المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب من كرسي العلم إلى أحضان المجهول


nsr
04-27-2012, 11:29 PM
كتبها صبر - SBR ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])

الأحد, 12 أغسطس 2007 06:44


صوت الجنوب/صحيفة الايام العدنية: فردوس العلمي/2007-08-12
شباب من كرسي العلم إلى أحضان المجهول
من كرسي الجامعة إلى رصيف الشارع فهل درسنا كل هذا السنوات لنجد لأنفسنا مكانا على الرصيف ؟» سؤال آلمني حين تررد على شفاه أكثر من شاب وفتاة أنهوا سنوات

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
مجموعة من شباب المعلا عاطلون عن العمل لأكثر من عشرة أعوام
«من كرسي الجامعة إلى رصيف الشارع فهل درسنا كل هذا السنوات لنجد لأنفسنا مكانا على الرصيف ؟» سؤال آلمني حين تررد على شفاه أكثر من شاب وفتاة أنهوا سنوات دارسة ذاقوا خلالها كل الظروف الصعبة، ورغم هذا قاوموا لكي يتسلحوا بالعلم والمعرفة وينهوا دراستهم بتفوق ليكونوا ذوي فائدة للوطن، وحين انهوا دراستهم وجدوا أنفسهم عالة على الوطن وعلى أسرهم ويفترشون الرصيف.

مجرد رسالة تضمنت شكوى من عمال الحراج في مديرية المنصورة كانت لنا فاتحة لهذا التحقيق عن حال شباب من كلا الجنسين يقفون بيأس لينظروا إلى سنوات العمر تتسرب منهم كما تتسرب قطرات الماء من قبضة اليد وهم ينتظرون فرصة عمل .

«الأيام» اتجهت إلىسوق الحراج بمديرية المنصورة لتستطلع الوضع عن كثب، وتنقل لكم في السطور القادمة حكايات شبابية من سوق الحراج ومن طرقات محافظة عدن ومحلاتها التجارية .. حكايات ربما تكون مؤلمة ومحزنة ويحس بها الكثير ممن لديهم ضمير إنساني لم يمت بعد ليجدوا حلا لهولاء الشباب .. رأس مال الوطن .

> عصام محمد شمسان خريج 1998م تخصص نجارة من معهد الإنشاءات، متزوج وأب لطفل، قال:

«قدمت ملفي في كل مكان دون جدوى .. أبي كبير في السن ويعمل في المؤسسة العامة للمياة وقد قدمت ملفا للمؤسسة لتوظيفي بدل الوالد بعد خروجه للمعاش ولكن لم أوفق».

وأضاف: «نحن محرمون من كل شيء، لم نحصل حتى على بقعة أرض، بيوتنا تتكون من مخزن ودارة ونرغب بالتوسع» ويتساءل «يرضي من وضعنا نحن الشباب؟» عصام له رأي لمدير الكهرباء «فصل التيار الكهربائي بعد وصول العداد إلى خمسة آلاف ريال حتى لا تتراكم مئات الآلاف ديونا على الموظف». ويضيف «أعطونا فرص عمل و قطعة أرض ونحن سوف نتكفل ببنائها حتى لو بعنا بيوتنا (ابو مخزن ودارة)» .

> ناصر فضل علي أحمد لم تسمح له الظروف أن يكمل دراسته، ولكن الزمن أكسبه الخبرة في مجال السباكة والكهرباء ورغم هذا لم يحصل على وظيفة، وناصر يوجه رسالة إلى الحكومة والمسؤولين في المحافظة والعاصمة صنعاء «هل تعلمون أن الشباب عاطلون عن العمل؟ إلى متى سنبقى هكذا؟ وهل هناك من سيقف مع الشباب، فشباب عدن يذهبون إلى صنعاء للبحث عن وظيفة ويخسرون أكثر من (30) ألف ريال ويعودون كما ذهبوا .. فإلى أين ترغبون أن يذهب الشباب ؟

نريد حلا فقد مرت سنوات ونحن ضائعون في هذه المحافظة».

