني من الاحتلال الأجنبي الدورات التدريبية ضرورية للقيادات و الناشطين في النضال التحرري السياسي السلمي ومن أجل يكون العمل فاعل و ناجح ويتجنب الخسائر ومؤثر بشكل كبير على نظام الاحتلال لا بد من وضع خطط دورية مستمرة للتدريب و التأهيل في مختلف أشكال وأساليب النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي وما من شيء صغير وكبير إلا وهو بحاجة إلى تدريب ومنها على سبيل المثال التدريب على كيفية قيادة الناس و إدارة الصراع بمهارة عالية وعلى تقديم الإسعافات الأولية للجرحى والمرضى و إخلاء الشهداء والجرحى والتدريب على تحمل التعذيب في السجون عند الوقوع في الأسر دون الإدلاء بالمعلومات والتدريب على تنظيم المظاهرات والإعتصامات ومراسلة وإدارة وسائل الإعلام و على ضمان التأمين المادي للنضال التحرري و لأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين والمناطق المحاصرة و إيواء المشردين من ديارهم والتواصل مع المجتمع الدولي و...الخ.




11- أسلوب : المقالات:





المقالات أسلوب يجب بأن توجه وتستغل في النضال التحرري السياسي السلمي إذا كان البعض يكتبها بمحض إرادته إلا أنه في النضال التحرري يجب بأن تكون موجهة و أن يكلف بكتاباتها أشخاص معينين و في الزمان والمكان وضمن خطة مدروسة لإيصال من خلالها رسائل مهمة مطلوب أن تصل لأصحاب الشأن وفق الخطة ليسمى و أن المقالات ممكن لها بأن تنتشر بسرعة فائقة خاصة إذا مواضيعها هادفة ومهمة حيث تتناقلها الصحف والمواقع والمنتديات وتشير لبعضها بعض القنوات.




12- أسلوب :التعليقات:




التعليقات مزلزلة عندما تكتب لأهداف محددة ولمناسبات وأحداث معينة وفي الزمان والمكان المطلوب وعندما يتم قراءتها بالصوت بعد نشرات الأخبار في الإذاعات والقنوات وغرف البالتوك ونشرها في افتتاحيات الصحف والمواقع كما و أن التعليقات على مختلف المواضيع التي تنشر في الصحف والمواقع والمنتديات تدعم أو تفضح الموضوع الرئيسي وتنتشر في أوساط كوكبه كبيرة وواسعة من المستمعين والقراء على المستوى الداخلي والعالمي فكل مقتدر مدعو للمشاركة كما يطلب تكليف أشخاص معينين مهمتهم المتابعة وكتابة التعليقات لقناة عدن والوسائل الإعلامية الجنوبية وفي الصحف والمواقع بما يخدم القضية ولنا في التعليقات على موضوع وزير الخارجية البريطانية الأسبق ديفيد ميلي بان في موقع وزارة الخارجية البريطانية قبل مؤتمر لندن بشأن اليمن من قبل الجنوبيين التي كانت رائعة خير مثال والتي بالطبع وصلت إلى أصحاب القرار إلى جانب الإطلاع عليها من قبل من زار الموقع من كبار القوم.




13- أسلوب : التوعية الجماهيرية والتحريض الجماهيري:





إعداد وتحضير وتجهيز الجماهير للنضال التحرري من أصعب المهام في نضال التحرر الوطني و أهم مصادر التوعية الجماهيرية والتحريض الجماهيري هي الواقع المعاش المرير الذي أوصله الاحتلال للشعب وأساليب القمع والبطش والإجراءات التعسفية للطرد من العمل دون وجه حق وعدم وجود الوظائف وانعدام العلاج للمرضى وتدني المعيشة والقتل العمد لأفراد الشعب والاعتقال دون وجه حق ومحاصرة المدن والمناطق وتدمير البيوت وتشريد السكان دون وجه حق وغيرها , يجب أن يستغل هذا من قبل القيادات لتوعية الجماهير وإعدادها للعصيان والثورة ويمكن لي بأن أشير إلى أن مختلف أساليب النضال التحرري السياسي السلمي هي تستهدف بالأساس التوعية الجماهيرية والتحريض الجماهيري وفاعليتها ونجاحها يعتمد بالأساس على الدور التعبوي والتنظيمي والتخطيطي التي ينبغي أن تقوم به القيادات على مختلف مستوياتها وفق خطط وبرامج مدروسة ومعدة مسبقاً وسط الجماهير الشعبية .





14- أسلوب : الشعر:





الشعر موهبة وهبها الله سبحانه وتعالى لصفوة من الناس يعبرون به عن ما يجوش في صدورهم حول الواقع المعاش و توقعاتهم للمستقبل ويعبرون فيه عن القضايا الحقوقية والسياسية والشعر في النضال التحرري أسلوب تحريضي مباشر للجماهير لتحريضها للثورة والعصيان وهو سريع التأثير والفهم من مختلف شرائح المجتمع حتى الأمية منها وفي تجربة ثورة الجنوب العربي ضد الاحتلال الأجنبي اليمني باينه للأعيان دور الشعر والشعراء فيها وهم كثر ومنهم بن شجاع و البجيري ومن منا ينسى"

والله ورب البيت ما نخضع للطاغية الفاسد وأعوانه
والرأس من فوق الجسد يقطع والهون يمطرني بنيرانه
أو يهدمون البيت بالمدفع وألا علي يهدم وسنحانه
وألا السماء من فوقنا تولع والكون يتزلزل ببركانه
ثورة قرعنا الطبل والمرفع والشعب يتقدم بفرسانه
** الشيبان والرضع أو يفتحون اليوم زنزانة
الشعب كله قالك برع يامن سقط قدرة وميزانة

والقصيدة الأخرى التي قال فيها:
لأعاد با الوحدة ولانا الوحدوي قولوا يساري أو من أصحاب اليمين
بقولها من صدق يحنق من حنق لازم براميل الشريجية يرجعين.
لشاعر الجنوب العربي علي عبد الله البجيري.".


تستغل ثورات الشعوب الشعر والشعراء وتوجيه شعرهم لتجيش الجماهير للثورة وهذا ما أحدثه شعراء الجنوب العربي في شعرهم ومدا تأثيره على الجماهير الشعبية التواقة للحرية والاستقلال وعلى سبيل ما أشرنا إليه أعلاه وما يجب مضاعفته في المستقبل و لا بد من العناية و الدعم للشعراء و الاهتمام بإنتاجهم الفكري سريع التأثير و الانتشار وهو أهم أساليب التحريض الشعبي في النضال التحرري.




15- أسلوب :النحت والكراكاتير:




أسلوب تربوي وتحريضي يتم من خلاله نحت التماثيل للشهداء وأمجاد الشعب وتربيت الأجيال وتحريضهم على السير في نفس النهج الذي سقط فيه الشهداء وسطرت فيه الأمجاد الشعبية في التضحية والاستبسال من اجل التحرر والاستقلال كما أن الكريكتير الداعم لنضال الشعوب أو الموجة ضد العدو على صفحات الصحف والمواقع يوصل الرسائل المطلوبة بسرعة وبشكل مختصر ولابد من تكليف أشخاص من ذوي الاختصاص مهمتهم النحت والكراراكتير لما له من أهمية كبيرة في نضال الشعوب.





16- أسلوب :المنشورات:





المنشورات وسيلة ميدانية سريعة تستخدم في القرى و المدن والأحياء وفي الشوارع والبيوت والسيارات ومختلف وسائل المواصلات والمؤسسات والمعسكرات لإيصال الأحداث أول بأول وفي الوقت والمكان والزمان المحدد والمطلوب وغالباً ما تصدر عن القيادات الميدانية المحلية منظمات المجتمع المدني والقوى والأحزاب السياسية كما يتم من خلالها أيضاُ دعوة الجماهير للفعاليات المختلفة مثل المظاهرات والإعتصامات والمهرجانات و الاضرابات والعصيان المدني وغيرها من الفعاليات , والمنشورات تخيف العدو وتخل بأمانه وتعتبر تمرد عليه وترفع معنوية الشعب بالشعور بالتواجد المستمر للثورة والثوار في الميدان.





17- أسلوب: التصريحات:




التصريحات عادةً ما تصدر عن الممثل الإعلامي لفصائل القوى والأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية أو عن قياديين بارزين بهدف مواكبة الأحداث والتطورات الجارية وتسليط الضوء عليها وتحديد المواقف الرسمية منها وتبيين جوانب الصواب والخطأ من ذلك التطور أو الحدث.
التصريحات مهم أن تصدر لوسائل الإعلام المختلفة محلية أو عالمية عند كل حدث وتطور وبشكل دوري.




18- الأناشيد والأغاني الحماسية:




الأناشيد والأغاني الحماسية تخاطب وتحفز الوجدان والضمير الإنساني وتحفزه بشكل اللاإرادي لمجارات ومواكبة الحدث وهي أسلوب مسرع لدفع الإنسان إلى تلبية النداء و الانخراط المباشر للعمل في صفوف الجماهير للنضال التحرري من الاحتلال الأجنبي وفي تجربة الجنوب العربي من منا لا يذكر " الفنان محمد محسن عطروش في أناشيده الحماسية ومنها –" برع برع يا استعمار من ارض الأحرار برع" والذي لم تفقد بريقها من ستينات القرن الماضي القرن العشرين حيث يرددها اليوم شعب الجنوب العربي في مختلف الساحات والميادين على طول وعرض الجنوب في النضال التحرري ضد الاحتلال الأجنبي اليمني وغيرها من أناشيده الوطنية" إلى جانب عدد كبير من الأناشيد الحماسية لفنانين آخرين منهم محمد سعد عبد الله وأحمد بن أحمد قاسم والمرشدي و من لا يتذكر" أنشودة الفنان العربي الكبير محمد عبد الوهاب:

" أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدى - أنتركهم يغصبون العروبة مجـــــــد الأبوة والسؤددا
وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدا - فجرد حســامك من غمده فليس لـــه بعــد أن يغمدا
أخي أيـــها العــــربي الأبي أري اليوم موعدنا لا الغداء - أخي اقبل الشرق في أمة ترد الضلالة وتحي الهدي
صبرنا علي غدرهم قادرينـــا وكنـــا لــــهم قدرا مرصدا - طلعنا عليهم طلوع المنون فصاروا هباءا وصاروا سدي
أفيكم إلي قبلة المشرقين لنحمي العقيدة والمسجدا - يسوع الشهيد علي أرضها يعانق في جيشه احمدا
قبل شهيدا علي أرضها دعا باسمها الله واستشهدا - فلسطين يفدي حماك الشباب وجل الفدائي والمفتدي
فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الردى.


ومن منا لا يسمع ولا يردد أناشيد ثورة الجنوب ضد الاحتلال الأجنبي اليمني التي تردد في المهرجانات والمسيرات للفنان الكبير عبود خواجة.

إن ما يقوم به الشعر و الأناشيد و الأغاني الحماسية إلى جانب الإعلام من توعية وتحريض وتحفيز للجماهير من وجهة نظري هو ثلث وبقية أشكال النضال الأخرى هي الأجزاء الأخرى ولذا لا بد من الاهتمام بهذه الأساليب وتطويرها.




19- توحيد الصف - توحيد الهدف:




من المهم جداً جداً في نضال الشعوب للتحرر من الاحتلال الأجنبي هو توحيد الهدف الذي يناضل الشعب من أجل تحقيقه باعتباره أساس لوحدة الصف لأن تعدد الأهداف هي تمزيق لوحدة الصف و ضياع وتشتت لنضال الشعب أن لم يكن هناك اختراق لنظام الاحتلال من أجل وأد الثورة الشعبية والهدف الاستراتيجي لأي شعب يقبع تحت الاحتلال هو طرد الاحتلال والتحرر والاستقلال وبناء الدولة المستقلة ذات السيادة وما دون ذلك من أهداف هو تمزيق لوحدة الصف وخدمة للاحتلال.


في واقع الجنوب العربي الرازح تحت الاحتلال الأجنبي اليمني فإن الهدف الاستراتيجي لنضال شعب الجنوب العربي ضد الاحتلال الأجنبي اليمني هو طرد الاحتلال الأجنبي اليمني والتحرر والاستقلال واستعادة هوية الجنوب العربي والدولة المستقلة وما دون ذلك هو تمزيق للصف وخدمة ليمننة الجنوب العربي والإطالة من عمر الاحتلال للجنوب.


وحدة الصف النضالي مهم جداً لأي شعب من الشعوب يناضل من أجل حريته واستقلاله ولكن هذه الوحدة يجب أن لا تتم قصراً بل بالتراضي والتفاهم والاتفاق بما يضمن مصالح وأهداف مختلف شرائح المجتمع وهذا ممكن بأن يؤدي إلى تشكيل حزب سياسي واحد أو عدد من الأحزاب و التكتلات السياسية و من الأفضل لها في مرحلة التحرير أن تشكل جبهة للتحالف الوطني طالما والهدف واحد و لا مانع من التعدد الحزبي أن لم يقتنع الكل بالتوحد التنظيمي في حزب واحد فجبهة التحالف كفيلة بقيادة المسيرة النضالية حتى التحرر والاستقلال واحتفاظ كل طرف بشكله التنظيمي دون ضم ولا إقصاء وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال في الجنوب العربي خلال مرحلة التحرير من الاحتلال الأجنبي اليمني.

وحدة الصف أفعال على الواقع وليس كلام, واهم مصادرها هو وحدة الهدف فإن لم يكن الهدف واحد بغض النظر عن تعدد الكيانات فلا وجود لوحدة الصف و طالما وهناك أهداف متعددة لا شك بأن وحدة الصف ستكون متعددة ومن هنا لا نتكلم على وحدة الصف لكل من ينتمي إلى أهداف متعددة ولكن على الاقل وحدة الصف لكل من يلتزم بهدف واحد كالتحرر والاستقلال و إن لم تتفق قوى الاستقلال بالحوار والتفاهم على الانخراط في حزب واحد لا بأس من التعدد ولكن من الضروري بأن تدخل في تحالف جبهوي وموحد" في جبهة موحدة" طالما والهدف واحد , للحفاظ على وحدة الصف والتعامل مع من يختلف بالهدف يتم انطلاقاً من احترام الرأي والرأي الأخر لعله يحافظ على شعرة معاوية في وحدة الصف الشعبي بشكل عام.





20- المؤتمرات الصحفية:





المؤتمرات الصحفية أسلوب ممكن بأن أصفها بالصيحة الإعلامية وخاصة إذا حشدت لها وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة وكان حضورها كبير ,من خلالها يتم التطرق إلى أهم المستجدات وموقف ورؤية الجهة المنظمة للمؤتمر الصحفي منها ومن العادة أن توزع المواد الأساسية على الصحفيين ثم استعراض القضية الرئيسية بعدها توجه الأسئلة من وسائل الإعلام من خلال ممثليها ليتم الإجابة عليها من قبل المعنيين بالمؤتمر الصحفي ومن المجدي أن تنظم من وقت إلى أخر المؤتمرات الصحفية لشرح نضال الشعوب التواقة للتحرر والاستقلال لأنه وبكل تأكيد سوف توجد القضايا المطروحة في المؤتمر الصحفي رواجاً كبيراً من قبل وسائل الإعلام المختلفة.




21- أسلوب :الملصقات والكتابة :




من المهم جداً جداً استخدام أسلوب الملصقات والصور للشهداء والضحايا والقمع والكتابة على الجدران وجوانب الطرق والجبال وخاصة في الأماكن العامة و الساحات الرئيسية وحيث تواجد وسائل الإعلام والبعثات الدبلوماسية ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وكذلك وضع الأعلام والرايات الوطنية وان أمكن رفعها على المقرات الحكومية .




22- أسلوب :اللافتات:



اللافتات تتضمن صور ونصوص قصيرة معبرة لضحايا نظام الاحتلال الأجنبي من أفراد وممتلكات وتكتب فيها الشعارات القصيرة المعبرة مثل"علي صالح قاتل ومطلوب للعدالة؟, الجنوب دولة حرة مستقلة وذات سيادة,لالالا للاحتلال نعم للحرية والاستقلال...الخ.



