المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هواجس على دفتر أصول أندية عدن.. من التألق إلى الإنحسار


ابو محمود
04-16-2012, 03:25 PM
الدمج كان وبالاً عليها وأصابها في مقتل..
هواجس على دفتر أصول أندية عدن.. من التألق إلى الإنحسار[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

نقطة الانطلاق ومحور البداية –عندها وفيها وبها- كان البدء في التعامل الراقي مع الوافد الجديد الرياضة وممارستها بأشكالها المتعددة وأنماطها المختلفة.
المحاكاة والتقليد والشغف، كانت سمات البداية الأولى، ليحل محلها بعد حين وجد الإتقان والمهارة والتألق والإبداع والتطور.
إنها يا أحبائي القراء "عدن" المدينة والتاريخ والحضارة والأصالة، موطن كل الفنون والإبداعات ومهد العطاء الرياضي البديع والمتطور.
منذ الانطلاقة المبكرة والرائدة، حملت "عدن" بكل الحب والشوق واللهفة والوفاء، معاناة لحظات الميلاد الأولى والتواجد والبلورة في فترة مبكرة من القرن العشرين المنصرم، حيث عرفت هذه المدينة الساحرة والحبيبة "عدن" أبجديات وأولويات الممارسة الرياضية المنظمة، عندما نجح الرواد الأول في نقل المدرسة الرياضية خارج أسوار معسكرات جنود الاحتلال البريطاني إلى الرحاب الأوسع، إلى ساحات الممارسة الرياضية البدائية والجادة وقد تبلورت كل أحلام وآمال وطموحات الرواد الرياضيين في إيجاد الممارسة الرياضية المنظمة والموحدة والجامعة لقدرات وطاقات الشباب والرياضيين بهدف إتاحة الفرص السانحة أمامهم لممارسة هواياتهم الرياضية المتعددة بشكل منظم وجاد وهادف يحقق الشباب الرياضيين من خلال ذلك آمالهم وطموحاتهم في التطور المنشود والمتعدد الجوانب.
ولتحقيق هذا الهدف الأساسي والهام فقد تضافرت جهود الشباب والرياضيين في بلورة وتجسيد هذا الهدف عبر ظهور تشكيل وتأسيس كيانات رياضية متعددة في البدء، تجسد وتبلور هذا الهدف من خلال ظهور وتشكيل وتأسيس الأندية الرياضية الرائدة وأبرزها تأسيس نادي الترفيه المتحد الرياضي في كريتر عام 1092م وكذا نادي التنس المعدني في كريتر في نفس العام، وبعد ثلاثة أعوام تبلورت الممارسة الرياضية المنظمة في ظهور كيان رياضي أكثر تنظيماً وحداثة وشعبية وتطوراً وهو نادي الاتحاد المحمدي الرياضي في كريتر عام 1905م الذي شكل ظهوره وتأسيسه نقلة نوعية متميزة في مشوار الممارسة الرياضية الشاملة. [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
ومن هذا الكيان الرياضي والأكثر شعبية والذي يعد النادي الأهلي الرياضي الأول الرائد على مستوى اليمن والجزيرة العربية، ومن هذا الكيان الرائد استنسخت كيانات رياضية عدة حملت مشاعل الريادة والتطوير والازدهار، لتغرق المدينة الساحرة في أمجاد رياضية زاهية وغير مسبوقة وإنجازات رياضية شديدة الإبهار والتألق والبهاء، حيث تناثر شذا النجوم والرواد في أرجاء ساحات العطاء الرياضي وملأت الزمان والمكان إبداعاً وإجادة ورونقاً.
وعاشت عدن في تلك الفترات الزاهرة العصر الذهبي، وانتشرت بعض أنواع الممارسة الرياضية مثل اللعبة الرشيقة "التنس" واللعبة الأنيقة "كرة الطاولة" والسباحة وكرة الطائرة وبناء الأجسام والملاكمة وغيرها، لتعيش عدن أحلى وأزهى وأعظم أيامها الرياضية الباهرة التي حفلت بالأجمل والأوفر من الإنجازات الرياضية وكانت وبحق عصراً ذهبياً خالصاً، توجت بها "عدن" إجمالي الممارسة الرياضية المنظمة والشاملة ويالها من أيام مجيدة وخالدة لا تمحى من الذاكرة الرياضية مهما طال الزمن وبعدت المسافة.
د. ياسين سعيد نعمان - اول رئيس لنادي التلال الرياضي
الدمج.. كان وبالاً على أندية عدن:
ولأن دوام الحال من المحال، فبعد أقل من عام على تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في الثلاثين من نوفمبر 1967م لهذا الجزء الغالي من الوطن اليمني الأغلى.
كانت أندية عدن في الموعد لتلقي ضربات موجعة وقاصمة وتحت الحزام، وقاتل الله السياسة فما دخلت في مجال إلا أفسدته، ففي عام 1968م وبقرار سياسي مجحف صادر من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أيام وزيرها الأخ/ عبدالملك إسماعيل، حيث تم تشكيل وعمل اتحاد كروي في عدن كانت أبرز مهامه القيام بتقليص عدد الأندية الرياضية في عدن من "46" نادياً إلى "12" نادياً وحقيقة رغم أن عملية تقليص الأندية كانت ضرورية حتمية، إلا أن ما عابها أنها جرت بطريقة عشوائية وانتقامية في بعض الحالات وكذا تصفية حسابات مع خصوم مرحلة الكفاح المسلح وخاصة جبهة التحرير، خاصة بعد أن انفرد تنظيم الجبهة القومية بمقاليد الحكم بعد نيل الاستقلال، حيث أفرزت عملية التقليص هذه الكثير من الظلم والتجني على بعض الأندية الجيدة التي كانت تهمتها الوحيدة أنها محسوبة على "جبهة التحرير" وبعد إتمام عملية التقليص للأندية بقي على الساحة الرياضية في عدن "12" نادياً فقط ، أربعة أندية في كريتر وهي: الأحرار، الشباب الرياضي، والحسيني، والتضامن المحمدي.
وثلاثة أندية في الشيخ عثمان وهي: الشبيبة المتحدة "الوادي"، والهلال، والغيماء.
وناديان في التواهي هما شباب التواهي والشعب.
وناديان في المعلا هما شباب الجزيرة وشباب الروضة في القلوعة.
ونادٍ واحد في عدن الصغرى هو نادي شباب البريقة.
وعند هذا الحد اعتقد الكثيرون في الوسط الرياضي في عدن أن هذا التقليص هو آخر الضربات، ولكن سرعان ما خاب هذا الاعتقاد، حيث كان لا يزال في جراب الحاوي الكثير والكثير.
ففي عام 1973م أكدت قرارات المؤتمر الرياضي العام الأول على ضرورة إتباع نهج الدمج للأندية وبعد مرور أربعة أعوام فقط تلقت أندية عدن الضربة الموجعة والقاصمة الأشد وقعاً، حيث أصدرت اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة بمحافظة عدن برئاسة الأخ/ محمد سعيد عبدالله محسن ـ وزير أمن الدولة آنذاك ـ قراراها الجائر وكان القشة التي قصمت ظهر أندية عدن وتنفيذاً لهذا القرار الظالم أصبح هنالك نادٍ واحد في خمسة من أحياء عدن.
وذلك على النحو التالي:
"نادي التلال في كريتر، نادي الوحدة في الشيخ عثمان، نادي شمسان في المعلا، نادي الميناء في التواهي، نادي الشعلة في البريقة".
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