وناشد الأخ أحمد محمد الكحلاني وقيادة محافظة عدن توفير فرص عمل للشباب.

تلك كانت آراء شباب أنهوا تحصيلهم العلمي منذ سنوات .. فما هي طموحات الخريجين الجدد؟

> أحمد عبدالجبار، بكلاريوس كلية التربية، خريج جديد «فاقد الأمل في الحصول على عمل» حسب قوله وهو يعمل منذ زمن بائعا في سوق السمك، ورغم هذا أنهى دراسته. ويضيف «70% من خريجي الجامعات قبلنا بلا عمل فكيف سنحلم بالوظيفه؟».

> مازن محمد أحمد، خريج 2007م تخصص تكنلوجيا معلومات، كلية الهندسة جامعة عدن، لديه الكثير من الأمنيات منها «أن تفتح الدولة مراكز لتدريب الخريجين للحصول على خبرة عملية تؤهلهم لتطبيق ما تعلموه في الجامعة للحصول على وظيفة في الشركات الخاصة». ويضيف: «مناهج الكلية عبارة عن حشو لا يمكن القول إنها دراسة عملية بحيث يتخرج الطالب إلى سوق العمل لينفذ ما تعلمه .. وأتمنى من الدولة أن تتفهم موقف الخرجين ويجدوا لنا حلولا عملية، ونحن لا نلوم الشركات الخاصة التي أهم شروطها الخبرة ولكن لومنا ينصب على الحكومة ونقول لها وظفونا أو دربونا لكي نحصل على الخبرة ونجد لنا مصدر دخل.. وأكثر ما أتمناه أن أعمل في مجال تخصصي».

> معين سلام خريج جديد 2006م كلية التربية تخصص لغة انجليزية يقول «نظام المفاضلة كنظام يعتبر جيدا وسيقضي على الرشى والوساطة، وسيضمن الشباب حقهم في التوظيف».ويتساءل معين «هل على الشاب أن ينتظر التوظيف من الدولة، ربما يكون هذا واجب الدولة ولكن علينا كشباب أن نتحرك للبحث عن فرص عمل لتطوير المهارات واكتساب المعرفة والخبرة». وعن استراتيجية التوظيف يقول «فيها الكثير من المحاور التي تصب في المشاكل التي يعانيها الشباب كالبطالة وقلة التدريب والتأهيل والعولمة، ولكن يبقى تنفيذ الخطوات العملية».وحسب قول معين «زيادة الاستثمار، والجمعيات الداعمة للمشاريع الصغيرة كلها تعطي فرص عمل للشباب للبحث عن بديل للوظيفة الحكومية» .

ويضيف «أن الفراغ قاتل للشباب وينصح الشباب بضرورة الاستفادة من الوقت في ما ينفعهم ويطور من مهاراتهم وتكوين الذات» مؤكدا أن العولمة الاقتصادية تؤثر على الشباب، طالبا من الدولة «أن تترجم الاستراتيجية من خلال ايجاد مشاريع عملية للشباب وتكثيف التدريب والتأهيل فكل ما يتعلمه الطالب في مقاعد الدراسة نظري يفتقر إلى التطبيق».

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]أحد المواقع التي ينام عليها الشباب
الخريجات كان لهن رأي فماذا قلن؟

> أمام أحد المحلات كانت تقف تبحث بين الفترينات عما يناسبها.. سألتها هل أنت طالبة جامعية؟ ضحكت وقالت «كُنت» سالتها مرة أخرى هل أنت موظفة؟ ضحكت بهستيريا وقالت «اتركيني بحالي لا تذكري الحزينة البكاء».