ترفع اللافتات في الاعتصامات والمظاهرات وتضع على جوانب الطرق وعلى المباني وبالقرب من البعثات الدبلوماسية و في أماكن مختارة الهدف منها أن يطلع عليها الدبلوماسيين ومراسلي وسائل الإعلام والجمهور وتصاغ من قبل اللجنة الإعلامية قبل كل حدث.



23- أسلوب : الشعارات والهتافات:




الهتافات ترددها الجماهير بصوتها أثناء المظاهرات و أثناء المهرجانات وتجهز اللجنة الإعلامية بشكل مسبق منشور يحدد فيه الهتافات المطلوب ترديدها وفق الحدث وشكل الفعالية.



24- أسلوب :نشر الصور للأحداث والحوادث والشهداء والجرائم والقمع والاعتقالات وضرب المتظاهرين ..الخ
25- أسلوب :تنظيم الدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال ورعاية أسرهم من بعدهم.
26- أسلوب :إعانة أسر الشهداء ومعالجة الجرحى والعناية بأسرهم.
27- أسلوب :الدعم المالي لتأمين النضال التحرري
28- أسلوب :تأمين المتشردين من ديارهم ومن فقد منازلهم و إغاثتهم بالمكان والزمان المناسب (الضالع وردفان مثلاً).
29- أسلوب :تنظيم الدعاية والدعاية المضادة..
30- أسلوب : تكثيف النشاط لتعزيز العلاقة مع الدول والمنظمات من خلال المكاتب والسفارات في الداخل ومن خلال التواجد في الخارج وإطلاعهم بكل مستجد وبما يعانيه أو يطمح إليه الشعب.
31- أسلوب: تأمين الوسائل الإعلامية: قنوات, إذاعات, صحف, مواقع اليكترونية, مدونات, نشرات, مجلات حائط و ...الخ.
32- أسلوب :التنظيم الجماهيري: تنظيم الجماهير في منظمات للمجتمع المدني وفق تواجدهم الاجتماعي وبعيد عن منظمات المجتمع المدني لدولة الاحتلال وبشكل منفصل ومستقل عنها.
33- أسلوب : التنظيم السياسي : تنظيم المجتمع في قوى وأحزاب سياسية متحالفة في جبهات أو مستقلة تتولى قيادة النضال التحرري بعيد عن القوى والأحزاب السياسية لدولة الاحتلال ومنفصلة ومستقلة عنها.
34- أسلوب : التعميم والنشر الدائم لما يجري في البلد المحتل على المواقع والصحف والقنوات والدول والمنظمات العالمية في الوقت والزمان ومراسلة وسائل الإعلام و تزويدها بكل جديد مستجد وتكثيف حملات الرسائل اليكترونية.
35- أسلوب: مقاطعة التعامل مع سلطة الاحتلال مثلاً, مقاطعة الانتخابات, مقاطعة الفعاليات الرسمية لدولة الاحتلال, مقاطعة التعامل والاحتكام لأجهزة دولة الاحتلال, مقاطعة البضائع والبيع والشراء و ...الخ.
36- أسلوب : تنظيم الاستعراضات العسكرية والجماهيرية والرياضية والاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية وكان الاحتلال غير موجود.
37- أسلوب :تصنيع وتوفير مختلف المتطلبات الأزمة بالنضال التحرري ومن بينها الأعلام والرايات والصور ومتطلبات النضال الأخرى.
38- أسلوب :تشكيل اللجان الشعبية والأجهزة الموازية لسلطة دولة الاحتلال للاحتكام لها في الإدارة الذاتية كسلطة شعبية مستقلة ونواه للدولة المستقلة بعيد عن أجهزة دولة الاحتلال.
39- أسلوب: مقاومة الجرائم ضد الإنسانية والجرائم الاقتصادية ومختلف جرائم الاحتلال
40- أسلوب : - كتابة ورفع المذكرات للهيئات والدول الإقليمية والدولية لإدانة وفضح ممارسة دولة الاحتلال القمعية .
41- أسلوب : رفع الدعاوى أمام المحاكم والمنابر القضائية الإقليمية والدولية بما في ذلك محاكم دولة الاحتلال نفسها في حال قبولها للدعاوى .
42- أسلوب :التدريب على إخلاء الجرحى والشهداء.
43- أسلوب :توجيه الإنذارات المكتوبة.
44- أسلوب :تشكيل تنظيمي بين العاملين داخل أجهزة دولة الاحتلال لغرض دفع الاشتراكات والتبرعات و تأمين المعلومات وبعض متطلبات النضال.
45- أسلوب : إسقاط المناطق وإدارتها .
46- أسلوب : انتزاع الحقوق مهما كان حجمها .
47- أسلوب : الصلوات في الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية وفي الساحات العامة،.
48- أسلوب : التصدي لجرافات و جنود و آليات جيش الاحتلال أثناء الهدم لمنازل المواطنين أو البناء في المستوطنات و بناء جدار الفصل العنصري.
49- أسلوب : زراعة الأرض وحماية المحصول والمشاركة مع الفلاحين في حصاده.
50- أسلوب : بناء مدرسة أو مؤسسة مهما كانت صغيرة وفي أي بقعة من الأرض المحتلة .
51- أسلوب : حفر الآبار الارتوازية وإيصال الكهرباء للقرى النائية وإصلاح الطرقات المتعلقة بحياة السكان.
52- أسلوب : تطوير المؤسسات الصحية و أداء الأطباء والممرضين.
53- أسلوب : الفنون بصنوفها المختلفة : المسرح، السينما والموسيقى والغناء والرقص الفلكلوري والتعبيري.
54- أسلوب : الفن التشكيلي، الكتابة الإبداعية، الرواية، القصة القصيرة.
55- أسلوب : الترجمة إلى اللغات الأخرى ما يتعلق بالشعب الواقع تحت الاحتلال وتوضيح حقه العادل في الحرية والاستقلال.
56- أسلوب : تجنيب المواطنين من الجانبيين مختلف الأحداث والمخاطر.
57- أسلوب :التشويش اليكتروني على الاتصالات السلكية واللاسلكية .
58- أسلوب :تدمير المواقع اليكترونية.
59- أسلوب : تمجيد دور القيادات والرموز التاريخية والتضحيات البطولية لكفاح الشعب ومؤثرة البطولية ومآثر الشهداء الأبرار الذين وهبوا أرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال.
60- أسلوب : حماية التراث والآثار والحضارة والصناعات التقليدية للشعب الواقع تحت الاحتلال.
61- أسلوب : حماية الرواية التاريخية من التبديد والضياع.
62- أسلوب : تطوير المنهاج التعليمي للحفاظ على تأمين التعليم السليم للشعب الواقع تحت الاحتلال.
63- أسلوب : حماية حقوق المرأة والطفل وتطوير مشاركتهم في النضال التحرري.
64- أسلوب : تعميق الخيار الديمقراطي في المجتمع في التعامل السياسي والجماهيري لمنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والحزبية للشعب الواقع تحت الاحتلال.
65- أسلوب : حماية النسيج الوطني والاجتماعي من التصدع والانقسام و احترام حق التعدد والتنوع والانتماء السياسي والفكري.
66- أسلوب : صيانة الوحدة الوطنية والمكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية والأكاديمية والإعلامية والرياضية ...الخ.
67- أسلوب : التصدي المستمر لإجراءات وجرائم دولة الاحتلال و بشكل منظم في معركة مفتوحة لكسر شوكة الاحتلال وتعريته أمام نفسه وأنصاره وإمام العالم.
68- أسلوب : استخدام كل المنابر والمؤسسات المحلية والمعادية والإقليمية والدولية لفضح جرائم المحتل ، وفي المقابل كسب معركة الرأي العام العالمي لتطبيق مواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
69- أسلوب : المفاوضات للنضال السلمي باعتباره الأسلوب الأخير للنضال التحرري السياسي السلمي الذي يجبر الشعب المحتل في نضاله دولة الاحتلال للتفاوض على رحيل الاحتلال والتحرر والاستقلال وهناك خطوط حمر لا يجب على المفاوض تجاوزها وان المفاوضات لا بد لها إلا أن تتم تحت إشراف الأمم المتحدة.
70- أسلوب : تشكيل مرجعية وطنية حقيقية من القوى والأحزاب السياسية والمستقلين لحماية المفاوض وتصويب أخطائه في حال تجاوز الخطوط الحمر الوطنية.




هناك أساليب عديدة لا يمكن حصرها، لأن كل عنصر من عناصر المجتمع على صلة مباشرة بالنضال التحرري السياسي السلمي في مختلف مجالات الحياة وكل هذه الأساليب مجتمعة مهمة وضرورية في النضال التحرري ومن يجد نفسه يعمل بها أو ببعضها فهو منخرط بشكل رئيسي في حركة التحرر من الاحتلال الأجنبي أكان في الداخل أو الخارج والمشاركة تتم بشكل تكاملي فيه من يحضر المظاهرات و فيه من يمونها مالياً وهو في الخارج أو من ينشرها ويكتب عنها مثلاً كلهم سواسية في المشاركة في النضال التحرري من خلال المشاركة التكاملية هذه.




لهذا لايمكن لي هنا شرح وتفسير كل أسلوب من أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي لكثرها و أكتفي بما تم الإشارة إليه و كلها تندرج في شكل النضال السياسي السلمي و الأهم كيف يتم استخدامها واستغلالها لصالح النضال للتحرر من الاحتلال الأجنبي بشكل مدروس ومنظم ونترك ذلك للوقت ولمساهمة الآخرين ويمكن لي هنا توضيح مختصر فقط لأهم أساليب شكل النضال التحرري السلمي ومنها.



1- أسلوب: العصيان المدني الشامل.
2- أسلوب:الاضرابات.


كاتب وباحث أكاديمي

لندن مايو2010م

drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)



يتبع الحلقة الرابعة:

د/عبدالله أحمد بن أحمد
05-27-2010, 10:29 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]






الحلقة الرابعة:




أولاً: أسلوب العصيان المدني لشكل النضال التحرري السياسي السلمي.
ثانياً: أسلوب الإضراب لشكل النضال التحرري السياسي السلمي




أسلوب العصيان المدني الشامل و أسلوب الإضراب تقع في قمة شكل النضال التحرري السياسي السلمي وبها وعبرها تصل الشعوب إلى تحقيق حقوقها السياسية والاجتماعية وانتزاع شعوب المستعمرات والشعوب المحتلة حريتها واستقلالها وتوضيحها ولو بشكل موجز مهم فيمكن لي هنا شرحها بالاستناد إلى ما وقع بيدي من وثائق كما سوف أورد نصوص كما وردت في الوثائق التي تبين التسلسل التاريخي لهذين الأسلوبين المهمة في نضال الشعوب و استعراضها وفق التالي:




أولاً: أسلوب العصيان المدني لشكل النضال التحرري السياسي السلمي:




العصيان المدني هو تحدي علني وعصيان شعبي عام و شامل على مستوى البلد كلها و بشكل متعمد مع سبق الإصرار والترصد لمخالفة قوانين وأنظمة نظام الاحتلال الأجنبي أو النظام الديكتاتوري المستبد بالطرق السلمية دون اللجوء إلى استخدام العنف والكفاح المسلح وهو أحد الأساليب الأساسية وأعلى أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي من الاحتلال الأجنبي أو للتخلص من النظام الديكتاتوري المستبد يتم انتهاجه في ذروة النضال التحرري و تتويجاً لنضال الشعب من أجل تحقيق الأهداف المنشودة في طرد الاحتلال الأجنبي وإسقاط مناطق البلاد و إدارتها وصولاً إلى التحرر و الاستقلال وبناء الدولة المستقلة في البلدان المحتلة كما هو حال شعب الجنوب العربي المحتل الذي يهدف نضاله إلى طرد الاحتلال الأجنبي اليمني والتحرر والاستقلال واستعادة هوية الجنوب العربي والدولة المستقلة أو لإسقاط النظام الديكتاتوري واستبداله بنظام وطني في بعض البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية كما هو حال شعب الجمهورية العربية اليمنية.




العصيان المدني، هو أيضاً أن أعصي أنا و أنت و أفراد المجتمع القوانين و الأنظمة المتبعة لنظام الاحتلال أو للنظام الديكتاتوري المستبد وعدم الانصياع لها حتى تتحقق الأهداف المرجوة من العصيان مهما كانت التضحيات و يعتبر العصيان المدني أرقى صور التمرد و المقاومة السياسية السلمية والرفض والاحتجاج الشعبي لنظام الاحتلال أو للنظام الديكتاتوري بالطريقة السلمية و الحضارية و يختلف العصيان المدني عن الإضراب فهو عصيان سياسي له مطالب وأهداف سياسية أما الإضراب فهو متعلق بحقوق العمال في مواجهة صاحب العمل أكان فرداً أو جماعة أو شركة أو الدولة بغرض الضغط لتحسين ظروف العمل والحقوق الاجتماعية وليس السياسية وهذا ما سوف نوضحه عن الإضراب بشكل مستقل يلي العصيان المدني كون الإضراب قد يكون مجرد تعبير عن موقف إزاء قانون ما، أو حقوق مطلبيه معينة، ثم العودة و الإذعان, أما العصيان فيسعى إلى إلغاء القرار، أو تحدي القانون و إلى زوال الاحتلال و تحقيق الأهداف السياسية في التحرر و الاستقلال, إنه يرفض الإذعان أو الطاعة حتى يحقق أهدافه بالحرية و الاستقلال و بناء الدولة المستقلة بالنسبة للبلدان المحتلة و إلى تحقيق أهداف العصيان بالنسبة للشعوب الأخرى الخاضعة للنظام الديكتاتوري المستبد.




عند العمل بالعصيان المدني الشامل لا بد بأن تكون كل الظروف قد هيئتها قيادة النضال الشعبي ممثلة بالقوى و الأحزاب السياسية و المنظمات المدنية التي تقود النضال التحرري و لا بد و أن تكون جماهير الشعب قد أعدت و هيئت لوضع العصيان و مستعدة للصمود وتحمل كل ردود الفعل القمعية للنظام وبذل مختلف التضحيات بشكل سلمي دون اللجوء للعنف المسلح و لا بد بأن تكون قد أمنت متطلبات الحياة الضرورية التي ستنعدم نضراً للعصيان في إغلاق كل شيء, يتم التأمين قبل العصيان و لا بد للقيادة بأن تتدارس كيفية تأمين الشعب بمتطلباته الضرورية خلال العصيان و في حال طول فترة بقائه .




العصيان عند اللجوء إليه لا يمكن العودة عنه إلا بتحقيق كامل الأهداف التي أعلن العصيان من أجلها و أهمها في البلدان المحتلة هو رحيل الاحتلال و تحقيق الاستقلال وأثناء العصيان المدني يتم تحرير المناطق والمدن الواحدة بعد الأخرى و لا بد و أن تكون القيادة قد وضعت بحسبانها كيفية إدارة المناطق و المدن المحررة وصيانة الأمن والاستقرار و الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة فيها وتلبية احتياجات الساكنين والحفاظ على المصالح التابعة للشركات والدول الأجنبية و تأمين عملها في المناطق المحررة بشكل طبيعي ويجب أن يكون كل شيء منظم و محسوب له مسبقاً حتى لا يولد ذلك فراغ و يؤدي ذلك إلى انتكاسة و معاودة النظام إلى ما كان عليه في السابق.




العصيان المدني لا يوجه ضد مصالح الدول والشركات والمنظمات الدولية فهي شقيقة وصديقة لا بد من حماية مصالحها ولكن يوجه ضد مؤسسات نظام الاحتلال على مختلف مجالاتها السياسية و الاقتصادية و العسكرية و السياسية لشل حركتها و إفقادها التوازن و السيطرة على البلد التي تحتله لإجبارها على تلبية طلبات الشعب في الرحيل الغير مأسوف عليه.




العصيان المدني هو مرحلة النهاية الذي يقررها الشعب المحتل للاحتلال يزلزل الأرض و يشلها من تحت أقدام الاحتلال إلى أن يجبره عنوة على الرحيل منكسراً وهذا ما يكون عليه مصير الاحتلال الأجنبي اليمني للجنوب العربي الرحيل المخزي مكسور الأجنحة قريباً بإذن الله و بعزيمة وتصميم شعب الجنوب العربي الأبي .




