المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شريط الذكريات : الكابتن أحمد محسن ورحلة في ذاكرة تاريخ الرياضة العدنية


ابو محمود
04-16-2012, 03:35 PM
شريط الذكريات : الكابتن أحمد محسن ورحلة في ذاكرة تاريخ الرياضة العدنية [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])لازال في ذاكرة الكابتن احمد محسن الكثير عن الرياضة العدنية .. نشأتها ومسارها وتطورها . من أجل تعريف شبابنا والمهتمين بالرياضة بما يحمله تاريخ الملف الرياضي العدني ، رأينا ان نواصل وعه اللقاء ليوضح لنا مابجعبعته من تاريخ وأخبار الرياضة العدنية .
كابتن أحمد كيف يمكن لنا تعريف أجيال اليوم بتاريخ أندية عدن؟ أندية عدن تاريخها عظيم.. يمتد هذا التاريخ إلى أبعد مدى حتى صعب تحديد الفترة والزمن الذي بدأت عدن تنفتح ويتعرف أبناؤها على الرياضة.. صحيح أن هناك إجماعا على أن أول نادٍ كسب صفته كناد كان عام 1905م وذلك النادي هو الـ (M . C . C) أي الاتحاد المحمدي.. الذي هو التلال الرياضي حاليا، وهو أيضا الكيان العظيم لأندية كريتر / صيرة التي اتحدت وتشكلت على مدى مراحل الدمج وهي: الأحرار والقطيعي والحسيني والشباب الرياضي والعيدروسي والأهلي والخساف والطويلة والأمل والسلام والتضامن وشباب الحسيني.
كما لا ننسى أن لعبة التنس الأرضي في مدينة كريتر/ صيرة قد تأسست في عام 1902م، وهناك أندية ومراكز ثقافية ورياضية كثيرة في هذه المدينة، وإن توسعنا في تعريف الأنشطة الرياضية المختلفة التي اشتهرت في عدن كلعبة (الهوكي) والكريكيت؛ فإن هذه الألعاب قد عرفتها عدن منذ زمن بعيد، وإذا جاز لنا الاستناد والتعرف إلى شيء من هذه التكوينات والحقب الزمنية التي عرفتها الساحة الرياضية العدنية؛ فإن الرياضي الأول الأستاذ القدير الوالد عبده علي أحمد (رحمه الله) سكرتير الجمعية العدنية الرياضية ورئيس نادي القطيعي يذكر في الكتاب القيم الخاص بسيرة حياته الزاخرة.. (الرياضي اليمني الأول ... عبده علي أحمد) أنـَّه "في عام 1936م أسس مع مجموعة من الزملاء أول نادٍ للعبة الهوكي باسم (نجوم الليل)". ورغم اللمحة القصيرة عن بعض الأندية العدنية (وليس كلها.. فقط لأن الحديث جرنا إلى نقطة البداية التي أشيع فيها أن عدن عرفت الرياضة من تاريخ إشهار أول نادٍ وهو الـ (M . C . C)، إلا أن هناك بعضـا من الشواهد التي تشير إلى أن عدن عرفت الرياضة في وقت مبكر، أي قبل عام 1905م، فملعب الفقيد حسين سالم باوزير (رحمه الله) بالمعلا تم بناؤه عام 1892م أثناء حكم الملك جورج الخامس ملك بريطانيا، فهذا الملعب القائم والماثل للعيان يشهد أن لعبة كرة القدم عرفتها عدن قبل العام 1905م، وصحيح أن ممارسة اللعبة في القرن قبل الماضي كانت محصورة بين الإنجليز وعمال المعسكرات (المعسكرات الإنجليزية)، حيث أن مبنى صحيفة 14 أكتوبر بالمعلا كان ثكنة عسكرية إنجليزية، وهذا ما يؤكد أن الإنجليز قاموا ببناء ملعب المعلا لكي يُمارس الجنود هوايتهم مع عمال المعسكرات من أهالي عدن في لعبة كرة القدم.