استرسلت معها بالكلام وهي تتحدث بألم وتقول «اسمي سوسن، بكلاريوس حقوق عام 1998 من إحدى الجامعات اليمنية».. سألتني «لماذا تسألين؟» قلت لها اكتب استطلاعا للصحيفة فسألتني «أي صحيفة؟»قلت لها «الأيام» فابتسمت وقالت «ليت صوتنا يصل عبركم، فقد ضاع شبابنا منا.. كانت لي أحلام حين كنت على مقاعد الدراسة، وكنت أري نفسي أصول وأجول في قاعات المحاكم، أترافع وأدافع عن الحق ، وكنت في أحلامي بطلة ولكن صحوت من حلمي لأجد نفسي عانساً عاطلة عن العمل، بعد أن فضلت الدراسة على الزواج، وهأنا أنظر إلى شهادتي ذات التقدير العالي دون فائدة». تحركت من أمام وحين ابتعدت خطوت سألتها سوسن من؟ فغمغمت بكلمات وهي تختفي «سوسن والسلام».

> نهلة علي غالب، تخصص فلسفة وعلم نفس، بعد أربع سنوات من التخرج تجد نفسها بائعة في محل، تقول: «قدمت ملفي بعد التخرج بعام وحتى الآن لم مازالت في قائمة الانتظار.. وقد خدمت لمدة عام كمراقبة في كلية العلوم التطبيقية، وعملت مدرسة في مدرسة خاصة لمدت ثلاث سنوات في العاصمة صنعاء ومتطوعة في إحدى ثانويات المعلا على أمل التوظيف ولكن دون جدوى». وتوضح قائلة: «قدم لي أخي ملفاً في التربية محاولا المساعدة دون فائدة، وهأنت ترينني مجرد بائعة في محل».

نهلة كانت تعمل بائعة في محل لبيع الورود كما تقول وانتقلت إلى محل لبيع البخور، كما عملت بائعة في محل لبيع العطور، ومما يخفف عنها وجع انتظار الوظيفة أنها أبت إلا أن تكون بين الروائح الجميلة تنتظر التوظيف.. تقول نهلة «رضينا بالأمر الواقع ونحاول أن نعتمد على انفسنا فنحن ليس لنا القدرة على شراء وظيفة».

> حُسن . م . ق، تخصص جغرافيا كلية الآداب جامعة عدن، تقول «مضى على تخرجي عشرة أعوام وحتى الآن لم أجد وظيفية رغم أن ملفاتنا في الخدمة المدنية واستخرجنا قيد العمل ونعمل كل عام على تجديده وللأسف لم نحصل على وظيفة بحجة أن تخصصنا غير مقبول». وتتساءل حُسن «إذا كانت تخصصاتنا غير مقبولة لماذا تم افتتاح هذه التخصصات وجعلونا نضيع أربعة أعوام من أعمارنا؟» وتضيف: «كانت أسرنا تأمل أن نتخرج ونخفف عنها الأعباء ولكن خيبنا آمالهم ولم نستطع أن نرد لهم جزءا مما وهبوه لنا».

سألت خريجين جدداً عن طموحات وآمال المستقبل فوجدت الجميع يتحدث بلسان واحد ولغة واحدة هي لغة الياس وقلة الحيلة.

وأجمع كل من التقيتهم «لم يعد لنا حلم بعد أن رأينا أحلام زملائنا تنهار وتتكسر على أرض الواقع».. ورأينا جامعيين ينامون على الرصيف في انتظار من يتصدق عليهم بعمل لا يكفي أجرة قوت يوم وهم لديهم في الشهر (30) يوما.. تحركت وبداخلي الكثير من الألم وأنا أرى زملاء دراسة كانوا يجتهدون ليصبحوا شيئا فوجدوا أنفسهم لا شيء.نتمنى أن تثمر جهود الدولة ممثلة بقيادة محافظة عدن في انتشال الشباب وتحسين وضعهم الاقتصادي بالمحافظة من خلال برنامج القروض الميسرة، ونأمل أن نرى مشاريع كثيرة تمنح الأمل للشباب .. قادة المستقبل وأمل الوطن.