ينفذ العصيان المدني من خلال إتباع العوامل التالية:




1. خروج الشعب المنتفض و الثائر ضد الاحتلال الأجنبي كما هو حال شعب الجنوب العربي الثائر بوجه الاحتلال اليمني الأجنبي أو الشعب المعارض لنظام الحكم الديكتاتوري كما هو حال شعب الجمهورية العربية اليمنية بشكل جماعي إلى ساحات وميادين الوغى، وفي أوقات محددة، لإجبار سلطات دولة الاحتلال أو السلطات الحاكمة للنظام الديكتاتوري على الانصياع للمطالب المطروحة على أن يكون بشكل هادئ و سلمي.
2. عدم ذهاب الموظفين إلى دوائر الدولة، والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد للعمل.
3. إغلاق الطرقات و الأسواق والمحلات التجارية والأفران .
4. امتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة داخل المدن وخارجها عن العمل.
5. يخرج المشاركين في العصيان المدني وهم يرتدون الثياب السوداء أو البيضاء أو أي ملابس يتفق عليها أي بزي موحد رجالاً ونساء .
6. الجلوس بصمت و هدوء في الشوارع والساحات الكبرى، وعلى أرصفتها، وفي وسطها وفي المواقع الحساسة في المدن كمدينة عدن مثلاً باعتبارها العاصمة السياسية للجنوب.
7. عدم الخضوع و إطاعة أجهزة دولة نظام الاحتلال أو دولة النظام الديكتاتوري وعدم الاحتكام لها وعدم دفع الضرائب وغيرها لتلك الأجهزة والعمل على تشكيل أجهزة شعبية موازية وبديلة لها لتكون نواة لدولة الشعب الحرة المستقلة القادمة.
8. عند اللجوء لاستخدام نمط فعال من العصيان المدني قد يتم اللجوء إلى المخالفة المتعمدة لبعض القوانين، مثل سد الطرق على نحو سلمي أو احتلال منشئات بشكل مخالف للقانون, يمارس المحتجون هذا النوع من الشغب غير العنيف بهدف دفع السلطات إلى اعتقالهم أو حتى مهاجمتهم أو الاعتداء عليهم, وعادة ما يتلقى المحتجون تدريبات مسبقة على كيفية التصرف عند اعتقالهم أو مهاجمتهم بحيث تأتي أفعالهم بمسلك يدل عن مقاومة و رفض هادئين للنظام.
9. التغلب على الخوف من العقوبة هو أساس رئيسي في مبدأ العصيان المدني, و يستطيع الناشطين في العصيان المدني تحفيز الآخرين على تحدي القوانين و التعليمات الجائرة عن طريق استثمار النتائج و العواقب المترتبة على الممارسة الحقيقية لأنشطة العصيان المدني، فإنهم ينجحون في مساعدة الجمهور كي يتغلب على كسر حاجز الخوف من العقوبات الشخصية.
10. اكتساب الجماهير يتم من خلال تقديم النموذج، الذي يرفض الانصياع للأوامر، و كلما صمد هذا النموذج أمام العقوبات كلما ازداد عدد المنضمين للعصيان, و إشعال فتيل المقاومة و تقديم النموذج ليتبعها الآخرين .
11. الدعوة للعصيان المدني معركة وطنية تدافع فيها عن أهلك و شعبك و بلدك و مستقبل أولادك و خيرات وطنك، فالدعوة ليست ملكاً لجهة أو حزب أو جماعة أو أيديولوجية معينة أو طائفة أو مذهب أو تجمع.
12. اختيار خطاب مناسب للجماهير، يدعوهم للمشاركة في العصيان، ويحرضهم عليه، ويربط مستقبلهم بنجاحه, يعتقد" 'ثوراو' أن المواطنين هم الذين يشكلون ويصنعون الجزء الأهم في جماعة العصيان المدني. كما يري أن أكبر الداعمين للأنظمة الجائرة والذين يمثلون أخطر وأكبر المعوقات أمام حركة المقاومة هم أولئك الذين يعترضون ثم يذعنون و يقدمون للنظم الولاء والدعم في النهاية" هو لا يجب إدخالهم في مع معان العصيان المدني الشعبي أو تحييدهم.
13. العصيان المدني صامت بقدر الامكان و يمكن الاتصال قبلها بوكالات الأنباء و الصحافة العربية و الأجنبية و القنوات الفضائية لتغطية العصيان.
14. نجاح العصيان المدني مرتبط ارتباطاً تصاعدياً مع خروج ربات البيوت وأطفالهن الصغار والكبار في رفض كامل لحياة الذل والمهانة والغلاء والأمراض والأجور المتدنية واحتجاجاً على نهب البلد و احتلاله.
15. يستمر العصيان المدني وشل الحياة كاملة في البلد، وتعطيل المطارات والطرق الكبرى و الرحلات السياحية والفنادق وسيارات الأجرة من المطارات، إلى أن يرحل الاحتلال الأجنبي بالنسبة للشعوب المحتلة كحال شعب الجنوب العربي إلى رحيل الاحتلال الأجنبي اليمني و إلى أن يسقط النظام الديكتاتوري كما هو حال شعب الجمهورية العربية اليمنية.
16. لا بد من وجود أفراد، أيضاً في حالة العصيان المدني، لحراسة الممتلكات الخاصة والبيوت والمحلات ومصالح الدول والشركات والمنطات الدولية وحمايتها ومنع أي مخرب من الاقتراب من الملكية الخاصة أو العامة التي تأول ملكيتها للمواطنين و للشعب وهذه مهمة تقع على عاتق قيادة النضال التحرري.
17. العصيان المدني لا يشمل المستشفيات والعيادات الخاصة وسيارات الأطباء ولمطافي والإسعاف وتضل هذه المؤسسات تعمل خلال العصيان المدني لتامين خدمة المجتمع .




العصيان المدني هو أن يعاهد منتهج النضال السلمي نفسه وضميره ووطنه أن يتحمل المسؤولية بمفرده، و كأنه وحدة في الساحة، ثم يحاول أن يقنع الآخرين بقضيته.



يعرف "بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه 'طريق المقاومة ..ممارسة العصيان المدني' بأنه
نشاط شعبي متحضر يعتمد أساساً على مبدأ اللاعنف"




وضع غاندي قواعد للمقاوم وفق التالي " :




1. المقاوم المدني (ساتيا جراهي) لن يُدخله أي غضب.
2. أنه سيتحمل غضب الخصم.
3. أنه في سبيل ذلك سيحتمل هجوم الخصم عليه ولن يرد مطلقاً، لكنه لن يخضع خوفاً من العقاب إلى أي أمر يُوّجه إليه في غضب.
4. عندما يعمد أي شخص في السلطة إلى اعتقال المقاوم المدني فإنه سيخضع طوعاً للاعتقال كما أنه لن يقاوم مصادرة متاعه.
5. إن كان أي من متاع المقاوم السلمي أمانة مودعة عنده فإنه سيرفض تسليمها حتى لو فقد حياته دون ذلك، لكنه مع ذلك لن يردّ هجوما.
6. رد الهجوم يشمل السباب واللعن.
7. المقاوم المدني لن يعمد إلى إهانة خصمه مطلقا، لذا فهو لن يشارك في أي من الصيحات التي تخالف روح فلسفة أهيمسا.
8. المقاوم المدني لن يحيي علم الاتحاد".



استخدمت شعوب عديدة في نضالها التحرري ضد الاحتلال الأجنبي العصيان المدني ضد الاحتلال و ضد القوانين الغير عادلة، حيث استخدم العصيان المدني في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية، وفي حركات السلام حول العالم واستخدم في مراحل وبلدان مختلفة منها ما كان مؤخراً في أوكرانيا وقرقيزيا.




نصوص مأخوذه من الهوامش والمراجع الموجودة نهاية الحلقة عن العصيان المدني وتسلسله التاريخي كما وردت في الهوامش علمتها بـ " النص " أوردتها بهدف التأكيد على أهمية العصيان المدني و بغرض الاستفادة من تجارب الآخرين وما قمت فيه هو إعدادها وتنسيقها وترتيبها فقط وكما هو مبين في مايلي:




"يعود مصطلح العصيان المدني إلى الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثورو (Henry David Thoreau) وضع نظرية العصيان المدني في مقالته المنشورة عام 1849 بعنوان "العصيان المدني" ( Civil Disobedience) والتي كان عنوانها الأصلي "مقاومة السلطة المدنية" ( Resistance to Civil Government").
" الفكرة الدافعة وراء المقالة هي الاعتماد على الذات و كيف أن الموقف الأخلاقي للفرد يكون سليما إذا كان بوسعه "مفارقة غيره" عند اختلافه معه؛ أي أنه ليس على الفرد على أقل تقدير محاربة الحكومة، لكن عليه أن لا يدعمها في أي شيء وأن لا يستفيد من دعمها له في أي شيء إن كان معارضاً لها".




شكلت هذه المقالة المنطلق الأساسي لنضال الشعوب في العالم للتخلص من الاحتلال الأجنبي و من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة و كان لها أثر بالغ في العديد من ممارسي العصيان المدني في العالم.




في هذه المقالة يفسر ثورو أسباب رفضه دفع الضرائب كفعل احتجاجي منه ضد العبودية وضد الحرب المكسيكية الأمريكية.


"حين نُشرت محاضرات ثورو تحت عنوان "العصيان المدني" ( Civil Disobedience) عام 1866 بعد موته بأربع سنوات كان المصطلح قد راج بفضل محاضراته عن العصيان المدني في العديد من الفعاليات والمحاضرات ذات الصلة بالعبودية في الولايات المتحدة الأمريكية
كان العصيان المدني أحد أهم أساليب الحركات القومية في المستعمرات البريطانية السابقة في أفريقيا وآسيا قبل نيلها استقلالها. فقد نمّى المهاتما غاندي وأمار باتيل العصيان المدني كوسيلة مناهضة للاستعمار. قال غاندي "إن العصيان المدني هو حق أصيل للمواطن في أن يكون متمدنا، وهو ينطوي على ضبط النفس، والعقل، والاهتمام، والتضحية".



تعلّم غاندي العصيان المدني من مقالة ثورو الكلاسيكية والتي ضمّنها في فلسفة ساتياگراها السلمية,كانت حياة غاندي في جنوب أفريقيا وحركة الاستقلال الهندية أول تطبيق ناجح على نطاق واسع للعصيان المدني.



تبنى مارتن لوثر كنج، أحد قادة حركة الحقوق المدنية في الولايات الأمريكية المتحدة الجنوبية الشرقية في ستينيات القرن العشرين، أسلوب العصيان المدني، كما تبناه النشطاء مناهضوا الحرب أثناء حرب فيتنام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين مارست الجماعات المناهضة للإجهاض المقنن في الولايات المتحدة العصيانَ المدنيَ.




استخدم الثوار العصيان المدني في ما عرف إجمالا بالثورات الملونة التي غزت دول المعسكر الاشتراكي السابقة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا، وهي الثورات التي تأثرت بأفكار جين شارب المعروف باسم "مكيافيلي اللاعنف" و"كلاوسفيتس الحرب السلمية".



من أمثلة ذلك خلع سلوبودان ميلوسوفتش في صربيا في 2000 و الذي استخدم الثوار فيه أسلوبا كان قد طبق من قبل في انتخابات برلمانية في بلغاريا عام 2000، و سلوفاكيا عام 1998، كرواتيا عام 2000. كذلك مثل الثورة الوردية في جورجيا التي أدت إلى خلع إدوارد شفرنادزه في 2003 و التي دعمتها حركة المقاومة المدنية كمارا، و كذلك الثورة البرتقالية في أكرانيا التي تلت الخلاف على نتائج انتخابات 2004 البرلمانية و التي قادتها حركة پورا وأخيرا قرقيزيا.



مارس الناس العصيان المدني على مدى مئات السنين؛ ويقال "إنه حينما أمرت الحكومة حواريي عيسى عليه السلام بإيقاف تعليمهم الناس، فأجابوا أن طاعة الله أفضل من طاعة البشر. وخلال القرن الثالث عشر الميلادي، أعلن رجل الدين النصراني توما الأكويني أنه يلزم الناس عصيان حكام الأرض حينما تتعارض قوانين الدولة مع قوانين الطبيعة أو الإله, وخلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، عرفت بعض الطوائف الدينية بعصيانها المدني، وعلى سبيل المثال في المستعمرات الأصلية التي تشكلت منها أمريكا رفضت طائفة الكويكرز دفع الضرائب للأغراض العسكرية، وذلك لعدم موافقتهم على الحرب. وفي الخمسينيات من القرن التاسع عشر عصى أنصار مذهب إلغاء تجارة الرقيق في الولايات المتحدة الأمريكية قانون هروب العبيد، الذي كان يهدف إلى إلزام العبيد الهاربين بالعودة بالقوة".





استخدمت كثير من قيادات حركة حقوق المرأة العصيان المدني لإثارة الانتباه إلى مطالبهن. قادت أميلين بانكهيرست في بريطانيا خلال أوائل القرن العشرين النساء المناديات بمنح المرأة حق الاقتراع في حملة للحصول على حقوق انتخاب مساوية للرجل.




يرى الإمام محمد الشيرازي أحد أكبر دعاة منهج اللاعنف السياسي" أن كافة الرسالات السماوية كانت لها سياسة واحدة، وهي سياسة اللين و اللاعنف والغضّ عن إساءة الآخرين. فهذا هابيل عندما هدّده أخوه بالقتل أجابه مباشرةً بجواب يكشف عن التزامه بسياسة السماء الداعية إلى اللين اللاعنف، حيث قال : (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِط يَدِي إِلَيْكَ لاَِقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ(المائدة : 28. وعندما أمر الله تعالى نبيه موسى (ع) ووصيّه هارون (ع) بالذهاب إلى فرعون الطاغية، أوصاهما بالتزام اللين اللاعنف إبّان دعوته إلى الله، فقال عزّ من قائل: "فَقُولاَ لَهُ قَوْلا لَيِّناً" سورة طه : "44.




يقول " المحامي جميل عودة لكي يتحول العصيان المدني إلى حركة حقوقية احتجاجية شعبية ناجحة لا بد من التأكيد على المبادئ التالية:




1. اعتبار العصيان المدني حق طبيعي من حقوق الشعب، لا يمكن التنازل عنه بأي صورة من الصور.
2. اعتبار العصيان المدني وسيلة حضارية من وسائل التحول السياسي والمعارضة في البلاد العربية والإسلامية.
3. ضرورة تعميم العصيان المدني عبر نشر ثقافة اللاعنف وتنميط أدواتها وأساليبها، وعبر تحولها إلى قيم ثقافية راسخة في المجتمع والجماعات الكبيرة والصغيرة والأسرة.
4. ضرورة توعية المواطن وخصوصاً المواطن العربي بأهمية العصيان المدني كوسيلة من وسائل المطالبة بحقوقه المشروعة و ممارسة المعارضة السلمية، وإخراجه من دائرة اللامبالاة والخوف وعدم تحمل المسؤولية.
5. ضرورة قيام مؤسسات المجتمع المدني بتدريس الأسلوب وتعميمه على كافة طبقات المجتمع و بالتالي مما قد يحول قوة المجتمع أو الاحتقانات الداخلية و النفسية إلى قوة إيجابية و ليس تخريبية عنيفة.
6. ضرورة تفهم السلطات العربية والإسلامية لأهداف العصيان المدني، وأخذها بنظر الاعتبار، والتأكيد على تحقيقها، لأن يضمن مصالح البلاد حيث يتم احتواء التخريب و العنف و الفوضى الناجمة عن الاحتقانات الغوغائية.
7. ضرورة تطوير أدوات العصيان المدني واستحداث أساليب جديدة لإدارته على وجهه الصحيح.
8. أن يجعل المجتمع المدني العربي و الإسلامي العصيان المدني هو الأسلوب الأوحد في ممارسة المعارضة، مع ضرورة وجود مواثيق بين الدول الإسلامية بالخصوص تمنع ضرب وقمع التجمعات السلمية.
9. الاستفادة من الثورة التكنولوجية الجديدة المتمثلة بالانترنت من أجل تعميم أساليب العصيان المدني و دعم الشعوب المقهورة التي تمارسه عبر نشر قضاياها وأهدافها.
10. أخيراً نجد أن اللاعنف هو فلسفة قادرة على تحريك قوة العقل وطاقة المعرفة وبالتالي القضاء فوضوية الجهل والأمية المتلبسة بالعنف والانفعال والحماس واللعب بالأهواء والعواطف.
العصيان المدني هو حركتنا المستقبلية التي تنبع من خياراتنا الذاتية نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي قائم على حقوق المواطنة والمشاركة والعدالة".