ولكي لا تغيب عنا الأهمية التي كانت تحظى بها الرياضة بشكل عام (ليس فقط كرة القدم) فإن الألعاب الرياضية المختلفة كانت لها ملاعب وساحات شُيـِّدت في جوانب الملاعب الرئيسية في مديريات عدن أو تشييد ملاعب خاصة بتلك الألعاب التي كانت تأخذ مساحتها لإقبال واهتمام الجماهير بها.
فمثلاً ما زلنا نذكر حتى يومنا هذا أنّ ملعب (الهوكي) ما زال معروفا باسمه في مدينة كريتر وموقعه معروف أمام قصر سلطان لحج في منطقة (الرزميت)، ومثل ذلك لعبة (الكريكيت) وملعبها المعروف في منطقة حقات مقر الملعب الجديد للتلال الذي تم بناؤه ضمن منشآت خليجي 20 .. هذه اللعبة التي دخلت هي الأخرى ضمن اهتمامات الأستاذ القدير الوالد عبده علي أحمد، التي ذكرها في الكتاب الذي سبق ذكره، حيث قال في (ص 16): "في عام 1933 مارست لعبة كرة القدم والكريكيت وألعاب القوى" .. الخ.. وفي الصفحة نفسها قال: "كانت المسابقات الرياضية في كرة القدم وألعاب القوى والكريكيت تـُقام بين منتخبات المدارس التي كانت متواجدة في ذلك الوقت وهي : (المدرسة الحكومية ومدرسة القديس يوسف (البادري) (المدرسة الدنمركية) في كريتر.
هذه الوقفات التاريخية لرياضة عدن تدل على أن هناك تاريخا عظيما لعدن في هذا المجال ومن دون شكٍ في مجالات أخرى لا تقل أهمية عن المجال الرياضي. ولنؤكد ما نطرحه أن عدن عرفت كرة القدم والألعاب الأخرى من قبل التاريخ الذي تم اعتباره تاريخ بدء النشاط الرياضي في 1905. ففي كتاب المؤرخ الشهير الأستاذ إدريس أحمد حنبلة (رحمه الله) الذي استعرض أول نشاط رياضي عرفته عدن منذ 1851م.. (تاريخ الحركة الرياضية في عدن) (ص 19) أشار إلى أن: "أول نادٍ لكرة القدم اسمه (نادي الترفيه المتحد .. UNITED RECREATION CLUB)) وكان مؤسسه هو المرحوم يوسف محمد خان (هندي مسلم) (رحمه الله) الذي هاجر مع والده إلى عدن واتخذ من منها وطنا له وتزوج فيها بامرأة يمنية".. وفي مجمل الاجتهادات التي دخلت مجال تسجيل تاريخ رياضة عدن يشير الجميع من دون اختلاف إلى أن أول أندية رسمية تم تكوينها ودخلت مسابقات رسمية هي:
1 . الاتحاد المحمدي.
2 . الحسيني.
3 . الاتحاد الإسلامي (الموالدة).
4 . البامبوت.
5 . نجوم الليل.
6. الشيخ عثمان.
وكانت أول مسابقة تمت بعد تأسيس الجمعية الرياضية العدنية عام 1934م وأطلق على هذه المسابقة (روزاريو) وهو (هندوكي) كان يشغل منصب سكرتير إداري ومالي للجمعية.. كما نظمت مسابقة أخرى عام 1935م أطلق عليها اسم (كأس الملك جورج الخامس) وقد تنافست على هذه المسابقة الفرق نفسها التي تنافست على كأس (روزاريو) عام 1934. * وعائلة (يوسف خان) معروفة بحبها الكبير للعبة كرة القدم في عدن والجنوب.. فالأدوات الرياضية كانت الأندية واللاعبون يشترونها من محلات (أحمد يوسف خان) في شارع الميدان بكريتر.
