المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب ... والمخرج الآمن له .. الكاتب أكرم باشكيل


أبو محمد
10-04-2012, 12:58 PM
في 2012/10/3 22:22:45

المكلا أونلاين - خاص


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] g ([فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات])

الجنوب ... والمخرج الآمن له

بقلم : أكرم أحمد باشكيل


بينما القضية الجنوبية اليوم على طاولة التداول الدولي والإقليمي تفاوضيا وهي تضيق شيئا فشيئا نحو رؤية واحدة للحل نجد أن بون الإختلاف يزداد في إدارة دفة قيادات العمل السياسي المنصبة نفسها ب( الزعامات الجنوبية) وهي مفارقة غريبة وعجيبة في آن معا بإتجاه مايقابله من إنحسار وتآكل الجبهة الشعبية العريضة مع بقاء السخط الشعبي العارم إلامن تصرفات بعض إن لم نقل كل قياداته في سبيل تعزيز أدوارها ( النضالية) نحو التهيأة لأدوار التفاوض الدولي والإقلايمي تمثيلا ..!!
المراقب للأحداث اليوم يرى ذات المشهد الستيني من القرن المنصرم يتكرر ربما ببعض من مخلفات شخوصه القديمة الجديدة حين الصراع على أشده على إختطاف التمثيل الجنوبي ل(إستقلاله) وهو مدعاة للتأمل في تركيبة الصورة ومفضايتها بالمطلق حيث ذهبت قوى ساهمت في تهيأة الملعب المحلي لحدث الخروج الآمن من إستعمار غاشم وحطت رحالها الى حيث ماذهبت قوى اليوم بالساحة إليها دون بصيرة بما كان وما يكون من توابع لها أولا في قادم الأيام كمستقبل سياسي لمكونها ...!!
اليوم المتبصر بأمر البلاد والعباد يرى إن رهان القيادة على الأجندة الخارجية هو المعول الأساسي لها وبالتالي فقد وضعت كل نضالها ( إن يكن ذلك النضال صفة لها ) في سلة واحدة لاغير وهو مايعني حصر إن لم نقل حشر نفسها في زاوية ضيقة وماذاك الصراع البيني الذي نشهده لها إلا نتاج من نتاجات ذلك الحصر الذي وقعت فيه ..!!
الأمور تتجه في الساحة الجنوبية اليوم نحو حلحلة للقضية الجنوبية وإنتهاء فترة إرهاصاتها وبداية مرحلة الفرز نحو روافع فكرية وسياسية وتنظيمية أكثرا نضجا من ذي قبل وهو مبعث التفاؤل مع كل هذا الغث الذي نراه ..فالحركة الشعبية الإحتجاجية العفوية قد أتت أكلها في مرحلتها التي أخذتها بإمتياز وهو ماأفرز تأصيل لعمل نضالي شبابي عفوي بدأ اليوم نضجه وقطف ثماره اليانعة ...!!
السؤال الذي يبرز هنا هل ثمة فرصة تعطيها القيادات ( الهرمة) للمكونات الشبابية في قيادة دفة العمل السياسي ..؟؟!! وهل لديها قناعات بقدرة هذه الشريحة المهمة التي تحملت عبء كل هذه الحركة الشعبية العفوية على تخطي أو لنقل تجاوز صعابها وصولا بها نحو دفة القيادة وترك الأمور لها لصنع تاريخها النضالي السياسي ومستقبلها الآمن ..؟؟!!
القضية الجنوبية بحاجة الى رؤية مغايرة لما حدث في ستينيات القرن المنصرم فالزمان ولا المكان يستوعبان تكرارماحدث ولا الشخوص قادرة بذاتها على إنتاج جديد وإبتكار وسائل حديثة كل مانراه اليوم هو حالة من الإجترار الذاتي المعيب في حقها وحق الوطن برمته ...!! هناك فقط نحن يجب علينا جميعا أن نحث الخطى نحو فتح كوة جديدة بأقل الكلف يخرج بها الجنوب مماهو عالق فيه بسبب أبنائه...!! كما نحن دخلنا من كوة نفق قولدمور بعدن نحو متاهات لازلنا نتخبط فيها ونقاسي ويلاتها الى اليوم ..!!
القضية وعدالتها لايختلف عليها إثنان .. ورافعها السياسي واضح ومنزعها الأيدلوجي ربما هو في ضبابية لكنه لايشد الى الماضي بأي حال من الأحوال بالمطلق ..!! بقي أن تتفق كل القوى على هدف الإستقلال وتكوين الدولة الفدرالية الجنوبية بكل هياكلها ومشاريع أنظمتها ثم نذهب الى هذا الشعب صاحب الكلمة الفصل في من يدير أموره ... وهنا فقط نتخلص من كل التبعات الدولية والإقليمية التي ستكون وبالا علينا إن أعطيناها حق تقرير مصيرنا ... ولنا في دروس التاريخ عبرة لمن يعتبر ...!!

اكرم احمد باشكيل
3 / اكتوبر 2012م