يقول " المحامي جميل عودة - يتوجب على الممارس للعصيان المدني أن يكون هادئا مالكا لزمام نفسه حتى يتحقق هدفه، فعندما يمسك به رجال الأمن والشرطة، لابد أن يكون مطيعا لهم تماما، يبتسم في وجوههم على الدوام، ولو سبوه أو شتموه؛ يجادلهم بالتي هي أحسن، أو يسكت؛ فإن السكوت أبلغ من الكلام. إذا اقتادته مفرزه الشرطة إلى المعتقلات ومراكز الشرطة، لا يقاوم؛ لان المقاومة عنف والعنف ينافي جوهر العصيان المدني!".



ولذلك ينبغي لحركات العصيان أن تعي هذه النقطة جيداً.. أن المواطنين هم المستهدف الرئيسي للعصيان، أن يرى الناس أفراداً من الشعب يمارسون العصيان جهاراً...ويتحملون عواقبه .. والأعمال التي تتم في جنح الظلام لا تشجع الآخرين على أن يقوموا بنفس العمل.. لذلك قد لا تعد عصياناً.. فالعصيان هو رفض للنظام وكسر لقانون أو وضع وممارسة كل شيء بالعلن و دون تخفي .





"تكون مهارة الحركة في العصيان المدني أن يستثمر جهازها الإعلامي الذي ( يشمل الوسائل الإعلامية المتاحة تلفزيون راديو إذاعة انترنت... الخ ) لتغطية مختلف أنشطة العصيان، و كلما زاد القمع و بدأ التحرش بالمشاركين، كلما كان ذلك مؤشراً على نجاح العصيان. وحينها يستفيد الجهاز الإعلامي المقاوم من كل تحرش، أو صدام، أو كلمة نابية، أو فلتة لسان، أو عمل لا أخلاقي، أو مقتل لأحد المقاومين ليمتلك ورقة رابحة ودليلاً دامغاً على أن الشعب قرر العصيان. وإذا فوت الجهاز الإعلامي هذه الأحداث يكون قد فرط في أداة قوية من أدوات نجاح العصيان. إن قوة النشاط في فقه العصيان قد تكمن في العقوبة التي ستوجه إلى المقاومين!، والتي سيستثمرها إعلام المقاومة".




الكلمات النابية الذي يتفوه بها رأس نظام الاحتلال الأجنبي اليمني و التفل ضد الشعب الجنوبي المناضل الأبي والقتل والخطف و الاعتقال والحصار و القمع و التدمير و النهب لخيرات الجنوب وغيرها ما هي إلا أحد العوامل للنهاية الحتمية لنظام الاحتلال الأجنبي اليمني في احتلاله للجنوب و الذي يقع على الأعلام الجنوبي استغلالها في نشاطه الإعلامي.



كما لاحظنا أهمية العصيان المدني في النضال التحرري للتخلص من الاحتلال الأجنبي وكيف لنا ولشعب الجنوب العربي في مسيرة نضاله التحرري للتخلص من الاحتلال الأجنبي اليمني المشين والتحرر والاستقلال الاستفادة من أساليب العصيان المدني وابتكار الأساليب الجديدة والتفنن في تطبيقها وفق خصائص شعب الجنوب العربي وظروفه و إمكانيته وطبيعة نظام الاحتلال الأجنبي اليمني الذي يحتله باعتباره احتلال مشين متخلف لا يدرك تصرفاته ولا يعرف حجمه,كما لا يدرك من هو شعب الجنوب العربي الذي عرفه التاريخ مقبرة لكل الغزاة والمحتلين.



أسلوب العصيان المدني إذا ما طبق واستخدم بذكاء ومتى ما توفرت القيادة والإرادة الموحدة لقيادة الشعب الجنوبي وشعر الجميع بأن الكل مكملين بعض و اتفق الجميع على الإعداد والتهيئة له على مستوى الجنوب وفق خطط محددة سلفاً كفيل على طرد الاحتلال اليمني شر طرده وتحرر واستقلال الجنوب العربي واستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة في فترة قياسية محدودة جداً.




هوامش:




- بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه 'طريق المقاومة
- عصيان مدني - الموسوعة الحرة
- مهندس كرمشند غاندي - عصيان مدني
- محمد عبد المجيد - خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني في مصر
- العصيان المدني تعريفه ومفهومه
- المحامي جميل عودة*لعصيان المدني... الأسلوب الأمثل للمعارضة والدفاع عن الحقوق
- العصيان المدني بقلم بير هرنكرين Per Herngren من كتاب Path of Resistance



كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م
drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)



يتبع الحلقة الخامسة

د/عبدالله أحمد بن أحمد
05-30-2010, 09:56 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]








الحلقة الخامسة:






ثانياً: أسلوب الاضرابات لشكل النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي:








أسلوب الإضراب والاضرابات يحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد أسلوب العصيان المدني في النضال التحرري السياسي السلمي للشعوب المناضلة من أجل حريتها و استقلالها أو الشعوب التي تسعى إلى تحقيق مطالبها الاجتماعية.






صحيح في أن الإضراب بالغالب ينفذ للمطالبة بالحقوق الاجتماعية من رب العمل و أحياناً يكون رب العمل نظام دولة الاحتلال و مؤسساتها المختلفة إلا أن ثورات الشعوب تستغل و تستفيد من الاضرابات للعاملين في مختلف أجهزة دولة نظام الاحتلال لتحقيق حقوقهم الاجتماعية و شل قدرتها و إضعافها لتبدو ضعيفة أمام نضال الشعب المتصاعد و المتسارع لانتزاع حريته و استقلاله ودولته المستقلة كاملة السيادة.






يعد الإضراب عنصراً من عناصر الحريات العامة الأساسية، فأصبح بذلك وسيلة للعامل للدفاع عن مصالحة المهنية، ولهذا نجد معظم الدساتير العربية منها أو الغربية تضمنت حق الإضراب كأحد الحقوق الأساسية للفرد, و لأول مرة في العالم يشرع حق الإضراب في الدستور المكسيكي الصادر عام 1917 حيث ضمن الدستور المكسيكي الحق القانوني للعمال والموظفين في الإضراب لتحيق مطالبهم .






الإضراب هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على رب العمل لتحسين ظروف العمل وزيادة المرتبات وتلبية المتطلبات التي يحددها المضربين و رب العمل ممكن يكون فرد أو شركة أو الدولة , والتوقف عن العمل يتم مثلاً أثناء إضراب التجار وإضراب أعضاء المهن الحرة و إضراب الطلاب و إضراب المواطنين عن دفع الضرائب ...الخ.







القارئ الكريم اعتمدتُ في هذه الحلقة فيما يخص الإضراب بحيز كبير بما أورده الكاتب سامر أحمد موسى في موضوعة تعريف الإضراب في القطاع العام و الخاص و أشكاله و قد لاحظت بأنه قد كان شامل وكافي لما أريد إيراده هنا عن الإضراب , وما أقدمت عليه أنا فقط هو إعادة ترتيب و اختصار لبعض النصوص وإدخال البعض إليها بالاعتماد على الموسوعة الحرة و أنواع الاضرابات لـ محمد المعزوز و وضع بعض الملاحظات لي وفق ما أريد للحلقة أن تكون والهدف هو إيجاد ملخص مختصر يوضح فيه الإضراب للإطلاع و الاستفادة و أخذ ما يفيد و يتناسب مع خصائص شعب الجنوب العربي في نضاله من أجل التحرر والاستقلال.







الإضراب يعني:" اتفاق عدد من العمال أو الموظفين على الامتناع عن العمل الواجب عليهم بمقتضى القوانين واللوائح، أو عقد العمل، مع التمسك بمزايا الوظيفة العامة.”وهناك من يعرفه على انه: " امتناع الموظفين أو المستخدمين العموميين عن عملهم مع تمسكهم بوظائفهم ويلجأ الموظفون عادة لهذا الأسلوب إظهارا لسخطهم عن عملهم من أعمال الحكومة، أو لإرغامها على التراجع عن موقفها، أو استجابة لمطالبهم."



بدأت الاضرابات تأخذ أهميتها إبان الثورة الصناعية، عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر في ظل وجود المصانع والمناجم و بدأ استخدام كلمة "إضراب" في اللغة الإنجليزية عام 1768، عندما عمل بحارة في لندن على شل حركة السفن في الميناء، تعبيراً عن تأييدهم لمظاهرات انطلقت في نفس المدينة.







الاضرابات تتولى تنظيمها نقابات العمال و أثناء النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي تنظم كذلك بتكليف من القوى السياسية التي تقود النضال التحرري و يتجلى الإضراب في رفض العمال الذهاب إلى العمل ومحاولة إقناع الآخرين بعدم التعامل مع صاحب العمل خلال فترة الإضراب.







أنواع الاضرابات:






الاضرابات قد تكون في مقر عمل، أو في وحدة داخل مقر عمل، أو قد تشمل صناعة بأسرها، أو قد يشترك بها جل عمال أو موظفي مدينة أو بلد ما ومن بين أنواعها الأتي:






1- الاضرابات العامة





هي الاضرابات التي يشارك بها جميع العمال أو الموظفين، أو التي تتضمن عدد من نقابات العمال في منطقة معينة أو قطاع معين أو على نطاق البلد كلها.






2- إضراب التعاطف



هو : صورة مصغرة من إضراب عام ويتم فيه تعاطف مجموعة من العمال أو الموظفين مع نظرائهم في شركة أخرى والتعبير عن ذلك بشكل فعلي.






3- إضراب جلوس






شكل الإضراب الأقل حدوثا، هو أن يحتل العمال أو الموظفين مقر العمل، ويرفضون القيام بالعمل كما يرفضون الخروج من المكان. يعرف هذا النوع من الإضراب بـ إضراب جلوس .






4- إضراب جزئي






هو إضراب العمل حسب ما يقتضيه القانون فقط ، حيث يقوم خلاله العمال أو الموظفون بأداء مهامهم الوظيفية بالضبط كما يتطلب منهم عملهم، لكن لا أكثر من ذلك أبدا,مثلا، قد يتبع العمال أو الموظفون جميع تعليمات السلامة بطريقة تعوق من إنتاجيتهم أو قد يرفضون العمل وقت إضافي. هذا النوع من الإضراب يسمى " إضراب جزئي " أو " تباطؤ ". في إيطاليا، لا يعاقب من يشترك في هذا الإضراب، ولكن في الولايات المتحدة، يحق لصاحب العمل تسريح عامل أو موظف يقوم بذلك.



5- إضراب طلابي






ينتج عنه امتناع الطلاب، وأحيانا بدعم المدرسين، عن حضور المدرسة. بخلاف الأنواع الأخرى من الاضرابات، المستهدف في الإضراب (سواء كان المؤسسة التعليمية أو الحكومة) لا يتكبد خسائر مادية ولكن قد تتأثر سمعته.



6- إضراب عن الطعام



هو الامتناع بشكل طوعي عن الأكل و يستخدم هذا الإضراب غالباً في السجون كشكل من الاحتجاج السياسي.



7- إضراب ادعاء المرض






هو: نوع من الإضراب يتظاهر فيه المضربون بالمرض، ويستخدم هذا الإضراب في الحالات التي يمنع فيها القانون أولئك الموظفين من إعلان الإضراب.



عرف الإضراب على أنه: "توقف جماعي و متفق عليه عن العمل من جانب عمال أحد المؤسسات بقصد تحسين الأجر أو ظروف العمل."
هناك من يعرف الإضراب موضحاً أنه لا فرق بين الإضراب في القطاع العام وفي القطاع الخاص حيث عرف على أنه:"التوقف الجماعي عن العمل، غايته تحسين شروط العمل، و إما لمساندة حركة اجتماعية و حتى سياسية ."






إلا أنّ هناك من يميز في تعريفه للإضراب بين القطاع الخاص والقطاع العام، فعرف على أنه تجربة إثبات القوة يخوضها أجراء ضد أرباب عملهم ليبرزوا قضيتهم و مطالبهم، غير أن إضراب الموظفين يسعى لشلل الخدمة العامة وتحريك الرأي العام، وهكذا يعد الإضراب وسيلة فعالة كلما كان قادراً على التأثير
الإضراب هو: " وسيلة من وسائل الدفاع عن مصالح العمال."
الإضراب: توقف إرادي عن العمل من أجل تدعيم مطالب مهنية مقررة مسبقاً في النظم و الاتفاقيات الجماعية، لم يوف بها المستخدم أو صاحب العمل."






عرف القرار الصادر من مجلس الدولة الفرنسي في 25 /يوليو/1979 الإضراب بأنه:" توقف منظم مسبق للعمل من أجل الدفاع عن المصالح المهنية."



"من خلال ما سبق ذكره من تعاريف للإضراب، نصل إلى أن الإضراب بهذا المعنى هو كل توقف عن العمل بصفة مؤقتة عن تأدية المهام والالتزامات الوظيفية بهدف إلزام و إجبار صاحب العمل أو السلطات العمومية على الاستجابة لمتطلبات والمصالح المشتركة للمُضربين، أو بغية درء ضرر يرونه ماساً بمصالحهم أو واقعاً عليه، و أغلب المطالب المهنية تنحصر في رفع الأجور أو بالمطالبة بتحسين ظروف العمل.
والإضراب خاصة في صورته الجماعية يعتبر أخطر ما يهدد قاعدة سير المرافق العامة بانتظام و اطراد.





و يكون عادة الإضراب جماعياً و هو الصورة الغالبة و المألوفة له، وقد يكون الإضراب فردياً ناتجاً عن توقف فرد واحد متى تولدت على ذلك نتائج و آثار خطيرة أو جماعياً".






العناصر الأساسية للإضراب تتلخص في:







1- يجب أن يكون التوقف عن العمل بصفة إرادية، بمعنى صادر عن إرادة العمال أو موظفي المرافق العامة وتعبيرهم الصريح بالدخول في إضراب عن العمل وفق الإجراءات المقررة قانوناً.
2- يجب أن يكون التعبير عن الإرادة والرغبة في الإضراب صادر عن جميع العمال وموظفي المرافق العامة أو أغلبيتهم على الأقل سواء بصفة مباشرة أو عن طريق ممثليهم النقابيين أو المنتخبين مباشرة من قبلهم.
3- يجب أن يكون التوقف عن العمل فعلياً لجميع العمال و موظفي المرافق العامة المعنيين بالإضراب حيث أن الاستمرار في العمل و لو بصورة بطيئة أو العمل بغير الوتيرة العادية لا يعتبر إضراباً، إلا أننا نستثني الفئات المكلفة بالقيام بالحد الأدنى من الخدمة الدائمة كما تنص عليه القوانين والتنظيمات الخاصة بممارسة حق الإضراب.
4- يجب أن يكون هناك مقاصد مرجوة من الإضراب فيمكن أن تكون لتغيير الأوضاع السائدة في العمل والتي لا ترضي العمال وذلك بتغيير بنود عقود العمل أو للضغط على الدولة قصد تغيير ظروف العمل بوجه عام أو لاستقرار الشغل وقد يكون للإضراب سبب أو أسباب مهنية ذات ارتباط وتأثير مباشر على الحياة المهنية للعمال وذلك كالأجور وتحسين ظروف العمل، وذلك للحصول على المزيد من الحقوق والامتيازات مهنية كانت أو اجتماعية أو مالية، وقد يحدث أن يكون الدافع للإضراب تحقيق أغراض أو بواعث سياسية لا مطالب مهنية، كالضغط بواسطته على الدولة وحملها على اتخاذ موقف سياسي معين، أو منعها من السير فيها.
5- ليس للإضراب وقت محدد للتنفيذ فهو ينفذ وفق خصائص وظروف كل بلد لدقائق وساعات وأيام.
6- قد يحدث نتيجة للتوقف عن العمل، كما قد يحدث ولو لم يكن هناك أي امتناع عن العمل، حيث يباشر العمال عملهم ولكن مع تعطيل الإنتاج، أو استمرار الموظفين في التواجد بأماكن عملهم دون القيام بالإعمال المطلوبة منهم لمصلحة الجمهور.