فيما ظلت أحياء خور مكسر والمنصورة ودار سعد خالية من الأندية الرياضية.
وهكذا كانت أندية ورياضة عدن هي الخاسر الأكبر من هذا الدمج العشوائي والذي كان في كل الأحوال وبالاً عليها وأصاب جوهر الممارسة الرياضية لأندية عدن في مقتل وأضاع الفرص أمام مجاميع من الشباب والرياضيين في ممارسة هواياتهم الرياضية المتعددة.
انتعاش رياضي ولكن!!
رغم كل هذه المعاناة.. شهدت أندية ورياضة عدن في الفترة 82-1985م وفي ظل رئاسة الرياضي الكبير الأستاذ/ أحمد محمد قعطبي للمجلس الأعلى للرياضة، وأول وزير للرياضة في اليمن ـ شهدت انتعاشاً رياضياً باهراً شكل في مجمله نقلة نوعية متميزة ومتعددة الجوانب، لعل أبرزها إقامة البنية التحتية لأندية عدن والتي تمثلت في إنشاء وبناء وتشييد مقرات حديثة لأندية عدن ولأول مرة في تاريخها العريض والعريق، إضافة إلى ذلك الزخم الرياضي المتصاعد والمتعاظم في كافة جوانب ومناحي العطاء الرياضي المتعدد الجوانب والمتجدد النشاطات والهادف لتحقيق أمثل التطورات الرياضية المنشودة وكذا إنارة ملعب الشهيد الحسيني بكريتر وشهد على ذلك كل من تعايش مع تلك المرحلة الرياضية الزاهية والتي شهد فيها العطاء الرياضي الجزيل انتعاشاً واسعاً، كانت عدن خلالها محط أنظار وزيارات الأشقاء والأصدقاء ولكن مع الأسف الشديد سرعان ما تبدد هذا الانتعاش وانطوت صفحاته بفعل الأحداث الأليمة والمشئومة في 13 يناير 1986م ويبدو أنه قدر رياضة وأندية عدن الذي لا مفر منه.