أشرت في سياق حديثك عن نشوء الحركة الرياضية في عدن إلى دمج أندية كريتر.. وكانت حينها (وحسبما أشرت ما يقارب 12 ناديا)، ويحمل تاريخها حاليا نادي التلال.. فما هي قصة دمج أندية عدن؟ حقيقة قضية دمج أندية عدن اختلف الناس حولها.. ففي ظل الاستعمار البريطاني بلغ عدد الأندية في عدن ما يقارب (62 ناديا) وهي الأندية التي كانت الجمعية الرياضية العدنية تعترف بها.
رغم أن هذا العدد موزع بين فرق (درجة أولى) وفرق (درجة ثانية)؛ إلا أنّ هذا العدد الكبير من الأندية المعترف بها رسميا من قبل الجمعية كان الفهم الذي أشيع من قبل النمظماات السياسية التي كانت تقارع الاستعمار البريطاني وتناضل لرحيله، وكانت هذه المظمات تشيع بأن الإنجليز كانوا يوسعون عدد االأندية لغرض تطبيق سياستهم المعروفة بـ (فرق تسد).
وبعد الاستقلال قامت الجبهة القومية بتقليص الأندية إلى (12 ناديا). وهذا هو الدمج الأول الذي تم عام 1968م، والأندية التي تم الاعتراف بها كأندية رسمية هي :
- في كريتر : 1 . نادي الحسيني. 2 . الأحرار. 3 .الشباب الرياضي. 4 . التضامن المحمدي.
- في الشيخ عثمان : 1 . الشبيبة المتحدة (الواي). 2.الهلال. 3 . الفيحاء. - في المعلا: 1 . الجزيرة. 2 . انتصار شباب الروضة. - في البريقة : 1 . نادي شباب البريقة.
علما بأنّ هذه الأندية تشكلت بعد دمج بعض الأندية ببعضها في المناطق، وخرجت بعض هذه الأندية المذكورة أعلاه بأسماء جديدة مثل (التضامن) والفيحاء.. وبعد هذا الدمج الأولى حصل دمج ثانٍ عام 1973م.. وفي هذاالدمج قلصت الأندية إلى سبعة مع تغيير أسماء بعضها.. وكانت نتيجة هذا الدمج كالتالي:
1 . في كريتر : تم دمج (الأحرار) و(التضامن) تحت اسم (الأحرار)، وتم دمج (الحسيني) و(الشباب الرياضي) تحت اسم (الأهلي). 2 . في المعلا : تم دمج (الجزيرة) و(الانتصار لشباب الروضة) تحت اسم (الجزيرة). 3 . في الشيخ عثمان : تم دمج (الهلال) و(الفياء) تحت اسم (الهلال) وبقي (الواهي) كما هو. 4 . في التواهي : تم دمج (شباب التواهي) و(الشعب) تتح اسم (الشعب). وفي الأخير حدث الدمج الأخير عام 1975م، الذي حدد نادي واحد فقط في كل منطقة (مديرية).. وكانت الأندية كالتالي مع أسمائها الجديدة) : 1 . في كريتر : تم دمج (الأحرار) و(الأهلي) تحت اسم (التلال). 2 . في الشيخ عثمان : تم دمج (الواي) و(الهلال) تحت اسم الوحدة. 3 . في المعلا : تم تغيير اسم (الجزيرة) إلى (شمسان). 4 . في التواهي : تم تغيير اسم (نادي الشعب) إلى (الميناء). 5 .