أساليب الإضـراب:







كل حركة يقوم بها العمال أو موظفي المرافق العامة تفترض تنظيماً محكماً حتى لا تتحول إلى عصيان و عدم انصياع لأوامر المستخدم أو صاحب العمل، و لذلك يقوم العمال بتنسيق عملهم للتوصل إلى تحقيق مطالبهم، و قد تختلف كيفية التوقف عن العمل، فقد تكون بصفة جماعية أو فئوية أو قطاعية وفيما يلي سنرى الأساليب المختلفة للإضراب:






1- الإضراب التقليدي "العادي "






هو الأسلوب الأكثر انتشاراً، ويتم فيه انقطاع المضربين عن العمل في نفس الوقت تاركين بذلك مواقع العمل أو الامتناع عن الالتحاق بها بطريقة محكمة ومنظمة، ومدروسة مسبقاً من حيث الكيفية والمدة، بحيث تأخذ النقابات فيه جميع الاحتياطيات اللازمة لبلوغ الهدف المقصود منه فتراعي الظروف الاقتصادية العامة والوضعية الاقتصادية للقطاع وأهمية مخزون الإنتاج بالنسبة للطلب والقدرات المالية للعمل كتاريخ الوفاء بالأجور والتعويضات العائلية، كما تلتزم النقابة بضمان استمرارية خدمة الأمن وتشكيل هيئة الطوارئ واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمنع حلول عمال القطاع الخاص محل العمال المضربين بالقطاع العام حفاظاً على مناصبهم من جهة ، وتدعيماً للحركة الاحتجاجية من جهة أخرى .






2- الإضراب الدائري" الغـلق"






هذا النوع من الإضراب يتطلب انسجاماً وتخطيطاً محكماً، حيث يتم فيه تحديد لتدرج مختلف وحدات الإنتاج في المرفق من جهة وتحديد توقيت مضبوط الاضرابات المبرمجة ويتم هذا الإضراب بصفة فئوية متتابعة بمعنى تمتنع فئة من العمال عن العمل مدة معينة ومحددة لتليها فئة أخرى بعد استعادة الفئة الأولى لنشاطها أو بمعنى آخر يمتنع عمال قطاع نشاط معين مدة معينة، و بعد استعادة نشاطهم يليهم امتناع عمال قطاع نشاط آخر، فهذا الإضراب لا يوقف تماماً عمل القطاع.





الإضراب الدائري يتم دون شل حركات النشاط و المردودية في المؤسسة، وهو في نفس الوقت تمهيداً لتهيئة العمال للانقطاع التام عن العمل، و هو أكثر ضرراً من الانقطاع الجماعي عن العمل، و هناك نوعين من الإضراب الدائري فالأول يتمثل في الإضراب الأفقي الذي يمارسه عمال من صنف مهني معين حيث ينعكس سلباً على عمال الصنف الآخر التابع للأول، أما النوع الثاني الإضراب العمودي الذي يجمد العمل في مصلحة أو قطاع محدد في المرفق دون أن يمس القطاعات الأخرى، ويهدف هذا الإضراب أساساً إلى إحداث اختلال في تنظيم الإنتاج.



3- الإضراب القصير والمتكرر






هذا الإضراب عبارة عن توقفات عديدة و متكررة مع البقاء في أماكن العمل ، يتخللها انقطاع تام عن العمل في بعض الأحيان يمتنع فيه العمال عن الالتحاق بمراكز عملهم أو يتأخرون عن ذلك في أوقات منتظمة ، ليستأنفوا العمل بعد ذلك.



4-الإضراب البطــيء






لهذا الإضراب العديد من التسميات، فيسمى بإضراب الإنتاج أو المردودية و يعرف كذلك بالإضراب المستـتر أو الجزئي، يتميز هذا النوع من الإضراب في التخفيض والتقليل من وتيرة الإنتاج، ويستمر فيه العمال ممارسة نشاطهم دون أن يتوقفوا كلياً عنه، ويتم ذلك وفق مخطط موضوع مسبق لتخفيض الإنتاج حيث يؤخذ فيه كل عامل صفة المضرب من اللحظة التي يبدأ فيها إبطاء الإنتاج و التقليل من فعاليته، و من ثمة بصعب تكيـيف هذا التصرف بالإضراب ذلك أن العمل يبقى مستمراً.





لتجنب الأضرار التي قد تنجم عن هذا النوع من الإضراب، غالباً ما تبرم اتفاقيات بين الإدارة المستخدمة و العمال، تحدد بمقتضاها نسبة معينة لتخفيض المردود و الإنتاجية لا يمكن تجاوزها، غير أن هذا النوع من الإضراب يعد حالياً أكثر ندرة، لأنه يبدو أقل فعالية لتحقيق المطالب العمالية



5-إضراب الحماس أو الاندفاع






يطلق عليه كذلك بإضراب المبالغة في النشاط، هذا النوع من الإضراب عكس الأنواع الأخرى التي سبق ذكرها والتي تقوم إما على التوقف عن العمل و إما على تخفيض في وتيرة الإنتاج، فإن إضراب المبالغة يتضمن مزيداً و تصعيداً في النشاط عن طريق المراعاة الدقيقة بجميع الإجراءات الإدارية التي يتمسك بها العمال المضربون مما يؤثر سلباً على المتعاملين مع المصالح العمومية و يؤثر على العلاقة بينهم، مما جعل المبالغة في هذا النشاط تقلل من ممارسته لأن تطبيقه الحرفي في الأنظمة الإدارية يكاد يكون مستحيلاً بسبب الازدحام المتزايد في المصالح والمؤسسات العمومية،وينجم عن هذا الإضراب تأخيراً في سير المرفق العام .






6- الإضراب المفاجئ:





الذي يقوم به العمال بدون أن يشعر به الإدارة أو صاحب العمل، وهذا النوع من الإضراب نجده كثير الاستخدام في القطاع الخاص وهذا خلافاً لكلما جاء به في القطاع العام حيث يجعل الإشعار المسبق ضروري.






7- الإضراب عن الساعات الإضافية





و يهدف من خلاله الاحتجاج ضد حجم الساعات الإضافية أو ضد كيفية تعويضها .






8- الإضراب التضامني






حين يضرب العمال ضد قرار صادر عن صاحب العمل كأن يتضمن القرار مثلاً فصل عامل من منصب عمله بدون وجه حق.



9- الإضراب الإداري






الذي يقضي في عدم إتمام الإجراءات الإدارية خلال الحركة الاحتجاجية مع بقاء النشاط الأساسي للمضربين مستمراً.






يقول محمد المعزوز :"تنتهي الاضرابات بواحدة من ثلاث نتائج فإما أن يكون الإضراب ناجحاً عند الاستجابة لمطالب المضربين أو يكون فاشلاً عندما لا تتم الاستجابة لمطالبهم وإنهاء الإضراب وقد يكون صلحياً بالوصول إلى صيغة ترضي الطرفين".





ومن خلال ما سبق ذكره نجد أن الإضراب مهما كان شكله أو التقنية المتبعة في إجرائه يبقى حركة مطلبيه واحتجاجية يكون الغرض منها الضغط على صاحب العمل أي المستخدم وحتى على السلطة العامة على تلبية مطالب معينة سواء تم التوقف عن النشاط كلياً أو جزئياً أو اضراب جميع عمال القطاع أو فئة فقط منهم، طالت فيه المدة أو قصرت، يبقى هذا الإضراب آخر إجراء ووسيلة في يد العامل سواء كان تابع للقطاع العام أو الخاص يسعى به لبلوغ المكاسب المهنية.







نلاحظ مما تقدم بأن أسلوب الإضراب و ما تم سرده في هذا الخصوص ممكن استغلاله و الاستفادة منه في نضال الشعوب من أجل التحرر و الاستقلال و منها في مسار النضال التحرري لشعب الجنوب العربي للتحرر من الاحتلال الأجنبي اليمني و بل عكس لا بد على قيادة الثورة في الجنوب العربي"الحراك الجنوبي" بأن تدفع بالعمال و الموظفين إلى تنظيم الاضرابات للحصول على حقوقهم من أجهزة نظام دولة الاحتلال باعتبار اضراباتهم تلك جزء لا يتجزء من الثورة الجنوبية الشاملة ضد الاحتلال الأجنبي اليمني لا بل و لا بد من وضع الخطط المبرمجة والمنفذة للاضرابات المختلفة على طول و عرض الجنوب باعتبارها الخطوة الأولى التي تسبق العصيان المدني لتعويد الشعب و إعداده من خلال الاضرابات لتقبل العصيان المدني الشامل باعتباره أعلى أساليب شكل النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي كما و أن الاضرابات تأثر على الإنتاجية وتخل بالأمن و تسبب الشلل و الإرباك و تضع حد لعنجهية المحتل .






إذا كنا في الحلقات السابقة قد تابعنا شكل وأساليب النضال التحرري السياسي السلمي فإن الحلقة السادسة القادمة التي تنشر تباعاً ستكون عن شكل النضال التحرري المسلح" الكفاح المسلح" بهدف الإطلاع على هذا الشكل من أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي.




(drabdullahahmed@googlemail.com)


هوامش:



- أنواع الاضرابات: محمد المعزوز الباحث في الانتربولوجيا السياسية
- سامر أحمد موسى : تعريف الإضراب في القطاع العام والخاص وأشكاله
-الموسوعة الحرة




كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م
drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)



يتبع الحلقة السادسة:

د/عبدالله أحمد بن أحمد
06-02-2010, 07:10 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]



الحلقة السادسة:



ثالثاً- شكل النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" ضد الاحتلال الأجنبي.



شكل النضال التحرري المسلح أو كما يعرفه البعض بالكفاح المسلح هو أحد أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي استخدمته و تستخدمه الشعوب المحتلة بهدف الكفاح ضد الأهداف العسكرية و الاقتصادية لنظام دولة الاحتلال الأجنبي الذي يحتل الشعب الذي يقاوم الاحتلال بهدف إجباره على الرحيل ليحقق الشعب المكافح حريته واستقلاله و تستمر المقاومة المسلحة إلى أن يسلم نظام دولة الاحتلال الأجنبي بحق الشعب الذي يحتله بالحرية و الاستقلال و يعترف باستقلاله و دولته المستقلة كاملة السيادة و يغادر اثر ذلك تارك الشعب و شأنه يحقق بنفسه كافة أهدافه .

شكل النضال التحرري المسلح " شكل الكفاح المسلح" للشعب المكافح من أجل حريته و استقلاله لا يستهدف المدنين من الطرفين و لا مصالح الدول و الشركات و المنظمات الإقليمية و الدولية كونها شقيقة وصديقة والكفاح موجه فقط ضد نظام دولة الاحتلال لطرده من البلد الذي يحتله و عليه فإنني أتناول هذا الشكل وفق ما وقع بيدي من وثاق تحوي شكل النضال المسلح من خلال تجارب الشعوب و المواثيق الدولية استعرضها في مايلي:




أولاً: حق الشعوب المحتلة في النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" المشروع من أجل التحرر و الاستقلال.
ثانياً: الأساليب المتبعة في - شكل النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" من أجل التحرر و الاستقلال.



من تمام التوكُّل على الله إعدادُ الأسبابِ الماديَّة التي أمر الله بها عبادَه الذين حقَّقوا الإيمان لمواجهة عدوِّهم، حيث قال
بسم الله الرحمن الرحيم
: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾
صدق الله العظيم
"الأنفال" 60..



أولاً: حق الشعوب المحتلة في النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" المشروع من أجل التحرر و الاستقلال.



لا يفهم هنا من استعراضي لهذا الشكل من أشكال النضال التحرري ضد الاحتلال الأجنبي " شكل الكفاح المسلح" بأني مع تحرير الجنوب العربي من الاحتلال الأجنبي اليمني بالكفاح المسلح فأنا مقتنع بشكل النضال التحرري السياسي السلمي حتى اللحظة لطرد الاحتلال الأجنبي اليمني من الجنوب العربي شر طرده و هذا ما أكدنا عليه و اخترناه عند إشهار التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في 7-7-2004م حيث اخترنا النضال التحرري السياسي السلمي للتحرر من الاحتلال الأجنبي اليمني إلا أن شعب الجنوب العربي باعتباره شعب يرزح تحت الاحتلال من حقه بأن ينتهج مختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي اليمني ويختار الشكل الذي يراه مناسباً لتحقيق هدفه بالتحرر و الاستقلال وفقاً و ما سمحت به الديانات السماوية و أقرته المواثيق الدولية كما هو مبين بهذه الحلقة.



استعراضي لشكل النضال التحرري المسلح " الكفاح المسلح " هو استعراض للحق القانوني للشعوب المحتلة في نيل حريتها و استقلالها باستخدام مختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي وفق ما نصت عليه الشرائع السماوية و المواثيق الدولية بغرض الإطلاع على مختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي وهي شكلين سياسي سلمي ومسلح مع أن شعب الجنوب العربي في الغالب حتى الآن منتهج في نضاله شكل النضال التحرري السياسي السلمي لنيل حريته واستقلاله مع تبني ثلاث فصائل جنوبية حتى الآن الكفاح المسلح وهي الحركة الشعبية لتحرير الجنوب العربي بقيادة الشحتور و كتائب سرو حمير بقيادة طاهر طماح و الحركة المسلحة لتحرير الجنوب(تحرير) و شعب الجنوب العربي و قواه السياسية والحزبية هي من تقرر في الأخير شكل و أسلوب النضال التي تنتهجه على المستوى القريب والبعيد ووفق الأهداف التكتيكية و الاستراتيجية.



لحساسية الموضوع يجب عليَّ التنويه إلى أنني سأورد هنا فقط ملخص عن شكل النضال التحرري المسلح وفق ما وردت في الوثائق والمراجع الموجودة في الهامش نهاية هذه الحلقة وأورد منها نصوص بهدف الإطلاع والاستفادة منها لمن يريد الاستفادة, علمتها بـ".." و اعتذر عن أي تقصير لأني لم أكن من رجال القانون الذي ممكن لهم اختيار النصوص القانونية و شرحها من وجهة نضر قانونية و اقتصر دوري فقط في التنسيق والإعداد و الترتيب للنصوص مع بعض الملاحظات لي على البعض منها وفق ما أردت للحلقة أن تكون أترككم معها.




كل من يتمتع "معنا بالقيم الإنسانية وحب الاستقرار والسلام والعيش الآمن المستقر والمشترك لا بد له إلا أن يؤيد النظرية الإنسانية التي يرددها الكثيرون من العقلاء و الحكماء في العالم و التي تنص على حل المشاكل والأزمات والنزاعات العالقة بين الدول والأمم والشعوب والجماعات والأفراد بالطرق السلمية، عن طريق الحوار مع انفتاح العقل والقلب والاعتراف المتبادل بحق الجميع، وتغليب الإنسانية لفض النزاعات بين الشعوب والأمم المتنازعة".



لكن في أحيان كثيرة قد تصل الحوارات إلى طريق مسدود، يسيطر الطرف القوي على مساراتها ويحاول جاهداً توجيهها لصالحه والتاريخ حافل بالدور الذي يلعبه القوي في صناعة الحرب والسلم, فالأطراف القوية، هي التي تفرض قواعد الحرب و السلم , والأطراف الضعيفة الواقعة تحت ظلم و انتهاكات و استغلال الأطراف القوية، يتولد لدى أفرادها و جماهيرها شعور يحث على ضرورة التخلص من هذا الواقع المرير بكل الطرق والوسائل المتاحة فإذا أغلقت أبواب الحوارات، يتجه الأفراد إلى حمل السلاح لصد و رفع هذا الظلم الواقع عليهم عبر الكفاح المسلح .



الكفاح المسلح هو:" استخدام القوة المسلحة على الوجه المشروع للحصول على الحق المسلوب والمغتصب، وعادة ما يكون الكفاح المسلح لتقرير المصير والتحرر والاستقلال نابعاً من مقاومة شعبية ضد الاحتلال حيث لا يستطيع جيش هذا الوطن القيام بواجباته و الدفاع عن مصالح الوطن و محاربة المحتل، و يمكن للشعب المسلوب حقه أن يقرر مصيره بالطرق السلمية قبل اللجوء إلى الكفاح المسلح متى كان ذلك ممكناً ، و إن لم يكن ممكناً فيكون اللجوء إلى الكفاح المسلح مشروعاً و يكون هو الحل الوحيد" .



الكفاح المسلح أو المقاومة المسلحة" هي نهج لاستخدام القوة، يلجأ إليه الأفراد والجماعات والشعوب، من دافع واجب وطني، وهو الحصول على حق تقرير المصير والتحرر والاستقلال ,وتستخدم وسائل متعددة للوصول إلى هذا الهدف، وسائل سياسية وإعلامية وعسكرية، والعمل العسكري يعتمد على استخدام القوة المسلحة، وتوجيهها إلى المستعمر أو المحتل بشكل مشروع من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة، ورفع الظلم الواقع، والرغبة في تحقيق الاستقلال "بعيداً عن السيطرة الأجنبية وتحرير الأرض واستعادة الهوية وبناء الدولة المستقلة .



"لكن الكفاح المسلح وإن كان ضرورياً أحياناً إلا أنه يظل الخيار الأخير لأي شعب من أجل الوصول للهدف المرجو، لأن الحياة البشرية التي وهبنا الله إياها ليس شيئاً هيناً نضحي بها دون هدف واضح وخطة واضحة.



فمقاومة الاحتلال عمل شجاع، ونحترم ونرفع كل من يقوم به، ولكن يجب أن لا تدخل العشوائية في إيطار هذا العمل، فمقاومة الاحتلال المقصود منها إجهاد الآلة العسكرية للمحتل وتكبيده الخسائر في جنوده ومعداته ليعرف أن تكلفة الاحتلال غالية وأن تفشل مخططاته السياسية والاقتصادية والتي من أجلها تقوم أي دولة باحتلال دولة أخرى، سواء حدث هذا في الماضي أو في الحاضر".



المقاوم" عندما يخطط للقيام بعمل عسكري ضد قوات المحتل، و رغم شجاعته و استعداده للتضحية بحياته، فهو يخطط في نفس الوقت للحفاظ على حياته إن أمكن، و حياة زملائه من المقاومين، و حياة الأبرياء من المدنيين الذين قد يتواجدون في مسرح الأحداث. إن عمل المقاومة عمل شجاع و ليس عشوائي و هو عمل مدروس ومخطط، وله أهداف سياسية ومن أهم أهدافه محاولة الحفاظ علي حياة المجموعة المقاومة، وعدم توريط المدنيين والتركيز على الآلة العسكرية للمحتل من جنود و معدات، أما من يفجر الكنائس والمساجد ويقتل للاختلاف في المذهب، أو لفرض أجندة سياسية ليست لها علاقة بالاحتلال، فهو إرهابي، ولا علاقة لها بالتحرر و الاستقلال".



لذلك أصبح الكفاح المسلح لتقرير المصير والتحرر و الاستقلال قاعدة من قواعد القانون الدولي، يتطلب من الجميع احترام هذا الحق المشروع ومساندته حتى يتم تضييع الفرصة على الذين يرغبون ويحلمون في استغلال و قهر الشعوب من أجل مصالحهم الذاتية و تكريس احتلالهم بما في ذلك تكريس الاحتلال الأجنبي اليمني للجنوب العربي و شر عنت يمننة الجنوب العربي بقوة الاحتلال.



الاحتلال" عمل قسري يهدف إلى اكتساب الأرض بالقوة و يشكل انتهاكاً لأحكام القانون الدولي. فالمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة تحظر على كل الدول استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الوحدة الإقليمية و الاستقلال السياسي لأي دولة أخرى". وما أقدم عليه نظام الجمهورية العربية اليمنية من شن حرب احتلال الجنوب صيف 1994م و ترسيخ احتلاله بالحرب الدائرة روحاها إلى اليوم يعد احتلال مشين و مخالف لنصوص المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحضر على كل الدول استخدام القوة ضد الشعوب الأخرى بهدف السيطرة و الاحتلال مما استدعى من مجلس الأمن الدولي عام 1994م إصدار قرارين عن الغزو اليمني للجنوب صيف 1994م رقم 924 و931 والملف الذي لم يغلق و لازال مفتوحاً في الأمم المتحدة إلى اليوم وفي طريقة للحل والذي سوف يحركه و يفرضه الشعب الجنوبي في نضاله المتواصل قريباً.



على هذا الأساس فإن القرارات الدولية بما فيها القرار ٢٤٢ للعام١٩٦٧م " تدين اكتساب الأرض بالقوة، وتصفها قانوناً بـالأراضي المحتلة. وهذا يعنى أنها خاضعة في ترتيب أوضاعها المؤقتة، للأحكام الدولية المتعلقة بحماية السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، وتحديداً لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة للعام ١٩٤٩م، والتي تشكل جزءاً أساسياً من القانون الإنساني الدولي" وهذا ما ينطبق على شعب الجنوب العربي بأنه يقع تحت الاحتلال الأجنبي اليمني و أن ترتيب أوضاعة تخضع للأحكام الدولية المتعلقة بحماية السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال وانه يتوجب على المجتمع الدولي التحرك السريع لإرسال لجان لتقصي الحقائق وتقديم الحماية الدولية من ما يتعرض له من حصار وحرب إبادة جماعية و الضالع و ردفان مثالٌ على ذلك و تقديم العون و الدعم اللازم السريع لمعالجة الجرحى و رعاية أسر الشهداء و إيواء المشردين و من تحاصر و تهدم منازلهم و من طردوا من أعمالهم و من أسروا و وضعوا في السجون قسراً ...الخ.



تلقى الظروف والشروط التي تمارس حركات التحرر الوطني عملياتها العسكرية والعنيفة في إطارها قبولاً من المواثيق والأعراف الدولية ومن المجتمع الدولي، ومن أهمها "وضوح هدف هذه العمليات وهو إزالة الاحتلال أو الاستعمار الذي تفرضه إحدى الدول أو الشعوب على غيرها من الدول أو الشعوب".



تنص مقررات الصليب الأحمر الدولي منذ عام ١٩٠٤م، وحتى اتفاقيات جنيف الرابعة عام ١٩٤٩م، فإنه من حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أو الحكم العنصري والهيمنة الأجنبية أن تستخدم كل صور العنف ضد الاحتلال الأجنبي والهيمنة الأجنبية والحكم العنصري وفق الشروط "التالية:



أ. أن تقع أعمال العنف هذه داخل الأرض المحتلة بصفة أساسية ولا تقع خارجها إلا إذا استحال تنفيذها بالداخل.
ب. أن توجه ضد القوات العسكرية أو شبه العسكرية أو رموز السلطة أو هيئات أو أشخاص الإدارة المدنية للاحتلال.
ج. ألَّا توجه ضد المدنيين والأبرياء والأطراف الثالثة. والمقصود بالأطراف الثالثة ممثلوا الدول الأجنبية أو المنظمات الدولية لدى القوة أو الدولة القائمة بالاحتلال أو المتوسطين في النزاع أو الساعين لتسوية و إنهاء وضع الاحتلال".



في الأحكام الواردة في اتفاقية جنيف الرابعة، يتضح "مايلى:



أ. "إن الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في العام ١٩٦٧م، بما في ذلك الجولان السورية والقدس الشرقية، هي أراض محتلة، وأن على إسرائيل التي تصفها القرارات الدولية كلها بـالقوة القائمة بالاحتلال أن تلتزم جميع اتفاقيات جنيف، بما يعنى ضرورة معاملة السكان المدنيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي بموجب هذه الاتفاقيات" وهذا ما ينطبق على الاحتلال الأجنبي اليمني للجنوب العربي أن يتقيد ويلتزم به.
ب."تمنح اتفاقية جنيف الرابعة الأشخاص المدنيين الواقعين تحت الاحتلال حقاً أصيلاً في حماية أشخاصهم وأسرهم وأملاكهم .. الخ. وتشمل هذه الحماية أيضاً حرية ممارسة معتقدهم الديني ورأيهم السياسي. وعلى هذا الأساس تحظر الاتفاقية على القوة القائمة بالاحتلال القيام بأي عمل من أعمال العنف أو القتل بجميع أنواعه بحق هؤلاء، كذلك تحظر أعمال الخطف والحجز العشوائي والإبعاد والتشريد والترحيل وتشتيت العائلات وإهانة الكرامات الشخصية، وتصبح بالتالي القوة القائمة بالاحتلال مسئولة أمام القانون الدولي لدى مخالفتها أحكام الاتفاقية المذكورة" وهذا ينطبق الحال على شعب الجنوب العربي الذي يتعرض لشتى ويلات القمع والتدمير يجب بان يتحاسب عليه نظام الاحتلال الأجنبي اليمني وفقاً والمواثيق والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة.
ج. "إذا أخلت القوة القائمة بالاحتلال بهذه الواجبات أو انحرفت عنها فإن من حق السكان المدنيين أن يثوروا إلى درجة العصيان المدني الشامل واللجوء إلى السلاح.



وإذا ثار السكان المدنيون ضد المحتل واستطاعوا أن يطردوه بالقوة من أرضهم، فإن هذا الاحتلال يعتبر منتهياً باعتراف القانون الدولي. والأمر ذاته يحصل عندما تستطيع القوى النظامية المسلحة للدولة المغلوبة على أمرها طرد المحتل".



توصلت الأمم المتحدة في عام ١٩٧٤م إلى تعريف للعدوان بأنه "استخدام القوة المسلحة من جانب دولة ضد سلامة ووحدة الأراضي الإقليمية أو الاستقلال السياسي لدولة أخرى، أو بأي طريقة لا تتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة كما هو محدد في هذا التعريف".



كان أول قرار صدر عن الجمعية العامة بشأن الإرهاب (القرار رقم ٣٠٣٤ في ۱۸/۱۲/ ١٩٧٢م)، واضحاً و مؤكداً لقانونية الكفاح المسلح من أجل التحرر الوطني، و التمييز بين هذا الكفاح والإرهاب الدولي، حيث تضمن القرار التالي:



1. ـ تعرب الجمعية العامة عن قلقها من تزايد أعمال العنف التي تهدد وتقضي على أرواح بشرية بريئة، أو تعرض للخطر الحريات الأساسية.
2. تحث الجمعية العامة الدول على تكريس عنايتها الفورية لإيجاد حلول عادلة سلمية للأسباب الأساسية التي تؤدي إلى أعمال العنف.
3. تعيد الجمعية العامة الحق الثابت في تقرير المصير والاستقلال لجميع الشعوب الواقعة تحت الاستعمار وأنظمة التمييز العنصري، وأنواع السيطرة الأجنبية الأخرى، وتدعم نضال الحركات التحررية، وذلك وفقًا لأغراض ومبادئ الأمم المتحدة، وسواه من قرارات أجهزتها ذات الصلة بالموضوع.
4. تدين الجمعية العامة استمرار أعمال القمع والإرهاب التي تقدم عليها الأنظمة الإرهابية والعنصرية في إنكار حق الشعب الشرعي في تقرير المصير والاستقلال، وغيرهما من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
5. تدعوا الجمعية العامة الدول إلى الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمختلف أوجه مشكلة الإرهاب الدولي.



إن هذا القرار يعتبر نقلة نوعية في موقف الشرعية الدولية، التي أقرت بحق المقاومة و تقرير المصير والاستقلال، لجميع الشعوب الواقعة تحت الاستعمار والاحتلال وأنظمة التمييز العنصري وأنواع السيطرة الأجنبية الأخرى، بل أعلنت بوضوح "تدعيمها لشرعية النضال لحركات التحرير الوطنية، واعتبرت أن إنكار حق الشعوب الشرعي في تقرير المصير والاستقلال عمل إرهابي بحد ذاته".



عادت الجمعية العامة مرة ثانية في" ٤۱/۲١/١٩٧٤م في جلستها رقم٩۱٢٣ لتنبه بشرعية كفاح الشعوب للتحرر من السيطرة الاستعمارية والقهر الأجنبي بكافة الوسائل المتاحة، بما في ذلك الكفاح المسلح. وأدانت بشدة جميع الحكومات التي لا تعترف بهذه الحقوق للشعوب الخاضعة تحت السيطرة والاحتلال، وعلى الأخص شعوب جنوب أفريقيا والشعب الفلسطيني، وقد أباح القانون الدولي بشكل واضح حق الشعوب المغلوبة على أمرها في ممارسة الكفاح المسلح وصولاً إلى التحرر والاستقلال وبناء الدولة ذات السيادة المستقلة، وهذا القرار له أثر كبير في الإقرار بأن حق المقاومة والكفاح المسلح دفاعاً عن الحرية والاستقلال، قد تحول إلى واجب دولي عام، وواجب حقوقي للشعوب الخاضعة للاحتلال، فقد نص القرار على" أن أيّة محاولة لقمع الكفاح ضد السيطرة الاستعمارية والأجنبية والسيطرة العنصرية، هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".



في مؤتمر تطوير القانون الإنساني المنعقد في جنيف عام۱٩٧٦م، أقر برتوكولان يعتبران أن حروب التحرير الوطني هي حروب مشروعة وعادلة، وهي حروب دولية تطبق بشأنها كافة القواعد التي أقرها القانون الدولي في شأن قوانين الحرب، كما أن حركات التحرر الوطني هي كيانات محاربة ذات صفة دولية، وهي بمثابة الدول التي ما تزال في طور التكوين.



عرف القانون الدولي الاحتلال" بأنه مرحلة من مراحل الحرب تلي مرحلة الغزو مباشرة، وتسبق مرحلة استئناف القتال للمرة الثانية ضد قوات الاحتلال المعتدية، فهو بالتالي جريمة عدوان وعمل غير مشروع، وقواعد القانون الدولي تؤكد على المبادئ التالية:



1. إن الخطأ لا يرتب حقاً، والحرب خطأ جسيم ولا يرتب حق احتلال إقليم دولة أخرى لأن الحرب عمل باطل قانوناً، و ما بني على باطل فهو باطل.
2. إن الاحتلال حالة واقعية و ليست حالة قانونية، و إنها لا تتفق مع القانون الدولي، و إنها تنتهي حتماً بانسحاب قوات الاحتلال سواء بالحرب أو المقاومة، أو بعقد معاهدة سلام.
3. إن الاحتلال يعتبر انتهاكاً لسيادة و سلامة أراضي الدولة المحتلة، الأمر الذي يتعارض مع نص الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يلزم أعضاء الهيئة جميعاً بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأيَّة دولة".



من هذا يفهم أن الاحتلال أمر غير مشروع في القانون الدولي، حيث منحت الشرعية الدولية حركات التحرير الوطني الحق في مقاومة هذا الاحتلال والتخلص منه بمختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي السلمي والمسلح .



"الكفاح المسلح في هذه الحالة هو استخدام مشروع للقوة المسلحة يهدف إلى دحر المستعمر الأجنبي، وانتزاع الحق الطبيعي الشرعي في السيادة والاستقلال".



تنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على" شرعية حق المقاومة للشعوب من أجل الدفاع عن نفسها إذا داهمها العدو بقصد احتلالها ".. ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة..."



قرار رقم (1514) في 14ـ12ـ لسنة 1960 الخاصة بمنح البلدان والشعوب المُستعمَرة استقلالها، والتي اشتَهرت فيما بعد بقرار "تصفية الاستعمار". الذي جاء تطبيقاً لمبادئ حقوق الإنسان و حق الشعوب في تقرير مصيرها، و قد جاء فيه: "إن إخضاع الشعب للاستعباد الأجنبي والسيطرة الأجنبية والاستغلال الأجنبي يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية، ويناقض ميثاق الأمم المتحدة، ويعرض السلام والتعاون الدوليين للخطر، وإن كل محاولة تستهدف جزئياً أو كلياً تقويض الوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية لقطر ما، تتعارض مع مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها.."