في البريقة : تم تغيير اسم (شباب البريقة) إلى (الشعلة). هذه المراحل التي عُرفت بمراحل دمج الأندية أثير ولها جدلاً طويلاً، وذهب بعض إلى تصنيف هذه الإجراءات بأن السلطة في ظل الحكم الشمولية إبان (حكم الحزب الاشتراكي للجنوب) سعت من خلال هذا الدمج إلى سيطرة (أمن الدولة) على الأندية من خلال تقليص عددها.. وهذا الإدعاء المعاكس أطلقته (الجبهة القومية) في ظل الاستعمار وتوسيع عدد الأندية في عدن لكي يحكم الاستعمار قبضته على حركة الشباب داخل الأندية يصور هذا الاعتقاد أن هناك توجهـًا فوقيـًا سلطويـًا من قبل حكم الإنجليز وحكم (الحزب الاشتراكي اليمني).. لكن هناك قضية قمت شخصيـًا بإثارتها بعد أن خصني فنان الشعب الأستاذ القدير / محمد مرشد ناجي ملف مهم جدًا فيه مساعٍ لدمج أندية الشخي عثمان في العام 1966م، ويكشف هذا الملف بما فيه من رسالة مهمة جدًا من جميع أندية الشيخ عثمان بموافقتها على مبادرة الأستاذ القدير / محمد مرشد ناجي لدمج أندية الشيخ عثمان.. وقد تم تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص تكون مهمتهم تجميع أندية الشيخ عثمان وإدارة اجتماعاتها للوصول إلى هدف (توحيد أنديةالشخي عثمان) والجلنة مكونة من الأساتذة التالية أسمائهم : 1 . الأستاذ محمد مرشد ناجي – رئيسـًا. 2 . الأستاذ إدريس أحمد حنبلة – سكرتيرًا.
3 . الأستاذ عثمان خضر – عضوًا. وفي واحدة من وثائق ذلك الملف الذي شفني وخصني به الأستاذ القدير والفنان الكبير / المرشدي تشير تلك الوثيقة إلى أنّ أسطورة الكرة اليمنية والمصرية الكابتن / علي محسن مريسي (رحمه الله) قد حضر الاجتماع الأول الذي ترأسه الأستاذ / المرشدي وأعضاء اللجنة مع جميع ممثلي أندية الشيخ ع ثمان، وهذه الواقعة تدل أن دمج أندية عدن كان طوعيـًا مثلما كان انتشار أندية عدن في حقبة الاستعمار يعكس توسع نشاط الشباب ورقي مكانته.. ويكفي أن نلقي نظرة على مراسلات أندية الشيخ عثمان الموجهة إلى الأستاذ القدير / محمد مرشد ناجي كنماذج نطلع خلالها على مستوى وعي أندية عدن الذي توضحه لنا هذه السائل التي تحمل شعارات فنية وأدبية لنشاط تلك الأندية.. كما أن القيادات التي ذيلت تلك الرسائل بأسمائها تدل دلالة واضحة أن قيادات أندية عدن هي نخبة من المثقفين والرموز الوطنية والرياضية التي كانت (وبعضها ما زال على قيد الحياة أمدهم الله بالصحة وطول العمر)، قيادات وطنية ورياضية واجتماعية يتشرف الشباب بالاقتداء بها.. وما سبق ذكره فإن دمج أندية عدن هو دمج طوعي نابع من قناعة الأندية بتوحيد قدراتها ورفع مستواها الإداري والفني، ومثلما أشارت وثائق الأستاذ المرشدي هناك إشارة واضحة أخرى في كتاب الأستاذ هاشم عبدالرزاق الوحصي بعنوان (التلال العميد) حيث تشير في ص (11) إلى أنـّه قد جرت مشاورات لدمج ناديي العيدروسي والأهلي عام 1952م.
متى كانت اعتزالك للكرة كابتن أحمد؟ لم أعتزل لعبة الكرة وأتوارى بعيدًا عنها، ولكن هناك عوامل أجبرتني على التوقف بشكل نسبي عن مزالتها، فالإصابة التي تعرضت لها (تمزق عضلي) إلى جانب تحملي مسئولية الأمانة العامة لنادي الجزيرة عام 1968م إثر انتخابات تمت للجمعية العمومية لنادي الجزيرة كان لكل ذلك تأثيره الكبير على استمراري في الفريق الأول لنادي الجزيرة، رغم أنني ظللت لاعبـًا في الفريق لتحضير اللاعبين الشباب الذين انخرطوا في الفريق الأول، وتم ترقيتهم من فريق الناشئين والشباب الذين أخذوا بطولته في دوري الشهيد سالم عمر (رحمه الله) عام 1972م في مباراة نهائية ضد فريق الهلال، ولكن تم فعليـًا ترك اللعبة بشكل نهائي عام 1972م بعد أن تم انتخابي رئيسـًا لنادي الجزيرة (حينها).