القرار رقم 3101 الصادر في 12/12/1972 في الدورة الثامنة والعشرين للأمم المتحدة. للتأكيد على حق الشعوب الخاضعة للاحتلال بالتحرر منه بكافة الوسائل.



القرار رقم (3103) لسنة 1973 بشأن المبادئ المتعلقة بالمركز القانوني للمقاتلين الذين يكافحون ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي والنظم العنصرية، لا بإضفاء المشروعية على عملهم فحسب، وإنما بشمول هؤلاء المقاتلين أيضاً بقواعد القانون الدولي المعمول به في النزاعات المسلحة مثل اتفاقيات جنيف لعام 1949 الخاصة بجرحى الحرب وأسراهم، وحماية المدنيين. وقد نص هذا القرار على "أن نضال الشعوب في سبيل حقه في تقرير المصير والاستقلال هو نضال شرعي يتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي، وأن أيَّة محاولة لقمع الكفاح المسلح هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة و لإعلان مبادئ القانون الدولي و للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأن المحاربين المناضلين الذين يقعون في الأسر يجب أن يعاملوا كأسرى حرب وفق أحكام اتفاقية جنيف المتعلقة بأسرى الحرب".



أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974 القرار رقم 3214 حول تعريف العدوان حق الشعوب في النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من أجل نيل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وبالتالي أجازت حق جميع الشعوب في العالم في المقاومة المسلحة للاحتلال في سبيل تحررها من الاحتلال، وذهب إلى "أن أي محاولة لقمع الكفاح المسلح ضد السيطرة الاستعمارية والأجنبية والأنظمة العنصرية هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدول، وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان".



أكدت لجنة حقوق الإنسان، مراراً، شرعية" القتال ضد الاحتلال بكل الوسائل المتاحة من ضمنها الصراع المسلح" (القرار رقم 3 (35) في 21/2/1979 والقرار رقم 1989/19 في 6/3/1989). وقرار الجمعية العامة 37/43 تبنى بشكل جلي في 3/12/1982 "يعيد التأكيد على شرعية نضال الشعوب من أجل الاستقلال و وحدة الأراضي والتحرير من الهيمنة الاستعمارية والأجنبية والاحتلال الأجنبي بكل الوسائل المتاحة من ضمنها الصراع المسلح- الكفاح المسلح".



اللجنة الخاصة بموضوع الإرهاب التي شكلتها الأمم المتحدة في عام 1989 حددت الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع العنف (الإرهاب) السياسية والاقتصادية والاجتماعية و أوردت منها:" ‏ الاستعمار والتشبث بالسيطرة الاستعمارية‏، احتلال أراضي الغير والهيمنة على الشعوب، العنصرية والتمييز العنصري والفصل العنصري، إنكار حق الشعوب والأمم في تقرير المصير، حروب الإبادة والعدوان واستخدام القوة وانتهاك السيادة والاستقلال والوحدة الإقليمية للدول، استخدام الإرهاب للسيطرة على الشعوب وإجبار السكان على النزوح، الاضطهاد الديني وإثارة الفتن الطائفية وإشعال الحروب الأهلية، الاستبداد والظلم والقهر وكبت الحريات وانتهاك الحقوق". ‏



المادة 1 (4) من (البروتوكول الإضافي الأول لمعاهدات جنيف ) لعام 1977 تعتبر إن النضال من أجل تقرير المصير كحالات نزاع مسلح دولي.



إعلان جنيف حول الإرهاب" ينص على أنه و" كما أقرَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مراراً، فإن الشعوب التي تقاتل ضد الهيمنة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي وضد النظم العنصرية في ممارسة حقهم في تقرير المصير لديهم الحق في استخدام القوة من أجل تحقيق أهدافهم داخل إطار القانون الدولي الإنساني . ومثل هذه الاستخدامات الشرعية للقوة يجب عدم خلطها بأفعال الإرهاب الدولي " في ممارسة حق تقرير المصير، للشعوب الواقعة تحت الهيمنة الاستعمارية والأجنبية الحق في «النضال.. والسعي للحصول على الدعم بما يتوافق مع مبادئ الميثاق" وبما يتفق مع (إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية و التعاون بين الدول) "



القانون الدولي يعطي حق المقاومة المسلحة للشعوب التي احتلت أرضها، ولا يحق لأي فرد أياً كان أن يتنازل عن هذا الحق حتى لو كان رئيس حكومة أو رئيس دولة لأن هذا الحق يعد من حقوق الإنسان الطبيعية التي كفلتها الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان والصادرة عام 1966 والتي تتضمن العهد الدولي للحقوق المدنية، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية، والذي يجعل حق الشعوب في مقاومة المستعمر وتقرير المصير ومواصلة الكفاح المسلح بكل النواحي حق مقرر للشعوب". إن اعتراف الأمم المتحدة بشرعية مقاومة الشعوب تحت الهيمنة الاستعمارية والأجنبية أو الاحتلال تتفق مع الحظر العام لاستخدام القوة المتضمنة في ميثاق الأمم المتحدة بسبب إن الدولة التي تخضع شعباً بالقوة لهيمنة استعمارية أو أجنبية تقترف فعلاً لاشرعياً حسب تعريف القانون الدولي، ويمكن للشعب المقهور وفي ممارسة حق أصيل في الدفاع عن النفس، القتال من أجل الدفاع ونيل حقه في تقرير المصير ."



اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة "مراراً بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف مثل قرارها رقم (3236) لعام1974 بند (1و2)، وقرارها رقم (39/17) لعام 1984 بند(3)، وقرارها رقم 49/149 لعام 1995 في البند (1و3)، وبحقه في استرجاع حقوقه بالوسائل المتاحة كافة بما في ذلك الكفاح المسلح حسب قرار الجمعية العامة رقم (3236) لعام 1974 بند (5)، ورقم (39/17) لعام 1984 بند(2".



أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في" قرارها 3246 في 14/12/1974م حق الشعوب في الكفاح المسلح لتتحرر من الاحتلال، وأكدت أن أي محاولة لقمع الكفاح المسلح ضد السيطرة الأجنبية والاحتلال هي مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولإعلان مبادئ القانون الدولي الخاصة بالعلاقات الدولية والتعاون بين الدول وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان".



تبرز أهمية الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب أنها وضعت لأول مرة تعريفاً عربياً "للإرهاب
وخشية من الالتباس الذي يمكن أن يلحقه هذا التعريف بأعمال المقاومة المسلحة للاحتلال، فقد أفردت الاتفاقية نصاً خاصاً يستثني أعمال المقاومة من توصيف الإرهاب، حيث جاء في المادة الثانية من الاتفاقية:"لا تعد جريمة حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير وفقاً لمبادئ القانون الدولي"، وتأسس هذا الاستثناء على قاعدة العنف المشروع القائم على حق الدفاع عن النفس، قياساً على حق الدفاع عن النفس الذي تنص عليه جميع القوانين الوضعية والإلهية، والذي تتضمنه القوانين الدولية وخصوصاً المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي نصت على مبدأ المساواة بين الشعوب بأن يكون لكل منها حق تقرير مصيرها"، والمادة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نصت بدورها على أنه: "لكافة الشعوب الحق في تقرير مصيرها..".




أكدت الجمعية العامة في" قرارها رقم 102/31 الصادر في 15/12/1976 والذي أعتمد بتأييد 100 دولة مع معارضة 9 دول وامتناع 27 دولة الحق في تقرير المصير والاستقلال لجميع الشعوب الواقعة تحت الأنظمة الاستعمارية والهيمنة الأجنبية مؤيدة شرعية كفاحها من أجل التحرير الوطني".



أدانت الجمعية العامة في قرارها" 147/32 الصادر في 16/12/1977 الأنظمة الاستعمارية والعنصرية ..مقررة شرعية كفاح حركات التحرر الوطنية وفقاً لأهداف و مبادئ الميثاق، هذا و قد أصدرت الجمعية القرار 43/37 الصادر في 3/12/1982 الخاص بشرعية كفاح الشعوب بكل الوسائل المتاحة لها بما في ذلك الكفاح المسلح ، وقد تأكدت شرعية الكفاح المسلح في القرار159/39 الصادر في 17/12/1984 الخاص بعدم قبول سياسة إرهاب الدول ، حثت فيه الدول على احترام ومراعاة السيادة والاستقلال السياسي للدول وحق تقرير المصير بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة وأكدت على حق الشعوب بحرية اختيار نظمها السياسية والاجتماعية دون أي تدخل أجنبي كذلك حقها المشروع في الكفاح للوصول إلي ذلك" .




يطلق لفظ الجهاد في النصوص الإسلامية بمعناه العام على" مقاومة العدو أو مجاهدة النفس أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر، وقد اصطلح الفقهاء على أن الجهاد بمعناه الخاص هو "بذل الوسع والطاقة في القتال في سبيل الله بالنفس والمال واللسان بهدف نصرة الإسلام والمسلمين"، أي قتال من قاتل المسلمين وأخرجهم من ديارهم، أو القتال لأجل ردع المعتدين ودفع عدوان واقع، أو لإخراج المعتدين من أرض المسلمين، أو القتال دفاعاً عن النفس والمال والعرض، حيث يُعد كل ذلك جهاداً (في سبيل الله)". لهذا فإن مقاومة الاحتلال الأجنبي ودفع ظلمه، وعدوانه عن الأنفس والممتلكات والأعراض يُعد جهاداً (في سبيل الله).



حرّمت الشريعة الإسلامية العدوان في الجهاد مثل" قتل من لا يجوز قتله من النساء والأطفال وكبار السن ورجال الدين المنقطعين للعبادة، وسائر المدنيين غير المقاتلين ممن لا يخدمون تحت السلاح لدى المعتدين، كما حرمت تجاوز الحد المشروع في القتل، أو القتال لأجل الفساد في الأرض، أو نهب خيرات الشعوب، أو تخريب زرعها وثمارها وأشجارها".




. اتفاقية مؤتمر لاهاي 1899 و 1907: إن الغرض من عقد هذين المؤتمرين كان التخفيف من ويلات الحروب وإيجاد الحلول السلمية للمنازعات الدولية.واعترفت الاتفاقية الصادرة عن هذين المؤتمرين بقانونية المقاومة الوطنية ضد العدوان والاحتلال, فقد عرفت المادة الثانية من لائحة لاهاي لعام 1907 الشعب القائم أو المنتفض في وجه العدو" بأنه مجموعة المواطنين من السكان في الأراضي المحتلة, الذين يحملون السلاح ويتقدمون لقتال العدو, سواء أكان ذلك بأمر من حكومتهم, أو بدافع من وطنيتهم, وتنطبق عليهم صفة المحاربين بشرط حمل السلاح علناً والتقييد بقوانين الحرب".



القرار رقم 1514 تاريخ 1960 للجمعية العامة للأمم المتحد الذي يقرر "بأن كل احتلال لأراضي أي شعب من الشعوب هو إخلال بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة, وينص على إدانة كل الحكومات التي تتنكر لهذا الحق".‏



القرار رقم 3103 للجمعية العامة للأمم المتحد 1973 الذي" يقرر بأن نضال الشعوب في سبيل اقتضاء حقها؛ في تقرير المصير؛ وكرس إقرار المشروعية الدولية بحق الكفاح المسلح؛ عبر الإقرار بشرعية حركات التحرر الوطني" .



تقول الكاتبة - بيسان عدوان: في القضية الفلسطينية ما بين الإرهاب والكفاح المسلح جدلية الشرعية الدولية إلي أن" مشروعية لجوء السكان لحمل السلاح والثورة ضد السلطة المحتلة جزء من نشاط حركات المقاومة المسلحة وانه يمكننا أن نؤسس هذا الحق وهذه المشروعية علي ما يلي :



1. أن قرارات الأمم المتحدة أكدت حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال بمقاومته وقد صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات عديدة ذات صفة إلزامية بهذا الصدد.
2. أن القانون الدولي أجاز اللجوء للقوة استنادا لمبدأ الدفاع المشروع عن النفس وهذا المبدأ ينطبق على الدول والسكان وحركات المقاومة باعتبار أن الاستعمار والاحتلال يشكلان عدواناً مسلحاً مستمراً على الأقاليم التابعة والمحتلة وسكانها و إن حق الدفاع الشرعي يبقي قائماً مستمراً حتى يتحرر الإقليم وينتهي الاحتلال.
3. أن الاتفاقيات الدولية لم تعتبر لجوء السكان لحمل السلاح والثورة ضد السلطة المحتلة أمراً غير مشروع و إنه استناداً لمبدأ حق تقرير المصير يجوز للسكان ذلك وذلك لتحقيق استقلالهم طالما أنكرة عليهم سلطة الاحتلال " .



الكفاح المسلح المرتبط بحق تقرير المصير والتحرر والاستقلال الذي تمارسه حركات التحرير الوطنية وتلجأ من خلاله الشعوب المناضلة من أجل التحرر و الاستقلال إلى استخدام القوة والعنف في نضالها ضد الأنظمة الاستعمارية والاحتلال بكافة أشكاله ومسمياته فإنه استخدام للقوة المشروعة ويندرج تحت أحكام اتفاقيتي جنيف الرابعة لعام 1949 والبروتوكولين الملحقين ب هما .



لذا ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩م، تضفى" الشرعية والقبول على هذه الأنشطة، وتلزم المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة ومختلف دول العالم مساندة هذه الحركات سياسياً ومعنوياً ومادياً واقتصادياً للحصول على حقها في تقرير المصير والتحرر من الاستعمار وإزالة الاحتلال والتحرر والاستقلال.



من ما تقدم ذكره حول الكفاح المسلح ومشروعيته وفق ما اطلعنا عليه أعلاه من خلال المواثيق الدولية وما تناوله عدد من الكتاب كيف أن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال تملك الحق الكامل لانتهاج مختلف أشكال النضال التحرري للتحرر من الاحتلال الأجنبي بما فيها النضال التحرري المسلح وهذا هو الهدف من هذه الحلقة هو التعريف بحق الكفاح المسلح للشعوب المحتلة ولكن ليس بالضرورة سلوك هذا الشكل إذا كان شكل النضال السياسي السلمي قد حقق الهدف و إن كل شعب محتل ينتهج الشكل المناسب الذي يتفق مع خصائصه وإمكانيته و ظروفه و يرى بأنه كفيل في تحقيق حريته واستقلاله.



على أساس ما تقدم، فإن النضال التحرري المسلح لشعب الجنوب العربي ضد الاحتلال الأجنبي اليمني داخل الأراضي الجنوبية المحتلة تعد مشروعة في القانون الدولي إذا لجأت أو استخدمت العصيان المسلح أحد أو بعض الفصائل الجنوبية، فهي مقاومة شعبية تهدف إلى ممارسة الحق في التحرر والاستقلال لشعب الجنوب العربي,وهى في الوقت ذاته، مقاومة ضد القوة القائمة بالاحتلال الجمهورية العربية اليمنية التي تخالف تكراراً أحكام اتفاقية جنيف الرابعة والديانات السماوية والمواثيق الدولية إذا ما تبنى أو أعلن أحد فصائل الجنوب العربي الكفاح المسلح فإنه يمتلك الحق وفق ما تابعنا مع بعض من ما تقدم.



إلا أن وجهة نظري الشخصية حتى اللحظة بأن شعب الجنوب العربي لقادر على طرد الاحتلال الأجنبي اليمني من أراضي الجنوب العربي شر طرده باستخدام شكل النضال التحرري السلمي الذي أثبت جدواه خلال السنوات الماضية و إن تنظيم الشعب و إعداده إعداد سليم و قيادته وفق أساليب شكل النضال التحرري السلمي كفيلة بتحرر واستقلال الجنوب العربي واستعادة الهوية والدولة المستقلة كاملة السيادة دون اللجوء للعمل المسلح.



في الحلقة السابعة القادمة نستعرض الأساليب المتبعة في - شكل النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" من أجل التحرر والاستقلال.



مراجع وهوامش :


1. ميثاق الأمم المتحدة
2. رجــاء النــاصر : الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب - هل تصلح أساساً للدعوة إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ؟.
3. د‏.‏ طه عبد العليم طه : مناقشة قانونية وتحليلية لتعريف الإرهاب
4. مداد : مفهوم العنف وعلاقته بمصطلح الإرهاب والمقاومة المشروعة
5. هاني درويش : الكفاح المسلح في غزة بين «الحق»و«الضرورة»
6. بيسان عدوان : القضية الفلسطينية ما بين الإرهاب والكفاح المسلح جدلية الشرعية الدولية
7. نهـــاد بقاعــي : دعــوة إلى إعـــادة تعريــف الصــراع فلسطينيــا
8. الاهتمام العالمي بالإرهاب
9. التمييز بين الإرهاب والمقاومة
10. وثيقة - مفهوم الإرهاب والمقاومة :رؤية عربية – أسلامية -تموز / يوليو 2003
11. فتحي بالحاج : حق المقاومة في القرارات الدولية
12. عادل عبد الرحمن - المقاومة الشعبية السلمية
13. أحمد خاني : النضال السياسي أو(الكفاح السياسي)
14. د : صالح بن بكر الطيار : التمييز بين الكفاح المسلح لحركات التحرير الوطني والإرهاب الدولي
15. الإرهاب الدولي خالد إبراهيم عبد اللطيف - المبحث الثاني : تعريف المنظمات الدولية والإقليمية للإرهاب
16. ماجد كيالي : 45 عاما على انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني
17. الدكتور عادل عامر : المقاومة في مفهوم القانون الدولي
18. لعروسي محمد سالم يحظيه : حق المقاومة في القرارات و المواثيق الدولية
19. الدكتور/ مازن ليلو راضي : الإرهاب والمقاومة في القانون والشريعة الإسلامية
20. الإرهاب الدولي خالد إبراهيم عبد اللطيف : حق المقاومة المسلحة المشروعة في تقرير المصير




كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م
drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)



يتبع الحلقة السابعة:

د/عبدالله أحمد بن أحمد
06-04-2010, 01:09 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]









الحلقة السابعة:





2- الأساليب المتبعة في - شكل النضال التحرري المسلح"الكفاح المسلح" للتحرر من الاحتلال الأجنبي







شكل النضال التحرري المسلح " الكفاح المسلح " يحتوي على شبكة واسعة من الأساليب النضالية في تفنيد وتنفيذ هذا الشكل من أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي و هناك أساليب عامة لكل ثورات الشعوب المحتلة وهناك أساليب خاصة أيضاً تنبع من خصوصية كل شعب و أسلوب و عنفوانية دولة الاحتلال التي تحتل الشعب المحتل يتبعها كل شعب يناضل من أجل حريته و استقلاله.






أورد هنا بعض الأساليب المتبعة في شكل النضال التحرري المسلح "الكفاح المسلح" استناداً إلى نضال الشعوب التحرري من الاحتلال الأجنبي خلال الفترة الماضية ووفق تجارب الشعوب التي انتهجت شكل الكفاح المسلح لطرد الاحتلال الأجنبي وتحقيق حريتها واستقلالها و أهم هذه الأساليب ما يلي:







1. أسلوب :مهاجمة معسكرات و مواقع دولة الاحتلال العسكرية والأمنية و الاقتصادية على طول و عرض البلد المحتل.
2. أسلوب: استهداف العاملين في دولة الاحتلال من مواطنيها و خاصة كبار المسئولين.
3. أسلوب: أسر القادة والأفراد من العسكريين و المدنيين والتركيز على القيادات لخفض معنوياتهم و إجبار المحتلين على تبادلهم مع الأسرى لدى دولة الاحتلال على أن يعامل كل من يتم أسره كأسير حرب وفق المواثيق الدولية.
4. أسلوب: متابعة العملاء و محاكمتهم و جعلهم عبرة للآخرين.
5. أسلوب: وضع الألغام و العبوات الناسفة للعربات العسكرية و الحكومية و المقار الرسمية لدولة الاحتلال.
6. أسلوب: الاستيلاء على المصادر و الموارد المالية لدولة الاحتلال و حرمانها من الاستفادة من أموال البلد الذي تحتله.
7. أسلوب: الاستيلاء على العربات و الناقلات التابعة لدولة الاحتلال و مصادرتها مع محتوياتها و إن تعذر تدميرها.
8. أسلوب: تلغيم و تفجير الطرقات الخاصة بقوات الاحتلال.
9. أسلوب :مهاجمة السجون و تحرير أسرى الشعب منها بالقوة.
10. أسلوب: فرض مبالغ مالية شهرية تدفعها بعض المؤسسات التابعة للاحتلال لتأمين الجانب المادي.
11. أسلوب: الاستيلاء على الأسلحة و الذخائر من أفراد قوات الاحتلال و معسكراتها.
12. أسلوب: تجنيب المواطنين من الجانبيين مختلف الأحداث والمخاطر.
13. أسلوب: التشويش الإليكتروني على الاتصالات السلكية و اللاسلكية لقوات الاحتلال.
14. أسلوب: تدمير المواقع الإليكترونية.
15. أسلوب: حصار المواقع العسكرية حتى تستسلم أو تنسحب.
16. أسلوب: تنظيم حرب العصابات في المدن وحرب التحرير الشعبية في الأرياف.
17. أسلوب: التصنيع الذاتي لمتطلبات النضال واستيراد البعض والاستيلاء على الأخرى من مخازن الاحتلال.
18. أسلوب: تكديس الأسلحة والذخيرة في العاصمة والمدن الرئيسية.
19. أسلوب: التهيئة السياسية للجماهير والناس لتقبل وضع الكفاح المسلح والانخراط فيه.
20. أسلوب: لبس الأقنعة و لبس الزى العسكري وتغيير أرقام السيارات التي يستخدمها الفدائيون و تحديد مكان للقاء بعد العملية و إخفاء أدوات العملية و إعادة السيارات إلى أرقامها و السير بين الناس بطريقة عادية.
21. أسلوب: التدريب على إخلاء الجرحى و الشهداء.
22. أسلوب: توزيع المنشورات والإنذارات المكتوبة.
23. أسلوب: توجيه الضربات للعملاء و أبرز المخبرين و المخابرات التابعة للاحتلال.
24. أسلوب: تشكيل تنظيمي بين العاملين داخل أجهزة دولة الاحتلال لغرض دفع الاشتراكات و التبرعات و تأمين المعلومات و بعض متطلبات النضال.
25. أسلوب: تأمين الوسائل الإعلامية: قنوات, إذاعات, صحف, مواقع إليكترونية, مدونات, نشرات, مجلات حائط و ...الخ.
26. أسلوب: تحرير المناطق و إدارتها .
27. أسلوب: استخدام عدد كبير من أساليب شكل العمل السياسي السلمي التي تتوافق مع شكل النضال المسلح.
28. أسلوب: عدم استهداف مصالح الدول و الشركات و المنظمات الدولية و ضرورة تأمين الحماية لها عند سقوط المناطق لتعزيز العلاقة مع بلدان و شعوب العالم و ضمان دعمها لحق الشعب بالتحرر و الاستقلال.





رابعا ً: الخاتمة :








تابعنا في ما تقدم في السبع الحلقات الموجزة والمختصرة عن أشكال التحرر من الاحتلال الأجنبي و تبين لنا من خلال تجارب الشعوب وما خطه المؤرخين والكتاب الذي اطلعت على كتاباتهم كيف أن الشرائع السماوية والمواثيق الدولية تجيز وتعطي الحق للشعوب المستعمرة والمحتلة والواقعة تحت الاحتلال الأجنبي انتهاج مختلف أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي لطرد الاحتلال ونيل حريتها و استقلالها الغير مشروط و يترك للشعب المحتل اختيار الشكل المناسب وفق ظروفه و خصائصه .






بينا في ما تقدم كيفية اتباع هذه الأشكال و العمل بها من قبل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال باعتبارها دروس مستفاده من تاريخ نضال و كفاح شعوب العالم على مدى التاريخ و إلى يومنا هذا.






هذه الأشكال لم تفقد أهميتها وجوهرها في صراع الهوية و النضال من أجل الهوية و الوجود و البقاء و من أجل التحرر و الاستقلال للتخلص من الاحتلال في أي زمان و مكان و إلى يومنا هذا بما في ذلك صالحة لاستخدامها للتخلص من الأنظمة الديكتاتورية المستبدة و خاصة شكل النضال السياسي السلمي.





لذا فإن كل ما ورد يجب أن يدرس و يستفاد منه في نضال شعب الجنوب العربي من أجل طرد الاحتلال الأجنبي اليمني و التحرر و الاستقلال و استعادة هوية الجنوب العربي و الدولة المستقلة على أن يلخص مما تقدم ما يناسب ظروف شعب الجنوب العربي و خصائص هذه المرحلة من مراحل النضال و قد حاولت أن أبين العديد من ما ينفع و يفيد شعب الجنوب العربي في نضاله التحرري من أجل التحرر و الاستقلال في هذه المرحلة يجب اتباعها بشكل منهجي من قبل مختلف القوى و الأحزاب السياسية ذات التكوين و المنشئ و الإنتماء الجنوبي دون استثناء المؤمنة بتحرر واستقلال الجنوب.






اتباع أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي بشكل منهجي و وفق ظروف و خصائص بلادنا و بشكل هادئ و مدروس كفيل بإيصال نضال الشعب الجنوبي و في وقت قياسي إلى تحقيق هدفه الاستراتيجي في طرد الاحتلال الأجنبي اليمني و تحرر و استقلال الجنوب و استعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.






إلا أن وجهة نظري الشخصية حتى اللحظة بأن شعب الجنوب العربي لقادر على طرد الاحتلال الأجنبي اليمني من أراضي الجنوب العربي شر طرده باستخدام شكل النضال التحرري السلمي الذي أثبت جدواه خلال السنوات الماضية و إن تنظيم الشعب و إعداده إعداد سليم و قيادته وفق أساليب شكل النضال التحرري السلمي كفيلة بتحرر واستقلال الجنوب العربي واستعادة الهوية والدولة المستقلة كاملة السيادة دون اللجوء للعمل المسلح.






نضال شعب الجنوب العربي هو نضال من أجل الجود, من أجل وطن, من أجل الهوية و الدولة المستقلة و لا بد لشعب الجنوب العربي من استعادة هويته العربية التي انتزعت منه في 30 نوفمبر1967م و استعادة حريته و استقلاله و دولته المستقلة التي فقدها و القابعة أراضيها تحت الاحتلال الأجنبي اليمني و تحريرها و تحقيق استقلالها واجب مقدس و فرض عين على كل جنوبي و جنوبية أكمل الـ 18 من العمر أكان داخل الوطن المحتل أو في الخارج .



هوامش:




1- عصيان مدني - من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
2- مهندس كرمشند غاندي - عصيان مدني
3- محمد عبد المجيد - خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني في مصر
4- العصيان المدني تعريفه ومفهومه
5- المحامي جميل عودة*لعصيان المدني... الأسلوب الأمثل للمعارضة والدفاع عن الحقوق
6- العصيان المدني بقلم بير هرنكرين Per Herngren من كتاب Path of Resistance
7- قرارات عديدة للجمعية العمومية للامم المتحدة
8- ميثاق الأمم المتحدة
9- رجــاء النــاصر : الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب - هل تصلح أساساً للدعوة إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ؟.
10- د‏.‏ طه عبد العليم طه : مناقشة قانونية وتحليلية لتعريف الإرهاب
11- مداد : مفهوم العنف وعلاقته بمصطلح الإرهاب والمقاومة المشروعة
12- هاني درويش : الكفاح المسلح في غزة بين «الحق»و«الضرورة»
13- بيسان عدوان : القضية الفلسطينية ما بين الإرهاب والكفاح المسلح جدلية الشرعية الدولية
14- نهـــاد بقاعــي : دعــوة إلى إعـــادة تعريــف الصــراع فلسطينيــا
15- الاهتمام العالمي بالإرهاب
16- التمييز بين الإرهاب والمقاومة
17- وثيقة - مفهوم الإرهاب والمقاومة :رؤية عربية – أسلامية -تموز / يوليو 2003
18- د : صالح بن بكر الطيار : التمييز بين الكفاح المسلح لحركات التحرير الوطني والإرهاب الدولي
19- الإرهاب الدولي خالد إبراهيم عبد اللطيف - المبحث الثاني : تعريف المنظمات الدولية والإقليمية للإرهاب
20- ماجد كيالي : 45 عاما على انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني
21- الدكتور عادل عامر : المقاومة في مفهوم القانون الدولي
22- لعروسي محد سالم يحظيه : حق المقاومة في القرارات و المواثيق الدولية
23- الدكتور/ مازن ليلو راضي : الإرهاب والمقاومة في القانون والشريعة الإسلامية
24- الإرهاب الدولي خالد إبراهيم عبد اللطيف : حق المقاومة المسلحة المشروعة في تقرير المصير
25- فتحي بالحاج : حق المقاومة في القرارات الدولية
26- عادل عبد الرحمن - المقاومة الشعبية السلمية
27- أحمد خاني : النضال السياسي أو(الكفاح السياسي)
28- أسلوب النضال السلمي وثقافة المقاومة بلا عنف
29- العنف والثورة
30- النضال الشعبي السلمي هل يكون بديلاً عن النضال الشعبي المسلح"؟
31- دينا عمر : تعاليم المهاتما وتناقضات الكفاح السلمي
32- يـــــا سيـــن إدريــــس : حـق الشعوب فى النضال من أجل الحرية والتصدى لجميع أشكال عـولمة الأمن الداخلــي والدولي
33- التقرير السياسي: مفاهيم “فريدة” في النضال السلمي لتحرير الوطن
34- عادل حمامة : المضمون الطبقي و المغزى السياسي لنزعة النضال السلمي
35- غالية قباني : المقاطعة» وسيلة مثلى للنضال السلمي
36- انتصارا للمقاومة المدنية وحرية التعبير في العالم العربي مداخلات مؤلمة ورفض لانتاج العنف واستهلاكه
37- ليث الجادر : مفهوم النضال السلمي ...ودعاته المتميعون
38- - بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه 'طريق المقاومة




كاتب وباحث أكاديمي
لندن مايو2010م
drabdullahahmed@googlemail.com (drabdullahahmed@googlemail.com)

د/عبدالله أحمد بن أحمد
06-04-2010, 01:15 AM
بعد نشر الدراسة في حلقات نضعها هنا كاملة لمن يريد التعرف على أشكال النضال التحرري من الاحتلال الأجنبي المكونة من 7حلقات و لتنزيلها من قبل من يرغب في ذلك .





بالضغط هنا للتنزيل والله الموفق ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])





.

nsr
10-27-2011, 07:44 PM
هذه الدراسة مفيدة لثورة التحرير الشبابية الشعبية في الجنوب العربي و لثورة التغيير الشبابية الشعبية في اليمن وللشعوب التي تريد التحرير والتغيير الثوري

عرين الاسود
10-30-2011, 04:00 PM
هذه كتابات رائعة من دكتور رائع يحمل هم أوطان , رجل مجرب وهو من أرصدتنا الموجودة على الساحة نأمل الاستمرار في مثل هذه الطروحات وفك الكثير من العقد والأزمات .
تحية لك من أعماقي وشكرا لك على الدوام ونقف احتراما وإكبارا وتقديرا لك أيها الدكتور المناضل الشريف والسلام

nsr
10-30-2011, 10:35 PM
هذه كتابات رائعة من دكتور رائع يحمل هم أوطان , رجل مجرب وهو من أرصدتنا الموجودة على الساحة نأمل الاستمرار في مثل هذه الطروحات وفك الكثير من العقد والأزمات .
تحية لك من أعماقي وشكرا لك على الدوام ونقف احتراما وإكبارا وتقديرا لك أيها الدكتور المناضل الشريف والسلام


مرحبا فيك أخي الغالي وشكراً على مرورك مع تمنياتي لك بالصحة ولشعبنا التحرر والاستقلال